لقي نحة 6 ملايين مواطنٍ بولندي -حوالي 21.4% من سكان بولندا- مصرعهم بين عامي 1939 و1945 نتيجةً للاحتلال،[4][5] نصفهم من العرق البولندي والنصف الآخر من اليهود البولنديين. أكثر من 90% من الوفيات كانت خسائر غير عسكرية، لأن معظم المدنيين استُهدفوا عمدًا في مختلف العمليات التي شنّها الألمان والسوفييت.[4] في العموم، خلال الاحتلال الألماني للأراضي البولندية قبل الحرب، 1939-1945، قتل الألمان 5,470,000 – 5,670,000 بولندي، بما في ذلك 3,000,000 يهودي فيما وصف بأنه إبادة جماعية متعمّدة ومنهجية خلال محاكمات نورنبيرغ.[6]
في أغسطس 2009، قدّر الباحثون في المعهد البولندي للذكرى الوطنية (IPN) عدد الضحايا في بولندا (بما في ذلك اليهود البولنديون) ما بين 5.47 و5.67 مليون (بسبب العمليات الألمانية) و 150.000 (بسبب السوفييت)، أو حوالي 5.62 و5.82 مليون في المجمل.[7]
في سبتمبر 1939، جرى غزو بولندا واحتلال قوّتين لها: ألمانيا النازيةوالاتحاد السوفيتي، وذلك وفقًا لاتفاقية مولوتوف-ريبنتروب (الاتفاق الألماني السوفيتي).[8] استحوذت ألمانيا على 48.4% من الأراضي البولندية السابقة.[9] بموجب أحكام مرسومين أصدرهما هتلر، وبموافقة ستالين (8 و12 أكتوبر 1939)، أقدمت ألمانيا على ضمّ مناطق واسعة من غرب بولندا.[10] كانت مساحة هذه الأراضي المضمومة حوالي 92,500 كيلومتر مربع (35,700 ميل مربع) مع ما يقرب من 10.5 مليون نسمة.[9] جرى وضع الكتلة المتبقية من الأراضي، من ذات المساحة ويقطنها حوالي 11.5 مليون نسمة،[9] تحت إدارةٍ ألمانية تسمى الحكومة العامة (بالألمانية: Generalgouvernement für die besetzten polnischen Gebiete)، وعاصمتها كراكوف. عُيّن محامٍ ألماني ونازيٍ بارز، هانز فرانك، الحاكم العام لهذه المنطقة المحتلّة في 12 أكتوبر 1939.[11][12] واستُبدل بصرامة المسؤولون الألمان بمعظم الإدارة خارج المستوى المحلي.[12][13] تعرّض السكان غير الألمان في الأراضي المحتلّة لإعادة التوطين القسريوالألمنةوالاستغلال الاقتصادي والإبادة البطيئة التدريجية.[12][13][14]
أعادت ألمانيا أيضًا قسمًا صغيرًا من الأرض، نحو 700 كيلومتر مربع (270 ميل مربع) يقطنه 200 ألف نسمة[9] كانوا جزءًا من تشيكوسلوفاكيا قبل عام 1938، إلى حليفتها سلوفاكيا.[15]
بعد أن قسّمت ألمانيا والاتحاد السوفيتي بولندا في عام 1939، انتهى الأمر بسيطرة ألمانيا على معظم الأراضي البولندية إثنيًا، في حين احتوت المناطق التي ضمّها الاتحاد السوفيتي على شعوبٍ متنوّعة إثنيًا، مع تقسيم الأراضي إلى مقاطعات ثنائية اللغة، بعضها كان يعيش فيها أقلياتٌ إثنية أوكرانية وبيلاروسية عديدة.[16] رحّب العديد منهم بالسوفييت ويرجع ذلك جزئيًا إلى الإثارة الشيوعية على يد المبعوثين السوفييت. ومع ذلك، شكّل البولنديون أكبر مجموعةٍ إثنيةٍ واحدة في جميع الأراضي التي ضمّها الاتحاد السوفيتي.[17]
شنّت الصحف والقادة الألمان حملة بروبوغندا وقومية ودولية تتّهم السلطات البولندية بتنظيم أو بالتسامح مع التطهير العرقي العنيف للألمان الذين يعيشون في بولندا على مدى شهورٍ قبل بداية الحرب العالمية الثانية في عام 1939.[23] أرسل السفير البريطاني السير هاورد كينارد أربعة بياناتٍ في أغسطس 1939 إلى فيكونت هاليفاكس تتعلّق بادعاءات هتلر بشأن المعاملة التي تلقّاها الألمان في بولندا؛ وتوصّل إلى الاستنتاج أن جميع ادعاءات هتلر والنازيين كانت مبالغات أو ادعاءاتٍ باطلة.[24]
كان غزو ألمانيا النازية لبولندا يهدف منذ البداية إلى تحقيق الخطة المستقبلية للرايخ الألماني التي وصفها أدولف هتلر في كتابه «كفاحي» باسم الليبنسراوم («أماكن الإعاشة») للألمان في أوروبا الوسطى والشرقية.[11] كان هدف الاحتلال هو تحويل الأراضي السابقة لبولندا إلى «أماكن إعاشة» ألمانية العرق، عن طريق ترحيل وإبادة السكان غير الألمان، أو تحويلها إلى وضع عمال سُخرة.[25][26][27] كان هدف الدولة الألمانية تحت قيادة النظام النازي خلال الحرب هو تدمير وسحق الأمة البولندية وشعبها بالكامل،[28] وجرى تحديد مصير الشعب البولندي، بالإضافة إلى مصير العديد من الشعوب السلافية الآخرى، في مخطط «جنرالبلان أوست» (بمعنى الخطة العامة للشرق) للإبادة الجماعية[29][30] ومخطط «جنرالسيدبلانغزبلان» (بمعنى الخطة الرئيسية للاستيطان) المرتبط ارتباطًا وثيقًا.[31] ويُعاد توطين حوالي 12.5 مليون ألماني في المناطق السلافية على مدى 30 عامًا، بما في ذلك بولندا؛ مع بعض إصدارات الخطة التي تتطلب إعادة توطين ما لا يقل عن 100 مليون ألماني على مدى قرن.[31] كان ليُقضى على سكان هذه الأراضي السلافية نتيجةً لسياسات الإبادة الجماعية؛[29][30] ويُعاد توطين الناجين شرقًا، في مناطق أقل ملائمة في أوراسيا، وفي مناطق ما وراء جبال الأورال، مثل سيبيريا.[31] لن يبقى أي سلاف أو يهود في أوروبا الوسطى والشرقية عند تنفيذ الخطة.[31] قُسِّمت «جنرالبلان أوست»، وهي في الأساس خطةٌ كبرى تهدف إلى ممارسة التطهير العرقي، إلى جزأين، «كلاين بلانانغ» (بمعنى «الخطة الصغيرة»)، تغطّي الإجراءات التي ستتّخذ خلال الحرب، و«غروس بلانانغ» (بمعنى «الخطة الكبيرة»)، تشمل الإجراءات التي ستُتّخذ بعد الفوز بالحرب.[32][33][34] وتنصّ الخطة على أن النسب المئوية المختلفة لمختلف الدول التي تعرّضت للغزو ستخضع للألمنة، ويجري طردها وترحيلها إلى أعماق روسيا، وتعاني مصائر مروّعة أخرى، بما في ذلك التجويعوالقتل المتعمّدين، والتي سيضمن تأثيرها النهائي أن تتخذ الأراضي المحتلّة شخصيةً ألمانية لا رجعة فيها.[34][35] على مدى فترةٍ زمنيةٍ أطول، وسيسمح فقط لنحو 3-4 مليون بولندي، وجميعهم يعتبرون مناسبين للألمنة، بالإقامة في أراضي بولندا السابقة.[36]
