التأريض[1] يمكن تعريفه بأنه اتصال كهربائي، عمل عن قصد بين جهاز كهربائي أو شبكة أجهزة من جهة، وكتلة الأرض، من جهة أخرى.[2] لذا فأن التأريض مطلوب لتوفير السلامة للمنظومة الكهربائية وللعاملين في المنشأة وهذا معروف بشكل عام لدى الغالبية من الأشخاص ولكن غير واضح لدى النسبة العظمى من الناس كيفية تحقيق ذلك. ويمكن تشبيه الأرضي بطوق النجاة أو مظلة الهبوط حيث تقدر قيمتهما عند الحاجة لهما فقط.
أهمية وميزة الأرضي الجيد يمكن تقديرها مما يلي:
على أي حال يحتمل أن يشعر الشخص العادي بأنه غالبا لا تأثير للأرضي على المنظومات الكهربائية أو الأجهزة خلال الاشتغال العادي، مما يعطي انطباعا خاطئا بأنه من الممكن فصل الأرضي بدون ملاحظة أي تأثيرات ونتيجة ذلك يبدو (ظاهريا فقط) بأن موضوع الاتصال الأرضي الجيد من الاتصال الأرضي الرديء ليس ذا أهمية ولا تعرف فعالية الأرضي ما لم تجرَ عليه فحوصات دورية من حين لآخـر. ابتداء يمكن اعتبار الكرة الأرضية بأنها كتلة هائلة جدا لا تحمل جهدا كهربائيا أي أن جهدها هو صفر. أما أجزاء المنظومة الكهربائية فيمكن ان تكون ذات جهد معين مقارنة بجهد الأرض. إن الموصلات الحية (Live Conductors) لأجزاء المنظومة الكهربائية تحمل عادة جهدا كهربائيا خلال اشتغالها الاعتيادي، أما الأجزاء المعدنية الأخرى كهياكل وحاويات للأجهزة الكهربائية فهي لا تحمل جهدا خلال اشتغالها الاعتيادي لكنها يمكن أن تكون ذات جهد عند حدوث التماس كهربائي مما يعرض المنشآت والعاملين إلى الخطر إن لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية من بينها إيصال تلك الأجزاء إلى الشبكة الأرضية.
يمكننا الحصول على أرضي مناسب للدور السكنية مثلا باستخدام قضيب معدني واحد أو أكثر يدفن في التربة لغرض تحقيق التماس مع كتلة الأرض. تتوفر قضبان على شكل مقاطع يمكن ربطها ببعضها لغرض الحصول على قضيب بالطول المطلوب وتغرز في الأرض بواسطة الدق للوصول إلى طبقات الأرض ذات المقاومة النوعية الواطئة وبالتالي الحصول على مقاومة أرضي منخفضة. وللحصول على مقاومة أقل يستخدم غالبا عدة قضبان تربط ببعضها على التوازي بواسطة موصلات أرضية لتكوين شبكة أرضية يمكن تشبيهها بشجرة كبيرة، حيث تربط كافة المعدات الكهربائية والهياكل المعدنية بالشبكة وتمثل الأوراق بالنسبة للشجرة بينما تمثل توصيلات الأرضي بأغصان الشجرة ويمثل الأرضي الرئيسي بساق الشجرة في حين تمثل أقطاب الأرضي جذور الشجرة. من شروط الأرضي الجيد أن تكون مقاومته اقل ما يمكن وتتراوح عادة بين 1 – 5 أوم، إلا أن الحصول على مثل هذه القيم في تربة ذات مقاومة نوعية عالية لا يمكن الوصول إليه ببساطة باستخدام عدد معقول من الأقطاب الأرضية وهذا يعني كلف عالية، لذا فان من الضروري حساب أعلى قيمة مقاومة يسمح بها على أساس المقاومة الكلية لدائرة القطب الأرضي التي تسمح بمرور تيار قطب كافي لاشتغال جهاز الحماية (صهيرة، قاطع دورة أو مناولة) لعزل الدائرة الكهربائية المعطوبة
إن تقليل ممانعة دائرة العطب الأرضي تؤدي بالنتيجة إلى سريان تيارات عالية خلالها عند حدوث تماس للدائرة الكهربائية مع الأرض وهو هدف نسعى إليه حيث يؤدي ذلك إلى تحسس أجهزة الحماية الكهربائية وبالتالي إلى قيامها بقطع التيار عن الجزء المعطوب أي عزله عن الأجزاء السليمة من الدائرة الكهربائية وخلال وقت قصير جدا فتوفرالحماية الكافية للتأسيسات من الأعطاب والحرائق وحماية الأشخاص من خطر الصعقة الكهربائية. إن زمن القطع يتراوح عادة بين جزء من الثانية الواحدة وبضع ثواني ويتناسب عكسيا مع مقدار تيار العطب الأرضي وجهد التماس.
