الترقية هي قاعدة في الشطرنج تنص على أن البيدق الذي وصل للصف الأخير يجب أن يُستبدل بأي قطعة يختارها اللاعب ( وزير، قلعة، حصان أو فيل) من لون البيدق نفسه، وأن توضع في نفس المربع كجزء من النقلة، كمـا أن خيار اللاعب لا يكون محصورا في القطع التي أخذها الخصم (يمكنه الحصول على وزير ثاني أو قلعة ثالثة) [1]
لأن الوزير هو أقوى القطع فإن الغالبية العظمى من الترقيـات تكون إليه ويسمى ذلك بالتوزير، في حين أن الترقية إلى قطعة أخر يسمى بالترقية الجزئية [2] إذا كانت القطعة التي يراد الترقية إليها غير متوفرة، فإن قوانين الاتحاد الدولي للشطرنج تنص على أنه يجب على اللاعب إيقاف السـاعة واستدعـاء الحكم ليحضر القطعة المطلوبة.
الترقية إلى الوزير هي الترقية الأكثر شيوعًالأنهن أقوى القطع، في حين أن الترقية الجزئية ( الترقية إلى قطعة غير الوزير) نادرة الحدوث على الرقعة ولا نجدها عادة إلا في ألغاز الشطرنج،(أنظر الجدول بالأسفل)[3] ، لكنها يمكن أن تكون ذات فائدة أحيانا، فالترقية إلى حصان يمكن أن يكون مفيدًا خاصة إذا قام بكش مباشرة بعد ترقيته، والترقية إلى قلعة بدل الوزير يكون ضروريًا أحيانا لتجنب التعادل بالحصر الذي قد يحدث لو رقى اللاعب إلى وزير، الترقية إلى الفيل هي الأكثر ندرة وذلك لأنه لا يستطيع إماتة ملك الخصم وحده مثل القلعة، ولا يملك حركة مميزة مثل الحصان. النسبة المؤوية للترقيات هي:
القطعة | % |
---|---|
الوزير | 96.9 |
الحصان | 1.8 |
القلعة | 1.1 |
الفيل | 0.2 |
ما يعني أن الترقيات الجزئية تمثل نسبة 3%، يذكر أن الترقية ليست محصورة بالقطع التي أخذها الخصم فيمكن للاعب أن يرقي إلى أي قطعة يريدها بغض النظر عما إذا كانت القطعة أخذت أو لا، مـا يعني نظريا أنه يمكن أن يحصل اللاعب على تسعة وزراء أو عشر أرخاخ أو عشرة أحصنة أو عشرة عمليا، تتضمن بعض رقع الشطرنج وزيرًا إضافيًا لكل لون لاستخدامه عند الترقية، إذا لم تتوفر تلك القطعة يمكن استخدام قلعة مقلوبة على أنها وزير ثان.
يظهر الشكل المقابل وضعية في مباراة بوبي فيشر وتيجران بتروسيان يملك فيها كللاعب وزيرينب وقد انتهت المباراة بالتعادل. مبـاريات قليلة جـدا لعبت ولكلا الطرفين ثلاث وزراء منها مباراة زالانزي ضد نايين تي ماي 2009 ومباراة ديفيد غويجارو ضد أليخاندرو فرانكو ألونزو 2011 حيث في المباراة الأولى كان لكل لاعب ثلاثة وزراء ابتداء من النقلة 58 حتى 65 وانتهت المباراة بالتعادل، أما المباراة الثانية فقد كان لكل لاعبثلاثة وزراءث واستسلم فيها الأسود بعد أن بقي لكل طرف وزير واحد.[4]
= |
تُعرف الترقية إلى الحصان أو الفيل أو القلعة بالترقية الجزئية ورغم أن هذه القطع أقل قوة من الملكة؛ توجد بعض الحالات التي تجب فيها الترقية الجزئية وتكون أفضل [5]
تعتبر الترقية إلى الحصان أكثر الترقيات الجزئية حدوثا وهذا لحركة الحصان الفريدة التي لا تماثلها حركة الملكة، ففي بعض الحالات تعتبر الترقية إلى الحصان أفضلية لا بد منها.
