في علم جمع الطوابع تشير الأخطاء والغرائب والشذوذ (إي أف أوه) بشكل جماعي إلى مجموعة واسعة من الأخطاء التي قد تحدث أثناء إنتاج طوابع البريد.[1]
تتخذ السلطات البريدية عمومًا بعض التدابير لضمان عدم تسرب الأخطاء من مصنع الطباعة، ولكي تكون صالحة يجب أن تكون طوابع الإي أف أوه قد بيعت إلى العميل. وتسمى الأخطاء التي يهربها الموظفون باسم نفايات الطابعة ولا يتم الاعتراف بها كطوابع شرعية، وقد تتم مصادرتها من هواة جمع الطوابع، وتعتبر عملة نيكسون المقلوبة مثالاً معروفًا حديثًا لخطأ جديد واضح تبين أنه سرقة بسيطة من قبل المطلعين. قد تحاول السلطات وضع اليد على الأخطاء المباعة بشكل مشروع -كما حدث مع ورقة جيني المقلوبة الأصلية- ولكن عادة ما يكون هواة الجمع أذكياء بما يكفي للاحتفاظ بهذه المكاسب المفاجئة.
خطأ طابع البريد هو أي نوع من أنواع الفشل في عملية طباعة الطوابع والذي يؤدي إلى عدم ظهور الطوابع بالمظهر المقصود. تتضمن الأخطاء استخدام الألوان الخاطئة والفئات الخاطئة والأجزاء المفقودة من التصميم وعناصر التصميم الموضوعة في غير مكانها أو المقلوبة وما إلى ذلك. ويُستخدم مصطلح "خطأ" عادةً للإشارة إلى الإخفاقات الواضحة في عملية الإنتاج والتي (من المحتمل) أن تتكرر على العديد من الطوابع، في حين تُعرف الأخطاء الفريدة أو الجودة الرديئة باسم "الغرابة" أو "الشذوذ". كما أن عيوب لوحة الطباعة مثل: الشقوق أو التآكل أو حتى العيوب المستمرة وإصلاحات اللوحة مثل: إعادة الدخول لا تعتبر أخطاء أيضًا.
الأخطاء الحقيقية غير شائعة أو حتى نادرة، إذ أن الإدارات البريدية لديها عدة طبقات من مراقبة الجودة والتفتيش، ويقومون بالتعامل مع معظم مشاكل الطباعة قبل أن تصل الطوابع إلى الجمهور. وقد يوجد خطأ معين فقط في بضع عشرات من النسخ، وبعض الأخطاء المعروفة -مثل خطأ تريسكيلينج الأصفر- تعتبر فريدة من نوعها. وهي ذات قيمة كبيرة لدى هواة الجمع، حيث يصل سعر بعضها إلى آلاف المرات أعلى من سعر الطوابع العادية من نفس نوعها.
إن الأخطاء معروفة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج بدءًا من التصميم إلى النقش إلى استنساخ القالب إلى الطباعة نفسها وحتى التثقيب. ومن الناحية النظرية فإن أخطاء الصمغ ممكنة، ولكن في الممارسة العملية فإن الطوابع المستعملة لا تحتوي على صمغ وإن أي خطأ يصبح غير قابل للكشف.
أكبر خطأ في طابع البريد هو طابع "تمثال الحرية الأبدي" للولايات المتحدة الأمريكية لعام 2011. إذ يُظهر الطابع نسخة طبق الأصل من تمثال الحرية في لاس فيغاس وليس تمثال الحرية الأصلي في نيويورك. وقد صدر الطابع في ديسمبر 2010 ولم يُلاحظ الخطأ حتى مارس 2011. وقاموا بالتعرف على الخطأ بواسطة سونيبيكس[2] وهي وكالة صور فوتوغرافية في تكساس. وقد أنتجت عشرة مليارات ونصف المليار من طوابع الأخطاء.[3]
يدرك هواة جمع الطوابع أن الخطأ البسيط في كتالوج طوابع واحد قد لا يعتبر خطأً على الإطلاق في كتالوج آخر. بالإضافة إلى ذلك لا يوجد تعريفات مقبولة عالميًا لمصطلحي الغرابة والشذوذ داخل مجتمع إي أف أوه. ولقد ألف جون هوتشنر العديد من المقالات المحترمة حول هذا الموضوع والتي توفر وضوح تصنيف الأخطاء.
وفيما يلي قائمة بأنواع الأخطاء الرئيسية:
إن الغرابة هي حادث لمرة واحدة في عملية الإنتاج. وتشمل الظواهر الغريبة طيات الورق التي تؤدي إلى ظهور طوابع نصف مطبوعة ونصف فارغة، و"ثقوب مجنونة" تمتد بشكل قطري عبر الطوابع، والحشرات المضمنة في الطوابع في أسفل الحبر.
الشذوذ في الطوابع هو شيء يقع ضمن حدود قابلية استخدام الطوابع، لكنه لا يزال يتمتع بمظهر مميز. النوع المعتاد من الشذوذ هو التسجيل الخاطئ على طابع متعدد الألوان، والذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور قمصان تحتوي على مجموعتين من الأزرار، وعينين فوق رأس الشخص، وما إلى ذلك. ويمكن أن تكون هذه الأخطاء شائعة للغاية. ويشتهر طابع البريد الكندي الصادر في عام 1898، والذي يصور خريطة العالم مع الممتلكات البريطانية باللون الأحمر أقاليم ما وراء البحار البريطانية، بألوان غريبة غير عادية تبدو وكأنها أقاليم ما وراء البحار البريطانية تدعي ملكية كل أوروبا، أو الولايات المتحدة، أو آسيا الوسطى لبريطانيا.