آثار وتداعيات الاغتصاب (بالإنجليزيّة: Effects and aftermath of rape) قد تشمل صدمة نفسيّة أو إيذاء جسديّ. كما قد تحدث الوفيات نتيجة الاغتصاب، مع تفاوت نسبة حدوث الوفيات بسبب الاغتصاب حول العالم. تظل أشهر العواقب التي تحدث لضحايا الاغتصاب مرتبطة بالصحة التناسليّة والصحة العقليّة والسلام الاجتماعيّ.[1][2]
قد ينتج الحمل من الاغتصاب. يختلف مُعدَّل الحمل تبعًا لمدى استخدام المواد المانعة للحمل
في 1982، أشارت الجمعية الأمريكية للطب التناسليّ أن خطر الحمل نتيجة الاغتصاب هو نفس خطر حدوثه من الجنس التوافقيّ، بنسبة 2-4%
في دراسة طويلة عام 1996 في الولايات المتحدة على 4000 امرأة على مدار 3 سنوات وجدوا أن معدَّل الحمل على المستوى القوميّ الناتج عن الاغتصاب يصل إلى 5% لكل اغتصاب بين أعمار 12-45 عامًا، مما ينتج نحو 32 ألف حمل قوميًّا بين النساء المغتصبات كل عام[3]
في دراسة عام 1991، في مستشفى الأمومة في ليما وجدوا أن 90% من الأمهات بين أعمار 12 و16 عامًا أصبحن أمهات نتيجة اغتصاب، وأغلبهن من والدهن أو زوج أمهن أو أقربائهن. أشارت منظمة للأمهات المراهقات في كوستا ريكا أن 95% من العميلات تحت سن 15 عامًا هن ضحايا لزنا المحارم[4]
في دراسة على المراهقين في إثيوبيا، وجدوا أن 17% من المغتصبات أصبحن حوامل، وهي صورة مشابهة للنسبة الموجودة في المكسيك 15-18%[5]
يؤدي مرور الفتاة بتجربة جنسيّة قهريّة كالاغتصاب إلى نظرها لحياتها الجنسيّة كشيء لا يمكنها التحكُّم به، مما يؤدي إلى تقليل احتماليّة استخدامها لوسائل منع الحمل في أي تجربة جنسيّة لاحقة وبالتالي زيادة فرصة الحمل [6][7][8]
ترتبط ممارسة الجنس مع شخص غريب بحدوث ما قبل الإرجاج، وهي حالة يرتفع فيها ضغط الدم أثناء الحمل مع زيادة كمية البروتينات في البول. وعلى العكس، التعرُّض المستمر لمني نفس الرجل يقلل الخطر[9][10][11][12]
يُعتبر لوم النفس من أكثر آثار الاغتصاب شيوعًا على المدى القصير والطويل، كنوع من التأقلم بالتجنُّب، مما يثبط عملية التعافي. يُعالج لوم النفس عن طريق العلاج المعرفيّ المسمى بـ«إعادة البناء الإدراكي».
يوجد نوعان من لوم النفس: لوم النفس السلوكيّ (لوم غير مُستحَق بناءً على أفعال) لوم نفس طبعي (لوم غير مُستحَق بناءً على الشخصيّة). تشعر الناجيات المصابات بلوم النفس السلوكيّ أنه كان يجب عليهن فعل الأمور بصورة مختلفة، وبالتالي يشعرن بالخطأ يحوم بكل أفعالهن. بينما الناجيات المصابات بلوم النفس الطبعي يشعرن كما لو أن هناك خطأ أصيل في تركيبتهن، وبالتي فهنّ مستحقات للاغتصاب.[14]
يشير الباحث الرائد حول الأسباب والآثار النفسيّة للخزي، جون تانغني، إلى خمس طرائق يمكن أن يكون بها مدمرًا:
الافتقار للمُحفِّز من أجل السعي للرعاية
الافتقار للتعاطف
العزلة
الغضب
العنف
يرتبط الخزي بالمشاكل النفسيّة مثل اضطرابات الأكل وتعاطي المخدرات والقلق والاكتئاب وغيرها من الاضطرابات العقليّة علاوة على مشاكل بالسلوكيات الأخلاقيّة. في دراسة على مدى عدة سنوات، ارتبط الأطفال المتعرِّضون للخزي بتعاطي المواد المُخدِّرة والنشاط الجنسيّ المُبكِّر والنشاط الجنسيّ غير الآمن وارتكاب الجرائم.
