المطوية | |
---|---|
الإحداثيات | 33°58′N 10°00′E / 33.96°N 10°E |
تقسيم إداري | |
البلد | تونس[1] |
التقسيم الأعلى | ولاية قابس |
عاصمة لـ | |
عدد السكان | |
عدد السكان | 170000 |
معلومات أخرى | |
6010 | |
رمز جيونيمز | 2473531[2] |
تعديل مصدري - تعديل |
المطوية إحدى واحات الجنوب من ولاية قابس الجمهورية التونسية، تصنف إداريا كبلدية ومركز لمعتمدية. تتميز واحتها بمحاذاتها للبحر وكان المصدر الأساسي لريها نبع ماء طبيعي يسمى العين القديمة. عرفت المطوية لأسباب اقتصادية موجات من النزوح والهجرة المبكرة إلى تونس العاصمة وبعض المناطق الداخلية الأخرى كمنطقة الجريد والشمال الغربي وإلى خارج الوطن وخاصة فرنسا.
المطوية منطقة بلدية ومركز معتمدية منذ سنة 1957 لولاية قابس تقع في الجنوب الشرقي من الجمهورية التونسية يحدها البحر المتوسط شرقا ووذرف غربا وادي العكاريت شمالا وقابس وغنوش جنوبا وتنتصب المطوية بين البحر وهضاب الديسة وفي ملتقى الطرقات التجارية بين قابس والقيروان والطريق الصحراوية الرابطة بين قابس وقفصة ومنها إلى الجزائر فكانت تقوم بدور تجاري هام وارتكز نشاط أهلها أساسا على التجارة والفلاحة. كانت المطوية تسقى من عين تقع في الجهة الغربية للقرية تعرف حاليا ب العين القديمة بجانب الطريق الرابطة بين قابس وقفصة ويذكر المؤرخ محمد المرزوقي في كتابه (قابس جنة الدنيا) أن هذه العين كانت ممر للقوافل التجارية المتنقلة بين قابس والقيروان ويذكر أن ناقة من إحدى القوافل التجارية قصدت العين لتطفئ ضمأها فغرقت فيها فسّميت العين (عين المطية) ثم حرفت بعد ذلك فأصبحت العين باسم المطوية، ويأكد عديد المهتمين بالتاريخ والثقافة عموما أن هذا الاسم مأخوذ من الطّي والانطواء فنقول إنطوى الماء أي استدار وتجمع ونقول أيضا البئر المطوية أي البئر المبنية بالحجارة. وكانت الساقية الممتدة من العين تشق القرية لتصل إلى الماية القديمة بواسطة الواحة، وبجانب هذه الساقية وجدت الميضة وهي عبارة عن حوض ماء ملازم للساقية لتمكينم الناس من الوضوء أو الاغتسال عند الضرورة وقد شيدت من جذوع وجريد النخيل وعندما يريد أحدهم الاغتسال عليه أن يثبت جريدة نخلة أمام الحوض دلالة على وجود شخص فيه، وقرب هذه الميضة وجد المصّلا. ومن العين يسقى سكان«البلد والماية» لشرابهم وري أراضيهم وإذا نادى أحدهم بأعلى صوته «مسحتك وزنبيلك وعين القديمة» فإنها دعوة لكل فلاحي القرية وغيرهم لجهر وتنظيف الساقية وإصلاح ما أفسده تدفق المياه فيستجيبون في الحال، ومن أجل الماء كثيرا ما يتنازع أهالي المحلتين «الماية والبلد» كي ينفرد أحدهما عن الآخر بالماء ويبرز ذلك في قولة أهل الماية «الماء ماي ولا حد يسقي معاي» وأخرى تقول بغية الإستهزاء بسكان البلد «بيعوا مساحيكم وسافروا لعنابة ثّماش لمطوي غناته غابه». واستغل لإستعمارالفرنسي العداوة السائدة في تلك الحقبة بين أهل البلد واهل الماية لتدعيم نفوذه وهو ما يظهر عقلية التعّصب القبلي السائد في تلك الفترة... اندثرت الساقية في أوائل الاستقلال بحكم التهيئة العمرانية التي أقدمت عليها البلدية ونتيجة للنقص الفادح لكميات المياه المتدفقة من العين التي نضب ماؤها في أوائل السبعينات.
تم العثور على أدوات حجرية مقطوعة في الصوان في مطوية وهي تعود إلى العصر الحجري الحديث والحضارة الموستيرية (يعني الوضع الثالث في العصر الحجري القديم الأوسط).[3]
ليس من الصدفة أو الغريب ان نعثر على عينات من الآثار القديمة في المطوية باعتبار ما تزخر به المناطق التونسية من آثار «مخطوطات ورسوم وغيرها كالأواني والعظام».
بعد سقوط قرطاج استولى الرومان على أراضيها، آن ذاك كانت قابس تابعة للمملكة النوميدية التي تآمر عليها ماسينيسان وأخواه مسطنبال وغولسا وقد ثبت أن الرومان لم يعملوا على توسيع رقعت الولاية التي أنشؤوها أثري الحرب البونيقية الثالثة وهو ما يؤكد أن قابس بقيت تحت سيطرة النوميديين... فيمكن أن نقول إذا أن مدينة قابس (تكابس) أصبحت خاضعت للإدارة الرومانية ابتداء من سنة 46 قبل الميلاد ومن خلال هذه اللمحة التاريخية من قابس، فإن قيام حضارة رومانية بالمطوية كان غير مستبعد بالمرة...
من أهم العروش الأوائل التي استقرت بالمطوية نذكر عرش البكاكشة الذي تفرع عن سيدي مبارك وزاويته مازالت قائمة الذات وينسب عرش الشرفاء إلى الساقية الحمراء من أراضي مراكش من المغرب الأقصى ويدعى أن أبا بكر وهو من سلالة فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد ﷺ مرض بمكان في المطوية وهو في طريقه إلى الأراضي المقدسة لتأدية مناسك الحج فأرست قافلته بالمطوية وعند العودة رفض أبو بكر الرجوع إلى المغرب ليمكث في المطوية ويستقر بها نهائيا، وبقيت العروش المستقرة بالمطوية اليوم تجمع بين المراشدة والرقايقة والحمادين والبنينات
وتوجد الماية في الجهة الشرقية من الواحة، بينما توجد المطوية التي كانت تسمى «البلد» في عرف السكان في المنطقة الغربية. وهذه الحدود ليست جغرافية ترابية فقط، بل هي أيضا قبلية حزبية إذ كانت بين الجهتين «البلد والماية» خصومات وثارات ظلت دائما حية الانتساب أحدهما إلى «حزب بن يوسف» والثانية إلى «شداد» في الماضي، وإلى «الغرانطة» و«الدساتة» خلال هذا القرن. وقد لجأ سكان الماية القديمة إلى «الظهرة» هروبا من الرطوبة التي أصبحت لا تطاق داخل الواحة، خاصة بعد حفر البئر الارتوازية «عين الملاحة» ولتوالي الفياضنات على الجهة في نهاية العقد الثاني من هذا القرن. وآل طاهر هم من ابتنى دار في القرية الجديدة الواقعة في الشمال الشرقي من المطوية، ثم تبعهم الناس شيئا فشيئا في هذه النقلة الصحية، وما عتم ان أتى البلاء على الماية القديمة ولم يبقى منها الا آثار مطموسة وبعض معالم الطريق، ثم احتوتها الواحة وفلحها أهلها وضموا بعض بيوتها إلى أجنتهم وبساتينهم....
ترجع هجرة أهالي المطوية للإقامة بتونس العاصمة إلى قرابة ثلاثة قرون فأكثر. فعرفت أحياء طرنجة وباب الخضراء والمرجانية ونهج الرمانة وسوقي بالخير والحي المطوي (رأس الطابية) والقائمة تطول بتواجدهم. كما استقر بعضهم في الشمال كجندوبة والدهماني ومنطقة الجريد من الجنوب الغربي. ومنذ الخمسينات اتجه البعض الآخر نحو خارج حدود الوطن كالجزائر وليبيا وفرنسا وألمانيا. وتعود أسباب النزوح والهجرة إلى ضعف مردود الفلاحة السقوية وانعدام النشاط التجاري داخل القرية. انطلقت الحياة المهنية لبعض المطاوة في العاصمة كبائعين متجولين بين الشوارع والأحياء إلى أن تكون لهم رأس مال متواضع مكنهم من فتح محلات تجارية قارة ومنهم من اشتغل في المواني البحرية التجارية كحلق الواد. وخارج قريتهم حافظ المطاوة على لهجتهم وزيهم وعوائدهم وتميزوا بظاهرة اجتماعية تتمثل في التعاون والتكتل والتضامن الاجتماعي والأمانة التي اتصف بها المطاوة كتأمين إيصال الأموال نقدا والحاجيات الأخرى المختلفة التي يرسلها المطاوة المستقرون في العاصمة إلى أهاليهم بالقرية عبر الحافلة التي يطلقون عليها اسم (كار حشيشة) وترجع هذه التسمية إلى اسم سائق أول حافلة دخلت المطوية...
