تسوية كريتندن (بالإنجليزية: Crittenden Compromise) هي اقتراح غير ناجح قدمه السيناتور الأمريكي جون جيه كريتندن (من حزب الاتحاد الدستوري في كنتاكي) في 18 ديسمبر 1860. وكان يهدف إلى حل أزمة انفصال الولايات عن الاتحاد بين عامي 1860-1861 من خلال معالجة المخاوف والمظالم المتعلقة بالرق والتي أدت إلى قيام العديد من ولايات الرق بالانفصال عن الولايات المتحدة.
اقترحت التسوية ستة تعديلات دستورية وأربعة قرارات في الكونغرس. قدم كريتندن الحزمة في 18 ديسمبر.[1] وتم وضعها أمام المجلس في 31 ديسمبر.
كفلت التسوية وجود الرق بصورة دائمة في ولايات الرقيق وتناولت المطالب الجنوبية فيما يتعلق بالرقيق الهارب والعبودية في مقاطعة كولومبيا. واقترحت تمديد خط عرض تسوية ميزوري إلى الغرب، مع حظر الاسترقاق شمال خط العرض 36 °30 ويتم ضمانه جنوبا منه. وتضمنت التسوية شرطا بأنه لا يمكن إلغاؤها أو تعديلها.
لقيت التسوية استحسان أعضاء مجلس الشيوخ الجنوبيين، ولكنها لم تلق قبولا من عموم الجمهوريين الذين عارضوا توسع الرق خارج الولايات الموجود بها أصلا. وكانت معارضة زعيم الحزب، وهو الرئيس المنتخب أبراهام لينكون، حاسمة في الموضوع. وقال الجمهوريون أن التسوية «ستؤدي إلى عهد دائم للحرب ضد كل شعب وقبيلة ودولة تملك أرضا من هنا إلى تييرا ديل فويغو».[2] كانت المناطق الوحيدة الواقعة جنوب الخط هي أجزاء من إقليم نيو مكسيكو والأراضي الهندية. وكان هناك اتفاق بين كلا الجانبين على أن الرق لن يزدهر أبدا في نيو مكسيكو. ورفض الجنوب اقتراح الجمهوريين بإخال نيو مكسيكو كولاية في الاتحاد على الفور، والذي وافقت عليه اللجنة في 29 ديسمبر.[3] ومع ذلك، لم يعترض كل المعارضين على تسوية كريتندن أيضا على التوسع الإقليمي للولايات المتحدة. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى «النمو المستقبلي الكامل للجمهورية» و «كل الأقاليم الذي يمكن أن إدخالها إلى الولايات المتحدة الأمريكية – أي كل المكسيك وأمريكا الوسطى». [4]
ورفض كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ اقتراح كريتندن. وكانت التسوية جزءا من سلسلة الجهود الأخيرة لتزويد الولايات الجنوبية بضمانات كافية لمنع انفصالها خلال الدورة النهائية للكونغرس قبل تولي إدارة لينكون مهامها.
وقد نوقشت مقترحات كريتندن أيضا في مؤتمر السلام لعام 1861، وهو اجتماع جمع أكثر من مائة من كبار السياسيين في البلاد، وعقد في 8 إلى 27 فبراير 1861 في واشنطن العاصمة وكان المؤتمر بقيادة الرئيس السابق جون تايلر، وكان يمثل الجهود الأخيرة للولايات لتجنب الحرب. وفشلت مقترحات التسوية هناك أيضا، إذ لم يستسغ الجمهوريون وجود شرط ضمان ملكية الرقيق في جميع الأراضي الغربية وعمليات الاستحواذ في المستقبل.
وقد لخصت افتتاحية عدد فبراير 1861 من جريدة تشارلستون كورير (تشارلستون، ميزوري) المزاج السائد في المقاطعات التي تحد الجنوب بعد هزيمة مقترح كريتندن: «يعتقد الرجال في واشنطن أنه لا توجد فرصة للسلام، حتى نحن لا نرى بصيص أمل وكل شيء يبدو قاتما. تم التصويت برفض قرارات كريتندن مرارا وتكرارا. هل هناك أي مقترح آخر سيفوز وسيقبله الجنوب؟ فإذا لم يكن هناك فستأتي الحرب ويحل الويل على زوجات وبنات أرضنا؛ وسيكون الجمال حافزا للجريمة، وسيكون النهب ثمنا لغارات جون براون، فليكن مواطنونا مستعدين للأسوأ».[6] وجاء هذا البيان الذي أدلى به المحرر جورج ويتكومب ردا على رسالة نارية إلى المحرر من النائب الأمريكي جون ويليام نويل يزدري فيها الانشقاق في الأمة، وكانت مقاطعة تشارلستون مشمولة في الدائرة الانتخابية التي ناب عنها نويل.