يرتبط لوم النفس بمشاعر الذنب. وبينما يرتبط شعور الضحية بأنها كان لديها قدرة على التحكُّم أثناء الاعتداء بالمزيد من التوتر النفسيّ، يرتبط إيمان الضحية بأنها لها القدرة على التحكُّم أثناء فترة العلاج بالقليل من التوتر والانسحاب والمزيد من القدرة على المعالجة الإدراكيّة.[14]
تزيد احتماليّة الانتحار أو محاولة الانتحار بين ضحايا الاغتصاب. تظل العلاقة قائمة حتى بعد رفع متغيرات الجنس والعمر والتعليم وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة ووجود أي اضطرابات نفسيّة. قد تؤدي تجربة الاغتصاب لتشجيع السلوك الانتحاريّ في سن مبكرة مثل المراهقة. في إثيوبيا، حاولت أن تنتحر 6% من الفتيات المُغتصَبات بسن المدرسة. إنهن يشعرن بالحرج من الحديث عن الذي حلَّ بهن. وفي دراسة في البرازيل، وُجِد أن الإيذاء الجنسيّ المبكِّر يؤدي إلى مخاطر نفسيّة وسلوكيّة منها الأفكار الانتحاريّة ومحاولات الانتحار.[15]
تتعرَّض الضحايا لسوء المعاملة والاستجوابات بعد الاعتداء الجنسيّ. تمر الضحايا بالفحوصات الطبيّة وتجري الشرطة معها عدة مقابلات. وخلال محاكمة المجرم، تفقد الضحية خصوصيتها وقد تكون مصداقيتها على المحك. قد تكون الضحية عرضة لعار الفسق أو التنمر على الإنترنت.[16]
تحل على ضحية الاغتصاب وصمة في الثقافات المرتبطة بالعادات الراسخة والتابوهات المتعلِّقة بالجنس والجنسانيّة. على سبيل المثال، قد يُنظَر لضحية الاغتصاب (خاصة إذا كانت بكرًا) كامرأة «تالفة». تعاني الضحايا في هذه الثقافات من العزلة من العائلة والأصدقاء، وويُحرمن من الزواج، ويُطلقن إذا كنّ متزوجات، وفي أسوأ الحالات يتعرَّضن للقتل. تُعرف تلك الظاهرة بـ«خلق الضحيّة».[17]
^Yuzpe، A. Albert؛ Smith, R. Percival and Rademaker, Alfred W. (أبريل 1982). "A Multicenter Clinical Investigation Employing ethinyl estradiol combined with dl-norgestrel as a Postcoital Contraceptive agent". Fertility and Sterility. ج. 37 ع. 4: 508–13. DOI:10.1016/S0015-0282(16)46157-1. PMID:7040117.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^O'Toole، Laura L.، المحرر (1997). Gender violence : interdisciplinary perspectives. New York [u.a.]: New York Univ. Press. ص. 235. ISBN:978-0814780411.
^Mulugeta، E؛ Kassaye، M؛ Berhane، Y. (1998). "Prevalence and outcomes of sexual violence among high school students". Ethiopian Medical Journal. ج. 36 ع. 3: 167–174. PMID:10214457.
^Evaluacio´n de proyecto para educacio´n, capacitacio´n y atencio´n a mujeres y menores de edad en materia de violencia sexual, enero a diciembre 1990. [An evaluation of a project to provide education, training and care for women and minors affected by sexual violence, January–December 1990.] Mexico City, Asociacio´n Mexicana contra la Violencia a las Mujeres, 1990.
^Carpeta de informacio´n ba´sica para la atencio´n solidaria y feminista a mujeres violadas. [Basic information file for mutually supportive feminist care for women rape victims.] Mexico City, Centro do Apoyo a Mujeres Violadas, 1985.
^Boyer، D؛ Fine، D. (1992). "Sexual abuse as a factor in adolescent pregnancy". Family Planning Perspectives. ج. 24 ع. 1: 4–11. DOI:10.2307/2135718. JSTOR:2135718. PMID:1601126.
^Roosa، MW؛ وآخرون (1997). "The relationship of childhood sexual abuse to teenage pregnancy". Journal of Marriage and the Family. ج. 59 ع. 1: 119–130. DOI:10.2307/353666. JSTOR:353666.
^Stock، JL؛ وآخرون (1997). "Adolescent pregnancy and sexual risk taking among sexually abused girls". Family Planning Perspectives. ج. 29 ع. 5: 200–227. DOI:10.2307/2953395. JSTOR:2953395. PMID:9323495.
^Wingood، G؛ DiClemente، R؛ Raj، A. (2000). "Adverse consequences of intimate partner abuse among women in non-urban domestic violence shelters". American Journal of Preventive Medicine. ج. 19 ع. 4: 270–275. DOI:10.1016/S0749-3797(00)00228-2. PMID:11064231.
^ ابTangney, June Price and Dearing, Ronda L., Shame and Guilt, The Guilford Press, 2002 (ردمك 1-57230-987-3)