محمد المُعتَصِم بالله | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
أميرُ اَلمُؤمِنين | |||||||
مُحمَد بن هارون بن مُحمَد بن عبدُ الله بن مُحمد بن عليّ بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلِب الهاشِمي القُرشيّ العدنانيّ | |||||||
تخطيط باسم الخليفة مُحَمَّد المُعْتَصِم بالله
| |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | شعبان 179 هـ / أكتوبر 796 م بغداد، الخِلافَة العَبَّاسِيَّة |
||||||
الوفاة | 18 ربيع الأول 227 هـ / 5 يناير 842 م (47 سنة) سامراء، الخِلافَة العَبَّاسِيَّة |
||||||
مكان الدفن | قصر الجوسق، العراق | ||||||
مواطنة | الدولة العباسية | ||||||
الكنية | أبو إسْحاق | ||||||
اللقب | المُعتَصِم بِالله المُثَمَّن |
||||||
العرق | عربي | ||||||
الديانة | مُسلم مُعتَزلي | ||||||
الزوجة | قراطيس | ||||||
العشير | قراطيس شجاع الخوارزمية |
||||||
الأولاد |
|
||||||
الأب | هارون الرشيد | ||||||
الأم | ماردة التُّركيَّة | ||||||
إخوة وأخوات | |||||||
عائلة | بنو العباس | ||||||
منصب | |||||||
الخليفة العباسي الثامن | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | 218 - 227 هـ / (833 - 842 م) | ||||||
التتويج | 8 سنوات 218 هـ / 833 م | ||||||
|
|||||||
السلالة | العباسيون | ||||||
المهنة | خليفة المسلمين | ||||||
اللغات | العربية | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
أميرُ المُؤمِنين وخَليفةُ المُسْلِمين المُثَمِّن المُهِيب أبُو إسْحاق مُحَمَّد المُعْتَصِم بِالله بن هارُون الرَّشِيد بن مُحَمَّد المِهْديّ بن عَبدِ الله المَنْصُور بن مُحَمَّد بن عَليُّ بن عَبدِ الله بن العَبَّاس الهاشِميُّ القُرَشيُّ (شَعْبان 180 - الثَّامِن عَشَر مِن رَبيعُ الأوَّل 227 هـ / أُكْتُوبَر 796 - الخَامِس مِن يَنايِر 842 م)، المعرُوف اختصارًا بإسم المُعْتَصِم أو المُعْتَصِم بِالله، هو ثامن خُلفاء بَني العبَّاس، وكان في عهد أخيه المأمون واليًا على الشام ومصر، وكان المأمون يميل إليه لشجاعته فولّاه عهده، وفي اليوم الذي توفي فيه المأمون بمدينة طرسوس بويع أبو إسحاق محمد بالخلافة ولُقّب بالمعتصم بالله، في 19 من رجب سنة 218 هجرية (10 من أغسطس سنة 833 ميلادي، وبحسب المؤرخين فقد كان يملك قوة بدنية وشجاعة مميزة، غير أنه كان محدود الثقافة وضعيف في الكتابة، وما ميّز عهد المعتصم هو استعانته بالجنود الأتراك وذلك للحد من المنافسة الشديدة بين العرب والفرس في الجيش والحكومة.[1][2]
كان المعتصم أبيض أصهب اللحية طويلها، مربوعًا مشربًا بحمرة، ذا شجاعة وهمة عالية، وقوة مفرطة، (كان يقرأ ويكتب قراءة ضعيفة، وكان مع ذلك فصيحًا مهيبًا، عالي الهمة، حتى قيل إنه كان أهيب الخلفاء العباسيين).[3]
تولى أبو إسحاق محمد المعتصم بالله الخلافة بعد أخيه المأمون، وقد بويع له بالخلافة يوم مات أخوه المأمون بـ«طرسوس».[2]
