الاستجواب السقراطي هو استجواب منضبط يمكن استخدامه لمتابعة الفكر في عدة اتجاهات ولأغراض كثيرة منها: استكشاف الأفكار المعقدة للوصول إلى حقيقة أو فتح القضايا والمشاكل أو كشف الافتراضات أو تحليل المفاهيم لنميز بين ما نعرفه وما لا نعرفه أو متابعة الانطباعات المنطقية للفكر أو لتنظيم المناقشة. مفتاح التمييز بين الاستجواب السقراطي والاستجواب للاستجواب في حد ذاته هو أن الاستجواب السقراطي منهجي ومنضبط وعميق وعادة ما يركز على المفاهيم الأساسية أو المبادئ أو النظريات أو القضايا أو المشاكل.
ويُرجع إلى الاستجواب السقراطي في التدريس، وقد راج كمفهوم في التعليم خاصة في العقدين الماضيين. فالمعلمون أو الطلاب أو في الحقيقة أي شخص مهتم بسبر التفكير على المستوى الأعمق يمكن ويجب أن يكوِّن الأسئلة السقراطية والانخراط في تلك الأسئلة.[1]
عندما يستخدم المعلمون الاستجواب السقراطي في التدريس قد يكون الغرض منه سبر تفكير الطلاب لتحديد مدى معرفة الطالب في نقطة أو قضية أو موضوع معين أو لإعطاء نموذج للطلاب للاستجواب السقراطي أو لمساعدة الطلاب على تحليل مفهوم أو أسلوب من المنطق. ويُقترح وجوب تعلم الطلاب للاستجواب السقراطي المنضبط بحيث يبدءون في استخدامه كتفكير منطقي من خلال القضايا المعقدة وفي فهم وتقييم تفكير الآخرين وإدراك تداعيات ما يفكرون فيه أنفسهم والآخرون.
ففي عملية التدريس يمكن للمدرسين استخدام الاستجواب السقراطي لغرضين على الأقل:
يوضح الاستجواب السقراطي أهمية الاستجواب في التعلم (في الواقع كان سقراط نفسه يعتقد أن الاستجواب هو الشكل الوحيد للتعليم الذي يمكن الدفاع عنه). حيث يوضح الفرق بين التفكير المنهجي والتفكير المجزأ. ويعلمنا البحث تحت سطح أفكارنا. وقيمة العقول الاستجوابية النامية في غرس التعلم العميق. كما يساعد دمج الأسئلة السقراطية بالطريقة التالية في الفصول الدراسية على إنتاج متعلمين نشطاء ومستقلين:[2]
يرتبط الاستجواب السقراطي ارتباطا وثيقا بفن التفكير النقدي لأن فن الاستجواب مهم لتميز الفكر. وما تضيفه كلمة «سقراطي» إلى فن الاستجواب هو الانتظام والعمق والاهتمام الالتزامي في تقييم الحقيقة أو منطقية الأشياء.
هذا ويشترك كل من التفكير النقدي والاستجواب السقراطي في غاية مشتركة. فالتفكير النقدي يقدم الأدوات المفاهيمية لفهم كيفية عمل العقل في سعيه للحصول على المعنى والحقيقة؛ يوظف الاستجواب السقراطي هذه الأدوات في صياغة الأسئلة الأساسية للسعي للمعنى والحقيقة.
والهدف التفكير النقدي هو إنشاء مستوى إضافي من التفكير لعقولنا وصوت قوي داخلي من المنطق الذي يراقب ويقيم ويعيد تشكيل - في الاتجاه الأكثر عقلانية - تفكيرنا وشعورنا وفعلنا. المناقشة السقراطية تغرس الصوت الداخلي من خلال التركيز الصريح على الاستجواب المنضبط الموجه ذاتيًا.
استخدم الاستجواب السقراطي أيضًا في العلاج، وأبرز أنواع هذا العلاج أسلوب إعادة الهيكلة المعرفية في العلاج المعرفي، والعلاج النفسي بالبحث عن المعنى والعلاج النفسي الكلاسيكي لأدلير. الغرض هنا هو المساعدة لكشف الافتراضات والأدلة التي تعزز أفكار الناس فيما يتعلق بالمشاكل. وإليك مجموعة من الأسئلة السقراطية في العلاج المعرفي للتعامل مع الأفكار التلقائية التي تزعج المريض:[3][4]
إن الاستخدام الحذر للاستجواب السقراطي يتيح للمعالج التصدي للحالات المتكررة أو المنفردة من التفكير غير المنطقي للشخص بينما يبقي وضعًا مفتوحًا ليحترم المنطق الداخلي لأفكار تبدو غير منطقية بالمرة.
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط |مسار=
غير موجود أو فارع (مساعدة)