الزيمة من أعمال مكة المكرمة، وعلى بعد مرحلة منها، بأسفل وادي نخلة، على طريق مكة الطائف القديم، تبعد عن مكة قرابة 40 كيلومترا، حيث تمتد على وادي نخلة من الشرق إلى الغرب بمسافة 10 كيلومترات تقريبا، وتتسع وتضيق شمالاً وجنوباً من 4 كيلومترات إلى كيلومترين تقريبًا، وهي منعطف بين امتداد جبال عدة يتجه سيله من الشرق إلى الغرب. تشير معلومات كتب التراث العربي إلى أن نشأتها تعود إلى العصر العباسي الأول. وقد اشتهرت الزيمة بمياهها العذبة ومروجها الخضراء وبساتينها الغناء. واسمها مأخوذ من كونها تشرب الماء من أرضها وفي أرضها وهذا المعنى من معاني الاكتفاء الذاتي. وكذلك اشتهرت بأنها كانت تتفرق منها الطرق القديمة بين مكة والطائف. وموقعها يعد مركزا تدور حوله مواقع القرى الزراعية الملتفة حولها وبعدها عن مكة المكرمة وجدة والطائف وأهميتها على طرق القوافل القديمة.[3][4]
تعد الزيمة المرحلة الأولى من مكة على نظام القوافل القديمة عن طريق نخلة اليمانية، ونخلة اليمانية معروفة بأسفلها قرية الزيمة، وبأعلاها قرن المنازل.[3][4]
يقول ابن دهيش: وأصل نخلة واد رأسه من البوباة (البهيتة اليوم) عند بلدة قرن المنازل (السيل الكبير) إلى قرية الزيمة. (تعليقة على كتاب أخبار مكة للفاكهي ـ عبد الملك بن دهيش - 5 / 98).
وفي معجم البلدان «الزيمة قرية بوادي نخلة من أرض مكة فيها يقول محمد بن إبراهيم بن قربة شاعر معاصر لياقوت». (معجم البلدان - ياقوت الحموي -3/165).
مرتعي من بلاد نخلة في الصيـ ف بأكناف سولة والزيمة
و«الزيمة موضع فيه بستان عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة، وكان يغل خمسة آلاف دينار مثقال وفيه حصن للمقاتلة مبني بالصخر». (صفة جزيرة العرب – الهمداني - 131).[4]
(الزيمة) القطعة من الإبل أقلها اثنان أو ثلاثة وأكثرها خمسة عشر ونحوها (ج) زيم يقال ماشية زيم متفرقة وغارة زيم منتشرة. (المعجم الوسيط - ج2- 851).
والزيمة: بنخلة اليمانية وبالكسر: قطعة من الإبل أقلها بعيران وثلاثة وأكثرها خمسة عشر ونحوها. وتزيم: تفرق واللحم: صار زيما زيما واشتد اكتنازه وانضم بعضه إلى بعض كأنه ضد. (القاموس المحيط – الفيروزآبادي - 1445).
والزيمة: بنخلة اليمانية و (الزيمة) بالكسر قطعة من الإبل أقلها بعيران وثلاثة وأكثرها خمسة عشر ونحوها وتزيم الشيء (تفرق) فصار زيما، يقال تزيمت الإبل والدواب قال وأصبحت بعاشم وأعشما * تمنعها الكثرة أن تزيما (و) تزيم (اللحم صار زيما زيما) وأيضا (اشتد اكتنازه وانضم بعضه إلى بعض كأنه ضد والزيزم بكسر أوله وفتح ثالثه). (تاج العروس – الزبيدي - 7751).[4]
عين الزيمة: التاريخية الشهيرة والمعروفة بغزارة مياهها سابقاً: من أهم المعالم التاريخية والموارد المائية في الزيمة عينها، وهي من أشهر العيون في وادي نخلةووادي فاطمة، وانخفاض وارتفاع مستوى الماء الجوفي، يؤثر في انقطاع وعودة جريان العين على مر الأزمان. وتشكل آبار المياه الجوفية رافداً مهما للموارد المائية، وكذلك مياه الأمطار والسيول التي تستخدم للزراعة.
أم الضميران: بسوله وبها بركة ومنشآت ومعمارية قديمة.
المزارع والبساتين: هناك العديد من البساتين بعضها تسقى من العين والمياه الجوفية، والأخرى تسقى من السيول ومياه الأمطار، وتزرع فيها حالياً بعض الخضروات، وتنشط الزراعة فيها بازدياد الأمطار، وجريان السيول، وارتفاع منسوب المياه الجوفية فيها.
الجبال والشعاب والأودية: بالزيمة سلسلة من الجبال الشاهقة التي تتخللها عدد من الأودية والشعاب تغطيها أشجار السلم والسمر والضهيان، ومعظم جبالها الوصول إليها شاق، وأعلى قمة فيها هي قمة جبل الإبرة ومسمياتها ابتداء من يمين الذاهب إلى الطائف على الطريق السريع حتى العودة لنقطة البداية.[3][4]
قلعة الزيمة: تقع القلعة شمال شرق مكة المكرمة بعد 35كم على طريق مكة المكرمة - السيل فوق تل شاهق الارتفاع، ولم يتبقى منه سوى الأطلال، وبُنيت في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله (295-32هـ)وتعتبر القلعة من القلاع المستطيلة الشكل التي ضمت بداخلها العديد من الأعمدة والغرف.[5]