أرجان (مدينة) | |
---|---|
إحداثيات | 30°39′14″N 50°16′29″E / 30.653888888889°N 50.274722222222°E |
تعديل مصدري - تعديل |
أَرَّجَانُ[1] هي مدينة تاريخية مندثرة، تقع بين الأحواز وفارس، وتسمى أحياناً في بعض المصادر بمدينة برمقباذ أو بزمقباذ أو أبزقباذ. بناها الملك الساساني قباد بن فيروز.[2]
وقد فتحت برمقباذ أو أرجان على يد الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وكان على مقدمته عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه وذلك في سنة 27 في خلافة سيدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه إذ تذكر المصادر أن عثمان بن أبي العاص مع أبي موسى الأشعري اجتمعا لفتحها، حيث سار لها الأول من جهة سابور بينما تقدم لها الثاني من جهة البصرة، فتمكنا من فتحها صلحاً على الجزية والخراج سنة 27 هـ / 647 م.
وقد خربت المدينة في المائة الثامنة للهجرة وقام مقامها مدينة بهبهان القائمة لليوم وتقع في إقليم الأحواز (الاهواز) الواقع على ساحل الخليج العربي ويسمى أيضاً بعربستان وخوزستان، والثابت انه حتى عهد قريب (قبل الاحتلال الفارسي لها في عام 1925 م) كانت الأحواز إحدى الإمارات العربية المطلة على الخليج العربي.
مدينة آرجان التاريخية، ما تزال آثارها قائمة على ضفاف نهر مارون، وعلى بُعد 8 إلى 12 كيلومترات شمال مدينة بهبهان (الحالية) بمساحة أربعة كيلومترات مربعة.[3]
و«ارجان» التاريخية هو اسم بهبهان التاريخي، ويعود هذا الاسم إلى 2000 عام قبل الميلاد للحكم العيلامي حيث يذكر المؤرخين في المنطقة نفسها ان بعد اكتشاف قبر لـ «كتين هوتران» في بهبهان وهو بن الملك العيلامي الذي كان يعيش هناك 2000 عام قبل الميلاد، اكتشف معه جام شراب يسمى ارجان وهو معروف في الحقبة العيلامية كما واكتشفت حلقة تبين القوة والشموخ، وجام الشراب هو الذي يسمى ارجان والمدينة تسميتها جاءت من هذا الاسم التاريخي المرتبط بالحكم العيلامي وهذا ما يذكره المؤرخوان الفرس انفسهم عن المدينة.[4]
قال الطبری:
قال ابن خردادبه:
قال قدامة بن جعفر:
قال المسعودي:
قال الإصطخري:
أرّجان ومدينتها أرّجان، وبازرنج ليس بها منبر، وبلاد سابور بها منبر، وريشهر بها منبر، وبنيان ليس بها منبر، وكهكاب ليس بها منبر، ودير أيوب ليس بها منبر، والملّجان ليس بها منبر، والسلجان ليس بها منبر، والجلّادجان ليس بها منبر، ودير العمر ليس بها منبر، وفرزك بها منبر، وهنديجان أرّجان ليس بها منبر، ومهروبان بها منبر، وجنّابه بها منبر، وشينيز بها منبر، وصوان النجس ليس بها منبر.
وأما زمومها فإن لكل زمّ منها مدنا وقرى مجتمعه، قد ضمن خراج كل ناحيه منها رئيس من الأكراد، وألزموا إقامه رجال لبذرقه القوافل وحفظ الطرق ونوائب السلطان إذا عرضت، وهي كالممالك. فأما زمّ جيلويه المعروف بالزميجان فإن مكانه في الناحية التي تلى أصبهان، وهو يأخذ طرفا من كوره اصطخر، وطرفا من كوره سابور، وطرفا من كوره أرّجان، فحدّ منه ينتهى إلى البيضاء، وحدّ منه ينتهى إلى حدود أصبهان، وحدّ منه ينتهى إلى حدود خوزستان، وحدّ منه ينتهى إلى ناحيه سابور، وكل ما وقع في هذا من المدن والقرى فمن هذا الزمّ؛ ويتاخمهم في عمل أصبهان البازنجان، وهم صنف من البازنجان الذين هم بزم شهريار، وليس من هؤلاء البازنجان أحد في عمل فارس، إلا أن لهم بها قرى وضياعا كثيره؛ وأما زمّ الديوان، المعروف للحسين ابن صالح وهو من كوره سابور، فإن حدا منه يلى أردشير خرّه، وثلاثه حدود تحيط بها كوره سابور، وكل ما كان من المدن والقرى في أضعافها فهى منها؛ [11]
قال شمس الدين المقدسي:
صغيره شربهم من نهر اسم رستاقها بلا سابور وهي جبليّه نزيهه شبه غوطه دمشق يقال انّ سابور بن فارس كان يختارها على جميع البلدان التي عمرها بخراسان وخوزستان وثمّ مات.
