الفساد في كولومبيا هو مشكلة متفشية على جميع المستويات الحكومية، ويعاني الجيش وقوى الشرطة من الفساد أيضًا. وقد بدأ المجتمع الكولومبي بكامله يكون وعيًا وثقافة عامة حول هذا الفساد.
وجد استطلاع عام 2010 لمقياس الفساد العالمي أن المؤسسات التي تعتبر أكثر فسادًا في كولومبيا هي الأحزاب السياسية والبرلمان، يليها الشرطة والمسؤولون العامون والقضاء والجيش.[1]
أما مؤشر الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2017، واستنادًا إلى ملاحظات الخبراء ورجال الأعمال حول الفساد في القطاع العام، فيصنف البلاد في المرتبة 96 من أصل 180 دولة.[2]
وقد ساهمت عوامل مختلفة في الفساد السياسي في كولومبيا، بما في ذلك: تهريب المخدرات، وحرب العصابات والصراعات شبه العسكرية وضعف الرقابة والتنظيم ضمن المؤسسات وتهديد ومضايقة كاشفي الفساد واللامبالاة الكبيرة من قبل المجتمع في معالجة السلوك غير الأخلاقي.[3]
تحتاج الحكومة باستمرار إلى أن تتخذ خطوات لقياس وخفض مستويات الفساد على جميع الأصعدة من خلال سياسات مكافحة الفساد. قاد القطاع الخاص المبادرات من أجل تسهيل وتشجيع أنشطة الأعمال.[4]
ممارسات الفساد التي تعصف بالسياسة والنظام القضائي متأصلة بشكل جزئي في الإرث الاستعماري للاحتلال الإسباني، إذ تُعرف الإمبراطورية الإسبانية ببيروقراطية فاسدة وغير منظمة، نقلتها إلى مستعمراتها، بما في ذلك كولومبيا. المحاكم الأولى التي أنشأها الإسبان في أمريكا عرفت أيضًا بكونها فاسدة وغير فعالة، فعلى سبيل المثال، ورثت كولومبيا النظام القانوني غير الناجع وغير الموثوق به، والذي فشل في ضمان حقوق الملكية الخاصة من أجل تشجيع الاستثمار الاقتصادي. وكانت إحدى الطرق الأساسية التي مكنت النخب الاستعمارية من كسب ثروة من خلال شغل مناصب مهمة في البيروقراطية القضائية للمستعمرة وبالتالي الاستحواذ على الإيجارات.[5]
بين عامي 1989 و1999، أشارت التقديرات إلى أن الفساد في كولومبيا كلف الدولة 1% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا،[6] بالإضافة إلى التكلفة الاقتصادية للفساد. وتأثرت جوانب أخرى من المجتمع الكولومبي بهذا الأمر، إذ فقد السياسيون والحكومة الكولومبية مصداقيتهم، وانتشر الإحباط في المجتمع بشكل واسع وفُقد الاهتمام بالمشاركة السياسية.
و أشارت دراسات حديثة للسلوك الإجرامي في البلاد إلى أنه بينما ينمو معدل الجريمة سنويًا بنحو 39.7%، ارتفع في المقابل السلوك الإجرامي من قبل المسؤولين في الحكومة المحلية والوطنية بنسبة 164.1%، وعلى الرغم من هذه الزيادة، إلا أنها لا تقابل بإدانات قضائية، وارتفعت مستويات الفساد الإداري كثيرًا عام 2011 بحيث طغت على التقارير الإعلامية لمثل هذه الجنايات على قصص الإرهاب أو النزاع المسلح.[7]
وقيمت دراسة أجريت عام 2005 ونشرتها منظمة الشفافية من أجل كولومبيا مؤشر نزاهة الحكومات والجمعيات والمراقبين على مستوى إدارات كولومبيا، وخلصت إلى أن أيًا من تلك الهيئات التابعة قد سجلت مستوًا جيدًا من النزاهة. إذ إن 51% كانوا عرضة لمستويات عالية أو عالية جدًا من الفساد.[8]
يتركز الفساد المعاصر في كولومبيا غالبًا على مستوى الأعمال بين السياسيين والمسؤولين مع المقاولين والشركات الخاصة، وقد أدى تراجع السلوك الأخلاقي بين الأفراد أو المنظمات والسياسيين إلى ثقافة معروفة في كولومبيا باسم سيرروتو أو «المنشار»، إذ أصبح من المعتاد تقريبًا أن يقوم الأفراد برشوة السياسيين من أجل منح العقود. وتأتي مصادر الفساد الأخرى نتيجة لخصخصة المؤسسات الحكومية التي يستخدم الأفراد فيها الأرباح من أجل بناء ثرواتهم الخاصة.[9]
