آدم | |
---|---|
أَبُو البَشَر | |
الولادة | لم يولد (خلقه الله بلا أب ولا أم) الجنة |
الوفاة | غير معروف الأرض |
مبجل(ة) في | الديانات الإبراهيمية |
البعث | غير معروف |
النسب | الأبناء: هابيل وقابيل وشيث وأزورا وأقليما الزوجة: حواء |
آدَم (بالعبرية: אָדָם، بالآرامية: ܐܕܡ، باليونانية: Αδάμ) هو شخصية وردت في سفر التكوين، والعهد الجديد، والقرآن، كما ورد ذكره عند المورمون وكتاب الإيقان. وفقاً لقصة بدء الخلق في الأديان الإبراهيمية، كان آدم أول إنسان. تعود أقدم رواية معروفة عن شخصية آدم من الديانة اليهودية في قصص الخلق في سفر التكوين الواردة في التناخ والعائدة للقرن الخامس قبل الميلاد، تم خلق آدم من قِبل يهوه - إلوهيم («يهوه-الله»، وهو الاسم القديم لله عند شعب بني إسرائيل)، رغم أن مصطلح «آدم» يمكن أن يشير إلى كلاهما الإنسان الأول وكذلك الخلق العام للبشر. تختلف الكنائس المسيحية حول نظرتها لتصرف آدم بعد عصيانه لله (غالباً ما يطلق عليه سقوط الإنسان)، وعواقب تلك الإجراءات على بقية البشرية. في بعض الأحيان تعاليم المسيحية واليهودية تُحمّل آدم وحواء (أول امرأة) مستوى مختلف من المسؤولية حول السقوط. أما المسلمون فيؤمنون أن آدم كان سيسكن الأرض من البداية وأن الشجرة كانت مجرد اختبار،[1] وكذلك فإن كلاهما يتحملان على حد سواء مسؤولية السقوط. بالإضافة إلى ذلك يؤمن المسلمون بأن آدم غُفِر لهُ في النهاية، في حين تؤمن المسيحية بأن آدم سيقع افتداءه في وقتٍ لاحق وذلك فقط عبر التضحية بيسوع. يُعتبر آدم أول نبي في ديانتي الإسلام والبهائية وفي بعض الطوائف المسيحية. في حين يرى اللادينيون أن ذلك يندرج تحت ما يسمونه أسطورة الخلق.[2]
آدم (بالعبرية: אָדָם) وهو الشكل الصحيح للاسم، حيث يعود تاريخ استخدامه العام في اللغات السامية. وكان أول استخدام فعلي للاسم معروف من ناحية التوثيق التاريخي هو Adamu (بالعربية: آدامو)، كما تم تسجيله في قائمة الملوك الأشوريين.[3] يستخدم اسم آدم ككلمة شائعة في اللغة العبرية وتعني «إنسان». وبإضافة أداة التعريف، تصبح الكلمة «الإنسان».[4] في سفر التكوين يمكن أن يُقدم اسم آدم بمعنى «البشر» بالحس الأكثر عمومية، وهو مشابه لاستخدام الاسم في اللغات الكنعانية.[5][6] إن استخدام كلمة «البشر» في سفر التكوين، تعطي فكرة أن آدم كان سلف كل البشر. تشير الأعمال القبالية أن اسم آدم يأتي أيضاً من الكلمة العبرية «آدميه».[7]
في الإصحاحات (الفصول) الخمسة الأولى من سفر التكوين الكلمة אָדָם ( آدم ) اُستخدمت في كل معانيها: حيث كانت الكلمة تعني بشكل جماعي («البشر»)،[1:27] وبشكل فردي («رجل»)،[2:7]، وللإشارة لجنس غير محدد («رجل وامرأة») [5:1,2] وبمعنى ذكر.[2:23–24][8] وفقاً للموسوعة اليهودية استخدام الكلمة في سفر التكوين 1 هو استخدام عام بينما في سفر التكوين 2 وسفر التكوين 3 فإن الاستخدامات العامة والشخصية متنوعة.[5]
