العصر الحديث الأقرب

العصر الحديث الأقرب
2.58 –0.0117 م.سنة مضت
Pleistocene
πλεῖστος-καινός
الرمز Q1
المستوى الزمني فترة
العصر الرباعي
-الحقبة الحياة الحديثة
- -الدهر البشائر
علم الطبقات
البداية 2.58 م.س.مضت
النهاية 0.0117 م.س.مضت
المدة 2.5683 م.س تقريبا
البليوسيني
الهولوسيني
النيوجيني
 
الأقسام الفرعية
المرحلة البداية (م.س)
المتأخر 0.126
التشيباني 0.781
الكالابري 1.8
الجيلاسي 2.58
الجغرافيا القديمة والمناخ
حيوانات البليستوسيني في شمال أسبانيا
حيوانات البليستوسيني في شمال أسبانيا
حيوانات البليستوسيني في شمال أسبانيا
(م.س : مليون سنة)

البليستوسيني أو العصر الحديث الأقرب[1] (باللاتينية: Pleistocene) وغالبًا ما يشار إليه بـ «العصر الجليدي أو العصر البليستوسيني» هي حقبة أو فترة زمنية من عمر كوكب الأرض بدأت قبل 2,588 مليون سنة وامتدت حتى سنة 11 ألف و 700 سنة مضت (ق.ح). يطلق على هذه الحقبة اسم «العصر الجليدي» لأن أجزاءً كبيرة من كوكب الأرض كانت مغطاة بالأنهار والصفائح الجليدية في ذلك الوقت.

ساد المناخ البارد والجاف معظم مناطق كوكب الأرض، وانخفضت مستويات مياه سطح البحر، وغطت صفائح الجليد مناطق شاسعة من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية. عاشت معظم الحيوانات المعروفة اليوم في العصر البليستوسيني مثل الأسود والفيلة والغزلان والنباتات مثل أشجار البلوط والصنوبريات. يمكن اعتبار العصر البليستوسيني هي الفترة الأولى التي تطور فيها الإنسان العاقل، وبحلول نهاية هذا العصر كان البشر قد انتشروا في كل مكان من الكوكب تقريبًا.[2]

انقرضت العديد من الحيوانات في هذا العصر، لعل أشهرها هو حيوان الماموث الصوفي. ويرجح العلماء والدراسات الحديثة سبب الأنقراض إلى أن جسمًا خارج الأرض (يحتمل أنه نيزك) يبلغ عرضه حوالي 3 أميال، قد انفجر فوق جنوب كندا. أدى هذا الانفجار إلى تقلب كبير في المناخ وانقراض العديد من الكائنات.[3]

التقسيم الزمني

[عدل]

اشتق اسم البليستوسين من الكلمتين اليونانيتين بليستو (πλεῖστος) وتعني «معظم» وكينوس (καινός) وتعني «جديد». تم صياغة هذا المصطلح من قِبل عالم الجيولوجيا الأسكوتلندي تشارلز لايل عام 1839.

هناك ما لا يقل عن خمسة من العصور الجليدية الكبرى الموثقة التي حدثت خلال الـ 4.6 مليار سنة من عمر الأرض، وعلى الأرجح أكثر من ذلك بكثير وحتى قبل ظهور البشر (حوالي 2.3 مليون سنة).

العصر الفترة المرحلة أهم الأحداث البداية (م.س.مضت)
الرباعي الهولوسيني الغرينلاندي أحدث
البليستوسيني المتأخر العصر الجليدي الإيمي، العصر الجليدي الأخير، مع نهاية درياس الأصغر. ثوران توبا. انقراض الحيوانات الضخمة في البلستوسيني (بما في ذلك آخر الطيور المرعبة). توسع البشر في أوقيانوسيا القريبة والأمريكيتين. 0.126
التشيباني حدث انتقال منتصف البلستوسيني، دورات جليدية عالية السعة تبلغ 100 ألف سنة. ظهور الإنسان العاقل. 0.781
الكالابري زيادة برودة المناخ. انقراض طيور الرعب العملاقة. انتشار الإنسان المنتصب في جميع أنحاء أفرو-أوراسيا. 1.8
الجيلاسي بداية التجلّد الرباعي والمناخ غير مستقر.[4] ظهور الحيوانات الضخمة البليستوسيني والإنسان الماهر. 2.58
النيوجيني البليوسيني البياشنزي أقدم

عصر البليستوسين يأتي بعد عصر البليوسين في الترتيب الزمني، وقبل عصر الهولوسين. والبليستوسين هو أول عصر من فترات العصر الرباعي أو الفترة السادسة من حقبة السينوزي.[5] تتوافق نهاية البليستوسين مع نهاية العصر الجليدي الأخير. كما أنه يتوافق مع نهاية العصر الحجري القديم المستخدم في علم الآثار.

