وُلد عباس في قرية عين غزال الفلسطينية بالقرب من حيفا في 2 ديسمبر 1920،[8] وفيها درس على يد أستاذ الدين تقي الدين النبهاني، وكان يحضر خطب عز الدين القسام في مسجد الاستقلال،[11] وفيها أنهى المرحلة الابتدائية. طرد سكان القرية من قبل المستعمرين الإسرائيليين في عام 1948 وقت حرب عام 1948، وتم تدميرها لاحقًا خلال عملية شوتر. عندما كان طفلاً، كانت الكتب الوحيدة في منزل عائلته هي القرآن وموسوعة عربية شهيرة من القرن الخامس عشر تُعرف باسم المستطرف. غالبًا ما حزن عباس عندما كان يسمع اسم هذا الأخير بسبب الذكريات التي ربطها به.[12] نشأ عباس في فلسطين، أكمل دراسته الثانوية في حيفاوعكا قبل أن يلتحق بالكلية العربية في القدس من عام 1937 إلى عام 1941.[9] ثم أمضى عباس السنوات الأربع التالية في التدريس في كلية في صفد وحصل على بكالوريوس الآداب في الأدب العربي من جامعة القاهرة في عام 1950. وتأثر ثقافيًا بمجلة الرسالة في مطلع شبابه إذ سماها «المعلم الأكبر»، ففيها كان يكتب نخبة من الأدباء والمثقفين العرب أمثال طه حسينومصطفى الرافعيوأحمد حسن الزياتوزكي مبارك.[11]
كان عباس غالبًا في قلب الحياة الفكرية أينما كان، وكانت الصداقة الحميمة مع زملائه جزءًا مهمًا من حياته. كان عباس مشاركًا مهمًا في تجمعات مقهى نجيب محفوظ في القاهرة خلال الخمسينيات والستينيات.[8] في خضم الحرب الأهلية اللبنانية عام 1981، ربما كان النشاط الفكري الأبرز في بيروت المستمر رغم الصراع هو لقاء أسبوعي للمثقفين والأكاديميين في منزل عباس.[13]
توفي عباس في عمان، الأردن في 29 يناير 2003، عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. في 14 كانون الأول 2005، أقيمت ندوة لمدة يوم في جامعةبيرزيت على شرف ولمناقشة إنجازات عباس الحياتية وإسهاماته في مجالات الدراسات العربية والإسلامية. تضمن الحضور باحثين زائرين من جامعة الخليل، وجامعة بيت لحم، وجامعة النجاح الوطنية.[14]
كان عباس منتقدًا للتركيز على الانقسام بين الشمال والجنوب العالميين، مؤكداً على ضرورة تحسين نوعية الحياة في العالم الثالث بدلاً من الصراع بين الشمال والجنوب. كما دافع عباس عن المساهمات في الدراسات العربية والإسلامية التي قدمتها الأبحاث الإسرائيلية وفقًا له، وفي إحدى المرات رد غاضبًا عندما قال طالب أن الأكاديميين الإسرائيليين غير قادرين على إتقان اللغة العربية، وهو ادعاء اعتبره عباس «عنصريًا».[8]
يعتقد عباس، مثل معظم مؤرخي الأدب العربي الآخرين، أن السيرة والسيرة الذاتية في اللغة العربية تميل إلى اختزال الموضوع إلى نوع وليس إلى فرد. كما أيد المشاعر القائلة بأن وصف المدينة كنوع أدبي وتفاصيل الحياة الحضرية في الشعر العربي يكشفان التحيزات الأيديولوجية للكاتب.[15] كان عباس أيضًا مدافعًا عن كتاب المواكبلجبران خليل جبران، واعتبره مقياسًا للأدب الذي أنتجته حركة النهضة العربية في الولايات المتحدة.[16]
كان غزير الإنتاج تأليفا وتحقيقا وترجمة من لغة إلى لغة؛ فقد ألف ما يزيد 25 مؤلفا بين النقد الأدبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الأدب والنقد والتاريخ. ووصل مجموع أعماله إلى 100 عمل،[2] وقد كان مقلا في الشعر لظروفه الخاصة كونه معلما وأستاذا جامعيا، وقد أخذه البحث الجاد والإنتاج النقدي الغزير من ساحة الشعر والتفرغ له.
كان عباس رجل أدب مشهور وكاتبًا غزير الإنتاج خلال حياته. أعاد نشر معجم السيرة الذاتية لابن بسام من القرن الثاني عشر، الذي خصص لمفكري شبه الجزيرة العربية، وحرره في ثمانية مجلدات ضخمة.[17] حلل عباس شعر عبد الوهاب البياتي وأهمية إشارات البياتي إلى سيزيفوبروميثيوس. رأى عباس الإشارات على أنها رمزية فلسفية، بينما ربطها موريه بسقوط الحزب الشيوعي العراقي.[18] ساهم عباس بشكل كبير في تاريخ الأدب والكتاب العرب، وكان مسؤولاً عن جمع أعمال عبد الحميد الكاتب عام 1988،[19] وكشف عن رسائل مؤرشفة بين السكرتير الأموي وآخر خليفة أموي مما سلط الضوء على الأعمال الداخلية للخلافة في أيامها الأخيرة.[20] كان أيضًا أحد الكتاب القلائل الذين قاموا بتحليل نقدي للخوارج. على الرغم من تحفظه في الكشف عن معتقداته الخاصة، فقد تمسك عباس بالإسلام السني ومال إلى المذهبالظاهريفي الفقه الإسلامي. كان مسؤولاً عن إحياء أعمال ابن حزم، أحد الفلاسفة الرئيسيين للمذهب وللإسلام بشكل عام، وتحرير العديد منها وإعادة نشرها، بل وكشف أعمال غير منشورة سابقًا عن نظريات ابن حزم القانونية من أرشيفات مختلفة؛ يعتبر إصدار عباس عام 1983 لطبعته من كتاب ابن حزم في النظرية القانونية «إحكام» لحظة مهمة في تاريخ الفكر العربي والإحياء الحداثي للمنهج القانوني الظاهري.
شهادة دكتوراة فخرية في الاداب الإنسانية من جامعة شيكاغو، 1993
جائزة «مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي»، 2002
كما كرمته وزارة الثقافة المصرية و«مؤسسة عبد الحميد شومان»؛ قلَّده رئيس الجمهورية اللبنانية «وسام الأرز من رتبة فارس» عام 1999. فيما قام ملتقى فلسطين الثقافي بإنشاء «جائزة إحسان عباس للإبداع والثقافة» تخليدا لذكراه.[73]
^Einboden, J. ""Call me Ismā'īl": The Arabic Moby-Dick of Iḥsān 'Abbās." Leviathan, vol. 12 no. 1, 2010, p. 4
^Suheil Bushrui, "Jubran Khalil Jubran." Taken from "Essays in Arabic Literary Biography: 1850–1950," p. 184. Vol. 3 of Essays in Arabic Literary Biography, Band 17. Eds. Roger M. A. Allen, Joseph Edmund Lowry and Devin J. Stewart. Wiesbaden: Harrassowitz Verlag, 2010. (ردمك 9783447061414)
^ ابجدهلورانس كونراد, "Ihsan Abbas: Custodian of Arabic Heritage and Culture." Al-Qantara, vol. xxvi, iss. #1, pp. 5–17. 2005.
^Ulrich Marzolph, "Medieval Knowledge in Modern Reading: A Fifteenth Century Arabic Encyclopedia of Omni Re Scibili." Taken from Pre-modern Encyclopaedic Texts: Proceedings of the Second Comers Congress, Groningen, 1–4 July 1996., pg. 407. Ed. Peter Binkley. Leiden: Brill Publishers, 1997. (ردمك 9789004108301)
^Ulrich Marzolph, "Medieval Knowledge in Modern Reading: A Fifteenth Century Arabic Encyclopedia of Omni Re Scibili." Taken from Pre-modern Encyclopaedic Texts: Proceedings of the Second Comers Congress, Groningen, 1–4 July 1996., pg. 407. Ed. Peter Binkley. Leiden: Brill Publishers, 1997. (ردمك 9789004108301)النظام القياسي الدولي لترقيم الكتب9789004108301
^Peter C. Scales, The Fall of the Caliphate of Córdoba: Berbers and Andalusis in Conflict, pp. 18–19. Vol. 9 of Medieval Iberian Peninsula: Texts and studies. Leiden: Brill Publishers, 1993. (ردمك 9789004098688)
^Shmuel Moreh, Modern Arabic Poetry: 1800 – 1970; the Development of Its Forms and Themes Under the Influence of Western Literature, p. 256. Vol. 5 of Studies in Arabic literature: Supplements to the Journal of Arabic Literature. Leiden: Brill Publishers, 1976. (ردمك 9789004047952)
^Ehsan Yarshater, "The Persian presence in the Islamic world," p. 57. Vol. 13 of Giorgio Levi Della Vida conferences. Eds. Richard Hovannisian and Georges Sabagh. Cambridge: Cambridge University Press, 1998. (ردمك 9780521591850)
^Ṣāliḥ Saʻīd Āghā, The Revolution which Toppled the Umayyads: Neither Arab Nor ʻAbbāsid, p. 200. Vol. 50 of Islamic History and Civilization Series. Leiden: Brill Publishers, 2003. (ردمك 9789004129948)
^Clifford Edmund Bosworth, The Mediaeval Islamic Underworld: The Banū Sāsān in Arabic Society and Literature, p. vii. Part 2 of The Mediaeval Islamic Underworld: The Banū Sāsān in Arabic Society and Literature. Leiden: Brill Publishers, 1976. (ردمك 9789004045026)