مِهرْگان أو أيضا جشن مهر بـالفارسية احتفال بـميثرا وهو احتفال فارسي ويقام بالخريف في شهر أكتوبر ويحتفلون به لتمجيد وتقدير يزاتا ميثرا ويزاتا في لغة الافستية: يستحق العبادة، أو المستحق بالعبادة أما ميثرا فقد كان أحد الآلهة الرئيسية وهو الذي عبر حدود العالم الفارسي ليصبح آنذاك أهم إله في الديانة السرانية-الباطنية التي كانت شائعة في الإمبراطورية الرومانية وغالبا ما ذكر في الأبستاق والأدب الزرادشتي الحديث، كما أن الأبستاق تُكرس له ترتيلة بأكملها.[1] المستحق بالعبادة ميثرا هو المسؤول عن الصداقة، الحب، والمودة. ويشار لذلك الاحتفال بشكل واسع بـ احتفال الخريف الفارسي.
مِهرْگان | |
---|---|
البلد | إيران طاجيكستان[2] |
يسمى أيضًا | جشن مهر |
يحتفل به | إيران طاجيكستان كندا |
نمط التكرار | سنويًا |
يبدأ | الأول أو الثاني من أكتوبر |
تعديل مصدري - تعديل |
وفقًا لكتاب The Wiley Blackwell Companion to Zoroastrianism 2015 كان بالأساس عيد لتقدير الزرادشتي يزاتا ميثرا. وبحلول القرن الرابع قبل الميلاد، ذُكر بإنه أحد الأعياد المسماة أيّ الأعياد المسماة بشكل خاص بأسماء الملائكة أو الآلهة، وبقي ليومنا الحاضر. وما زال عند أغلب مسلمين إيران وهو من تلك الأعياد التي تعود لما قبل الإسلام والتي ظل الشعب يحتفل بها بصورة عامة. مِهرْگان مخصص لـميثرا (مهر)، أما تيرگان فهو مخصص للإله تيشتريا (تير).
والأعياد المسماة هي احتفالات يحتفل بها كل سنة بيوم مسمى وشهر مسمى وهي مخصصة بـآلهة محددة، فيوم مهر في شهر مهر موافق أيضا ليوم حصد المزارعون محاصيلهم; وعلى هذا النحو فهم يحتفلون أيضا بحقيقة أن أهورامزدا قد منحهم تلك المحصولات ليتمكنوا من النجاة خلال الأشهر الباردة القادمة. بغض النظر عن رصد أي تقويم لذلك، فمِهرْگان يوافق اليوم الـ 196 من تقويم السنة. بالنسبة لتقاويم التي تحوي 21 مارس/آذار كـالنوروز أو يوم رأس السنة الفارسية مثل فصلى، أما باستانى الذي يعنى قديم بالفارسية (هما نوعين من الأنواع المختلفة للتقويم الزرادشتي مثلها مثل التقويم الهجري الشمسي في إيران (گاهشماری ايرانى).
قد ذكر عالم الفلك البيروني في كتابه التفهيم لأوائل صناعة التنجيم في تعليم فن التنجيم، أن بعض الناس قد فضلوا مِهرْگان على النوروز أيْ يوم رأس السنة، نظرًا لتفضيلهم الخريف على الربيع.
كذلك ذكر البيروني أيام الاحتفال وأكد بعض الروايات المحلية المتعلقة بمِهرْگان وذكر نبذة عن حكايات من التراث الشعبي الإيراني: "بهذا اليوم قام فريدون بالتغلب على الشرير الضحاك وحبسه في جبل دماوند. وهناك أسطورة، وهي أيضا جزء من سلسلة تربط مِهرْگان بـالنوروز; حيث هزم الضحّاك جمشيد (الذي تذكره الأساطير على أنه مؤسس النوروز أيْ يوم رأس السنة) وبعدها هزم فريدون الضحّاك وأعاد الأمور إلى نصابها.
وعلاقة مِهرْگان بـ الربيع/الخريف، الزرع/الحصاد، الولادة/والبعث من تلك الأشياء التي لم يتجنبها البيروني حيث دَوَّنَ: «هم يعتبرون مِهرْگان كعلامة على البعث ونهاية العالم وفي مِهرْگان تنمو النباتات حتى تصل للكمال».
كان المِهرْگان يحتفل به كشكل من أشكال البذخ في مدينة برسيبوليس المعروفة حاليًا بـتخت جمشيد.
لم يكن مقتصر فقط بيوم الحصاد بل كان أيضا اليوم الذي تجمع به الضرائب، حيث كان الزوار من مختلف أقطار الإمبراطورية يحضرون الهدايا للملك، والكل يشارك باحتفال مفعم بالحيوية.
خلال فترة ما قبل الإسلام وصدر الإسلام في إيران، كان المِهرْگان يحتفل به بنفس الروعة والمراسم كـ النوروز.