بالاعتماد على المقياس الزمني لـ "اللجنة الدولية للطبقات" ، فإن البليستوسين ينقسم إلى أربعة مراحل من الأقدم إلى الأحدث كما يلي: مرحلة الجيلاسي، مرحلة الكالابري، مرحلة البليستوسيني الأوسط (التشيباني)، مرحلة البليستوسيني المتأخر. بالإضافة للتقسيمات الدولية أعلاه فأن هناك تقسيمات فرعية تستخدمها بعض الدول غالبا.

اكتسبت نظرية وجود عصر جليدي للأرض القبول بين عامي 1839م و 1846م، وأصبح العلماء يدركون وجود العصور الجليدية. خلال هذه الفترة، قام الجيولوجي البريطاني إدوارد فوربس بربط هذه الفترة مع العصور الجليدية المعروفة الأخرى. وفي عام 2009، اعتمد الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية بداية العصر البليستوسيني عند 2.588 مليون سنة قبل الحاضر.

الجيولوجيا والمناخ

[عدل]

يعتبر التجمد من أبرز الأحداث الجيولوجية في هذه الفترة، فقد غطت صفيحة لورينتيد الجليدية جزءا كبيرا من أمريكا الشمالية، بينما غطت الصفائح الجليدية الأوراسية شمال أوروبا وسيبيريا. أدى حجم الصفائح الجليدية إلى انخفاض منسوب سطح البحر وإلى وجود مناخ جاف. كانت بريطانيا في تلك الفترة شبه جزيرة، وكانت الجزر الإندونيسية متصلة بالبر الرئيسي لجنوب شرق آسيا. كان هناك أيضًا أنهار جليدية على بركان ماونا كيا الواقع على جزر هاواي.

تميزت هذه الفترة الزمنية بانخفاض مستويات سطح البحر وبمناخ أكثر برودة وجفافا مقارنة بما هو عليه اليوم، نظرًا لأن معظم المياه على سطح الأرض كانت جليدية. كان هناك القليل من هطول الأمطار، وكان هطول الأمطار حوالي نصف ما هو عليه اليوم، وبلغ متوسط درجات الحرارة في العالم من 5 إلى 10 درجات مئوية (9 إلى 18 درجة فهرنهايت) أي أقل من معايير درجة الحرارة الحالية.

خلال معظم عصر البليستوسين، كانت صفائح الجليد تغطي جميع أنحاء القارة القطبية الجنوبية وأجزاء كبيرة من أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ومناطق صغيرة في آسيا. في أمريكا الشمالية امتد الجليد فوق غرينلاند وكندا وأجزاء من شمال الولايات المتحدة. ولا يزال من الممكن رؤية بقايا الأنهار الجليدية في العصر الجليدي في أجزاء مختلفة من العالم. يعتبر البليستوسين عصرا مهما جدا للباحثين، لأنهم يعتبرون أنه الزمن الذي تطور فيه الجنس البشري لأول مرة.[3]

بينما كان بعض المناطق في العالم جافا مثل وسط أوروبا التي كانت يغلب عليها مناخ التندرا، كانت أجزاء أخرى من العالم أكثر رطوبة وخضرة. احتوى الجنوب الغربي الأمريكي على سبيل المثال على المراعي مع وجود العديد من البحيرات. كانت أجزاء كثيرة من الصحراء الكبرى مغطاة بمراعي السافانا. وكانت أجزاء من شمال شرق شبه الجزيرة العربية موقعًا لواحة مساحتها هائلة جدا.