قال ابن مسکویه:
وكان صار إلى خاقان يستنصره على أخيه بلاش ويذكر أنّه أحقّ بالملك منه. فبقى هناك أربع سنين، ثمّ جهّزه خاقان. فلمّا عاد وبلغ نيسابور بلغه موت أخيه بلاش. وكان في وقت اجتيازه تزوّج ابنة رجل من الأساورة متنكّرا، وواقعها، فحملت بأنوشروان. ولما عاد في هذا الوقت الذي ذكرناه، سأل عن الجارية، فأتى بها وبابنه أنوشروان. فتبرّك به وبها. ولما بلغ حدود فارس والأهواز بنى مدينة أرجان، وبنى حلوان، وبنى قباذ خرة، وعدة مدن أخر.[13]
قال ناصر خسرو:
قال الادریسی:
واصطخر أكبر بلادها ومن كور اصطخر مدينتها البيضاء ونهران وابرج ومايين والبرانجان والميادوان والكاسكان وكرم والهزار وناحية الروذان والأذركان وابرقويه. ومن الكور أيضا بفارس كورة سابور.
قال ابن عساکر:
- البلد السادس عشر ارجاة - أولا التعريف بالبلد ارجاة مدينة من ناحية خابران من نواحي أبيورد من خراسان ثانيا الحديث وراويه فضل العلم والورع أخبرنا الشريف أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن عمر بن محمد ابن عبد الله بن عمر بن محمد بن جعفر بن محمد بن حفص بن بكير ابن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري الهروي الواعظ بأرجاة وكان قاطنا بقراءتي عليه قال أنبأ أبو سهل محمد بن ميمون بن علي الواسطي ثم الهروي بهرة قال أنبأ أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد بن احمد بن خالد الذهلي الهروي قال أنبا أبو محمد حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان الطوسي بها قال ثنا عبد الرحيم بن منيب المروزي ثنا إبراهيم بن رستم ثنا نوح بن ابي صريم عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم أفضل من فضل العبادة وخير دينكم الورع ثالثا درجة الحديث ومن أخرجه هذا حديث غريب من حديث ابي عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن ثوبان بن جحدر ويقال ابن جحدد الألهاني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به عنه سالم بن أبي الجعد واسم أبي الجعد رافع الأشجعي الكوفي لم نكتبه إلا من حديث أبي بكر إبراهيم بن رستم المروزي الحنفي الفقيه وأصله من كرمان عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي الجامع ولقب بذلك لأنه جمع علوما جمة من الحديث والفقه والأدب عن أبي محمد سليمان ابن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الأعمش الكوفي عنه.[16]
قال الحازمی الهمدانی:
قال ابن الفقيه وغيره: «أبزقباذ هي كورة أزجان بين الأهواز وفارس بكمالها وقد ذكرت مع أرجان»، وفي كتاب الفرس: «أن قباذ بنى أبزقباذ وهي أرجان وأسكنها سبي همذان».
قال یاقوت الحموی:
وقال الاصطخري: أرّجان مدينه كبيره كثيره الخير، بها نخيل كثيره وزيتون وفواكه الجروم والصّرود، وهي بريّه بحريه، سهليّه جبليّه، ماؤها يسيح بينها وبين البحر مرحله، وبينها وبين شيراز ستون فرسخا، وبينها وبين سوق الأهواز ستون فرسخا، وكان أول من أنشأها، فيما حكته الفرس، قباذ بن فيروز والد أنوشروان العادل، لما استرجع الملك من أخيه جاماسب وغزا الروم، افتتح من دیار بکر مدينتين: ميّافارقين وآمد وكانتا في أيدي الروم، وأمر فبني فيما بين حدّ فارس والأهواز مدينه سماها أبز قباذ، وهي التي تدعى أرّجان، وأسكن فيها سبي هاتين المدينتين، وكوّرها كوره، وضمّ إليها رساتيق من رامهرمز وكوره سابور وكوره أردشير خرّه وكوره أصبهان، هكذا قيل.
