جزء من سلسلة مقالات عن |
علم الآخرات |
---|
السفياني هي شخصية مستقبلية وردت في التراث الشيعي من علم آخر الزمان في الإسلام. ورد في بعض الأحاديث الضعيفة أنه ينحدر من نسل أبي سفيان.[1] ويعتقد الشيعة أنه سيكون منافس ومعارض للمهدي. وأنه المقصود بـ «رجل من قريش» في حديث خسف البيداء.[2]
يعتقد بعض النقاد أن شخصية السفياني مبتكرة كنوع من النقد السياسي للدولة الأموية باعتبار أن كل خلفائها من نسل الصحابي أبي سفيان.[3] والبعض الآخر يعتقد أن هذه الأحاديث التي حكم عليها أهل الحديث إما أنها ضعيفة أو موضوعة،[4] إنما وُضِعَت لمناهضة ثورة زياد السفياني في الشام ضد العباسيين.[5][6]
خروج السفياني هو إحدى علائم ظهور محمد بن الحسن المهدي في العقيدة الشيعية التي سجلتها المصادر الروائية، وأنه من العلامات الحتمية، حسب الحديث المنسوب لجعفر الصادق أنه قال: قَبْلَ قِيامِ الْقَائِمِ خَمْسُ عَلَامَاتٍ مَحْتُومَاتٍ: اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء.[7] والسفياني كالدجال رجل طاغية يعيث في الأرض فساداً قبل ظهور محمد بن الحسن المهدي. وأنه من الطواغيت المعارضين والمعادين لمحمد بن الحسن المهدي. وأن عاقبته وجيشه أن يخسف بهم في البيداء.[8]
يروى عن علي بن أبي طالب قوله: «يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، وهو رجل ربعه وحش الوجه ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري، إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عُثْمَانُ وَأَبُوهُ عَنْبَسَة، وهو من ولد أبي سفيان».[9] ويُروى عن محمد الباقر أنه قال: «السفياني أحمر، أشقر، أزرق. لم يعبد الله قط، ولم ير مكة ولا المدينة قط».[10] وفي غيبة الطوسي عن بشر بن غالب مرسلاً قال:«يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب. وهو صاحب القوم»،[11] أي مسيحياً بعد أن كان أصله مسلماً. وتعبير: «يقبل من بلاد الروم» يعني: أنه يأتي من هناك إلى بلاد الشام ثم يقوم بحركته. وجاء في رواية أخرى وصفه بالمتنصر، كما في رواية البحار الجزء 52 ص 217: «يُقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب، وهو صاحب القوم».
يظهر من بعض الروايات أنه كان مسلماً منحرفاً وزائغاً عن الطريق القويم، وأنه يكّن الكراهة الشديدة لعلي بن أبي طالب. فقد روي عن جعفر الصادق أنّه قال: «إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله. قلنا صدق الله، وقالوا كذب الله. قاتل أبو سفيان رسول الله، وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي، والسفياني يقاتل القائم.[12] وروي عن محمد الباقر أنه قال: «كأني بالسفياني- أو بصاحب السفياني- قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه: من جاء برأس (من) شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره، ويقول هذا منهم، فيضرب عنقه، ويأخذ ألف درهم! أما إن إمارتكم يومئذ لاتكون إلا لأولاد البغايا».[13]
حسب الاعتقاد الشيعي وقت حركته بأنه يكون في شهر رجب، فعن جعفر الصادق قال: «ومن المحتوم خروج السفياني في رجب».[14] وهناك روايات أخرى حول سفياني آخر، وأن خروجه في يوم الجمعة من شهر رجب في منطقة الوادي اليابس من أرض الشام، مضيفة: أن خروج السفياني يقترن مع خروج اليماني والخراساني في عام واحد وشهر واحد ويوم واحد.[15] وأن خروجه يكون بعد فتنة وحرب طاحنة تقع بين المشرق والمغرب. والظاهر من المشرق والمغرب ليس مشرق الأرض ومغربها، وإنما مشرق ومغرب المنطقة التي يظهر فيها السفياني، والشاهد على ذلك ما ورد في الروايات من أن أوّل ما يخرب من بلاد المغرب الشام. روي عن علي بن أبي طالب أن حدد موضع خروجه بالشام حيث قال: «يخرج ابن آكلة الاكباد- زوجة أبي سفيان- من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق».[16]
تؤكد الروايات أن تمرده يستمر من بدء خروجه وحتى قتله على يد محمد بن الحسن المهدي. خمسة عشر شهراً، حيث يبدأ بالهجوم على الشام وقتل مخالفيه والسيطرة على خمسة ولايات هي دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين، وفي بعض الروايات (فلزين). فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من «المقيمين على الحق»، من الخروج معه. فقد روي عن جعفر الصادق أنه قال: «السفياني من المحتوم وخروجه في رجب، ومن أوّل خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوماً».[14] ولم يتجاوز حدود الشامات والعراق والحجاز إلا صوب المدينة المنورة التي يعيث فيها الفساد مدة شهرين ينشغل خلالها بتصفية خصومه من غير الشيعة فيكون الشيعة في مأمن منه، فإذا فرغ من خصومه وجّه جيوشه ورجاله نحو الشيعة.
بعد أن يتمكن السفياني من تأمين الجبهة الداخلية والسيطرة على المناطق التي يحتلها يقوم بتشكيل فرقتين من الجيش، فيجعل رايتهم حمراء، وقيل خضراء. يوجّه الأولى لاحتلال العراق والأخرى لاحتلال الحجاز. كما في البحار عن علي بن أبي طالب: «وخروجُ السُّفيانيِّ برايةٍ حَمْرَاءَ أَميرُها رجلٌ من بني كلب».[17]
روي عن علي بن أبي طالب أنه قال: «إذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام، فينقاد له أهل الشام إلّا طوائف من المقيمين على الحق، يعصمهم الله عز وجل. من الخروج معه، ويأتي المدينة بجيش جرار، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة، خسف الله به، وذلك قول الله في كتابه {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ }».[18]
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط |مسار=
غير موجود أو فارع (مساعدة)