يقال إن تحليل الفرضيات المتنافسة هو منهجية غير متحيزة تهدف إلى تقييم عدة فرضيات متنافسة للبيانات المرصودة. طوِّر هذا التحليل بواسطة «ريتشاردز (ديك) جيه. هيوير الابن»، وهو أحد خبراء وكالة الاستخبارات المركزية، ويبلغ من العمر45 عامًا، وذلك في سبعينيات القرن العشرين بغرض استخدامه في الوكالة.
يُستخدَم تحليل الفرضيات المتنافسة من قبل المحللين في مختلف المجالات الذين عليهم أن يصدروا أحكامًا تنطوي على مخاطر عالية في الاستنتاج الخاطئ، إذ يساعد التحليل في التغلب على بعض القيود المعرفية –أو تقليصها على الأقل- التي تجعل تنفيذ التحليل الاستخباراتي السابق أمرًا بالغ الصعوبة.[1]
كان تحليل الفرضيات المتنافسة خطوة متقدمة في منهجية التحليل الاستخباراتي، ولكنه وُصِف أول مرة بعبارات غير رسمية نسبيًا. يبقى إنتاج أفضل المعلومات المتاحة من بيانات غير مؤكدة هدف الباحثين، وصانعي الأدوات، والمحللين في الصناعة والأوساط الأكاديمية والحكومية. إذ تشمل مجالاتهم التنقيب عن البيانات، وعلم النفس المعرفي والتصور، والاحتمالات والإحصاءات، وما إلى ذلك. يُعَد التفكير الاستنتاجي مفهومًا سابقًا لتحليل الفرضيات المتنافسة مع بعض أوجه الشبه.
يحدد «هيوير» بعمق كبير عملية تحليل الفرضيات المتنافسة في كتابه علم النفس التحليل الاستخباراتي. وتضم العملية الخطوات التالية:
هناك العديد من الفوائد لعمل مصفوفة تحليل الفرضيات المتنافسة، فهي قابلة للتدقيق، ويُعتقد على نطاق واسع أنها تساعد في التغلب على التحيزات المعرفية، [2] على الرغم من نقص وجود أدلة تجريبية قوية لدعم هذا الاعتقاد. ونظرًا لأنّ تحليل الفرضيات المتنافسة يتطلب من المحلل بناء مصفوفة، فيمكن، باستخدام ذلك، مراجعة الأدلة والفرضيات، وهذا يسمح لصانعي القرار أو غيرهم من المحللين معرفة تسلسل القواعد والبيانات التي أدت إلى الاستنتاج.
تستغرق عملية إنشاء تحليل الفرضيات المتنافسة وقتًا طويلًا. ويمكن أن يسبب صنع المصفوفة إشكالية عند تحليل مشروع معقد. وقد يكون من المرهق للمحلل إدارة قاعدة بيانات كبيرة تحتوي على أدلة متعددة.[3][4]
خاصةً في المجال الاستخباراتي، وسواء على المستوى الحكومي أو في مجال الأعمال، يجب على المحللين أن يكونوا على دراية دائمًا بوجود احتمال توليد استخبارات المنافسين لمعلومات هادفة إلى الخداع. ونظرًا لأن الخداع غالبًا ما يكون نتيجة فخ معرفي، فإن «إلسيسر» و«ستيتش» يستخدمان آلية التعرف التابعة للدولة والمعتمدة على المخطط الهرمي لتوليد تفسيرات سببية للملاحظات. تُحول الفرضيات الناتجة إلى شبكة بايزية ديناميكية، ويُوَظف تحليل قيمة المعلومات في عزل الافتراضات الموجودة ضمنيًا في تقييم المسارات في فرضيات معينة أو في نتائج تلك الفرضيات.[5]
عندما تُرصَد أدلة في شكل ملاحظات دولية أو افتراضات، فيمكنها أن تصبح عرضةً لمصادقة مستقلة. وفي حال تعرض افتراض أو إعلان رئيسي للنفي والإنكار، فستُرفض الفرضيات المعتمدة عليه. وهذا هو أحد أشكال تحليل الأسباب الجذرية.
تمثل الأدلة مشكلة أيضًا إذا كانت غير موثوقة. الأدلة المستخدمة في المصفوفة ثابتة، وبالتالي يمكن أن تشكل لقطة زمنية.
وفقًا لنقاد البنى الاجتماعية، فإن تحليل الفرضيات المتنافسة يفشل أيضًا في التأكيد بشكل كافٍ (أو أن يعالج بصفته طريقة) على الطبيعة الإشكالية للتكوين الأولي للفرضيات المستخدمة لإنشاء شبكته. فعلى سبيل المثال، هناك أدلة كثيرة، بالإضافة إلى أي تحيزات بيروقراطية أو نفسية أو سياسية؛ قد تؤثر على توليد الفرضيات. وهناك أيضًا عوامل الثقافة والهوية في العمل. قد تقيّد هذه العوامل المُنشأة اجتماعيًا الفرضيات التي ستُؤخذ في عين الاعتبار في النهاية أو تفرزها مسبقًا، وثم تعزز الانحياز التأكيدي في الفرضيات المختارة.
وضع الفيلسوف والمُنظر الجدلي «تيم فان جيلدر» الانتقادات التالية:[6]
اقترح «فان جيلدر» تخطيط الفرضية (على غرار تخطيط الحجة) بديلًا لتحليل الفرضيات المتنافسة.[7][8]
يقدم التحليل الهيكلي للفرضيات المتنافسة للمحللين تحسينًا يمكّنهم من تجاوز القيود المفروضة على تحليل الفرضيات المتنافسة الأصلي. يزيد التحليل الهيكلي من الفرضيات الممكنة إلى أعلى قدر، عن طريق السماح للمحلل بتقسيم فرضية واحدة إلى فرضيتَين معقدتَين.[9]
على سبيل المثال، قد تقول فرضيتان مُختبرَتان إن العراق يملك أسلحة دمار شامل أو أن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل. إذا أظهرت الأدلة أنه من الأرجح وجود أسلحة دمار شامل في العراق، فعندئذ يمكن صياغة فرضيتين جديدتين، هما: أسلحة الدمار الشامل موجودة في بغداد، أو أسلحة الدمار الشامل موجودة في الموصل.
أو ربما يحتاج المحلل إلى معرفة نوع أسلحة الدمار الشامل الموجودة في العراق؛ فيمكن أن تقول الفرضيات الجديدة إن العراق يملك أسلحة حيوية، أو أن العراق يملك أسلحة كيميائية، أو أن العراق يملك أسلحة نووية. من خلال بناء هيكل لتحليل الفرضيات المتنافسة، يكون المحلل قادرًا على إعطاء تقدير دقيق.[10]
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
{{استشهاد}}
: الوسيط غير المعروف |name-list-format=
تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style=
(مساعدة)
{{استشهاد}}
: الوسيط غير المعروف |name-list-format=
تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style=
(مساعدة)