الدعم الإسرائيلي لحماس

يشير الدعم الإسرائيلي لحماس إلى التدخل المباشر من قبل السلطات الإسرائيلية من فترات مختلفة في صعود وتمكين حركة حماس.[1][2][3]

التاريخ

[عدل]

الأصول

[عدل]

تعود تأكيدات الدعم الإسرائيلي لحماس إلى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وهي الفترة التي شهدت اضطرابات سياسية كبيرة في الشرق الأوسط، وقد اعترف مسؤولون إسرائيليون سابقون علانية بدور إسرائيل في توفير التمويل والمساعدة لحماس كوسيلة لتقويض الفصائل الفلسطينية العلمانية مثل منظمة التحرير الفلسطينية . وقد اعترف العميد إسحاق سيجيف، الذي شغل منصب الحاكم العسكري الإسرائيلي في غزة خلال أوائل الثمانينيات، بتقديم مساعدات مالية إلى المجمع الإسلامي، سلف حركة حماس، بناء على تعليمات السلطات الإسرائيلية.[4]

ساهمت إسرائيل في بناء أجزاء من شبكة المساجد والأندية والمدارس التي أنشأها مؤسس الحركة أحمد ياسين في غزة، فضلاً عن توسيع هذه المؤسسات. [4]

السياسة

[عدل]

خلال زيارة رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز والنائب التركي فيزي إيشباشاران [التركية] إلى إسرائيل، تم الكشف عن أن نتنياهو اقترح على تركيا دعم حماس، وقال نتنياهو "حماس لديها أيضا حسابات مصرفية للمساعدات في البنوك، ونحن نساعدهم أيضا، وأنتم [تركيا] يمكنكم المساعدة أيضا".[5][6]

دعم إسرائيلي لإرسال قطر ملايين الدولارات إلى غزة

[عدل]

بدأت قطر بإرسال الأموال إلى قطاع غزة بشكل شهري في عام 2018، وتم نقل حقائب مليئة بالنقود بقيمة 15 مليون دولار إلى غزة من قبل القطريين عبر الأراضي الإسرائيلية، وبدأت المدفوعات بسبب القرار الذي اتخذته السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية المحتلة والمنافسة لحماس في عام 2017 بخفض رواتب الموظفين الحكوميين في غزة. اعترضت السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت على الأموال، التي قالت حماس إنها كانت مخصصة لدفع الرواتب الطبية والحكومية، ووافقت الحكومة الإسرائيلية في أغسطس 2018 على الاتفاق. [7]

دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن السماح بنقل ملايين الدولارات إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس على الرغم من الانتقادات من داخل حكومته، بما في ذلك وزير التعليم نفتالي بينيت.[8] سجل نتنياهو نفيه للادعاءات بأنه سهّل تمويل حماس من أجل خلق حالة "فرق تسد"، بعد الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل عام 2023، وقال أيضًا أنه قام بتحويل الأموال لتجنب "الانهيار الإنساني" في غزة. [9] يعتقد مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية أن الأموال لعبت دوراً في نجاح الهجوم الذي قادته حماس في عام 2023. [10]

تصاريح العمل الممنوحة من قبل إسرائيل

[عدل]

شارك مسؤولون من حماس في المحادثات بشأن زيادة عدد تصاريح العمل التي تصدرها إسرائيل للعمال في غزة، وقد أدى هذا إلى استمرار تدفق الأموال إلى غزة.[11]

وجهات نظر وردود

[عدل]

في مقابلة مع بوليتيكو في عام 2023، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت أن "إسرائيل بذلت قصارى جهدها على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية لتقليص مكانة السلطة الفلسطينية وتعزيز حماس". وتابع قائلاً: "كانت غزة على وشك الانهيار لأنهم لم يكن لديهم موارد، ولم يكن لديهم أموال، ورفضت السلطة الفلسطينية إعطاء حماس أي أموالن فأنقذهم نتنياهو وأبرم صفقة مع قطر وبدأوا في نقل ملايين وملايين الدولارات إلى غزة".[12] وفي مؤتمر لحزب الليكود في عام 2019، قال بنيامين نتنياهو: [13] [14]

«"كل من يريد إحباط إقامة دولة فلسطينية عليه أن يدعم تقوية حماس وتحويل الأموال إلى حماس... هذا جزء من استراتيجيتنا - لعزل الفلسطينيين في غزة عن الفلسطينيين في الضفة الغربية."»

