تشمل أساطير الإنكا قصصًا كثيرة وأساطير تحاول أن تشرح أو ترمّز معتقدات الإنكا.[1]
يوضح البحث الأكاديمي أن أنظمة الاعتقاد الإنكيّة كانت متكاملة مع نظرة الإنكيين إلى الكون، لا سيما الطريقة التي لاحظ فيها الإنكيون حركة درب التبّانة والنظام الشمسي كما كان يُرى من كُزكُو، وهي عاصمة الإنكا يعني اسمها مركز الأرض. من هذا المنظور، تصور قصصهم حركات الأبراج (المجموعات النجمية)، والكواكب السيّارة، وتشكيلات الكواكب، وكلّ هذا متعلّق بدوراتهم الزراعيّة. كان هذا مهمًّا جدًا للإنكيين، إذ كانوا يعتمدون على مواسم الزراعة الدائرية، التي لا تتصل حسب الدورات السنوية، بل بدورة زمنية أوسع منها (800 سنة في كل دورة). نُشِرت هذه الطريقة لمراقبة الزمان بهدف التوريث الثقافي للمعلومات الهامّة، بغض النظر عن تغيّر الأنظمة أو الكوارث المجتمعية.[2]
قُرِئت كثير من الأساطير الإنكيّة من وجهة نظر أوروبية، فُصلت الأساطير الإنكية عن النظرة الكونية للإنكيين، وعن زراعتهم، فجُرِّدت هذه الأساطير من غناها ومن فعاليّتها العمليّة.
بعد احتلال إسبانيا لإمبراطوريّة الإنكا بواسطة فرانسسكو بيزارو، أحرق العاملون المستعمِرون سجلّات كان الإنكيّون يصونونها. وضع غاري أورتن نظريّة تقول إن الكُويبس يمكن أن يكون نظامًا ثنائيًا قادرًا على تسجيل المعطيات الصوتية والمنطقية. ولكن إلى اليوم، لم يُعلَم عن القوم شيءٌ إلّا ما سجّله الكهَنة، من أيقنة الإنكيين وتماثيلهم حتى خزفهم وعمارتهم، إلّا ما حملته الأساطير والقصص التي بقيت مع الشعوب الأصلية للأنديز.
كان مانكو كاباك مؤسس السلالة الحاكمة الإنكية في البيرو والسلالة الحاكمة الكُسكيّة في كُزكو. تتناقض الأساطير والتاريخ المحيطان به تناقضًا كبيرًا، لا سيما التي تتعلّق بدوره في كُزكو وأصوله. في إحدى القصص، كان ابنًا لويراكوكا. في قصة أخرى كان إله الشمس إنتي أخرجه من أعماق بحيرة تيتكاكا. لم يكن للعوامّ أن ينطقوا باسم فيراكوكا، وهو ما قد يفسّر الحاجة إلى ثلاث قصص مؤسسة لا واحدة.
كذلك فإن في وصول مانكو كاباك إلى السلطة أساطير كثيرة. في إحداها أن مانكو كاباك وأخاه باكا كاماك كانا ابنَيْ إله الشمس إنتي. كان يُعبَد مانكو كاباك بوصفه إله النار والشمس. في أسطورة أخرى؛ أُرْسِل مع مام أُكلو (وقيل مع إخوة آخرين) إلى بحيرة تيتيكاكا التي عادوا منها واستقروا في إزلا ديل سول. وفقًا لهذه القصة، فإن مانكو كاباك وإخوته كان قد أرسلهم إلى الأرض إلهُ الشمس، وأنهم خرجوا من كهف بوما أٌركو في باكاريك تامبو حاملين عصا ذهبية تسمّى «تاباك ياوري». وأوحِيَ إليهم أن يبنوا معبدًا للشمس في المكان الذي تنغرز فيه العصا في الأرض لتمجيد إله الشمس إنتي، أبيهم. في خلال رحلتهم خُدِع أحد إخوة مانكو (أيار كاشي) ليعود إلى بوما أركو ويبحر في داخله، أو أنه عاد إلى الثلج، لأنّ سلوكه الطائش الوحشي أغضب القبائل التي تحاول التسيّد والحكم.
في رواية أخرى للقصة، قيل إن الإخوة خرجوا من مياه بحيرة تيتيكاكا لا من كهفٍ في كُزكو. ولمّا كانت هذه الرواية متأخرة عن رواية باكاريتامبو فإنها ربما وُضِعت حيلةً لجلب قبائل أيمارا القويّة إلى تاوانتينسويو.
في قصة فيراكوكا الإنكيّة، كان مانكو كاباك ابن إنكا فيراكوكا من باكاريك تامبو الذي يبعد 25 كيلومترًا جنوبًا عن كُزكو. سكن هو وإخوته (أيار أوكا، وأيار كاشي وأيار أوشو) وأخواتُه (ماما أكلو وماما هواكو وماما راوا وماما كورا) قرب كزكو في باكاريك تامبو، فوحّدوا شعوبها والأيلو العشرة، ليبدؤوا غزواتهم لاحتلال قبائل وادي كزكو. تحوي هذه القصة كذلك بعصا ذهبيّة يُعتقَد أن أبا مانكو كاباك أعطاه إياها. تختلف الروايات، ولكن حسب واحدة منها، أن مانكو الصغير الحَسود خان إخوته وقتلهم وأصبح بعد ذلك حاكم كزكو.
كالرومان، منع الإنكيّون الحضارات التي تبعتهم من البقاء على أديانها. من ضمنها كان هناك عدد من الآلهة التي عبدها أهل إمبراطورية إنكا، هذا ولكثير منهم مسؤوليات ومجالات متداخلة. يمكن افتراض أن هذه الآلهة كانت تعبدها قبائل متعددة أو أنها كانت معبودة في بعض الدول السابقة، ما لم يذكَر خلاف ذلك.[3]
كانت مام أكلو أخت مانكو كاباك وزوجته. وكان يُعتَقَد أنها علّمت شعب الإنكا فنّ الغَزْل.
كان الماماكونات كالراهبات إذ سكنّ في حرَم المعبد. وكرّسن حياتهن لإنتي، وخدمنَ إنكا والكهَنة. كانت الفتيات النبيلات أو الجميلات الحسناوات يُدَرَّبْنَ أربعة سنين ليكنّ أكلّات ثمّ يكون لهنّ الخيار أن يصبحن ماماكونات أو يتزوّجن نبيلًا إنكيّا. يمكن مقارنتهنّ بالراهبات العذراوات في روما، على أن المجتمع الإنكيّ لم يعدّ العذريّة فضيلة كما عدّتها المجتمعات الغربيّة عبر التاريخ.
في إحدى القصص كان أونو باكاكوتي طوفانًا عظيمًا أرسله فيراكوكا ليدمّر العمالقة الذين بنوا تيواناكو.
كان الواكا شيئًا مقدّسًا جبلًا أو مومياء مثلًا.
كاكانا (أو صليب إنكا) هو -وفقا لكتّاب حديثين- الصليب الثلاثيّ المكافئ لشجرة الحياة أو شجرة المعروفة في حضارات أخرى. يرتحل الشامان على محور مركزيّ إلى العالم السفلي أو إلى المستويات العالية التي تسكنها الآلهة العليّة ليسألها عن أسباب المصائب على الأرض. الثعبان والأسد الأمريكي والكندور (النسر الأمريكي) كانت تمثّل على الترتيب هذه المستويات الثلاثة. لا يدعم التراث العلميّ هذا المعنى المزعوم للكاكانا.[5]