وإن أرجان لها ذكر في الفتوح، ولا أدري أهي غيرها أم إحدى الروايتين غلط، وقيل: كانت كوره أرجان بعضها إلى أصبهان، وبعضها إلى اصطخر، وبعضها إلى رامهرمز، فصيرت في الإسلام كوره واحده من كور فارس. وحدّث أحمد بن محمد بن الفقيه، قال: حدثني محمد بن أحمد الأصبهاني، قال: بأرّجان كهف في جبل ينبع منه ماء شبيه بالعرق من حجاره، فيكون منه هذا الموميا الأبيض الجيد، وعلى هذا الكهف باب من حديد وحفظه، ويغلق ويختم بخاتم السلطان إلى يوم من السنة يفتح فيه، ويجتمع القاضي وشيوخ البلد حتى يفتح بحضرتهم، ويدخل إليه رجل ثقه عريان، فيجمع ما قد اجتمع من الموميا، ويجعله في قاروره، فيصير ذلك مقدار مائه مثقال أو دونها، ثم يخرج ويختم الباب بعد قفله إلى قابل، ويوجه بما اجتمع منه إلى السلطان، وخاصيّته لكل صدع أو كسر في العظم يسقى الإنسان الذي قد انكسر شيء من عظامه مثل العدسة، فينزل أول ما يشربه إلى الكسر فيجبره ويصلحه لوقته، وقد ذكر البشّاري والاصطخري: إن هذا الكهف بكوره دارابجرد. وأنا أذكره إن شاء الله هناك. ومن أرجان إلى النّوبندجان نحو شيراز سته وعشرون فرسخا، وبينهما شعب بوّان الموصوف بكثره الأشجار والنزهة، وسنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى. وينسب إلى أرجان جماعه كثيره من أهل العلم، منهم أبو سهل أحمد بن سهل الأرجاني، حدّث عن أبي محمد زهير بن محمد البغدادي، حدّث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد الاصطخري، وأبو عبد الله محمد بن الحسن الأرجاني، حدّث عن أبي خليفه الفضل بن الحباب الجمحي، حدّث عنه محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبو سعد أحمد بن محمد ابن أبي نصر الضرير الأرجاني الجلكي الأصبهاني، سمع من فاطمه الجوزدانيه، ومات في شهر ربيع الأول سنه 606، والقاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني الشاعر المشهور، كان قاضي تستر، ولد في حدود سنه 460 ومات في سنه 544، وغيرهم.[18]
قال القزوینی:
وبها قنطرة عجيبة على نهر طاب، وهي قوس واحدة سعة ما بين القائمتين ثمانون خطوة، وارتفاعها مقدار ما يخرج منها راكب الجمل وبيده أطول الأعلام.وبها بئر صاهك. ذكر أهل ارجان: أنهم امتحنوا قعرها بالمثقلات والارسان فلم يقفوا منها على قرار. يفور الدهر كله منها ماء رحى يسقي تلك القرية.
وإليها ينسب الفضل بن علان من أعيان أرجان، كان به حمى الربع. قيل له: ان النعمان بن عبد الله يقدم غداً والوجه أن تتلقاه. فقال: كيف ذلك وغداً نوبة الحمى؟ لكن يا غلام هات اللحاف حتى أحم اليوم، وغداً أتلقى الرجل! [19]
قال عبد المومن البغدادی:
قال الحمیری:
مدينة بين فارس والأهواز، بناها قباذ بن فيروز ملك الفرس وهو أنوشروان وأسكن فيها سبي همدان، وفيها قبر يوحنا الحواريّ صاحب عيسى، عليه الصلاة والسّلام، وهي المذكورة في قول المتنبي:
و منها أحمد بن الحسين الارجاني أبو بكر فاضل شاعر ورد بغداد ومدح خليفتها المستظهر بالله، ومن شعره:
ذكره ابن السمعاني وأثنى عليه في ذيل كتاب الخطيب وأطنب في ذكره والثناء عليه.[21]
أرجان : من اللباب: بفتح الألف وسكون الرّاء المهملة وفتح الجيم وفي آخرها نون بعد الألف، قال ابن الجواليقيّ في المعرّب: أرّجان بتشديد الرّاء المفتوحة على وزن فعّلان بتشديد العين ويقال لها أرغان بالغين المعجمة، وهي مدينة من الثالث في آخر حدّ فارس من جهة خوزستان. وهي كبيرة كثيرة الخير، وبها النّخل والزيتون كثير، وهي بريّة بحرية سهليّة جبليّة، وهي عن البحر على مرحلة. في الأطوال: طولها عز ل عرضها ل ل. في القانون: طولها عز ك عرضها لا.[22]
.[23]
وورد ذكرها في قصائد للمتنبي منها رائيته الرائعة التي مطلعها:[24]
ففيها يقول: