الثُقبَةُ العُظمَى[1] (الإنجليزّية: Foramen magnum) فتحة كبيرة بيضويّة (ثقبة) في العظم القذاليّ في جمجمة البشر وعدة حيوانات أُخرى. وتُعتبر إحدى فتحات دائريّة أو بيضويّة (ثُقب) عديدة في قاعدة الجمجمة. يمر من خلال الثقبة العظمى النخاع الشوكيّ وهو امتداد البصلة السيسائيّة (النخاع المستطيل) التي تخرج من الجوف القحفيّ.
يعبر من خلالها النخاع المستطيل وأغشيته والشرايين الفقريّة والشريانان النخاعيان الأمامي والخلفيّ بالإضافة إلى الأغشية السقفيّة والأربطة الجناحيّة. كما يعبرها المكوّن الشوكيّ من العصب اللاحق (الإضافيّ) القحفي الحادي عشر باتجاه الجمجمة.
تُمثِّلُ الأُخيرَى[2] (الإنجليزيّة: Opisthion) النقطة المتوسطة من الحافة الخلفيّة للثقبة العظمى وتُعتبر نقطة علام. كما أن القُوَيعِدَة[3] (الإنجليزيّة: Basion) وهي نقطة علام أُخرى تتوضع في منتصف الحافة الأماميّة للثقبة العظمى.
تُعتبر الثقبى العظمى معلم رئيسياً من معالم الجمجمة في الثدييات ثنائية الحركة. وتتصف الثقبى العظمى لدى الثدييات ثنائية الحركة بالتحدُّب الأمامي للحافة الأماميّة، وقد حدث هذا بسبب قصر قاعدة الجمجمة. وقد أظهرت دراسات أُجريت عن توضع الثقبة العظمى وجود صلة بين التأثيرات الوظيفية لكل من وضعية الوقوف والحركة على وضعية الثقبة العظمى. يتضح التحول إلى الأمام (التحدُّب الشديد) عند أشباه البشر ثنائية الحركة والبشر المعاصرين والأوسترالوبيثكس الأفريقيّ (قرد جنوبيّ إفريقيّ) وبارانثروبوس بويزي (إنسان بويزي الموازي). وقد استخدم ميشيل برونيه هذه السمة المشتركة بين أشباه البشر ثنائيات الحركة كحجةَ رئيسية في قوله بأن إنسان الساحل التشادي كان أيضاً ثنائيّ الحركة، وأنه قد يكون أول قرد ثنائي الحركة معروف. وقد أعطى هذا الاكتشاف العلماء شكلاً آخر لتعريف الثدييات ثنائية الحركة.[4]
يقسم الرباط الجناحيّ الذي يرتبك في كل جانب بحديبة اللقمة القذاليّة، يقسم الثقبة العظمى إلى مقصورة أماميّة صغيرة وخلفيّة كبيرة؛[5]
تمر البنى الآتية من خلال المقصورة العظميّة الرباطيّة الأماميّة:
الرباط القميّ ورأس المحور (الفقرة الرقبيّة أو العنقيّة الثانية)
الحزمة العلويّة من الرباط المُتصالب
الغشاء السقفيّ
فيما تمر البنى الآتية من خلال المقصورة الوعائيّة العصبيّة الخلفيّة:
عند البشر، تكون الثقبة العظمى تحت الرأس بشكل أبعد مما هي عليه عند القردة العليا الأخرى. وهكذا، فعند البشر، لا تحتاج عضلات العنق (بما فيها القذاليّة الجبهيّة) أن تكون قويّة لتثبيت الرأس إلى الأعلى. تفيد مقارنة وضعيّة الثقبى العظمى عند أنواع أشباه البشر الباكرة في تحديد مدى راحة بعض الأنواع المحددة في السير على قدمين بدلاً من أربع (ذوات الأربع).