| ||||
---|---|---|---|---|
تخطيط اسم ابن أبي زيد القيرواني بخط الثُّلُث
| ||||
معلومات شخصية | ||||
الميلاد | 310هـ / 922م القيروان |
|||
الوفاة | 386هـ / 996م القيروان |
|||
الإقامة | مغاربي | |||
مواطنة | إفريقية | |||
الديانة | الإسلام | |||
المذهب الفقهي | مالكي | |||
الطائفة | أهل السنة والجماعة | |||
العقيدة | مختلفٌ عليها | |||
الحياة العملية | ||||
المهنة | فقيه، ومُحَدِّث | |||
اللغات | العربية | |||
مجال العمل | الفقه الإسلامي، وعقيدة إسلامية، وعلم الحديث | |||
الاهتمامات | عقيدة | |||
تعديل مصدري - تعديل |
ابن أبي زيد القيرواني هو عبد الله أبو محمد بن عبد الرحمن أبي زيد القيرواني، ولد بالقيروان بتونس سنة 310 هـ الموافق لـ922م، وهو من أعلام المذهب المالكي. وقد لُقِّب بـ «مالك الأصغر»، وكان إمام المالكية في وقته، وأشهر مصنفاته كتاب الرسالة، وتوفي سنة 386 هـ الموافق لـ996م، وعمره 76 سنة.[1]
تفقه بفقهاء القيروان، وعول على أبي بكر بن اللباد، وأخذ عن: محمد بن مسرور الحجام، والعسال، وحج فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودراس بن إسماعيل. وسمع منه: الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني.[2]
يعد ابن أبي زيد القيرواني من كبار فقهاء المالكية، له مكانة علمية بشهادة العلماء، وكان إمام المالكية في وقته، وجامع مذهب مالك وشارح أقواله، كثير الحفظ والرواية، قال القاضي عياض عنه: «كان إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، جامع مذهب مالك وشارح أقواله، وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية، وكتبه تشهد له بذلك، فصيح اللسان ذا بيان ومعرفة مما يقوله، لخص المذهب، وملأ تأليفه البلاد»، وقال الحجوي في كتابه «الفكر السامي»: «يعتبر من الطبقة العالية من المؤلفين، وعندي أنه أحق مَن أن يصدق عليه حديث «يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها».»[1]
قال الإمام الذهبي في السير: «وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- عَلَى طَريقَةِ السَّلَفِ فِي الأُصُوْلِ، لاَ يَدْرِي الكَلاَمَ، وَلاَ يتَأَوَّلُ، فَنسأَلُ اللهَ التوفيق».[2]، وقال ابن زيد القيرواني في مقدمة كتاب الرسالة:[3]
ونقل ابن قيم الجوزية عنه ذلك في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.[4] ونقل عنه كلامه في كتاب النوادر والزيادات وفي كتابه المفرد في السنة:[4]
من السنن التي خلافها بدعة وضلالة: أن الله سبحانه وتعالى اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته قائم، وهو سبحانه موصوف بأن له علمًا وقدرةً وإرادةً ومشيئةً أحاط علمًا بجميع ما بدأ قبل كونه فطر الأشياء بإرادته وقوله: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾، وأن كلامه صفة من صفاته ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد، وأن الله عز وجل كلم موسى عليه الصلاة والسلام بذاته وأسمعه كلامه لا كلامًا قام في غيره، وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط وأن يديه مبسوطتان ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾، وأن يديه غير نعمته في ذلك وفي قوله تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾، وأنه يجيء يوم القيامة بعد أن لم يكن جائيًا: والملك صفًا صفًا لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وأنه يرضى عن الطائعين ويحب التوابين ويسخط على من كفر به، ويغضب فلا يقوم شيء لغضبه، وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه، وأن لله سبحانه كرسيًا كما قال عز وجل: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ وكما جاءت به الأحاديث أن الله سبحانه يضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء. |
يحتج أهل الحديث بما وجدوه من كلام في أول رسالة ابن أبي زيد القيرواني ظاهره يفيد إثبات المكان والجهة لله، وقد رد عليهم الشيخ ابن أبي جمرة الأندلسي في كتابه (بهجة النفوس) فقال ما نصه: «وأما ما احتجوا به لمذهبهم الفاسد بقول ابن أبي زيد رحمه الله في العقيدة التي ابتدأ الرسالة بها بقوله وأنه فوق عرشه المجيد بذاته فلا حجة لهم فيه أيضا لأنهم خفضوا المجيد وجعلوه صفة للعرش وافتروا على الإمام بذلك، والوجه فيه رفع المجيد لأنه قد تم الكلام بقوله فوق عرشه والمجيد بذاته كلام مستأنف».[5]
وقد اعتبره قاضي القضاة شيخ الإسلام الإمام تاج الدين السبكي من الطبقة الثانية من الأشاعرة في كتابه (طبقات الشافعية الكبرى).[6]
