التلاعب بالنظام (بالإنجليزية: Gaming the system) ويشار إليه أيضًا بـ التلاعب بالقواعد أو إساءة استخدام النظام أو استغلال النظام أو سوء الاستفادة من النظام أو التأثير في النظام هو استخدام القواعد والإجراءات التي تم وضعها بهدف الحفاظ على النظام لأغراض أخرى تتعلق بالتلاعب به للتوصل إلى النتيجة المرجوة.[1]
وفقًا لجيمس ريلي، المصرفي الأمريكي، فإن هياكل الشركات والمنظمات (سواء كانت سياسات وإجراءات صريحة وضمنية والأهداف المعلنة والنماذج العقلية) تؤدي إلى سلوكيات تشكل خطورة على النجاح التنظيمي طويل المدى والمنافسة.[2] فالبنسبة للبعض، يكون «الخطأ... جوهر» التلاعب بالنظام«الذي تتيح فيه ثغرة في البروتوكول القيام بممارسات خاطئة تؤدي إلى نتائج غير مقصودة.»[3]
مع الأخذ في الاعتبار أن «الأزمة المالية الأخيرة أظهرت أن أسواقنا المالية قد تجاوزت قدرة نظامنا الحالي على تنظيمها»، رأى هنري بولسون ضرورة واحدة تكمن في أن «الإطار الأفضل يظهر ازدواجية أقل، والتي تقيد قدرة المؤسسات المالية على انتقاء واختيار المنظمين الأقل صرامة - وهي ممارسة تعرف باسم المراجحة التنظيمية»[4]، وقد ساعدت في انتشار التلاعب بالنظام التنظيمي.
وقد تم التعرف على تأثير مماثل مساهم في إطار نظم تصنيف الشركات، حيث «يصبح التلاعب بالنظام أكثر خبثًا عندما يتم الجمع بين إضفاء الطابع الرسمي والشفافية.»;[5]
وفيما يتعلق بأسعار الصرف العالمية، فإن العديد ممن "نسبوا أرصدة التجارة الضخمة واحتياطات رؤوس الأموال الكبيرة بالصين إلى سياستها الحالية الخاصة بالعملة" قد لاحظوا جهودها «للحفاظ على عملتها ضعيفة بشكل مصطنع، وهو ما منع قوى السوق من مساعدة الصين على إعادة موازنة اقتصادها»[6] بوصفها شكلاً من أشكال التلاعب في هيمنة الدولار.
يتم تحذير مصممي مجتمعات الإنترنت بوضوح أنه «كلما قمت بإنشاء نظام لإدارة مجتمع ما، حاول أحدهم استغلاله لصالحه.»[7] وبالتالي، فإنه ينصح من البداية «بالتفكير كرجل سيئ» والتفكير في «السلوكيات التي تشجعها بدون قصد من خلال إنشائك بعض القواعد الاجتماعية الجديدة لمجتمعك.»[8]
ومع ذلك، فإن آخرين سوف يثمنون الآثار التحررية "للثغرة" قائلين إن "التلاعب بالنظام، على الرغم من جميع الأذى الذي يتسبب به للمسعى الجماعي لمشروع مثل ويكيبيديا، فإنه يمثل إمكانية في حد ذاتها" ويؤكد على استمرار دور "الوساطة في الحدث الواحد.
«في بدايات القرن الواحد والعشرين، طورت الحكومات في المملكة المتحدة، وخاصة في إنجلترا، إدارة خدمات عامة تجمع بين الأهداف وعنصر من الخوف. وهو ما كان له نظير واضح في النظام السوفيتي، والذي كان ناجحًا في البداية ثم انهار بعد ذلك.» ويستخدم المقال أدلة من الخدمات الصحية العامة الإنجليزية للنجاحات المبلغ عنها، ومشاكل القياس، والتلاعب بالنظام.[9]
حدد إريك برن نوعًا من أنواع "التلاعب بالنظام" في السياق الإكلينيكي عن طريق ما أسماه لعبة "الطب النفسي" وشعارها "لن تعالجني أبدًا، ولكنك ستعلمني أن أصبح مريضًا نفسيًا أفضل (يلعب لعبة "الطب النفسي" بطريقة أفضل)."[10] "حيث أشار إلى أن هناك عددًا من المرضى "ينتقون المحللين النفسيين ذوي الأداء الضعيف بعناية، منتقلين من واحد لآخر، مما يدل على أنه لا يمكن علاجهم، وفي الوقت ذاته فهم يتعلمون ألعابًا "نفسية" أكثر وضوحًا، وفي النهاية يصبح من الصعب حتى على الأطباء من الدرجة الأولى التفريق بين الغث والسمين."[10]
أشارت جيني ديكسي، مدرسة اللغة الإنجليزية وكاتبة، أن العديد ممن كانوا يافعين في ستينيات القرن العشرين قد نضجوا وأصبحوا ناجحين مهنيًا في سن صغيرة. وفي عام 1971، بدأت العمل بمدرستها الخاصة ولكنها بقيت متشائمة بعض الشيء في سبعينيات القرن ذاته من أن يتغير التلاعب بالنظام الذي ساد في ستينيات هذا القرن.[11][12]
إن الخلافات الوالدية حول تربية الطفل ستعطي له «فرصة اللعب على أحد الوالدين ضد الآخر... فهذه هي الطريقة التي يعمل بها النظام.»[13] ومع ذلك، تؤكد نظرية العلاقة بالموضوع على أنه «إذا وجد طفل أن أحد والديه أكثر تبسطًا مقارنة بالآخر الذي يسعى لوضع حدود له، فإنه قد يستفيد من هذا الانقسام..وهو عادة ما يمثل له نصرًا ولكنه نصر أجوف.»[14] فما يأمله الطفل حقًا هو أن «يبدأ الوالدان في رؤية ضرورة الاتفاق معًا حول مسألة وضع الحدود.»[14]
في مرحلة معينة حول التغذية المشروطة - كأن تعرض تقديم الحلوى بشرط تناول غذاء غير محبوب معين - لوحظ على وجه التحديد أن «التغذية المشروطة تشجع الأطفال على الجدال وممارسة» التلاعب«...والتفاوض لتحقيق أفضل المكاسب.»[15]