ووفقًا لمنظمة الشفافية من أجل كولومبيا، فإن البلاد تحتل المرتبة 70 في مؤشر ملاحظة الفساد. ومع ذلك فإن مشكلة الفساد هي أولوية قصوى أكثر من العنف فقط بالنسبة إلى 2.9% من الأشخاص الذين جرت لقاءات معهم، أما العنف فهو أولوية قصوى بالنسبة إلى 31.49%، وللبطالة أيضًا أولوية عالية بنسبة 20.7%.[10]
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة «إكستراندو دي كولومبيا» يعد الفساد أحد العوامل الرئيسية التي تجعل ممارسة الأعمال التجارية صعبة في كولومبيا. ويعتقد 91% من رجال الأعمال أن بعض أصحاب الأعمال يقومون بدفع الرشاوى. ويقول 16.92% إن رجل الأعمال سيقوم بعرض رشوة، ومن بين 28.4% من رجال الأعمال الذين طلب إليهم دفع المال أو تقديم الخدمات من قبل مسؤول حكومي، فقط 8.52% أبلغوا عن ذلك للسلطات بطريقة فعالة.[11]
ازدادت مستويات الفساد الحالية بشكل مطرد منذ عام 2009 وتستمر بالتفاقم، إذ يكشف المدعي العام والمراقب أن هناك فسادًا على جميع مستويات الحكومة تقريبًا، من المستوى المحلي إلى المستوى الوطني. ففي سبتمبر 2009 جرى التحقيق مع 48000 مسؤول حكومي، بينهم 800 رئيس بلدية و30 محافظًا بتهمة الفساد، ولم تقتصر قضية الفساد على حزب سياسي واحد، وكانت الاتهامات بالفساد تمتد لتشمل الطيف السياسي كاملًا، من جناح المحافظين اليمينيين في الحزب الاجتماعي للوحدة الوطنية إلى الجناح اليساري في حزب القطب الديمقراطي البديل.
عدم قدرة المجتمع على معالجة العديد من حالات الفساد في كولومبيا ينبع من الحصانة المعروفة: نسبة صغيرة فقط من المسؤولين الذين يُحقق معهم بتهمة الفساد يتعرضون لعواقب قانونية. بالإضافة إلى ذلك، يصعب على النظام القضائي التعامل مع العديد من التحقيقات على المستويات الأدنى. وفوق ذلك، فإن السياسيين يتجنبون مقاضاتهم عبر المناورات السياسية والثغرات القضائية، وأحيانًا تحت حماية أحزابهم السياسية، ومثال على ذلك، محاولة الحزب الاجتماعي للوحدة الوطنية تمرير مشروع قانون من شأنه حماية سياسييه المتورطين في فضيحة بارابوليتيكس. [12]
الفساد في كولومبيا هو نتيجة تعايش طويل بين تهريب المخدرات واندفاع أفراد المجتمع لتحقيق ثروة سهلة، ما يجعل كل جانب من جوانب المجتمع عرضة للفساد، من السياسة إلى الزراعة والرياضة.
كانت العديد من المؤسسات في كولومبيا عرضة للفساد الإداري، ومن الأمثلة على المؤسسات الكبيرة التي تغطي الصناعات وشاركت في قضايا الفساد الكبرى، ما يلي: (فيروفياس-الإدارة الوطنية للسكك الحديدية)، (كابريكوم-الرعاية الصحية)، (فونكولبويرتوس-هيئة الموانئ)، (تيرموريو-الطاقة)، (دراكاكول-الهندسة المدنية)، (شيفور ريسيرفوار-إمدادات المياه)، وعقود مع شركات أجنبية مثل آي سي إيه المكسيكية لتعبيد الشوارع في بوغوتا.
تتزايد مستويات الفساد على المستوى المحلي (البلدات والمدن) منذ عام 1990 مقارنة بمستويات الفساد على المستوى الوطني.
ترتبط الفضائح السياسية في كولومبيا غالبًا بالصراع الدائر هناك منذ خمسين عامًا.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة=
(مساعدة)، templatestyles stripmarker في |المعرف=
في مكان 1 (مساعدة)، والنص "المعرفبروكويست 60625184" تم تجاهله (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
(help)
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)