استمرت عمليات الترجمة والنهضة العلمية في عهده كما افتتحها سلفه المأمون[4]، غير ما ميٌز عهد المعتصم هو اهتمامه باقتناء الجنود الأتراك بجلبهم من مناطق آسيا الوسطى كسمرقند وخوارزم، ولقد ملأ الجنود الأتراك بغداد حيث بلغت أعدادهم ما يقارب بضعة عشر ألفًا، أدى ذلك إلى التضييق بأهل المدينة، واضطر الخليفة نتيجة لذلك إلى الانتقال إلى مدينة سامراء التي بناها على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد، لتكون عاصمة له ومقرًّا لجيوشه التركية من المماليك والأحرار، ويرى المؤرخون أنَّ مَيْلَ المعتصم للأتراك يرجع إلى كَوْنِ والدته تركية، كما أراد أنْ يحد من المنافسة الشديدة التي كانت قائمةً بين العرب والفرس في الجيش والحكومة.[1]
سار المعتصم على نهج أخيه المأمون في التمسك بالمذهب الاعتزالي والدعوة له وحمل الناس عليه كرهًا، ويروي ابن كثير أن المعتصم هو من قام بتعذيب الإمام أحمد بن حنبل وعليه جرت الفتنة في محنة خلق القرآن، لكن نقلت لنا كتب التاريخ كيف أجرى الخليفة المعتصم المناظرات بين ابن حنبل وعلمائه وحاول في البداية استمالته لصفه، وبالفعل استطاع ابن حنبل التفوق في كل تلك المناظرات، لكن حين عزم الخليفة المعتصم على إطلاقه، نصحه أحمد بن أبي دؤاد بألا يتركه حتى لا يقال قد غلب خليفتين، وهكذا ضرب وعذب وسجن ابن حنبل حتى أمر المعتصم في النهاية بإطلاق سراحه، فيروي ابن كثير في «البداية والنهاية» أن المعتصم ندم كثيرًا على ما كان منه تجاه ابن حنبل، وظلّ يسأل عنه ويستعلم عن أخباره حتى علم أنه شفي ففرح بذلك كثيرًا، يقول ابن كثير أن تلك الفتنة لم يسلم منها تمامًا إلا هؤلاء، وهم: أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح بن ميمون، ونعيم بن حماد الخزاعي، وأبو يعقوب البوطي، وأحمد بن نصر الخزاعي، وقد قُتل بعضهم ومات البعض الآخر سواء في سجنه أو جراء تعذيبه.
أكمل المعتصم خطوات أخيه المأمون في القضاء على الثورات الداخلية التي استعصت عليه، إذ تمكن من القضاء على ثورة الهنود الزط التي هددت مرافق الدولة في جنوب العراق تمكن من القضاء عليها القائد العربي عجيف بن عنبسة سنة 220 هجريًّا[5] وأجلاهم المعتصم إلى الأناضول.[6]
ولعلّ قضاؤه على ثورة بابك الخرمي، التي أسست دولة شاسعة في أذربيجان وجوارها منذ عهد المأمون كانت من أبرز أعماله؛ إذ إن بابك الخرمي قد مزج بين الإسلام والمجوسية، وأسس الخرمية هجينًا وعمد إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية جذرية ما ساهم في بقائه عصيًا على الدولة العباسية عشرين عامًا،[4] قضى عليها القائد حيدر بن كاوس «الأفشين».[5]
ثم قامت ثورة أخرى بقيادة محمد بن القاسم وهو شيعي على المذهب الزيدي، إذ كان مقيمًا بالكوفة، ثم خرج منها إلى الطالقان بخراسان يدعوا إلى الرضا، فاجتمع إليه أناس كثر، فاهتم لأمره عبد الله بن طاهر بن الحسين أمير خراسان وبعث له جيوشًا، وقامت بين الفريقين وقعات بناحية الطالقان انتهت بهزيمة محمد بن القاسم وفراره إلى كور خراسان في مدينة نسا غير أن واليها أمسك به وبعثه إلى المعتصم فقام الخليفة بحبسه، غير أنه تمكن من الفرار من السجن بمساعدة مجموعة من أنصاره، ولم يعرف عنه أي خبر بعد ذلك.[7]
