أنتجت الولايات المتحدة 6.6 بليون طن متري من مكافئ ثنائي أكسيد الكربون من انبعاثات غازات الدفيئة في 2019،[2] لتكون ثاني أكبر منتج في العالم بعد انبعاثات غازات الدفيئة في الصين، ومن بين الدول ذات أعلى انبعاثات غازات الدفيئة للشخص الواحد.[3] في 2019، من المقدر أن الصين بعثت 27% من غازات الدفيئة في العالم، تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 11%، ثم الهند بنسبة 6.6%. إجماليًا، بعثت الولايات المتحدة 410 بليون طنًا متريًا، أكثر من أي بلد آخر.[4][4][5] الانبعاثات السنوية أكثر من 15 طن للشخص الواحد وهي، من بين الدول الثمانية الأعلى من حيث الانبعاثات، أعلى بلد في العالم من حيث انبعاث غازات الدفيئة للشخص الواحد.[6] لأن محطات توليد الطاقة العاملة على الفحم الحجري تغلق بشكل تدريجي، فإن انبعاثات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين من توليد الكهرباء انخفضت لتصبح في المركز الثاني بعد النقل الذي يشكل حاليًا المصدر الأكبر لهذه الانبعاثات.[7] في 2019، كانت نسبة 29% من انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة من قطاع النقل، 25% من الكهرباء، 23% من الصناعة، 13% من المباني التجارية والسكنية، 10% من الزراعة.[8] انبعاثات غازات الدفيئة هذه تساهم في تغير المناخ في الولايات المتحدة وفي العالم.
تشير غازات الدفيئة إلى العديد من الغازات، ومنها ثنائي أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروس، والأوزون، والميثان، والغازات المفلورة، وغازات أخرى، التي تمتص الطاقة الإشعاعية وتبعثها في الغلاف الجوي. ازدادت التراكيز الجوية لغازات الدفيئة بشكل ملحوظ منذ الثورة الصناعية، ما يتفق العديد من العلماء على أنه يعود لأسباب بشرية المنشأ. تعرف القوى والنشاطات التي يبذلها البشر باسم النشاط بشري المنشأ، وهو يسبب الكثير من الآثار الكارثية على الكوكب. تشمل هذه الآثار أنماطًا جوية شاذة، وحالات جفاف وموجات حر، وحرائق برية، وتحمض المحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد، وزيادة درجات الحرارة المتوسطة في العالم، والانقراض، والعديد من الآثار الأخرى.[9]
غازات الدفيئة الأساسية ثنائي أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروس، والغازات المفلورة. يدخل ثنائي أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي من خلال الحرق واسع النطاق لأنواع الوقود الأحفوري كالفحم الحجري، والغاز الطبيعي، والنفط، بالإضافة إلى الأشجار، والنفايات الصلبة، والمواد الحيوية. في 2018، كان من المقدر أنه يشكل نحو 81% من كل غازات الدفيئة المنبعثة في 2018. تمتص المصارف الطبيعية والخزانات الطبيعية انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون فيما يعرف باسم دورة الكربون. ويمكن أن تشمل المصارف والخزانات الطبيعية كلًا من المحيطات والغابات والأراضي الزراعية وباطن الأرض. ينتج الميثان بشكل أساسي من المواشي والممارسات الزراعية. كان يقدر أن الميثان يشغل 10% من غازات الدفيئة المنبعثة.[10] أكسيد النيتروس من غازات الدفيئة وينتج عن الاحتراق في العمليات الصناعية، والعمليات الزراعية، وحرق الوقود الأحفوري والنفايات الصلبة، وأخيرًا من معالجة مياه الصرف. الغازات المفلورة نتنج صناعيًا وتستخدم كبدائل للمواد التي تؤدي إلى نضوب طبقة الأوزون في طبقات الجو الخارجية.[11]
لغازات الدفيئة مدى يحدد كم يمكن أن تبقى في الغلاف الجوي. ومهما يكن مصدر انبعاثها، تنتشر الانبعاثات على امتداد العالم وتصبح ممتزجة في خليط متجانس. تقدر بالجزء في المليون، أو بالجزء في البليون، أو بالجزء في الترليون. في 2019، أشارت البيانات إلى وجود 409.8 جزء في المليون من ثنائي أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. يؤثر هذا بشدة على الغلاف الجوي بما يؤدي إلى الاحتباس الحراري، ما يشكل غطاءً سميكًا حول الغلاف الجوي للأرض.[12]
تنشأ غازات الدفيئة من العديد من أنواع النشاطات البشرية، ولكن بعضًا من أهم الآثار تنشأ من حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، والزراعة، والعمليات الصناعية. في الولايات المتحدة، كان توليد الطاقة أكبر مصدر للانبعاثات للعديد من السنوات، ولكن في 2017، احتل قطاع النقل هذه المنزلة ليصبح المصدر الأكبر للانبعاثات. في ذلك العام، أصبحت القسمة 29% لقطاع النقل، يتبعه توليد الكهرباء بنسبة 28% والصناعة 22%.