الكائنات الحية

[عدل]

أحد أغنى مصادر المعلومات حول الحياة في العصر البليستوسيني تم اكتشافه في لوس أنجلوس، حيث وجدت بقايا محفوظة من كل شيء تقريبا من الحشرات إلى الحياة النباتية إلى الحيوانات بما في ذلك أجزاء من هيكل عظمي لأنثى إنسان. وهيكل عظمي شبه مكتمل لحيوان الماموث الصوفي. عاشت أيضا التماسيح، السحالي، السلاحف، الثعابين وغيرها من الزواحف خلال هذه الفترة.

بالنسبة للنباتات فقد كانت محدودة إلى حد ما في العديد من المناطق. كانت هناك بعض الصنوبريات المتناثرة، بما في ذلك أشجار الصنوبر والسرو، إلى جانب الأشجار ذات الأوراق العريضة مثل الزان والبلوط. كان هناك أعشاب البراري وكذلك أنواع من الزنبق والأوركيد والورد.

العديد من الحيوانات الشائعة اليوم كانت شائعة أيضًا في عصر البليستوسين. مثل الغزلان والقطط الكبيرة والقردة والفيلة والدببة. بالمقابل هناك حيوانات انقرضت في عصر البليستوسين مثل الماموث والماستودون والقط (السنور) سيفي الأنياب، وحيوان الكسلان الأرضي العملاق وأسلاف الإنسان.

رسم بياني يوضح الفرق بين رجل يبلغ طوله 1.8 متر والجيغانتوبيثيكوس (أو القردة الضخمة). والقردة الحالية

عاش في أوروبا وآسيا عدد كبير من الحيوانات الأفريقية. وقد أظهرت اللوحات المنقوشة في الكهوف واكتشافات الحفريات في أوروبا أن وحيد القرن والأسود والضباع مثلا كانت كلها شائعة في ذلك الوقت في جنوب أوروبا. كانت جزيرة صقلية مأهولة أيضًا بنوع من الفيلة يسمى الفيل القزم. كان شمال أوروبا مغطى بالأنهار الجليدية ولا يعيش فيه حيوانات، بينما كان مناخ أوروبا الوسطى هو مناخ التندرا. أما جنوب أوروبا فقد احتوى على غابات، وكان يسكنها العديد من أنواع الحيوانات الضخمة، والتي انقرض معظمها منذ ذلك الحين.
الأسود أيضًا كانت شائعة جدا في آسيا مثل وحيد القرن والفيلة. وحتى وحيد القرن كان يعيش في جزر الفلبين. وحوالي سنة 300,000 (ق.ح)، ظهر الـ «جيغانتوبيثيكوس» في آسيا والذي يعتقد أنه أكبر قرد عاش على الأرض على الإطلاق.

يشتهر زمن البليستوسين في أمريكا الشمالية بالتعداد الكثير من الحيوانات الضخمة. أكثرها شهرة هو الماموث الصوفي وحيوان الماستودون. كانت أمريكا الشمالية مأهولة أيضًا بالأسود الأمريكية وحيوان اللاما والكسلان البري العملاق، وكلها انقرضت اليوم. عاشت الطيور أيضا في هذا العصر بما في ذلك البط والإوز والصقر والنسر. كان هناك أيضًا العديد من الطيور العملاقة التي لا تطير مثل طيور الـ «موا» في نيوزيلندا، وطيور «الروحاء» في أمريكا الجنوبية، والنعام في إفريقيا وآسيا التي كانت تنافس مع الثدييات الأكبر حجما للحصول على إمدادات محدودة من الطعام والماء.

انفصلت قارة أستراليا عن أوراسيا منذ حقبة الحياة الوسطى. ونتيجة لذلك، تمتلك أستراليا نباتات وحياة برية غير عادية للغاية. لم يكن عصر البليستوسين في أستراليا مختلفًا عن باقي مناطق العالم. كانت أستراليا تسكنها مخلوقات غير عادية مثل الكنغر بحجم وحيد القرن والثدييات الجرابية العملاقة الأخرى.