انتهز الإمبراطور تيوفيل البيزنطي فرصة انشغال الخليفة المعتصم في حربهِ ومطاردة الخرميين، فأغار على الحدود الإسلامية وهاجم مدينة زبطرة وهي أقرب الثغور الإسلامية إلى أراضي الدولة البيزنطية، فأحرقها وخربها وقتل رجالها وسبى نسائها وأطفالها، وقد غضب المعتصم لهذا الحدث، خصوصًا وأنه كان يعتز بهذه المدينة لأنها مسقط رأس والدته، ويذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت في أسر الروم (وا معتصماه)، فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم وأن يخرب مدينة عمورية مسقط رأس والد الإمبراطور البيزنطي وأهم مدينة في آسيا الصغرى[8]، ثم جمع المعتصم جيشًا كبيرًا بلغ تعداده خمسمائة ألف جندي [9]، وتولى قيادته بنفسهِ، كما ساعده كبار قادته كحيدر بن كاوس (الافشين) وأشناس، ويقال أن اسم عمورية كان منقوشًا على درع كل جندي في الجيش. وتقدم المعتصم بجيوشه حتى التقى بجيش تيوفيل عام 838م فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم، ثم توجه بعدها إلى مدينة عمورية وضرب حصارًا عليها، وبعد الحصار الشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية عنوة وتخريبها وأسر من فيها. ولقد حذّر بعض المنجمون المعتصم وهو في طريقه إلى عمورية بشؤم الحرب، وأنه سيخسرها لظهور مذنب في السماء، وإن طالع السماء والنجوم تؤشر خسارته، فلم يهتم لأمر المنجمين وتوكل على الله وواصل سيره، ولقد وصف الشاعر أبو تمام ذلك بالقصيدة التي مطلعها:
.[5] ويقال أن المعتصم كان يريد أن يواصل فتوحاته إلى القسطنطينية، غير أنه اكتشف مؤامرة دبرها ابن أخيه العباس مع القائد عجيف بن عنبسه الذي سبق أن قضى على ثورة الزط، مما اضطر المعتصم لأن ينهي الحرب مع الروم ويقبض على العباس وعجيف فحبسهما ومنع عنهما الماء إلى أن ماتا.[8]
يطلق على المعتصم بالله الخليفة المثمن لأن الرقم 8 لعب دورًا هامًا في حياته، فهو ثامن الخلفاء العباسيين، ودامت خلافته ثماني سنوات، وثمانية شهور، وشهد عهده ثماني فتوحات عسكرية، وترك من الأولاد 8 أولاد، 8 بنات، وكانت ولادته عام 179 هـ في الشهر الثامن من السنة (شعبان) وتوفي وله من العمر 48 سنة.[10][11]
احتجم المعتصم في أول يوم من المحرَّم سنة 227 هجرية فأصيب عقب ذلك بعلته التي قضت عليه يوم الخميس لثماني ليال مضت من شهر ربيع الأول من تلك السنة ورثاه محمد بن عبد الملك الزيات.[12]
ويقول السيوطي أنه لما احتضر جعل يقول: «ذهبت الحيلة فليس لي حيلة»
«اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك. وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي» [13]
كانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بني العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولّى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح وتوفي وهو ابن ثمانية وأربعين عاما فكان يلقّب ب«المثمن» [14]، وكان معروفًا بطيبة النفس، وكان من أقسى الخلفاء وأكثرهم هيبة سار على طريقة المعتزلة وضيَّق على علماء أهل السنة. إثر وفاته عام 842م بويع بالخلافة ابنه الواثق بالله.
مُحمَّد المُعتصم بالله ولد: شعبان 180 هـ / أكتوبر 796 م توفي: 18 ربيع الأوَّل 227 هـ / 5 يناير 842 م
| ||
ألقاب سُنيَّة | ||
---|---|---|
سبقه عبد الله المأمُون |
أمِيرُ المُؤمِنين
18 رجب 218 – 18 ربيع الأوَّل 227 هـ |
تبعه هارُون الواثق بالله |