في سفر التكوين 1:27 استخدمت «آدم» بالمعنى الجماعي، حيث لم يكن المقصود الفرد آدم بل جميع البشر خلقوا في اليوم السادس. إن التفاعل بين الفرد «آدم» و«البشر» مجتمعين هو العنصر الأدبي الرئيسي للأحداث التي تحصل في جنات عدن، إن المعاني الغامضة المضمّنة في جميع النواحي الأخلاقية، الجنسية، والروحية من السرد تعكس تعقيد الحالة الإنسانية.[9] سفر التكوين 2:7 هي الآية الأولى حيث تأخذ «آدم» معنى رجل فردي (الرجل الأول): قبل هذه الآيات لم يكن هناك وجود لحالة الجنس والنوع. التمييز بين الجنسين ل «آدم» تكرر في سفر التكوين 5 بالآية 1 و2 ليتم تعريف «الذكر والأنثى».[8]
تحدث دالة أدبية متكررة (في سفر التكوين 1 الآية 8)، وهو الرابط بين آدم والتراب («آداماه»). حيث أن آدم خلق من تراب، ومن هذا «آداماه» حصل آدم على اسمه. لعنة الله لآدم أيضاً كانت النتيجة أن الأرض لُعنت أيضاً، ولعنته لآدم كانت أنه يجب أن يعمل من أجل أن يأكل،[3:17] ويعود آدم للتراب التي أٌخذ منها.[3:19] هذا الجانب «الترابي» هو أحد مكونات هوية آدم، ولعنة آدم للإقصاء للتراب يبدو أنها تجعل الهوية المقسمة للجنس البشري بأن تكون دنيوية وحتى الآن منفصلة عن الطبيعة.[8:21][10]
وفقاً لسفر التكوين 1، خلق الله (إلوهيم) البشر. "ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُ، وَبَارَكَهُ وَدَعَا اسْمَهُ آدَمَ..."[5:39]. هنا "آدم" مصطلح عام لـ"البشر" ويشير للجنس البشري ككل. يبارك الله "البشر" ليتكاثروا " "أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا" ويأمر أن يكون لهم سلطان "تَسَلَّطُوا" (لكن المعنى الدقيق في العبرية غير مؤكد ومختلف عليه) "عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ".(سفر التكوين 1: 26-27).
في سفر التكوين 2: «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ» ومن ثم «نَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً».[2:7] ثم وضع الله آدم في جنات عدن «وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».»[2:16-17]
جزء من سلسلة مقالات عن |
المندائية |
---|
بوابة:الأديان |
تسمية الصابئة كلمة أصلها من الفعل الأرامي المندائي مصبتاً، أي صُبغ أو اغتسل، وتعني التطهر والنقاء، وهو اسم ديانة توحيدية يعتقد متبعوها أنها أنزلت على نبي الله آدم. لهم كتابهم الذي يسمى جنزا ربا أي الكنز العظيم، والذي يعتقد الصابئة المندائيون أنه يجمع صحف النبي آدم أحد أنبياء الصابئة، حيث لهذه الديانة سبعة أنبياء هم: آدم، شيتل بن آدم أو شيث، آنوش، نوح، سام بن نوح، «دنانوخ» وهو ادريس وآخرهم يحيى بن زكريا عليهم السلام. ويمثل آدم في هذه الديانة رأس الذرة الحية وأول الأنبياء والمرسلين من عند الله. ويعتقدون أن آدم وحواء خلقا من طينة واحدة.
