صنف فرعي من | |
---|---|
يمتهنه |
أخلاقيات بيولوجية أو الأخلاق الحيوية[1] (بالإنجليزية: Bioethics) هي دراسة فلسفية للمشاكل الأخلاقية الناجمة عن التقدم في مجال البيولوجيا (علم الأحياء)، والطب والتكنولوجيا الحيوية في علاقتها بالسياسة، والقانون، والفلسفة، واللاهوت.
أخلاقيات علم الاحياء، ethos، السلوك) صيغت في عام 1927 من قبل فريتز يار، الذي «توقع الكثير من الجدل والمناقشات الجارية حاليا [2] في مجال البحوث البيولوجية التي تقام على الحيوانات في مقال حول «حتمية أخلاقيات بيولوجية»، كما سماها، فيما يتعلق بالاستخدام العلمي للحيوانات والنباتات.[3][4] في عام 1970، استخدم عالم الكيمياء الحيوية الاميركي فان رينسيلار بوتر المصطلح أخلاقيات علم الاحياء "Bioethics" مع معنى واسع النطاق يتضمن الحاجة إلى أخلاق عالمية، لدراسة الصلة بين الأحياء، البيئة، الطب والقيم الإنسانية من أجل تحقيق بقاء البشر وأنواع الحيوانات الأخرى كما يشمل مبدأ التضامن اتجاه الغلاف الحيوي الأرضي،.[5][6]
بحلول السبعينات، كانت هناك مساهمات ملحوظة من الفلاسفة وعلماء الدين مثل ج. أى. أم. انسكومب ور. أم. هيرومجموعة من الخبراء في الاأخلاقيات البيولوجية كنا ظهرت برامج أكاديمية في مجال الأخلاقيات البيولوجية. من بين هذه المؤسسات الأفدم كانت مركز هاستينغز (المعروف أصلا باسم معهد المجتمع، الأخلاق وعلوم الحياة)، الذي تأسس في عام 1969 على يد الفيلسوف دانيال كالاهان والطبيب النفساني ويلارد جايلين، ومعهد كينيدي للأخلاقيات، الذي أنشئ في جامعة جورج تاون في عام 1971. وكان نشر كتاب مبادئ أخلاقيات الطب الحيوي من قبل جيمس ف. تشايلدرس وتوم بوشامب وهو أول كتاب منهجى أمريكي للأخلاقيات البيولوجية، لحظة تحول ملحوظ في هذا التخصص.
خلال العقود الثلاثة اللاحقة، اكتسبت قضايا الأخلاقيات البيولوجية اهتماما واسع النطاق من خلال القضايا المعروضة على المحاكم بخصوص مقتل كارين آن كوينلان، نانسي كروزان وتيري شيافو. المجال طور كادره الخاص من دعاة معروفين على نطاق واسع، مثل آل جزنسين في جامعة واشنطن، جون فليتشر في جامعة فرجينيا، يعقوب م. ابيل في جامعة براون، روث فادن في جامعة جونز هوبكنز، وآرثر كابلان في جامعة بنسلفانيا. في عام 1995، أنشأ الرئيس الاميركي بيل كلينتون مجلس الرئيس للأخلاقيات البيولوجية، إشارة إلى أن هذا المجال قد وصل أخيرا إلى مستوى غير مسبوق من النضج والقبول في الولايات المتحدة الأمريكية. الرئيس جورج دبليو بوش أيضا اعتمد علي مجلس بشأن أخلاقيات بيولوجية في إصدار القرارات في مجالات مثل التمويل العام لأبحاث الخلايا الجزعية الجنينية.
حسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، تُفهم أخلاقيات علم الأحياء على أنها الدراسة المنهجية والمتعددة الأبعاد والتخصصات، وحل المسائل الأخلاقية التي يثيرها الطب والعلوم الاجتماعية وعلوم الحياة المطبقة على البشر وعلاقتهم بالمحيط الحيوي، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالحق في الولوج إلى التقدم العلمي والتقني.[7]
من مبادئ ألا يتعرض الباحث لزملائه الباحثين من حيث خصوصياتهم أو كراماتهم أو نهج سيرهم، ومن أخلاقيات الباحث العلمي: الأمانة العلمية، كتمان سرية المعلومات أو خصوصيات المبحوثين، تجنب إلحاق ضرر مادي أو معنوي بعينة البحث ومحاولة الضغط على المبحوثين أو استفزازهم.
