أيْدِمون | |
---|---|
Aedemon, Aìδηµων | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 1 |
الوفاة | سنة 42 |
الحياة العملية | |
المهنة | طباخ |
تعديل مصدري - تعديل |
أيْدِمون بالأمازيغية ⵉⴷⵉⵎⵓⵏ (باللاتينية: Aedemon) مغربي في القرن الأول للميلاد.[1] ثار على الحكومة الرومانية بعد مقتل سيده الملك بطليموس الأمازيغي في موريطنية. وقاد ثورة للوقوف في وجه الحكومة الرومانية في عهد الإمبراطور الروماني كاليغولا. وقد استمرت مقاومة إيديمون لأربع سنوات من عام 40م إلى 44 م أثرت سلباً على التواجد الروماني في موريطنية بصفة خاصة وشمال إفريقيا بصفة عامة. ولكن الرومان أعدّوا قوة عسكرية استطاعت بفضلها القضاء على ثورة إيديمون قبل أن تتسع أكثر وتحقق هدفها ألا وهو طرد الرومان من أراضي مملكة موريطانية.
عاش إيديمون في موريطنية في القرن الأول الميلادي، وكان قائدا عسكرياً أمازيغيا في جيش بطليموس ابن يوبا الثاني،[2] ثم عين بعد ذلك وزيرا للمملكة. وقد قيل إنه كان من عتقاء الملك بطليموس. لذلك لم يرض إيديمون لصاحبه الملك المقدس أن يقتل بطليموس مكرا وخديعة من قبل كاليغولا أثناء نزول الملك بعاصمة روما ضيفا لدى الرومان. وهذا ما سيجعله مقاوماً ضد كاليغولا الذي توفي في عام 40م قبل أن يقضي على مقاومة عدوه الأمازيغي الثائر. ولم تخمد ثورة إيديمون إلا على يد الإمبراطور كلوديوس Claudius.
بعد هزيمة يوبا الأول النوميدي، أسر يوليوس قيصر ابنه «يوبا الثاني» الذي كان طفلا صغيرا بين خمس وسبع سنوات، فحمله إلى روما، حيث نشأ في القصر، وعاش في كنف الإمبراطور أغسطس، فعلمه الفنون والآداب والعلوم وشؤون الحكم في مدارس روما وأثينا ومعاهدهما.ونظرا لمكانة يوبا الثاني الثقافية، وإخلاصه للإمبراطور الروماني القيصر أغسطس، فقد أجلسه هذا الأخير على عرش مملكة موريطانيا. اتخد يوبا الثاني شرشال عاصمة لحكمه ضمن مملكته التي كانت تسمى بـ موريطانيا. عرف عصره بالازدهار الاقتصادي في مجالي الفلاحة والصناعة، وشجعت الثقافة في فترة حكمه الزاهي أيما تشجيع.وبعد وفاته، تولى زمام الحكم ابنه بطليموس (Ptolémée) الذي سار على نفس منهج أبيه، فحاول توحيد القبائل الأمازيغية وتوسيع مملكته خارج النطاق المرسوم له من قبل الحكومة الرومانية. بيد أن الإمبراطور الروماني كاليغولا (Caligula 37-40م) كان يراقب هذا التوسع بنوع من التوجس والحذر والخوف، وأمر أتباعه باغتياله للحد من طموحاته التوسعية في شمال إفريقيا والسيطرة على ممتلكاته وأمواله.لذلك لم تقم ثورة إيديمون في إفريقيا الشمالية بموريطانيا إلا بعد مقتل الملك بطليموس (23م-40م)
شكل إيديمون جيشاً من القبائل المورية في مورطانيا، وجمع حشودا في منطقة الريف. وجعل من الجبال مراكز للاحتماء والتدريب والانطلاق والتمركز قصد التحصين واستمرت المقاومة أربع سنوات من عام 40م إلى 44م، وهددت مناطق النفوذ الروماني بمورطانيا وخاصة مدينة وليلي عاصمة السلطة الرومانية، كما هددت هذه الثورة مدينة طنجة باعتبارها منطقة ساحلية إستراتيجية تطل على حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد التجأ إيديمون إلى سياسة الأرض المحروقة، فأشعل النيران في المدن والمراكز الرومانية في موريطانيا، ودمر كثيراً من حصون الحكم الروماني وخطوطهم العسكرية والأمنية وأماكن السلطنة والتواجد العسكري. وفشل الرومان كثيراً في محاصرة هذه الثورة وتطويقها عسكرياً بسبب تحصن الثوار بجبال الأطلس التي يصعب على الجيش الروماني التغلغل فيها واقتحامها بسبب صعوبة المسالك ووعورة الجبال.
بعد تفاقم ثورة إيديمون واستمرارها في حصد أرواح الرومانيين وتخريب مراكزهم العسكرية ومدن استقرارهم واشتعال نيرانها وتوسعها في البلاد المورية والمناطق المجاورة الأخرى، قررت الحكومة الرومانية أن ترسل إلى شمال إفريقيا مجموعة من الفيالق العسكرية للقضاء على هذه الثورة المحلية، فعبرت هذه الجيوش العتيدة البحر الأبيض المتوسط ونزلت بشمال إفريقيا وبالضبط في المغرب الأقصى، واتحدت مع جيوش الرومانية الإفريقية الأخرى استعدادا للقضاء بصفة نهائية على ثورة إيدمون.وفعلا، تم القضاء النهائي على هذه المقاومة المحلية الشعبية، وذلك في سنة 44م في عهد الإمبراطور الروماني كلوديوس. وفي هذه الفترة بالذات تم تدمير مدينة طنجة وتحطيمها.