كان إرسال وإعطاء الهدايا لملكهم ولبعضهم البعض أمر متعارف عليه، فالأغنياء بالعادة يعطون القطع المعدنية الذهبية والفضية، أما بالنسبة للأبطال والمحاربين يعطون الأحصنة بينما الآخرون يعطون الهدايا بناءًا على مستواهم المالي وقدراتهم، حتى لو كانت بسيطة جدًا كتفاحة. ومحظوظو الحظ كفاية يساعدون الفقراء بالهدايا.
أما الهدايا التي كانت تزيد عن 10,000 قطعة ذهبية معدنية مطلوبة من البلاط الملكي، وإذا أحتاج مانح الهدية للمال بأي وقت لاحق فالبلاط قد يعيد له أضعاف قيمة هديته.
كما كان الملوك يتبرعون للحضور مرتين في السنة: الأولى للجمهور في النوروز والأخرى في مِهرْگان، وخلال احتفالات المِهرْگان كان الملك يرتدي رداء من الفرو ويتبرع بجميع ملابسه الصيفية.
بعد غزو المغول لإيران فقدت احتفالات عيد المِهرْگان شعبيتها، لكن ليس بالنسبة لزرادشتيين من مدينة يزد وكرمان حيث استمروا باحتفالهم بالمِهرْگان بطريقة باذخة.
بالنسبة لهذا الاحتفال، المشاركين بالاحتفال يرتدون ملابس جديدة ويضعون منضدة مزخرفة وملونة، وبالنسبة لغطاء المنضدة يكون مزخرف بـمردقوش مجفف، كما توضع على المنضدة نسخة من خورده آفاستا أو بالفارسية خرده اوستا، وأيضا مرآة وكحل أو بالفارسية سرمه دان بجانب ماء الورد، وحلويات، وورود، وخضار، وفاكهة خصوصًا رمان، وتفاح، ومكسرات كاللوز، أو الفستق، وتوضع القليل من القطع الفضية المعدنية وبذور اللوتس بطبق من الماء المعطر بمستخلص المردقوش، كما أن المبخرة جزء لا يتجزأ من المنضدة ويوضع فيها اللبان وترمى بذور الحرمل الشائع في ألسنة اللهب.[3]
في وقت الغداء عندما تبدأ المراسم:
في فترة الستينيات وزع المكتب البريدي في طهران العديد من الطوابع البريدية لإحياء ذكرى عيد مِهرْگان.
1. بحارالانوار، محمد باقر بن محمد تقی مجلسي، بیروت، موسسة الوفاء، 1362ش – 1983م، ج56، ص 92.
2. التاج في أخلاق الملوك، [آیین کشورداری در ایران واسلام]، ابوعثمان عمرو بن بحر جاحظ، یافته احمد زکی پاشا، ترجمه حبیباله نوبخت، تهران، آشیانه کتاب، 1386.
3. تاريخ الأمم والملوك، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ت (310هـ)، ط1 ،5 ج، دار الكتب العلمية، بيروت، 1987 م.
4. زهر الآداب وثمر الألباب، أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني، تحقيق: أ. د / يوسف على طويل، عدد الأجزاء / 2، دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى، بيروت – لبنان، 1417 هـ - 1997م.
5. ديوان أبي نواس، الحسن بن هانئ، حققه وضبطه وشرحه احمد عبد المجيد الغزالي، دار الكتاب العربي. بيروت لبنان.
6. دیوان ابن الرومي، شرح الاستاذ أحمد حسن بسج، ثلاث الأجزاء، دار الکتب العلمیة، بیروت -لبنان،1423 هـ - 2002م.
7. سحر البلاغة وسر البراعة، أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي، تحقيق، عبد السلام الحوفي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
8. القاموس المحیط، ج2، مجد الدين محمد بن يعقوب، ت (823هـ)، 4ج، داراحياء التراث العربى.
9. گاه شماري وجشن هاي إيران باستان، هاشم رضي، تهران، بهجت، 1380.
10. لغتنامه، علیاکبر دهخدا، زیرنظر محمد معین، جعفر شهیدی، تهران، روزنه، دانشگاه تهران، موسسه انتشارات وچاپ، 1377ش.
11. المحاسن والأضداد، تحقيق، محمد أمين الخانجي، مطبعة السعادة، القاهرة، 1960م.
12. مروج الذهب ومعادن الجوهر، المسعودي، تحقيق، شارل بلا، مطبعة شريعت، طهران422هـ .
13. منلایحضره الفقیه، أبوجعفر محمدبنعلي بن الحسین بن بابویة القمي، طهران، مکتبة الصدوق، 4ج، 1352ش.
14. معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ ، الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد، دار العاصمة، 1417هـ - 1996م.
15. نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، تحقيق مفيد قمحية وجماعة، دار النشر، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى، عدد الأجزاء33،1424 هـ - 2004 م.