ان الأجزاء الرئيسية لممانعة دائرة العطب الأرضي تتكون مما يلي:
المكون الأساسي لأنظمة التأريض هو التبديد الساكن (تأريض النظام)، سواء كان ذلك بسبب البرق أو بسبب الاحتكاك (مثل الرياح التي تهب على سارية الهوائي). تأريض النظام مطلوب للاستخدام في أنظمة مثل أنظمة توزيع المرافق وأنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية والمباني التجارية/السكنية حيث يجب ربط أي نظام معدني مهم معًا والإشارة إليه على الأرض عند نقطة واحدة. يعمل نظام تأريض النظام عن طريق إرسال أي تفريغ ثابت متراكم إلى الأرض من خلال موصل قطب أرضي ثقيل ثم إلى قطب تأريض.
تأريض المعدات هو اتصال ربط منخفض المقاومة بين قضبان الحافلات المحايدة والأرضية في لوحة الخدمة الرئيسية (وليس في أي مكان آخر). إنها تلعب دورًا في الحماية ضد التيارات الخاطئة. تحدث تيارات الأعطال بشكل رئيسي بسبب فشل عزل الموصل والاتصال اللاحق بسطح موصل. هذا النوع من التأريض ليس اتصال تأريض من الناحية الفنية. عندما يحدث خطأ ويتم الاتصال بسطح مؤرض، تندفع كمية كبيرة من التيار إلى شريط التأريض، عبر اتصال الترابط الأرضي المحايد، والعودة إلى مصدر التيار. تستشعر أجهزة الحماية ذات التيار الزائد هذا على أنه حالة قصر الدائرة وتفتح الدائرة، مما يؤدي إلى إزالة الخطأ بأمان. يتم تعيين معايير تأريض المعدات الأمريكية بواسطة قانون الكهرباء الوطني.
يخدم التوصيل الأرضي الوظيفي غرضًا بخلاف السلامة الكهربائية، ويمكن أن يحمل التيار كجزء من التشغيل العادي. على سبيل المثال، في نظام توزيع طاقة إرجاع الأرض بسلك واحد، تشكل الأرض موصلًا واحدًا للدائرة وتحمل كل تيار الحمل. تشمل الأمثلة الأخرى للأجهزة التي تستخدم التوصيلات الأرضية الوظيفية كابتات اندفاع التيار ومرشحات التداخل الكهرومغناطيسي.
وفقًا لمعايير IEEE، فإن قضبان التأريض مصنوعة من مواد مثل النحاس والصلب. لاختيار قضيب التأريض، هناك العديد من معايير الاختيار مثل: مقاومة التآكل، القطر حسب تيار العطل، الموصلية وغيرها. هناك عدة أنواع مشتقة من النحاس والفولاذ: النحاسي، الفولاذ المقاوم للصدأ، النحاس الصلب، الأرض الفولاذية المجلفنة. في العقود الأخيرة، تم تطوير قضبان تأريض كيميائية للأرض منخفضة المقاومة التي تحتوي على أملاح إلكتروليتية طبيعية. وقضبان التأريض من ألياف الكربون النانوية.
موصلات تركيب التأريض هي وسيلة اتصال بين مختلف مكونات تركيبات التأريض والحماية من الصواعق (قضبان التأريض وموصلات التأريض والموصلات الحالية وقضبان التوصيل وما إلى ذلك).
للتركيبات ذات الجهد العالي، يتم استخدام اللحام الطارد للحرارة للوصلات تحت الأرض.
تعتبر مقاومة التربة جانبًا رئيسيًا في تصميم وحساب نظام التأريض/تركيب التأريض. تعتمد مقاومته على كفاءة إزالة التيارات غير المرغوب فيها إلى الصفر المحتمل (الأرض). تعتمد مقاومة المادة الجيولوجية على عدة مكونات: وجود الخامات المعدنية، ودرجة حرارة الطبقة الجيولوجية، ووجود السمات الأثرية أو الهيكلية، ووجود الأملاح الذائبة، والملوثات، والمسامية والنفاذية. هناك عدة طرق أساسية لقياس مقاومة التربة. يتم إجراء القياس باستخدام قطبين أو ثلاثة أو أربعة أقطاب كهربائية. طرق القياس هي: قطب، ثنائي القطب، ثنائي القطب، طريقة وينر، وطريقة شلمبرجير.