فتحت النواة الأولى لمدرسة الكوليج التي أصبحت تسمى بمدرسة شارع بورقيبة يوم 8 أكتوبر 1917 وقد تم بنائها من طرف محمد حمودة حسب المثال المقدم من كتابة الأشغال العمومية آن ذاك وتحتوي على قاعتي للتدريس وقد وصل عدد التلاميذ المرسمين إلى 68 كلهم مسلمون تحت اشراف حمد الحداد أصيل المنستير، وفي سنة 1929 شيد المقر الجديد للمدرسة بضاحية الماية من طرف الطاهر بن علي بن طاهرعلى كاهله وهو نائب لجهة قابس بالمجلس الكبير بالعاصمة وقد تصوغت الحكومة الفرنسية هذا المحل... وانطلقت الموسم الدراسي بها لأول مرة سنة 1930/1929 حيث وصل عدد التلاميذ الذين يرتادونها 209 موزعين على خمسة أقسام بإدارة الفرنسي «روبير»... وقد تداول على الاشراف على ادارتها «جيري قسطون 50/49» وعلي الخياري 55/45 حسين المغربي 61/60 التوهامي ثابت 66/65 مصطفى العزوزي 73/72 الهادي العموري 83/82.... مدرسة الشبان المسلمين: فتحت مدرسة الشبان المسلمين أبوابها في 1 أكتوبر 1950 فأمها 77 طفلا....ولم تعرف الاختلاط إلا في 1 أكتوبر 1967. وفي أكتوبر 1970 ضم إليها فرع المدرسة الفرنسية العربية التي أقيم بجوارها وبذلك صارت تتألف من أصل وفرع... وقد تداول على سير شؤون المدرسة: كل من البشير الناجح شهر «البشير باللعور» وبلقاسم دخيل والهادي النوري ويوسف عبد القادر والمكي مكي... وتجدر الإشارة إلى أن أول من تم تسجيل اسمه بدفتر المرسمين في المدرسة هو إبراهيم بن مزهود الجريدي.
تمتد شواطئها على عدة كيلومترات وتقسم تقليديا إلى تقاسيم تحملة أسماء ذات دلالة تاريخية: ذراع ليسيبس: نسبة إلى فرديناند دي لسبس منجز قنال السويس وصاحب مشروع القنال الرابط بين البحر الأبيض المتوسط وشاطئ الجريد. الحبيلية حباشة وحيدوس: ويقال انهما اسما ابني احدالقادة الرومان. الشركة: تنسب إلى أول تعاضدية للصيد البحري اسسها المطويون وكان بلقاسم القناوي من باعثيها ومحمد الغنوشي مديرها. الصخرة الغوير الرخامة: توجد بهذه المنطقة اثار لحضارة مجهولة وتروى اساطير عنها. دار عبد الله
ظهر النادي الحزبي ب «حّية» في المطوية في صائفة 1920 تحت اشراف الشيخ حميدة بن الحاج محمد الحمداني.. وفي الأربعينات تم تأسيس فرع الهلال الأحمر المحلي لإسعاف المتضررين من الحرب... وفي سنة 1948 برزت جمعية الشباب الثقافي المطوي وفي الستينات النجم الثقافي المطوي وجمعية الشباب المسلمين والشبيبة الدستورية والكشافة... وتأسس الصندوق الاحتياطي لكفالة المطويين المعروف «بالكفالة» سنة 1958... النادي المطوي للتعارف والتعاون وجمعية التضامن والتعاون المطوي لمدينة ليون الفرنسية وجمعية القاصرين عن الحركة العضوية.
في المجال الرياضي تعد جمعية (الشباب الرياضي المطوي) من الفرق العريقة فالمطوية الجيهة الوحيدة التي تنتسب إليها جمعية رياضية بالعاصمة. وتأسست سنة 1945 على أيدي التيجاني بالرمضان وعبد القادر بن يحي والمطوي بن محمود والكيلاني الشريف وتولى هذا الأخير رئاستها لأول مرة في موسم 1946 /1947 صحبة الأعضاء الآتية أسمائهم: - العيادي بالحاج محمود – علي بن سالم – المختار بن الفيتوري – محمد بالنور – التيجاني رمضان –المبرك بن عبد الكريم – حميدة بالحاج – حمدة الرديسي – الصادق بالرجب – علي رابح - التيجاني شمام الذي شهدت الجمعية على يديه بلوغها للقسم القومي سنة 1956 وقد تألق العديد من الشباب المطوي على الساحة الكروية مثل: عبد الحميد حميدة – محي الدين الصغير – حمادي البحري – أبو بكر جراد – الفرزيط – الناصر زكري - خالد بن يحي...
تمتد شواطئها على عدة كيلومترات وتقسم تقليديا إلى تقاسيم تحملة أسماء ذات دلالة تاريخية:
تتكوّن مدينة المطويّة تقليديا من حيّين كبيرين البلد والماية وكانت الماية القديمة تتوسط الواحة) واحياء أخرى منها القديمة والحديثة:
للواحة سحرها وقد انجبت عديد الأدباءكتب أغلبهم فيما يسطلح عليه بادب الواحة.
مناضلون سياسيون ونقابيون:
وقد انخرط أهالي المطوية خاصة القاطنين منهم بتونس العاصمة في العمل السياسي الوطني والنقابي وقد برز منهم زعمات ذات اشعاع وطني:
حدث في المطوية:
مدونة المطوية
كتاب: نافذة على تاريخ المطوية وتراثها