واعتبره الإمام الحافظ فخر الدين بن عساكر (ت. 571هـ) من أئمة المذهب الأشعري حيث قال عنه في كتابه (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري) ما نصه: «ومن الشيوخ المتأخرين المشاهير أبو محمد بن أبي زيد، وشهرته تغني عن ذكر فضله، اجتمع فيه العقل والدين، العلم، والورع، وكان يلقب بمالك الصغير، وخاطبه من بغداد رجل معتزلي يرغبه في مذهب الاعتزال، يقول له: إنه مذهب مالك وأصحابه، فجاوبه بجواب من وقف عليه، علم أنه كان نهاية في علم الأصول رضي الله عنه.... إلى أن قال: قال رضي الله عنه (أي الإمام الكلاعي): وقرأت بخط علي بن بقاء المصري الوراق المحدث في رسالة كتب بها أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي جوابا لعلي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزل حين ذكر أبا الحسن الأشعري رضي الله عنه، ونسبه إلى ما هو برئ منه، مما جرت عادة المعتزلة باستعمال مثله في حقه، فقال ابن أبي زيد في حق أبي الحسن: هو رجل مشهور أنه يرد على أهل البدع، وعلى القدرية، والجهمية، متمسك بالسنن».[7]
وقال أيضا في نفس الكتاب (تبيين كذب المفتري، ص: 405): «قرأت بخط علي بن بقاء الورّاق المحدث المصري رسالة كتب بها أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي -وكان مقدَّم أصحاب مالك رحمه الله بالمغرب في زمانه- إلى علي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي جواباً عن رسالة كتب بها إلى المالكيين من أهل القيروان يظهر نصيحتهم بما يدخلهم به في أقاويل أهل الاعتزال، فذكر الرسالة بطولها في جزءٍ وهي معروفة، فمن جملة جواب ابن أبي زيد له أن قال: ونسبتَ ابن كلاب إلى البدعة، ثم لم تحكِ عنه قولاً يعرف أنه بدعة فيوسم بهذا الاسم، وما علمنا من نسب إلى ابن كلاب البدعة، والذي بلغنا أنه يتقلّد السنة ويتولّى الردَّ على الجهمية وغيرهم من أهل البدع يعني عبد الله بن سعيد بن كلاّب». وهذه شهادة عظيمة من الإمام ابن أبي زيد لابن كلاب أنه يتقلَّد السنة ويردُّ على المبتدعة، وأنه لم يعلم من نسب إليه البدعة.[8]
والأستاذ عبد الله غاني في مقال له عن العقيدة الأشعرية بالمغرب — نُشر بمجلة دار الحديث الحسنية — طرح العديد من أفكار الإمام ابن أبي زيد القيرواني التي تثبت موافقة كثير منها لأقوال الأشاعرة وبعد التعريف بابن أبي زيد وبمراحل تتلمذه وذكر أقواله العقدية في مقدمة الرسالة في مسألة معنى الإيمان والوحدانية والاستواء والكلام والغيبيات كخلق الجنة والنار ورؤية الباري تعالى، عقب قائلاً: «ملاحظة جوهرية يمكن أن تسترعي دارس المقدمة العقدية للرسالة وهي تتعلق بأن ابن أبي زيد يتفق مع ما ذهب إليه أصحاب الحديث والمعتزلة والشيعة والخوارج من أن الإيمان عقد وقول وعمل، أي أنه تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح أيضا وأنه يخالف قول الأشعري. وهذا أدى ببعض مؤرخي العقائد والفرق الإسلامية إلى اعتبار ابن أبي زيد القيرواني من مدرسة الحديث ولم يعدّوه أشعريا، ولكن هذا الرأي فيه شطط ومبالغة وإغفال للتطور الفكري والعقائدي الذي شهدته تلك الفترة التاريخية. فقد حدث تقارب بين مالكي القيروان ثم الغرب الإسلامي عامة فيما بعد وبين الأشعرية، وهذا ما جعل فقهاء وعلماء الأندلس الذين كانوا يتوجهون إلى القيروان ليدرسوا بها يتلقون العلم على تلاميذ مباشرين لابن أبي زيد القيرواني، وفي القرن الرابع بالذات حدث التقارب المشار إليه. فالمعروف عن القيرواني كراهيته للكلام والجدال في الدين اقتداء بالإمام مالك، إلا أنه عاد إلى التسامح في الأخذ بعلم الكلام لهدف الدفاع عن العقيدة ضد خصومها وتبنَّى المذهب الأشعري إلى حد أن ابن عساكر مؤرخ الأشعرية ينسب إليه أقوالا فيها إشادة بأبي الحسن الأشعري ويعتبره من شيوخ المذهب الأشعري حيث يقول عنه: «من الشيوخ المتأخرين المشاهير»،[9] ومما يقوي هذا التأكيد الجازم باعتناقه للصيغة الأشعرية لمذهب السنة أنه حسب ما يرويه الدباغ[10] تخلى عن الكثير من الآراء التي كان يؤمن بها والتي لا تنسجم وما يقول به الأشاعرة. وهكذا فإن تطابق معتقده في المسائل كلها، خلا مسألة الإيمان، مع عقيدة الأشاعرة يجعله في صف الأشاعرة».[11]
وللشيخ الحبيب بن طاهر كتاب بين فيه أشعرية ابن أبي زيد القيرواني سماه: (ابن أبي زيد القيرواني وعقيدته في 'الرسالة' و'الجامع'؛ دراسة في المنهج والمضمون).[12]
وقد أثنى علي الإمام ابن أبي زيد أصحاب الإمام أبي الحسن الأشعري واستجازوه، قال عنه القاضي عياض المالكي الأشعري: «حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تواليفه، تفقه بفقهاء القيروان، وعول على أبي بكر بن اللباد. وأخذ عن: محمد بن مسرور الحجام، والعسال، وحج، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودراس بن إسماعيل، وغيرهم».[13]
من أهم أعمال ابن أبي زيد القيرواني: