الإشراقية هو مذهب فلسفي، وهو كلمة مشتقة من «الإشراق» وهي في اللغة الإضاءة والإنارة.[1]
واصطلاحا عرّفه البعض بأنه «ظهور الأنوار الإلهية في قلب الإنسان الصوفي (العارف)».[2] فيما عرفه آخرون بأنه «معرفة الله من طريق الكشف أو نتيجة لانبعاث نور من العالم غير المحسوس إلى الذهن».[3]
يعد السهروردي المقتول من مؤسسي مذهب الإشراق في العالم الإسلامي.[2]
تأثر الفيلسوف الفارسي أو الكردي شهاب الدين السهروردي (1155-1191)، والذي كتب ما يزيد عن 50 مؤلفاً في الفارسية والعربية، بابن سينا والأفلاطونية المحدثة، فأسس مدرسة الإشراق، وطوّر نمطاً من الإشراقية أو حكمة الإشراق، وتعتمد المدرسة الفارسية والإسلامية على المناهج الفلسفية الإيرانية القديمة، والسينوية (فلسفة ابن سينا الإسلامية المبكرة)، والأفلاطونية المحدثة (التي عدلها ابن سينا) والأفكار الأصلية للسهروردي.[4][5][6][7][8][9][10][11][12][13]
ناقش السهروردي في كتابة حكمة الإشراق أن النور يعمل على جميع مستويات التسلسل الهرمي للواقع، فيصدر أنواراً حقيقية وغير مادية، بما فيها الكائنات الحكيمة غير المادية (الملائكة)، وأرواح البشر والحيوانات، وحتى «المواد الغسقية»، مثل الأجسام.[14]
تعتمد ميتافيزيقيا السهروردي على مبدأين، يُعتبر أولهما أحد أشكال مبدأ العلة الكافية، أما الثاني فهو ذاته مبدأ أرسطو بأن اللانهائية الفعلية مستحيلة.[15]
لم تُترجم أي من أعمال السهروردي للاتينية، لذا بقي مجهولاً في الغرب اللاتيني، بيد أن استمر تدريس مؤلفاته في الشرق الإسلامي، وأشار حسين نصر إلى أن السهروردي بقي مجهولاً بالنسبة للغرب حتى ترجم المفكرون المعاصرون، مثل هنري كوربن، مؤلفاته للغات غربية، وما يزال مجهولاً إلى حد كبير حتى في بلدان ضمن العالم الإسلامي.[16][17][18]
وقد حاول السهروردي تقديم وجهة نظر جديدة حول أسئلة معينة كتلك المتعلقة بالوجود، ولم يدفع بالفلاسفة المشائين لمواجهة اسئلة جديدة كهذه وحسب، بل وهب كذلك حياةً جديدة لكيان الفلسفة بعد ابن سينا، ويشير جون والبريدج إلى أنه يمكن اعتبار انتقادات السهروردي للفلسفة المشائية نقطة تحول مهمة لخلفائه، فرغم أنه كان في البداية رائداً في الفلسفة المشائية، أًصبح فيما بعد أفلاطونياً تبع تجربة صوفية، ويُعتبر السهروردي الشخص الذي أحيا الحكمة القديمة في بلاد فارس بفلسفة الإشراق خاصته، وتابع تلامذته، أمثال الشهرزوري وقطب الدين الشيرازي، طريق معلمهم، وقد ميز السهروردي بين مقاربتين في فلسفة الإشراق: إحداهما منطقية والأخرى حدسية.[19]
وقال الفيلسوف كمال سلمان العنزي[20] في تحديد ماهية الحكمة الإشراقية:
من وجهة نظري، فإنَّ الأعمال التي تبنت المصطلح، فإن العمل الفلسفي الشهير لابن طفيل كونه لا يشبه شهاب الدين السهروردي بالحكمة الخسرفانية، فهو من أهم أحد أشكال الحكمة المشرقية التي طمح إليها ابن سينا، وهذا العمل لا صلة له بالفكر الإيراني لخلوه من المصطلحات الإشراقية والفكر الألوهي الزرادسي والمجوسي، خصوصاً وأنَّ ابن طفيل قد بيّن في الصفحات الأولى أنه يتحدث عن أسرار الحکمة المشرقیة لابن سینا، وأنها حكمة تضاهي تلك الحكمة الحقيقية التي نالها ابن سینا تتباين مع مضمون كتاب الشفا الذي قد تم تأليفه في طول النظام الفلسفي الأرسطي. ويبدو أن هذه الإلماعة لم ترغ لدى المعنيين بفلسفة ابن سينا وابن طفيل من الإيرانيين خصوصاً الفيلسوف غلام حسين ديناني، فيحاولون الربط بين ابن سينا وشهاب الدين السهروردي بتخطي ابن طفيل وعمله الفلسفي ومصداقه الواقعي للحكمة المشرقية. وكثيرا ما أرى لم يتنبه المعنيون بالكتابة والبحث عن الأعمال الفلسفية في الإسلام للفلاسفة العرب في البلدان العربية للفوراق في هذه المسألة[21].
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
و|تاريخ=
(مساعدة)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
(مساعدة)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
Suhrawardi.