الإنسان في عصر البليستوسين

[عدل]

أحد أهم التطورات الأخرى التي حدث خلال عصر البليستوسين كان ظهور الجنس البشري. هناك بعض الفرضيات المثيرة للجدل في الوسط العلمي تقول أنه من المحتمل أن البشر قد تطوروا من القردة ثنائية القدمين مثل الأسترالوبيثسين والقردة الأرضية (الاسم العلمي:Ardipithecus Ramidus). تصنف هذه القردة التي تسير على قدمين على أنها من أشباه البشر. تطور هذا الصنف من أشباه البشر لأول مرة في جنوب وشرق أفريقيا في نهاية حقبة الحياة الوسطى قبل (25-5) مليون سنة. لم يكن هذا الصنف من القردة أشباه البشر شبيها بأنواع القردة السابقة باستثناء أنه كان من ثنائيات الحركة ويسير منتصب القامة على قدمين.

أحافير تعود لعصر البليستوسين معروضة في متحف جامعة سام هيوستن

تشير الهياكل العظمية لـ «القردة ثنائية القدمين» بأنها تشبه القرود الحديثة مثل الشمبانزي، وأن استخدامها للأدوات كان محدودًا أو معدوما. في بداية عصر البليستوسين، ظهر نوع جديد من أشباه البشر، كانت أشباه البشر هذه أطول وأكثر اعتمادًا على الحركة المستقيمة ولديها أدمغة أكبر، مما سمح لهم بالتفوق في استخدام الأدوات على أي أشباه سابقين. تنتمي أشباه البشر هذه إلى جنس «هومو» ويطلق على أشباه البشر في هذا الجنس ببساطة (البشر) الذي يتفرع منه الإنسان الحديث.

يعتبر الـ هومو هابيلس أو (الإنسان الماهر) هو أقدم جنس بشري معروف، وقد ظهر هذا النوع قبل حوالي 2.3 مليون سنة. استخدم هذا الإنسان أدوات تقطيع بسيطة تم صنعها عن طريق جمع الصخور وضربها بصخور أخرى أكثر حدة وصلابة، مما جعل من الممكن استخدامها كأدوات قطع. كان الـ هومو هابيلس عنده القدرة على تطوير مهارات التفكير وحل المشاكل مقارنة بالأنواع الأخرى من أسلاف البشر التي سبقته، ولكنه لا يزال يعتبر أبعد عن الإنسان الحديث وأقرب إلى القردة أشباه البشر.

انظر أيضاً

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ قاموس المورد الحديث لمنير ود. رمزي البعلبكيان دار العلم للملايين بيروت لبنان طبعة 2013 ص 881
  2. ^ August 2017, Kim Ann Zimmermann-Live Science Contributor 29. "Pleistocene Epoch: Facts About the Last Ice Age". livescience.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-04-13. Retrieved 2020-04-25. {{استشهاد ويب}}: |الأول= باسم عام (help)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  3. ^ ا ب Strom, Caleb. "Pleistocene Epoch: Humans, Welcome to Earth". www.ancient-origins.net (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-04-06. Retrieved 2020-04-25.
  4. ^ Hoag, Colin; Svenning, Jens-Christian (17 Oct 2017). "African Environmental Change from the Pleistocene to the Anthropocene". Annual Review of Environment and Resources (بالإنجليزية). 42 (1): 27–54. DOI:10.1146/annurev-environ-102016-060653. ISSN:1543-5938. Archived from the original on 2022-05-01. Retrieved 2022-06-05.
  5. ^ Gibbard, P. and van Kolfschoten, T. (2004) "The Pleistocene and Holocene Epochs" Chapter 22 بي دي إف  (2.96 MiB) In Gradstein, F. M., Ogg, James G., and Smith, A. Gilbert (eds.), A Geologic Time Scale 2004 مطبعة جامعة كامبريدج, Cambridge, ISBN 0-521-78142-6 "نسخة مؤرشفة" (PDF). مؤرشف من الأصل في 2007-08-11. اطلع عليه بتاريخ 2011-12-07.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
العصر الرباعي
البليستوسيني الهولوسيني
الجيلاسي الكالابري التشيباني المتأخر الغرينلاندي النورثغريبي الميغالايي
دهر البشائر
حقبة الحياة القديمة حقبة الحياة الوسطى حقبة الحياة الحديثة
الكامبري الأوردفيشي السيلوري الديفوني الفحمي البرمي الثلاثي الجوراسي الطباشيري الباليوجين النيوجيني الرباعي