الدار الكبيرة | |
---|---|
(بالفرنسية: La Grande Maison) | |
المؤلف | محمد ديب |
اللغة | الفرنسية |
تاريخ النشر | 1952 |
|
|
تعديل مصدري - تعديل |
الدار الكبيرة هي رواية للكاتب محمد ديب صدرت عام 1952 عن دار النشر سوي. وهي الجزء الأول من ثلاثية الجزائر، والعملان الآخران هما الحريق والنول.[1][2] استغرق محمد ديب أكثر من خمس سنوات لكتابة روايته، وقد نفذت طبعتها الأولى بعد شهر واحد.[3]
تدور أحداث القصة في مدينة تلمسان غرب الجزائر، عام 1939، وتحكي حياة عائلة كبيرة وفقيرة تعيش في ظلّ الاستعمار الفرنسي. البطل، عُمر، هو طفل صغير يبلغ من العمر حوالي عشر سنوات وهو دومًا جائع، أو ببطن الخاوية دائما.[4] يعيش عمر وعائلته في غرفة صغيرة في الدار الكبيرة[ا] أو كما تسمى «دار السبيطار». [5] تعمل الأم عيني بجد لإعالة أسرتها، لكن المال الذي تكسبه لا يكفي حتى لشراء الخبز. وهي في حالة ذهول من شكاوى أطفالها اليومية، وتلعن زوجها الراحل الذي ذهب للراحة وتركها في بؤس. الجدة ماما [ب] تخلى عنها أطفالها؛ فهي فم آخر لإطعامه. من بين كل سكان دار السبيطار، برز حميد السراج، شاب مثقف ومحترم.[ج] فهو بالتالي رمز الثورة والوعي [د]. وأزعج اعتقاله سكان الدار المتواضعة. جمعت الحرب الوشيكة سكان تلمسان في الشوارع. أذهل هذا المشهد عمر ودفعه إلى المستقبل، ليكون رجلاً. وتختتم الرواية بتجمع العائلة حول المائدة لتناول العشاء. ابتسامة عمر تقدم بصيص أمل ليوم جديد.
تنتمي رواية "الدار الكبيرة"، التي صدرت عام 1952، إلى الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية أو الأدب الكولونيالي كما يطلق عليه البعض.[6]
تُقدم رواية «الدار الكبيرة» صورةً مُؤثرةً لحياة عائلةٍ فقيرةٍ . من خلال هذه العائلة، يُسلط ديب الضوء على معاناة الشعب الجزائري، ويُعبّر عن آماله في الحرية والاستقلال.[7] ففي زمن الجزائر المُسْتَعمرة، كان الفقر والجوع يستهلكان الأجساد والعقول. منذ بداية الرواية حتى نهايتها، لم يعد الأمر سوى إيجاد القليل من الخبز لإشباع الجوع. وهكذا يصبح الخبز غاية في حد ذاته. عمر طوال الرواية لم يتوقف عن التفكير في الخبز.[8] هذا الجوع يحول الشخصيات. عيني، على سبيل المثال، أصبحت «غير إنسانية» حتى تجاه والدتها التي عاملتها بوحشية. يتغير سلوكها بفضل السلال المليئة بالخضروات واللحوم التي أعادها ابن عمها مصطفى. خلال الأيام التي تلت ذلك، بقيت عيني لفترة أطول مع جدتها. ولم تتجادل المرأتان أكثر. توقفت الجدة عن أنينها. كان عيني متفهمةً. الغذاء لديه القدرة على تحويل نفسية الإنسان.[9]
الرواية جزء من قصة واقعية للحياة اليومية لأهل تلمسان. موضوع المؤلف هو إظهار واقع المستعمر لتعزيز الوعي.[10][11] والموضوع السائد في هذه الرواية هو الجوع[12] والفقر.[13]
كان يكفي أن يكون لديها قليل من الفحم، عند المساء، حتى تملأ الحلة ماء، وتدع الماء يغلي على النار . وتطلب إلى أولادها الذين ينتظرون بفارغ الصبر، أن يهدأوا قليلا. انها تقول لهم من حين إلى حين:
- اصبروا قليلا .
فكان الأولاد يزفرون زفرات اذعان. وكان الوقت ينقضي .
- سيكون الطعام جاهزًا بعد لحظة.
وصف لويس أراغون، شاعر فرنسا، ثلاثية محمد ديب بأنها «مذكرات الشعب الجزائري».[14] ولا يختلف جوهر الرواية عن نفس المشكلة الني عالجها مولود فرعون في سردياته عيد الميلاد.[15]