يؤمن المسيحيون أن آدم هو أول مخلوقات الرب وأنه طرد من الجنة لأنه أكل من الشجرة المنهي عنها وهي شجرة معرفة الخير والشر وكانت هذه الخطيئة الأولى حسب ما ذكر في سفر التكوين، ونتيجة لهذه الخطيئة فقد تجسد الإله في المسيح ليفدي البشرية بصلبه ويكفر عن خطيئة آدم والتي من المفترض أن عقوبتها الموت وفناء الجنس البشري[11]
في قصص الخلق في سفر التكوين، تم خلق آدم من قبل يهوه - إلوهيم («يهوه-الله»، إله إسرائيل)، رغم أن مصطلح «آدم» يمكن أن يشير إلى كلاهما الإنسان الأول وكذلك الخلق العام للبشر. تختلف الكنائس المسيحية حول نظرتها لتصرف آدم بعد عصيانه لله (غالباً ما يطلق عليه سقوط الإنسان)، وعواقب تلك الإجراءات على بقية البشرية. في بعض الأحيان تعاليم المسيحية واليهودية تحمل آدم وحواء (أول امرأة) مستوى مختلف من المسؤولية حول السقوط، على الرغم من أن التعليم الإسلامي يحمّل كلاهما على حد سواء مسؤولية السقوط.
ترى المسيحية أن الطبيعة البشرية معيبة بشكل لا رجعة فيها بسبب خطيئة آدم.[12] لا توجد تلك الفكرة في اليهودية (ولا في الإسلام)، وقد ابتكرها بولس الطرطوسي، بالاعتماد على التيارات الشائعة في الفكر اليهودي الهلنستي الذي أكد أن خطيئة آدم قد أدخلت الموت والخطيئة إلى العالم.[12] الخطيئة، بالنسبة لبولس، كانت قوة يخضع لها جميع البشر، لكن مجيء المسيح أظهر الوسائل التي يمكن من خلالها دخول الأخيار إلى الفردوس الذي حرمت منه خطيئة آدم البشرية.[13] لم يكن بولس يعتبر أن هذه الخطيئة الأصلية لآدم قد انتقلت بيولوجيًا أو أن الأجيال اللاحقة ستعاقب على أفعال الجد آدم.[13] كان أوغسطينوس هو الذي اتخذ هذه الخطوة، وقام بتحديد موقع الخطيئة نفسها في السائل المنوي للذكور، مبررا ذلك بأن: عندما أكل آدم وحواء من الفاكهة خجلا وغطيا أعضاءهما التناسلية، وهذا هو المكان الذي تم نقل الخطيئة الأصلية منه إلى جميع الأجيال المقبلة،[14] ويسوع المسيح وحده، الذي لم ينتج من سائل منوي بشري، ليس لديه العيب الذي انتقل من آدم.[14] (كانت فكرة أوغسطينوس تستند إلى أفكار العالم القديم الخاصة بعلم الأحياء، والتي تنص على أن الحيوانات المنوية الذكرية تحتوي على الطفل الذي لم يولد بعد بأكمله، وأن رحم الأم ليس أكثر من غرفة رعاية ينمو فيها).[14]
آدم | حواء | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قابيل | هابيل | شيث | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
خنوخ | أنوش | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إراد | قينان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
محويائيل | مهلاييل | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
متوشائيل | يارد | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عادة | لامك | صلة | أنس الله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يابال | يوبال | توبال قايين | نعمة | متوشلخ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لامك | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سام | حام | يافث | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
جزء من سلسلة الإسلام عن |
الأنبياء المذكرون في القرآن |
---|
بوابة الإسلام |
يؤمن المسلمون أن آدم هو أول خلق الله من البشر وأول إنسان على سطح المعمورة خلقه الله ونفخ فيه من روحه وأمر ملائكته بالسجود له (سجود تحية وتقدير، لا سجود عبادة) فسجدوا جميعاً إلا إبليس لم يسجد وقال لربه أأسجد لمن خلقتَ طينًا؟ أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فغضب الله عليه وأقفل في وجهه باب التوبة والرحمة ولعنه فقال إبليس لربه أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين إلى اليوم الموعود وهو يوم القيامة ولأملأن جهنم ممن اتبعك منهم أجمعين. عندما سكن آدم وزوجته الجنة حاول إبليس التسلل لهما فأغواهما ووسوس لهما وجعلهما يأكلان من الشجرة التي نهاهما الله عنها فعصى آدم ربه فغوى وتسبب في طردهما من الجنة ونزولهما إلى الأرض. ومن أبنائه هابيل وقابيل وشيث. واختلف في مقدار عمره عليه السلام، فقدَّمنا في الحديث، عن ابن عباس، وأبي هريرة مرفوعًا: ((أن عمره اكتتب في اللوح المحفوظ ألف سنة)). وهذا لا يعارضه ما في التوراة من أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة لأن قولهم هذا مطعون فيه مردود إذا خالف الحق الذي بأيدينا مما هو المحفوظ عن المعصوم. وأيضًا فإن قولهم هذا يمكن الجمع بينه وبين ما في الحديث، فإن ما في التوراة إن كان محفوظًا محمول على مدة مقامه في الأرض بعد الإهباط وذلك تسعمائة وثلاثون سنة شمسية وهي بالقمرية تسعمائة وسبع وخمسون سنة ويضاف إلى ذلك ثلاث وأربعون سنة مدة مقامه في الجنة قبل الإهباط على ما ذكره ابن جرير وغيره فيكون الجميع ألف سنة. ولما مات بقيت ذريته على دين الإسلام يعبدون الله تعالى وحده ولم يشركوا به شيئاً، فعاش البشر ألف سنة أخرى على دين الإسلام.[15]
ورد ذكر آدم في القرآن 25 مرة. أكثرها في سورة الأعراف 7 مرات.
ذكر القرآن،: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٠ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٣١ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٣٢ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ٣٣ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٣٤ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ٣٥ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ٣٦ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ٣٧ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٣٨ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٣٩﴾[16] خلق الله آدم جميل الشكلِ والصورة وحسن الصوت لأن جميع أنبياء الله الذين بعثهم الله لهداية الناس كانوا على صورة جميلة وشكل حسن وكذلك كانوا جميلي الصوت، قال الرسول محمد: «ما بعثَ الله نبيًّا إلا حسنَ الوجهِ حسن الصوتِ وإنَّ نبيَّكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا».
ولقد تحدث القرآن عن خلقه في مواضع كثيرة ولمناسبات متعددة، والمتأمل في تلك الآيات الكريمة التي ورد الحديث فيها عن خلق آدم، يجدها تتناول تلك المراحل والأطوار التي مر بها خلقه. ذكر القرآن في سورة آل عمران: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٥٩﴾ [17] (سورة آل عمران، الآية 59). فإذا كان خلق عيسى ـ من غير أب ـ آية عجيبة فإن خلق آدم من تراب آية أعجب، فعيسى خلق من غير أب وآدم خلق من غير أب ولا أم.
في سورة ص: ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ٧١﴾ [18] وذكر القرآن في سورة الصافات: ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ١١﴾ [19] أي من طين لزج متماسك. قال الإمام الطبرسي: طين لازب أي لاصق وإنما وصفه جل ثناؤه باللزوب لأنه تراب مخلوط بماء، والتراب إذا اختلط بماء صار طيناً لازباً.
وذكر القرآن في سورة الحجر: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ٢٦﴾ [20] وذكر القرآن في سورة الرحمن: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ١٤﴾ [21] والصلصال هو الطين اليابس الذي يصلصل، وإذا أدخل النار أو تعرض مدة للشمس صار فخاراً، أما الحمأ فهو الطين الذي اسود وتغير من طول ملازمته الماء، والمسنون المصور، وقيل المصبوب المفرغ، أي أفرغ صورة إنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذابة في قوالبها، وقيل: المسنون هو المتغير الرائحة ومنه قول القرآن: «"﴿فَانظُرْ إلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾.» [22] أي لم يتغير مع مضي مائة عام عليه.
لقد اختلف الناس في طول آدم وحواء من المسيحيين فذهبوا مذاهب شتى، فقال المستشرق السيد هانريون العضو في المجمع العلمي الفرنسي، ان طول آدم كان 123 قدما وتسع بوصات (37 مترا تقريبا)، وان طول حواء كان 118 قدما وثلاثة ارباع البوصة.[23] وهذا هو المذكور في كتاب الرحلة الحجازية. فهؤلاء المستشرقون اخذوا استنتاجهم من المومياوات والهياكل التي يعثرون عليها في باطن الأرض.
وما ذكره ابن بطوطة في رحلته من أن طول قدم آدم الموجودة على الصخرة بجبل سرنديب أحد عشر شبرا معقولة بالنسبة لطوله المذكور هنا في الحديث.[24]
يذكر القرآن الكريم قصّة آدم أبي البشر مع زوجته حوّاء في الجنّة، حيثُ أنّ الله تعالى أسكن آدم الجنّة هو وزوجته حوّاء، قال تعالى {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }[25] حيث أُمر آدم هو وزوجته بالعيش في الجنّة وأكل ما لذ وطاب ولكن حذّره الله تعالى من الاقتراب من شجرة في الجنة امتحاناً لهما وابتلاءاً لطاعتهما لله، ولكنّ إبليس الذي توعّد بإغواء آدم استطاع اقناعه بالأكل من الشجرة، وتظاهر بأنه يريد مصلحة آدم وحوّاء، فادّعى أنّ هذه الشجرة هي شجرة الخلد، وأنّ الأكل منها يورث الخلود في الجنةّ والمُلك الدائم، فكانت النتيجة أن أكل آدم وحوّاء من الشجرة المحرّمة مما أدّى إلى خروجها من الجنّة وغضب الله على آدم وحوّاء ولكنّ الله تعالى تاب عليهما بعد ذلك، بعد أن استغفر آدم ربّه وتاب إليه، فتاب الله عليه، ولكن رغم ذلك، أخرجه الله من الجنّة ووعده بالرجوع إليها إذا آمنوا به وعملوا صالحاً في الأرض، وكانت هذه اللحظة بداية نزول آدم إلى الأرض، قال تعالى: { فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ(117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123)}.[26]
اختلف العلماء في مكان الجنّة فمن قائل أنها في السماء، وآخرون نصّوا على أنّها في الأرض، ولكل فريقٍ منهم أدلّته من الكتاب والسنّة.[27]
اختلف في مكان وفاة آدم وموضع دفنه، حيث يعتقد أنه دفن في جبل أبي قبيس بمكة، وقيل أن نوحًا حمله في الطوفان ودفنه مع حواء في بيت المقدس، وأضاف ابن كثير في كتاب البداية والنهاية أنه قد يكون دفن في الهند على المشهور من الأقوال دون أن يحددها.[28] يعتقد الشيعة أنه دفن في العراق بناءً على بعض المرويات.
قابيل هو أول أبناء آدم في جميع الديانات السماوية. يروي لنا القرآن الكريم قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في البشر. فقد كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من بنت البطن الثاني ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه (حسب الإسرائيليات)، فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل وبعد أيام، كان هابيل نائما وسط غابة مشجرة، فقام إليه أخوه قابيل فقتله. وجلس القاتل أمام شقيقه المُلقى على الأرض. وكان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عٌرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غراباً حياً بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه في الحفرة وعاد يهيل عليه التراب. حينها تأسى على أخوه الميت وندم على فعلته. تاريخ نسل ولد آدم
تفسير العياشي: عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله الإمام جعفر الصادق عليه السلام: جعلت فداك إن الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: قد قال الناس ذلك، ولكن يا سليمان أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لو علمت أن آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم، وما كنت لأرغب عن دين آدم؟ فقلت: جعلت فداك إنهم يزعمون أن قابيل إنما قتل هابيل لأنهما تغايرا " على أختهما، فقال له: يا سليمان تقول هذا؟! أما تستحيي أن تروي هذا على نبي الله آدم؟ فقلت: جعلت فداك ففيم قتل قابيل هابيل؟ فقال: في الوصية. ثم قال لي: يا سليمان إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم إلى هابيل، وكان قابيل أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل فغضب، فقال: أنا أولى بالكرامة والوصية، فأمرهما أن يقربا قربانا " بوحي من الله إليه ففعلا فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله.[29]
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
{{استشهاد بكتاب}}
: |الأول=
باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)