جزء من سلسلة مقالات حول |
المغالطات المنطقية |
---|
بوابة منطق |
مغالطة الاحتكام إلى عامة الناس[1] (باللاتينية:Argumentum ad Populum) هي مغالطة منطقية تقوم على افتراض صحة ما يقبله أكثر الناس لمجرد أن الأكثرية تقبل به، وهي تسير على هذا النحو:[2][3]
الفكرة الأساسية هي أن الدعوى تكون مقبولة لأن غالبية الناس لديهم موقف إيجابي عن هذه الدعوى، وتكون مغالطة حينما يكون موقف الناس بديلا عن الدليل المنطقي الذي يدعم صحة الدعوى، فالعدد المؤيد مهما كان كبيراً لا يؤثر إطلاقاً في صحة أو خطأ القضايا.
وبالطبع قد أثبت الزمن دوماً أن هذه مغالطة، فقد اعتقد الناس في الماضي «أن الأرض مستوية» وقد اعتقدوا «أن الأرض مركز الكون وأن الشمس تدور حول الأرض» واعتقدوا كذلك بأنه «لا يمكن للإنسان أن يطير» وقد تم دحض كل هذه الدعاوى في الزمن الحديث، لأنها لم تكن مبنية على دليل منطقي يدعمها.
وهذه المغالطة مؤثرة للغاية كأداة لإقناع الناس، وتستخدم بأشكال كثيرة. حيث أن معظم الناس يميلون إلى الأخذ بالسائد كونه الأسهل والأقل خطورة. فكثيرا ما يستخدمها السياسيون في بعض الدول حيث يلجؤون للتأكيد على فكرة أن كل الناس يدعمونه أو يدعمون توجهه، بما يعني أنه الأصلح. أو في الإعلانات حيث كثيرا ما يتم التأكيد على قبول الناس وارتياحهم لمنتج معين لدفع المستهلك لتبني نفس الرأي. وفي الغالب يتم الحديث باسم الناس بدون أي أدوات إحصائية دقيقة تقيس مايعتقده الناس فعلا، بما يجعل المعارضة والتشكيك في أن هذا رأي الناس أصعب.
ايضاً يتوجه متكلم بالحديث إلى جمهور ويسعى لإقناعهم بذلك الحديث، ووجه المغالطة أن المخاطب لا يبني كلامه على مقدمات تقوده إلى نتائج تتناسب معها (مع تلك المقدمات)، فكل همه اعتناق الجمهور لفكرته.[4]
لا يكون الاحتكام إلى المعتقدات صحيحًا إلا عندما يكون السؤال هو ما إذا كان الاعتقاد صحيحًا أم لا. لذا فإن الاحتكام إلى عامة الناس لا يكون صحيحا إلا إذا كانت الأسئلة تتعلق بما إذا كان الاعتقاد واسع الانتشار وإلى أي درجة. أي ان الاحتكام إلى عامة الناس يثبت فقط أن الاعتقاد شائع وليس صحيحًا. ومع ذلك فإن الشعبية في بعض الحالات هي ما تجعل اختيار ما مفضلا بدلاً من نقاط القوة الأخرى لأسباب تتعلق بتأثيرات الشبكة.
تنص اللسانيات الوصفية على أنه يتم وضع قواعد اللغة والإملاء والتعبيرات الصحيحة بواسطة متحدثي اللغة خاصةً في اللغات التي لا تملك هيئة إدارة مركزية. ووفقًا لوجهة النظر هذه إذا تم استخدام تعبير غير صحيح بشكل شائع يصبح صحيحًا. وفي المقابل يعتقد علماء اللسانيات الوصفية أن التعبيرات غير الصحيحة هي غير صحيحة بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يستخدمونها.
قد يقول الشخص في بعض الحالات أن حقيقة كون مجموعة الأشخاص ص تعتقد أن س صحيح تشير إلى أن س غير صحيح. يرتبط هذا الفكر ارتباطًا وثيقًا بمغالطة الاحتكام إلى الحقد نظرًا لأنه يتطلب احتقار شخص ما لعامة الناس من أجل إقناعهم بأن معظمهم مخطئون في الاعتقاد س.
ترتكب مغالطة الاحتكام إلى عامة الناس نفس الخطأ المنطقي في المغالطة الاساسية نظرًا لأن فكرة «س صحيحة» منفصلة بطبيعتها عن فكرة «يعتقد مجموعة الناس ص أن س صحيحة»: حيث «تعتقد مجموعة الناس ص أنّ س صحيحة فقط لأن الناس في تلك المجموعة يعتقدون ذلك وليس بسبب أي اعتبارات أخرى، ولذلك يجب أن تكون س خاطئة» على الرغم من أن الأشخاص ص يمكنهم الاعتقاد ان س صحيحة لأسباب خاطئة، فقد تكون س صحيحة. دوافعهم للاعتقاد بصحة س لا تؤثر على ما إذا كانت س صحيحة أو خاطئة.
ص = معظم الناس، كمية معينة من الناس، أشخاص من مجموعة سكانية معينة. س = فرضية يمكن أن تكون صحيحة أو خاطئة.
على سبيل المثال:
عادة ما يحدث قلب النتائج على الشكل التالي: يعتقد معظم الناس أن كلًا من أ و ب صحيحان. ب خطأ وبالتالي أ خطأ. وهي مغالطة مماثلة لمغالطة التكبر الزمني حيث لا ينبغي الخلط بينهما. التكبر الزمني هو الزعم بأنه إذا كان تصديق صحة كل من س و ص قد حدث بشكل عام في الماضي وإذا ثبت أن ص غير صحيح سيكون س غير صحيح أيضًا. تعتمد هذه المناقشة هذا على الإيمان بالتقدم الزمني وليس كما هو الحال في مغالطة قلب النتائج التي تهتم بما إذا كان س و / أو ص شائعًا حاليًا أم لا.