^Polish Ministry of Foreign Affairs (2014). The German Occupation of Poland. Washington, D.C.: Dale Street Books. ص. 10–28. ISBN:9781941656105.
^Judith Olsak-Glass (يناير 1999). "Review of Piotrowski's Poland's Holocaust". Sarmatian Review. مؤرشف من الأصل في 2017-10-19. Piotrowski argues that from the very beginning, it was Stalin's aim to ensure that an independent Poland would never reemerge in the postwar period. The prisons, ghettos, internment, transit, labor and extermination camps, roundups, mass deportations, public executions, mobile killing units, death marches, deprivation, hunger, disease, and exposure all testify to the 'inhuman policies of both Hitler and Stalin and 'were clearly aimed at the total extermination of Poland's citizens, both Jews and Christians. Both regimes endorsed a systematic program of genocide.{{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
^"Terminal horror suffered by so many millions of innocent Jewish, Slavic, and other European peoples as a result of this meeting of evil minds is an indelible stain on the history and integrity of Western civilization, with all of its humanitarian pretensions" (Note: "this meeting" refers to the most famous third (Zakopane) conference).
Conquest, Robert (1991). "Stalin: Breaker of Nations". New York, N.Y.: Viking. (ردمك 0-670-84089-0)
^Jan Tomasz Gross, Revolution from Abroad, pp. 4–5. Princeton, 2005, (ردمك 0-691-09603-1).
^ ابTrela-Mazur, Elżbieta (1998) [1997]. Włodzimierz Bonusiak; Stanisław Jan Ciesielski; Zygmunt Mańkowski; Mikołaj Iwanow (eds.). Sovietization of educational system in the eastern part of Lesser Poland under the Soviet occupation, 1939–1941 [Sowietyzacja oświaty w Małopolsce Wschodniej pod radziecką okupacją 1939-1941] (بالبولندية). Kielce: Wyższa Szkoła Pedagogiczna im. Jana Kochanowskiego. pp. 43, 294. ISBN:83-7133-100-2. Archived from the original on 2020-03-05. Among the population of Eastern territories were circa 38% Poles, 37% Ukrainians, 14.5% Belarusians, 8.4% Jews, 0.9% Russians and 0.6% Germans.
^https://web.archive.org/web/20120413024247/http://www.atsweb.neu.edu/holocaust/Hitlers_Plans.htm Hitler's Plans for Eastern Europe Selections from Janusz Gumkowski and Kazimierz Leszczynski Poland Under Nazi Occupation. The ultimate goal of Nazi policy was to destroy the Polish nation on Polish soil as a whole, regardless of whether it was annexed by the Reich or whether it was incorporated into the Government General
^ ابStephen G. Fritz (13 سبتمبر 2011). Ostkrieg: Hitler's War of Extermination in the East. University Press of Kentucky. ص. 158. ISBN:0-8131-4050-1. مؤرشف من الأصل في 2016-06-07. Since the ultimate destination of those who would be displaced remained unclear, "natural wastage" on a vast scale must have been assumed, so genocide was implicit in Generalplan Ost from the very beginning
^https://web.archive.org/web/20120413024247/http://www.atsweb.neu.edu/holocaust/Hitlers_Plans.htm Hitler's Plans for Eastern Europe Selections from Janusz Gumkowski and Kazimierz Leszczynski Poland Under Nazi Occupation The provisions of the Plan stated that 80-85 per cent of the Poles would have to be deported from the German area of settlement – to regions in the East. This, according to German calculations, would involve about 20 million people. About 3-4 million – all of them peasants – suitable for Germanization as far as "racial values" were concerned – would be allowed to remain. They would be distributed as slave laborers among the German majority and Germanized within a single generation(...)