رد رئيس الوزراء نتنياهو على الاتهامات بتمويل حماس وتعزيز قوتها ووصفها بأنها "سخيفة". [15]

ذكرت وكالة رويترز في 19 يناير 2024 أن جوزيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قال أثناء حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة بلد الوليد أن "إسرائيل مولت إنشاء جماعة حماس الفلسطينية المسلحة، في تناقض علني مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي نفى مثل هذه المزاعم". وأضافت أن "بوريل أضاف أن الحل السلمي الوحيد يتضمن إنشاء دولة فلسطينية. وقال: "نعتقد أن حل الدولتين المفروض من الخارج فقط من شأنه أن يجلب السلام على الرغم من إصرار إسرائيل على الجانب السلبي"،[16][17] ووصف بوريل إسرائيل أيضًا بأنها "خلقت حماس"، لكنه واصل على الفور قائلاً: "نعم، تم تمويل حماس من قبل إسرائيل لإضعاف السلطة الفلسطينية".[18][19][20]

أداة للانسحاب من محادثات السلام

[عدل]

يعتقد شلومو بروم ، الجنرال المتقاعد ونائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، أن حماس القوية تساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على تجنب المفاوضات بشأن الدولة الفلسطينية، مما يشير إلى عدم وجود شريك قابل للتطبيق لمحادثات السلام،[21] ووصف بتسلئيل سموتريتش، النائب اليميني المتطرف ووزير المالية في حكومة نتنياهو، السلطة الفلسطينية بأنها "عبء" وحماس بأنها "أصل".[22]

وقد اعترف البروفيسور أفنير كوهين، وهو مسؤول سابق في الشؤون الدينية الإسرائيلية، علناً بأن حماس هي "صناعة إسرائيل"،[23] وقد أدلى ياسر عرفات بتصريحات مماثلة.[24]

