أُكدت الحالة الأولى المرتبطة بجائحة كوفيد 19 بمدينة نيويورك، في شهر مارس 2020، لسيدة أتت مؤخرًا إلى مدينة نيويورك من إيران، والتي كانت متأثرةً بشكل كبير بالجائحة خلال هذه الفترة. وبعد شهر تقريبًا، صارت مدينة نيويورك أشد المناطق تأثرًا بالجائحة في الولايات المتحدة، مع إصابة البنية التحتية الطبية لها بالإرهاق.[1][2] وبحلول شهر أبريل، أصبح عدد الحالات بالمدينة يفوق عدد الحالات الموجودة في الصين، والمملكة المتحدة، وإيران، وبحلول شهر مايو، أصبح عدد الحالات بالمدينة يفوق عدد الحالات الموجودة في أي دولة أخرى من دول العالم بخلاف الولايات المتحدة.
في يوم 20 مارس، أصدر مكتب حاكم الولاية أمرًا تنفيذيًا بغلق جميع الأعمال التجارية غير الضرورية. ظل نظام النقل العام مفتوحًا بالمدينة، ولكنه تأثر بالازدحام بسبب الانخفاض في خدمات النقل مع الارتفاع في أعداد المشردين الذين يسعون لإيجاد مأوى في مترو نيويورك.
وبحلول شهر أبريل، فقد مئات الآلاف من سكان مدينة نيويورك عملهم، مع خسارة بالإيرادات الضريبية قُدرت بمبالغ تصل إلى مليارات الدولارات. تأثرت الوظائف منخفضة الدخل بشكل خاص في مجالات التجارة بالتجزئة، والنقل، والمطاعم. يمكن أن يسبب الانخفاض في الدخل، وضريبة المبيعات، وإيرادات السياحة، بما يشمل إيرادات ضريبة الفنادق، تكلفةً للمدينة تصل إلى 10 مليارات دولار.[3][4] صرح بيل دي بلازيو، عمدة المدينة، عن انهيار نظام دعم البطالة بعد زيادة كبيرة في المطالبات وعن حاجة النظام لمساعدة فيدرالية حتى يحافظ على تقديم خدماته الأساسية.[5]
بالرغم من التأكد من إصابة الحالة الأولى لكوفيد 19 في ولاية نيويورك، يوم الأول من مارس عام 2020، كان من المرجح وجود الفيروس في نيويورك خلال منتصف شهر فبراير قبل ظهور الحالات الأولى ببضع أسابيع، وأن الأصل المباشر لانتقال الفيروس إلى المدينة يعود إلى أوروبا وليس آسيا. كانت الحالة الأولى عاملًا بقطاع الرعاية الصحية يبلغ من العمر 39 عامًا،[11] أتى إلى منهاتن من إيران يوم 25 فبراير.[12]
في يوم 3 مارس، أعلن حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، عن تأكيد أول حالة انتشار للمرض بين شخص وآخر في ولاية نيويورك من خلال رجل في مدينة نيو روتشيل، والذي كان يعمل في مكتب محاماة في مبنى «وان غراند سنترال» في وسط مدينة مانهاتن.[13] خضع زملاء العمل العاملون بنفس المبنى لاختبار الفيروس المسؤول عن كوفيد 19 بعد ذلك، بينما وُجه موظفو المبنى لتطهير المساحات المشتركة وتقديم مطهرات اليدين لكل المترددين على المبنى.[14][15]
في يوم 9 مارس، أعلن العمدة بيل دي بلازيو عن 16 حالة مؤكدة لكوفيد 19 في مدينة نيويورك.[16] وفي يوم 25 مارس، تأكد إصابة أكثر من 17800 حالة في المدينة، مع 199 حالة وفاة.[17] كان معدل العدوى في مدينة نيويورك أعلى بنحو 5 مرات منه في بقية أنحاء الدولة الأمريكية، وكانت الحالات الموجودة بها تمثل ثلث الحالات المؤكدة بالولايات المتحدة.[18] وما زالت المناقشات في معرفة أسباب هذه الزيادة مستمرةً.[19]
في يوم 27 مارس، تخطى عدد الحالات المصابة في مدينة نيويورك 23000 حالة، مع 365 حالة وفاة، بما يشمل ممرضةً في مانهاتن وموظف مدني في شرطة نيويورك (NYPD). كان حي كوينز أسوأ الأحياء تأثرًا بالجائحة من ناحية أعداد الوفيات التي كانت تمثل نسبة 34% من الوفيات بالمدينة، ويليه حي بروكلين وذا برونكس بنسبة 22% من الوفيات، ثم مانهاتن بنسبة 15%، وجزيرة ستاتن بنسبة 7% من الوفيات. كانت أغلب هذه الوفيات لمرضى يعانون من مشاكل صحية أخرى.[20] وبين يومي 28 و29 مارس، تضاعفت أعداد الوفيات في مدينة نيويورك ثلاث مرات منذ الأربعة والعشرين ساعةً السابقة؛ وتوفي 222 شخصًا بسبب الفيروس، ما رفع من أعداد الوفيات بالمدينة إلى 672 حالةً، مع 30765 حالة إصابة مؤكدةً.[21] في يوم 29 مارس، توفيت ماريا ميركيدر، الصحفية بشبكة سي بي إس نيوز، والمقيمة بمدينة نيويورك، بسبب مرض مرتبط بكوفيد 19.[22][23]
