الاضطراب العاطفي هو مصطلح يستخدم في مجال الصحة النفسية والذي يشير إلى الاستجابة التي تنشأ بشكل غير مناسب ولا تقع ضمن الاستجابات العاطفية المقبولة في المواقف المماثلة. ويمكن الإشارة للاضطراب العاطفي بالمزاج المتغير أو المزاج المتأرجح.
و يعتبر من المظاهر الممكن أن يشملها الاضطراب العاطفي ثورات الغضب أو الثورات السلوكية كإلقاء الأشياء أو تحطيمها ،أو حالات العنف التي قد يستهدف بها الشخص نفسه أو الآخرين وكذلك التهديدات بقتل الشخص لنفسه. وهذه العوارض العاطفية والانفعالية قد تطرأ في ثوانٍ أو قد تأخذ بعض الوقت (دقائق أو ساعات) لتحدث. وهذا الاضطراب العاطفي قد تنشأ عنه مشاكل سلوكية وقد تؤثر سلباً على التفاعل الاجتماعي للشخص وكذلك على علاقاته بأفراد أسرته.
هناك ارتباط بين خلل التتنظيم العاطفي لدى الطفل والاضطرابات النفسية التي ممكن أن يصاب بها لاحقاً. [4] على سبيل المثال، ترتبط أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة بمشاكل في التنظيم العاطفي، التحفيز، والإثارة.[5] توصلت إحدى الدراسات إلى وجود علاقة بين خلل التنظيم العاطفي في عمر الـ 5 و10 أشهر، ومشاكل الغضب والضيق التي أبلغ عنها الوالدين في عمر الـ 18 شهراً.[6] إن تدني مستوى سلوكيات التنظيم العاطفي في عمر الـ 5 أشهر كانت مرتبطة أيضاً بسلوكيات غير متوافقة في عمر الـ 30 شهراً. [7] على الرغم من أنه تم العثور على روابط بين خلل التنظيم العاطفي والاضطرابات النفسية لدى الأطفال، فإن الآليات الكامنة وراء كيفية ارتباط خلل التنظيم العاطفي سابقاً والاضطرابات النفسية لاحقاً، ليست واضحة بعد.
يرتبط كل من التدخين، إيذاء الذات، اضطرابات الأكل، والإدمان بخلل التتنظيم العاطفي.[8] قد تكون الاضطرابات الجسدية ناتجة عن انخفاض القدرة على تنظيم، وتجربة المشاعر، أو عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بطريقة إيجابية.[9] إن الأفراد الذين يجدون صعوبة في تنظيم العواطف، معرضون لخطر الإصابة باضطرابات الأكل وتعاطي المواد المخدرة، حيث أنهم يستخدمون الطعام أو المواد المخدرة كوسيلة لتنظيم عواطفهم. [10][11] كما يتضح وجود خلل التنظيم العاطفي لدى الأشخاص المعرضين لخطر أكبر بالإصابة بـ اضطراب نفسي، لا سيما الاضطرابات العاطفية مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب.[12][13]
إن التجارب المبكرة مع مقدمي الرعاية يمكن أن تؤدي إلى اختلافات في التنظيم العاطفي. إن استجابة مقدم الرعاية لإشارات الرضيع، ممكن أن تساعد على تنظيم أنظمته العاطفية. إن أساليب تفاعل مقدمي الرعاية التي تطغى على الطفل أو التي لا يمكن التنبؤ بها، قد تقوض تطور التنظيم العاطفي لديه. تتضمن الإستراتيجيات الفعالة العمل مع طفل لدعم تطوير ضبط النفس، مثل نمذجة السلوك المرغوب بدلاً من المطالبة به.[14]
إن ثراء البيئة التي يتعرض لها الطفل يساعد على تطوير التنظيم العاطفي لديه. يجب أن توفر البيئة مستويات مناسبة من الحرية والتقييد. ومن الضروري أن تتيح البيئة الفرص للطفل لممارسة التنظيم الذاتي. تساعد البيئة التي تتوفر فيها فرص لممارسة المهارات الاجتماعية، دون تحفيز مفرط أو إحباط مفرط، على تطوير مهارات التنظيم الذاتي لدى الطفل. [14]
^Pynoos R., Steinberg A., Piacentini J. (1999). "Bipolar disorder–Bipolar Disorder, and Asperger syndrome–Asperger Syndrome. A developmental psychopathology model of childhood traumatic stress and intersection with anxiety disorders". Biological Psychiatry. ج. 46: 1542–1554. DOI:10.1016/s0006-3223(99)00262-0.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Schore, A., (2003). Affect dysregulation and disorders of the self. New York: Norton.
^De Caluwé E, Decuyper M, De Clercq B (July 2013). "The child behavior checklist dysregulation profile predicts adolescent DSM-5 pathological personality traits 4 years later". European Child & Adolescent Psychiatry. 22 (7): 401–11. doi:10.1007/s00787-013-0379-9. PMID 23381573
^Barkley RA (January 1997). "Behavioral inhibition, sustained attention, and executive functions: constructing a unifying theory of ADHD". Psychological Bulletin. 121 (1): 65–94. doi:10.1037/0033-2909.121.1.65. PMID 9000892
^Stifter CA, Jain A (1996). "Psychophysiological correlates of infant temperament: Stability of behavior and autonomic patterning from 5 to 18 months". Developmental Psychobiology. 29 (4): 379–391. CiteSeerX 10.1.1.590.8991. doi:10.1002/(sici)1098-2302(199605)29:4<379::aid-dev5>3.0.co;2-n
^Stifter CA, Spinrad TL, Braungart-Rieker JM (1999). "Toward a developmental model of child compliance: the role of emotion regulation in infancy". Child Development. 70 (1): 21–32. doi:10.1111/1467-8624.00003. PMID 10191513.
^Macklem, G.L. (2008). Practitioner's Guide to Emotion regulation in School – Aged Children. NY: Springer.[page needed]
^Waller E, Scheidt CE (February 2006). "Somatoform disorders as disorders of affect regulation: a development perspective". International Review of Psychiatry. 18 (1): 13–24. doi:10.1080/09540260500466774. PMID 16451876.
^Sim L, Zeman J (2006). "The contribution of emotion regulation to body dissatisfaction and disordered eating in early adolescent girls". Journal of Youth and Adolescence. 35(2): 207–216. doi:10.1007/s10964-005-9003-8.
^Tice DM, Bratslavsky E, Baumeister RF (January 2001). "Emotional distress regulation takes precedence over impulse control: if you feel bad, do it!". Journal of Personality and Social Psychology. 80 (1): 53–67. doi:10.1037/0022-3514.80.1.53. PMID 11195891.
^Kanske P, Schönfelder S, Forneck J, Wessa M (January 2015). "Impaired regulation of emotion: neural correlates of reappraisal and distraction in bipolar disorder and unaffected relatives". Translational Psychiatry. 5: e497. doi:10.1038/tp.2014.137. PMC 4312831. PMID 25603413.
^Heissler J, Kanske P, Schönfelder S, Wessa M (January 2014). "Inefficiency of emotion regulation as vulnerability marker for bipolar disorder: evidence from healthy individuals with hypomanic personality". Journal of Affective Disorders. 152-154: 83–90. doi:10.1016/j.jad.2013.05.001. PMID 23948633.
^ ابBronson M. B. (2000). Self-regulation in early childhood. New York: Guilford Press.[page needed]