أسرة آل ثاني التميمية هي الأسرة الحاكمة في دولة قطر.[1]
يرجع أفراد أسرة آل ثاني إلى ثاني بن محمد بن ثامر بن علي بن سيف بن محمد بن راشد بن علي بن سلطان بن بريد بن سعد بن سالم بن عمرو بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
في عام 1848م وصلت أسرة آل ثاني إلى الدوحة قادمة من فويرط، بزعامة الشيخ محمد بن ثاني، الذي ولد في فويرط. وبعد وفاة والده ثاني بن محمد أصبح هو زعيم عشيرته في فويرط، وفي نهاية الأمر بسط الشيخ محمد بن ثاني نفوذه في مختلف أنحاء قطر، كما عزز مركزه خارجيًّا بالتحالف مع فيصل بن تركي أمير الدولة السعودية الثانية، الذي قام بزيارة قطر في أوائل عام 1851م، وفي أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر ظهر الشيخ محمد بن ثاني كأهم شخصية، ليس فقط في قطر، بل في شبه الجزيرة العربية كلها.
في 12 سبتمبر عام 1868م وقع معاهدة مع الكولونيل لويس بيلي، المقيم البريطاني في الخليج، تم بمقتضاها الاعتراف باستقلال قطر، وفي عام 1871م طلب من العثمانيين في الأحساء حمايته من أي اعتداء خارجي، وبحلول عام 1876م سلم المسؤولية الإدارية لابنه الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وذلك بسبب تقدمه في العمر، وقد توفي الشيخ محمد بن ثاني عام 1879م.
ولد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني حوالي عام 1825م، وتولى المسؤوليــة الكاملة في قطر عام 1876م، ويعد المؤسس الحقيقي لدولة قطر؛ فقد كان من كبار الساسة، عمل نائبًا لوالده حاكم قطر الشيخ محمد، مما أكسبه خبرة ودراية سياسية كبيرة، وقد عمل على أن تكون قطر بلدًا موحدًا مستقلًّا؛ فهو أول رجل ظهرت قطر في ظل زعامته كيانًا عضويًّا واحدًا متماسكًا، وقد استطاع من خلال سياسته أن يعمل على توازن للاعتراف باستقلال قطر، من جانب أكبر قوتين متنافستين على النفوذ في منطقة الخليج العربي، وأعني كلًّا من إنجلترا وتركيا. وقد خاطب الدول المجاورة وأرسل أحد رجاله المخلصين، وهو علي الحريري، برسائل إلى ابن رشيد حاكم حائل آنذاك، وإلى الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت. وقد لمع نجمه وزادت شعبيته، وذلك بما آتاه الله من عقل وحكمة وحنكة وحسن سياسة؛ حيث استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه، ويجمع شتاتها. وفي عهده توسعت أعمال البلاد، ونشط عمل الغوص فيها، وصار لها ميناء بحري تجاري، لتصدير البضائع وتوزيعها، فكثر السكان، وتعددت الأعمال، واتسعت البلاد، وتوسع فيها العمران، وعندما دخلت القوات العثمانية إلى الأحساء 1871م للميلاد طلب من العثمانيين في الأحساء حمايته من أي اعتداء خارجي، لذا رحب المتصرف مدحت باشا بابن ثاني، وعينه قائمَّقام على قطر، بعد أن تحركت قوى كبيرة لحمايتها، مما أزعج بريطانيا التي دخلت في صراع شبه دائم معه، ومنعت قوات الشيخ جاسم من التوسع جنوبًا باتجاه ساحل عمان.
لقد أدت محاولات العثمانيين إلى زيادة قوتهم في قطر، عن طريق تعيين مسؤولين عثمانيين وإداريين، في الزبارة والدوحة والوكرة وخور العديد، وأيضًا عن طريق إنشاء جمرك في الدوحة، وكذلك تعزيز الحامية العثمانية في الدوحة -كل ذلك أدى إلى نشوب حرب مع الشيخ جاسم في شهر مارس 1893م، في الوجبة على مسافة 15 كيلومتر غربي الدوحة.
واستطاع الشيخ جاسم وقواته إلحاق الهزيمة بالعثمانيين في معركة الوجبة التي تعد علامة بارزة في تاريخ قطر الحديث.