في المثال المقدم من قبل بطل العالم إيمانويل لاسكر، يعاني الأبيض خسارة كبيرة في القطع والترقية إلى الملكة بالنقلة (1.exd8=Q) يترك الأبيض متقدما في القطع بحصان، لكن الترقية إلى حصان بالنقلة 1.exd8+!=N يسمح للأبيض بالتقدم في القطع بفارق فيل وهذا لشوكة ملكية تسمح بأخذ الملكة في f7 متبوعة بأخذ للقلعة المحصورة في الزاوية h8.[6]
كما يمكن أن تكون الترقية إلى الحصان لأسباب دفاعية، الشكل على اليمين يوضح حالة لذلك، ففي مباراة بين غاتا كامسكي ضد إتيان باكرو 2006 [7] يهدد الأبيض إما بأخذ البيدق أو الإماتة بالنقلة Rh1 إن رقى الأسود بيدقه لملكة أو قلعة أو فيل، والطريقة الوحيدة التي تمنع خسارة الأسود هي الترقية لحصان 74...!+e1=N والنتيجة نهاية اللعب قلعة ضد حصان وهو تعادل نظري (أنظر نهاية لعب دون بيادق) وفي المباراة قام الأسود بأخطاء سمحت بفوز الأبيض في النقلة 103 [8]
في مباراة نادرة بين زوراكوف ضد كوبلينك في 1956 [9] تمت الترقية إلى الحصان مرتان في نفس المباراة ففي الشكل الأول بالأسفل سيضمن الأسود التعادل بالنقلة والشوكة في Ne7+ إن رقى الأبيض بيدقه لملكة أو قلعة أوفيل لذا قام الأبيض بالترقية إلى الحصان لمنع تلك الشوكة، وذكر تيم كرابي أنه مثال نادر للترقية للحصان من دون تنفيذ كش مباشر.
وبعد واحد وعشرين نقلة من نفس المباراة وصل اللاعبان مرة أخرى إلى وضعية مماثلة (شكل 2) بحيث كان الأسود سيحصل على التعادل لو قام الأبيض بالترقية إلى الملكة لأن الشوكة في d6 كانت ستسمح بأخذ الملكة وضمان التعادل، غير أن الأبيض قام بالترقية إلى الحصان 79.c8=N+! لمنع الشوكة مجددا (هناك نقلات أخرى تسمح بالفوز كذلك مثل 79.Kc5)، استسلم الأسود بعد الترقية الثانية لإدراكه استحالة إيقاف ترقية البيدق الثالث إلى ملكة.
في مباراة فلاديمير أكوبيان ضد سيرغي كارياكن 2009 [10][11] النقلة للأبيض وبإمكانه ترقية البيدق إلى الملكة بالنقلة 71.a8(Q) لكن ذلك يسمح للأسود بالحصول على كش أبدي بالنقلة 71...Qxb2+ والاستمرار في تنفيذ الكش في العمودين a وb لذلك قام أكوبيان بالترقية إلى الحصان للتصدي لذلك الكش والحصول على فوز سهل بعد ذلك.
بعد الترقية الجزئية للحصان استسلم كارياكن مباشرة.
مثال جميل ورائع في مباراة بطولة كأس العالم للشطرنج في ديسمبر 2009 بين بيتر سفيدلر وفلاديمير مالاكوف [12][13] (مبين في الشكل المقابل)، بعد النقلة 31.Kg2 يظهر أن وضعية مالاكوف رابحة مسبقا وكان الأمل الوحيد للأبيض أن يقوم مالاكوف بخطأ فادح مالاكوف ولا يقوم بالترقية للحصان بعد أخذ القلعة، لأن الترقية للملكة مثلا تسمح لسفيدلر بإماتة مالاكوف عبر النقلات:
32.+Rh7#.37 Kh6 Qg8+ .36 Kg6 Rf7+ .35 Kh7 Qf8+ .34 Kh8 Qxf7+ .33 Rxf7 Bxf7
لكن مالاكوف رقى بيدقه إلى حصان واستسلم الأبيض لأن الإماتة بعد النقلات التالية:
32.Ng#3 Kh1 .33 Qf2+ Rxe1
أو
32.Ng3# Kh1 .35 Qxf2+ Rf2 .34 Qxe2+ Ne2 .33 Qxb2+ Kh2 [14]