انظر أيضا

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ Schneider، Tal (8 أكتوبر 2023). "For years, Netanyahu propped up Hamas. Now it's blown up in our faces". مؤرشف من الأصل في 2023-10-10. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.
  2. ^ Sayedahmed، Dina (19 فبراير 2018). "Blowback: How Israel Went From Helping Create Hamas to Bombing It". The Intercept. مؤرشف من الأصل في 2023-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.
  3. ^ Ahmatović، Šejla (19 يناير 2024). "EU's top diplomat accuses Israel of funding Hamas". Politico. مؤرشف من الأصل في 2024-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.
  4. ^ ا ب Sayedahmed، Dina (19 فبراير 2018). "Blowback: How Israel Went From Helping Create Hamas to Bombing It". The Intercept. مؤرشف من الأصل في 2023-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.Sayedahmed, Dina (19 February 2018). "Blowback: How Israel Went From Helping Create Hamas to Bombing It". The Intercept. Archived from the original on 1 December 2023. Retrieved 30 April 2024.
  5. ^ "Revealing Israel's Strategic Vision in Supporting Hamas: Insights from Turkish Ex-Prime Minister Mesut Yılmaz's 1998 Visit". politurco.com. 12 أكتوبر 2023. مؤرشف من الأصل في 2024-05-22. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-01.
  6. ^ Feyzi Isbasaran [feyzi_fyzisbsrn]. (تغريدة) https://x.com/feyzi_fyzisbsrn/status/1711773786494668924. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة) Missing or empty |date= (help)
  7. ^ Elbagir, Nima (11 Dec 2023). "Qatar sent millions to Gaza for years – with Israel's backing. Here's what we know about the controversial deal". CNN (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-04-16. Retrieved 2024-04-30.
  8. ^ "Netanyahu defends Qatari cash infusion to Gaza". France 24 (بالإنجليزية). 11 Nov 2018. Archived from the original on 2024-05-16. Retrieved 2024-04-30.
  9. ^ "Netanyahu dismisses claims he built up Hamas with Qatari funds as 'ridiculous'". Ynetnews (بالإنجليزية). 29 Nov 2023. Archived from the original on 2024-03-13. Retrieved 2024-04-30.
  10. ^ Mazzetti، Mark؛ Bergman، Ronen (10 ديسمبر 2023). "'Buying Quiet': Inside the Israeli Plan That Propped Up Hamas". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2024-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.
  11. ^ Schneider، Tal (8 أكتوبر 2023). "For years, Netanyahu propped up Hamas. Now it's blown up in our faces". مؤرشف من الأصل في 2023-10-10. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.Schneider, Tal (8 October 2023). "For years, Netanyahu propped up Hamas. Now it's blown up in our faces". Archived from the original on 10 October 2023. Retrieved 30 April 2024.
  12. ^ Dettmer، Jamie (21 نوفمبر 2023). "Our warnings on Hamas were ignored, Israel's women border troops say". Politico. مؤرشف من الأصل في 2023-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.
  13. ^ "כל המערכת הפוליטית תומכת באותה אסטרטגיה: לשמר את הברית הסמויה עם החמאס (The entire political system supports the same strategy: preserving the secret alliance with Hamas)". www.maariv.co.il (بالعبرية). 19 مايو 2023. مؤرشف من الأصل في 2024-01-20. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.
  14. ^ Freedland, Jonathan (20 Oct 2023). "Warning: Benjamin Netanyahu is walking right into Hamas's trap". The Guardian (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0261-3077. Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2024-07-03.
  15. ^ "Netanyahu: Don't accuse me of boosting Hamas with Qatari money". POLITICO. 28 نوفمبر 2023. مؤرشف من الأصل في 2024-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-01.
  16. ^ "EU's Borrell says Israel financed creation of Gaza rulers Hamas". Reuters. 19 يناير 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-05-05.
  17. ^ "Borrell carga contra Israel: "Financió a Hamás durante años para restar poder a Fatah"". El Independiente (بالإسبانية). 19 Jan 2024. Archived from the original on 2024-07-13. "Hamás ha sido financiado por Israel durante años para intentar restar poder a la autoridad palestina de Fatah", ha declarado Borrell durante su intervención en el solemne acto de investidura
  18. ^ "Borrell accuses Israel of 'creating' and 'financing' Hamas". Euractiv. 20 يناير 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-01-22. "We believe that a two-state solution must be imposed from outside to bring peace. Although, I insist, Israel is reaffirming its refusal (of this solution), and to prevent it they have gone so far as to create Hamas themselves," Borrell said.
  19. ^ Beatriz Navarro. "Borrell acusa a Israel de haber financiado a Hamas". إم إس إن. مؤرشف من الأصل في 2024-01-23. "Sí, Hamas fue financiado por el gobierno de Israel en un intento de debilitar a la Autoridad Palestina liderada por Al Fatah", defendió ayer el alto representante ..., Josep Borrell, en una vehemente defensa de la solución de los dos estados. ... En su empeño de "debilitar" a la Autoridad Palestina, el ejecutivo israelí habría llegado a "crear" y "financiar" al grupo terrorista islámico Hamas, remató
  20. ^ "BORRELL acusa a ISRAEL de FINANCIAR la CREACIÓN de HAMÁS para DEBILITAR a PALESTINA". YouTube, channel: RTVE Noticias. 19 يناير 2024. (from transcript at 1:16) Aunque insisto Israel se reafirme en esa negativa que para impedirla han llegado ellos mismos a crear jamás sí jamás ha sido financiado por el gobierno de Israel para intentar debilitar a la autoridad Palestina
  21. ^ Mazzetti، Mark؛ Bergman، Ronen (10 ديسمبر 2023). "'Buying Quiet': Inside the Israeli Plan That Propped Up Hamas". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2024-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-30.Mazzetti, Mark; Bergman, Ronen (10 December 2023). "'Buying Quiet': Inside the Israeli Plan That Propped Up Hamas". The New York Times. Archived from the original on 1 May 2024. Retrieved 30 April 2024.
  22. ^ "Israeli far-right Minister Bezalel Smotrich described Hamas as 'asset' in unearthed tweet". The National (بالإنجليزية). 23 Jan 2024. Archived from the original on 2024-05-01. Retrieved 2024-05-01.
  23. ^ Higgins، Andrew (24 يناير 2009). "How Israel Helped to Spawn Hamas - WSJ". WSJ. مؤرشف من الأصل في 2009-09-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-01.
  24. ^ "How Israel went from helping 'create' Hamas to bombing it". The Business Standard (بالإنجليزية). 14 Oct 2023. Archived from the original on 2024-05-01. Retrieved 2024-05-01.