شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مُوسَى الْكُرْدِيُّ الشَّهْرُزُورِيُّ الْمَوْصِلِيُّ الشَّافِعِيُّ[19] ويُعرف اختصارًا بـ ابن الصلاح (577 – 25 ربيع الآخر 643هـ / 1181 – 1245م)[20] أحد علماء الحديث تفقه على والده المعروف بـشهرزور، ثم اشتغل بالموصل مدة و درس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس مديدة، فلما أمر بهدم سور المدينة، نزح إلى دمشق، فدرس بالرواحية مدة عندما أنشأها الواقف، فلما أنشئت الدار الأشرفية صار شيخها، ثم ولي تدريس الشامية الصغرى.
قال عنه ابن خلكان : «كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال وما يتعلق في علم الحديث ونقل اللغة وكانت له مشاركة في فنون عديدة وكانت فتاويه مسددة وهو أحد أشياخي الذين أنتفع بهم»[18]
من فتاويه أنه سئل عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة فأجاب: «الفلسفة أُس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن تلبس بها، قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمد ﷺ إلى أن قال: واستعمال الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام الشرعية من المنكرات المستبشعة، والرقاعات المستحدثة، وليس بالأحكام الشرعية -ولله الحمد- افتقار إلى المنطق أصلا، هو قعاقع قد أغنى الله عنها كل صحيح الذهن، فالواجب على السلطان أعزه الله أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم من المدارس ويبعدهم».[24]
توفى ابن الصلاح بدمشق في سحر الأربعاء الموافق 25 ربيع الثاني سنة 643 للهجرة - 19 سبتمبر 1245م واجتمع للصلاة عليه جمع كبير وازدحم الناس ومن وجهاء دمشق، دفن في مقابر الصوفية بدمشق.[25]
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link)