مجال أخلاقيات بيولوجية تناولت رقعة واسعة من تساؤل الإنسان، والتي تتراوح من المناقشات حول حدود الحياة (مثل الإجهاض والقتل الرحيم) إلى تخصيص موارد الرعاية الصحية الشحيحة (مثل التبرع بالأعضاء، ترشيد الرعاية الصحية) إلى الحق في رفض الرعاية الطبية لأسباب دينية أو ثقافية. علماء الأخلاقيات البيولوجية كثيرا ما يختلفون فيما بينهم على الحدود الدقيقة لهذا التخصص، متجادلين ما إذا كان هذا المجال يجب أن يهتم بالتقييم الأخلاقي لجميع المسائل التي تنطوي على البيولوجيا والطب، أو مجرد مجموعة فرعية من هذه الأسئلة. بعض علماء الأخلاقيات البيولوجية يضيقوا التقييم الأخلاقي فقط إلى أخلاقية العلاجات الطبية أو الابتكارات التكنولوجية، وتوقيت العلاج الطبي للبشر. آخرين يوسعون نطاق التقييم الأخلاقي ليشمل اخلاقية جميع الإجراءات التي قد تساعد أو تضر الكائنات الحية القادرة على شعور الخوف والألم، وتشمل داخل أخلاقيات بيولوجية جميع هذه الأعمال من أحتمال في ما يتعلق بالطب والبيولوجيا. ومع ذلك، فإن معظم علماء الأخلاقيات البيولوجية يشتركوا في الالتزام بمناقشة هذه القضايا المعقدة بطريقة صادقة، متحضرة وذكية، باستخدام أدوات من تخصصات مختلفة كثيرة التي «تغذي» المجال لإنتاج أطر ذات مغزى للتحليل.
من أهم المجالات التي تناولها علماء الأخلاقيات الحيوية المعاصرون هو مجال التجارب البشرية. أهم هاته المبادئ هي احترام استقلالية الأشخاص والإحسان والعدالة وعدم إلحاق الضرر، ودلك حسب كود نورمبرغ (1948), وإعلان هلسنكي والإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان لمنظمة اليونسكو.[8] كل هاته الوثائق الدولية تنص على احترام الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، وتحقيق الفائدة الأقصى وتقليل المضار، احترام الحرية الفردية والمسؤولية، الحصول على موافقة مسبقة ومستنيرة، الحماية الخاصة لأولئك الذين لا يمكنهم التعبير عن موافقتهم، واحترام الضعف البشري والسلامة الشخصية، واحترام الخصوصية وسرية المعلومات الشخصية، وتحقيق المساواة والعدالة والإنصاف، ورفع التمييز وعدم التمييز، واحترام التنوع الثقافي والتعددية، تعزيز التضامن والتعاون، تقديم الفوائد للجميع وتقاسمها مع المجتمع، حماية الأجيال القادمة، حماية البيئة والتنوع البيولوجي، الحماية من العمليات الضارة في الحياة اليومية والعلمية.[9] ويمكن تعريف هذه المبادئ كما يلي :
توفر مبادئ الأخلاق الطبية إطارًا أساسيًا لتوجيه الممارسة الطبية والبحث، ولكن يمكن أن تتعارض أحيانًا. على سبيل المثال، يمكن أن تنشأ توترات بين الإحسان والحرية الذاتية عندما تتعارض التوصيات الطبية مع تفضيلات المريض. يتطلب حل هذه الصراعات نهجًا متوازنًا يعزز احترام حرية المريض مع السعي لتعزيز رفاهيته بشكل أخلاقي. في النهاية، يتطلب اتخاذ القرارات الأخلاقية في هذه الحالات الحساسة تفكيرًا عميقًا في قيم وتفضيلات المريض، بالإضافة إلى الضروريات السريرية والأخلاقية.[10]
علماء الأخلاقيات البيولوجية يأتوا من تشكيلة واسعة من الخلفيات وحصلوا على التدريب في مجموعة متنوعة من التخصصات. المجال يحتوي على أفراد مدربين في الفلسفة، مثل بيتر سنجر من جامعة برينستون ودانيال بروك من جامعة هارفارد، أخلاقيين مدربين طبيا سريريا مثل مارك زيجلر من جامعة شيكاغو، وجوزيف فينز من جامعة كورنيل، محامين، مثل يعقوب ابيل وويسلي ج. سميث، أقتصادين سياسين، مثل فرانسيس فوكوياما، وعلماء لاهوت بينهم جيمس تشايلدرس. المجال، سابقا هيمن عليه الفلاسفة المدربين رسميا، أصبح بشكل متزايد متعدد التخصصات، مع بعض النقاد مدعين أن أساليب الفلسفة التحليلية كان لها أثر سلبي على تطوير المجال. المجلات الرائدة في هذا المجال تشمل تقارير مركز هاستينغز، مجلة آداب مهنة الطب وربعية كمبريدج لأخلاقيات الرعاية الصحية.