بعد ثنائي أكسيد الكربون، ثاني أكثر مركب توافرًا هو الميثان، ولكن هناك فروقًا منهجية في كيفية قياس آثاره. وفقًا لدراسة من عام 2016، أسيء تقدير انبعاثات الميثان في الولايات المتحدة من وكالة حماية البيئة لعقد على الأقل كانت تظنها خلالها أقل من الواقع بنسبة 30 إلى 50 بالمئة. حاليًا، تعمل حكومة الولايات المتحدة على تخفيض انبعاثات الميثان في الزراعة والتعدين ومكبات النفايات والصناعات البترولية.[13]
من المصادر الأخرى المثيرة للقلق المواد التي تؤدي لنضوب الأوزون كالكلوروفلوروكربونات والهيدروكلوروفلوروكربونات التي غالبًا ما تكون غازات دفيئة قوية ذات قدرة كبيرة على إحداث احترار عالمي. ولكن تقدمًا ملحوظًا جرى لخفض استخدام هذه الغازات نتيجة اتفاقية مونتريال، وهي المعاهدة الدولية التي أقرت في 1989.
في فبراير 2018، سجلت أداة مراقبة التروبوسفير في قمر كوبرنيكوس سنتينل-5بّي انفجارًا وانطلاقًا فجائيًا لبئر غاز طبيعي في مقاطعة بلمونت، أوهايو. كان هذا البئر مملوكًا لشركة إكس تي أو إنرجي. أخلي نحو 30 منزلًا، وأطلق الأجاج والماء المنتج في روافد تتدفق إلى نهر أوهايو. استمر انطلاق الغازات 20 يومًا، مطلقًا أكثر من 50,000 طنًا من الميثان في الغلاف الجوي. سرب انطلاق الغازات الميثان إلى الجو بمقدار أكبر مما يطلق في معظم الدول الأوروبية في عام كامل من صناعاتها الغازية والنفطية.[14][15]
طبق التصريح عن غازات الدفيئة أول مرة على أساس طوعي بإنشاء السجل الفدرالي لانبعاثات غازات الدفيئة المصرح به تحت القسم 1605(ب) من قانون سياسة الطاقة لعام 1992. يوفر هذا البرنامج وسيلةً للمصالح الخدمية والصناعات والهيئات الأخرى لتأسيس سجل عام لانبعاثاتها ونتائج الإجراءات الطوعية لخفض أو تجنب أو عزل انبعاثات غازات الدفيئة.
في 2009، أسست وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة برنامجًا مشابهًا يفرض التصريح للمنشآت التي تنتج 25,000 طنًا متريًا أو أكثر من ثنائي أكسيد الكربون في العام. أدى هذا إلى مراقبة الآلاف من شركات الولايات المتحدة لانبعاثاتها من غازات الدفيئة وإبلاغها عنها، ما غطى نحو نصف انبعاثات غازات الدفيئة الإجمالية في الولايات المتحدة.
يتوفر سجل منفصل لانبعاثات ثنائي أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري لدى مشروع فولكان، في جهد بتمويل مشترك من ناسا ووزارة الطاقة لتكميم انبعاثات غازات الدفيئة في أمريكا الشمالية مع الزمن.[16]
من الأفعال المتخذة من الأفراد للتخفيف من التغير المناخي اتباع الحمية، وبدائل السفر، وتوفير استخدام الطاقة في المنزل، وخفض الاستهلاك وحجم الأسرة. يمكن للأفراد أيضًا أن يشاركوا في الدعاية المحلية والسياسية المتمحورة حول قضايا التغير المناخي. يمكن للأفراد أن يمتلكوا خيارات متنوعة لتعويض الكربون لتخفيف آثارهم على البيئة من خلال المنظمات غير الربحية.[17]
بدأت عدة أعمال تجارية كبيرة بخفض الانبعاثات وتعهدت بالقضاء على الانبعاثات الصافية بحلول تواريخ مختلفة في المستقبل، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على الطاقة المتجددة وانخفاض الطلب على طاقة الوقود الأحفوري. قد تصبح الشركات أيضًا محايدة كربونيًا بالتسجيل في برامج خالية من الكربون (كربونفري®) أو توثيق منتجاتهم بأنها خالية من الكربون من خلال منظمات تعويض الكربون.[18]