العديد من الطوائف الدينية لهم تاريخهم الخاص في التحقيق في قضايا أخلاقيات بيولوجية ووضعوا قواعد والمبادئ توجيهية بشأن كيفية التعامل مع هذه القضايا من خلال وجهة نظر كل إيمان منهم. الأديان اليهودية، المسيحية و الإسلامية وضعت كل واحدة منها كمية كبيرة من المؤلفات حول هذه المسائل. في حالة العديد من الثقافات الغير الغربية، فصل صارم بين الدين والفلسفة لا وجود له. في العديد من الثقافات الآسيوية، على سبيل المثال، هناك نقاش حيوي حول قضايا الأخلاقيات الحيوية. أخلاقيات بيولوجية البوذية، بصفة عامة، تتميز بنظرة طبيعية التي تؤدي إلى نهج عقلاني، عملي. علماء الأخلاقيات الحيوية البوذيين يشملوا داميان كيون. في الهند، فاندانا شيفا هي رائدة في الاخلاقيات الحيوية تتحدث من التقاليد الهندوسية. في أفريقيا، وجزئيا أيضا في أمريكا اللاتينية، المناقشة بشأن أخلاقيات بيولوجية كثيرا ما تركز على أهميتها العملية في سياق التخلف وعلاقات القوة الجيوسياسية.
منذ السبعينيات، توسعت مجالات الأخلاقيات الحيوية بشكل كبير، حيث باتت تشمل ليس فقط الأخلاق الطبية ولكن أيضًا التفكير في تطورات المجتمع وتأثيرات التكنولوجيا على مستوى العالم. تعني الأخلاقيات الحيوية التفكير في الأسئلة الصعبة التي يطرحها التقدم العلمي، وتضع أسئلة حول العلاقة بين الأخلاق، العلم والحرية.[11]
أصبح تحديد الإرشادات الأخلاقية العالمية في مجال الأخلاقيات الحيوية ضرورة ملحة في ظل اتساع نطاق الممارسات العلمية. تحركًا استجابيًا لهذه الواقعية، بادرت اليونسكو بعملية لتحديد الإرشادات الأخلاقية العالمية. خلال هذه العملية، تم إجراء استشارات في المراحل الأولى تضمنت مشاركة مختلف الجهات مثل الدول، والأمم المتحدة، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وكذلك الخبراء.
لعبت اللجنة الدولية للأخلاقيات الحيوية (CIB) دوراً مركزياً في إعداد تقرير حول إمكانية وضع أداة عالمية في مجال الأخلاقيات الحيوية. في أكتوبر 2003، اعتبر المؤتمر العام لليونسكو أن تحديد هذه الإرشادات العالمية مناسبًا ، في إطار احترام كرامة الإنسان وحقوق الأفراد. تهدف هذه الخطوة إلى خلق توافق دولي حول مبادئ أخلاقية أساسية، مع التأكيد على أهمية التوعية والتعليم والحوار العام في هذا المجال.[9]
مجالات العلوم الصحية التي هي موضوع تحليل منشور، راجعه-الأقران للأخلاقيات البيولوجية تشمل:
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
(مساعدة)
في كومنز صور وملفات عن: أخلاقيات علم الأحياء |