انتشر فيلق المهندسين بالجيش الأمريكي في مدينة نيويورك لتحويل مركز جافيتس للمؤتمرات، بمساحة 170000 متر مربع، إلى مستشفى طبي مدني بسعة 2910 سرير. ستُقام المزيد من المستشفيات الطبية بواسطة هؤلاء الضباط بالجيش الأمريكي في مدينة نيويورك.[24] وصلت سفينة المستشفى الخاصة بالبحرية الأمريكية كومفورت، إلى ميناء نيويورك يوم 30 مارس.[25] أُعلن أيضًا عن إقامة مستشفيات ميدانية في حديقة سنترال بارك بمانهاتن، وفي مركز بيلي جين كينغ الوطني للتنس في كوينز.[26] وُضعت شاحنات التبريد في شوارع المدينة خارج المستشفيات لاستيعاب تكدس جثامين الوفيات.[27]
في يوم 31 مارس، كُشف عن تشخيص كريس كومو بكوفيد 19، وهو شقيق حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، ويعمل صحفيًا في شبكة سي إن إن، ويقيم بمدينة نيويورك. سُجلت حالة الوفاة الأولى للأطفال، في مدينة نيويورك، بسبب كوفيد 19.[28]
في يوم 4 أبريل، أعلن حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، أن الحكومة الصينية رتبت تبرعًا بألف جهاز تنفس اصطناعي، وسترسلها عبر المؤسسات التي يديرها «جاك ما» و«جوزيف تساي». أُعلن أن ولاية أوريغون سترسل 140 جهاز تنفس اصطناعيًا.[29] أعلن ترامب عن نشر 1000 جندي طبي فيدرالي إضافي بمدينة نيويورك.[30] أُعلن أن «قوات العمل بالمناطق الحضرية»، التي تتكون من قوات الاحتياط بالجيش الأمريكي، ستعمل في الساحات ومراكز المؤتمرات التي تعتبر
مستشفيات ميدانيةً مؤقتةً في مدينة نيويورك وبعض الأجزاء الأخرى من الدولة. وحتى يوم 4 أبريل، كان هناك 1200 فرد طبي عسكري يعمل على متن سفينة كومفورت. نُشر أيضًا 2700 فرد من قوات الحرس الوطني لولاية نيويورك.[31]
في يوم 5 أبريل، أُعلن عن إصابة نمر بحديقة حيوان برونكس بكوفيد 19، وهو أول نمر معروف يُصاب بالمرض على مستوى العالم. عُثر أيضًا على العديد من «القطط الكبيرة» الأخرى المصابة بالمرض، والتي بدأت الأعراض تظهر عليها منذ يوم 27 مارس؛ ويُعتقد أن هذه الحيوانات أُصيبت بالمرض من حارس للحديقة مصاب بكوفيد 19، والذي لم تظهر عليه الأعراض بعد.[32] وكانت هذه الحالة أيضًا أول حالة إصابة معروفة بالفيروس في الحيوانات نتيجةً لمخالطتها مع البشر في الولايات المتحدة.[33] وفي يوم 22 أبريل، أُعلن عن إصابة أربعة نمور أخرى، بالإضافة إلى ثلاثة أسود، بمرض كوفيد 19.[34]
في يوم 6 أبريل، كان هناك 72181 حالةً مؤكدةً، مع 2475 حالة وفاة على الأقل. كانت أعداد الوفيات بمدينة نيويورك تمثل 25% من وفيات كوفيد 19 في الولايات المتحدة.[35]
في يوم 7 أبريل، أعلنت شبكة غوثاميست أن أعداد الوفيات المعلنة في مدينة نيويورك كانت أقل من العدد الحقيقي.[36] قُدر وفاة 1125 شخصًا في المنزل أو في شوارع مدينة نيويورك في الأيام الخمسة الأولى من شهر أبريل، وهي أعلى بثماني مرات مقارنةً بأرقام الوفيات لعام 2019 الخاصة بإدارة مكافحة الحرائق بنيويورك. وبسبب الزيادة الكبيرة في أعداد الوفيات، افتُرض أن العديد من الوفيات كانت بسبب كوفيد 19، ولكن سُجلت أعداد الوفيات للمرضى المؤكد إصابتهم بالمرض فقط في التعداد الرسمي للوفيات. وكان التعداد الحقيقي للوفيات غير معلوم بسبب ظروف أزمة الجائحة. جُمعت جثامين المرضى الذين ماتوا في منازلهم بواسطة الجيش الأمريكي، والحرس الوطني، والحرس الوطني الجوي.[37]
حتى يوم 8 أبريل، توفي 80% على الأقل من المصابين بالفيروس الذين وُضعوا على أجهزة التنفس الاصطناعي في مدينة نيويورك. كانت الأحياء المكتظة بالسكان في شمال وسط كوينز ضمن التجمعات السكانية الأشد تأثرًا بالجائحة، بما يشمل حي كورونا، وإلم هرست الشرقية، وإلم هرست، وجاكسون هايتس. وحتى يوم 8 أبريل، سُجلت 7260 حالة إصابة بكوفيد 19 في هذه الأحياء السكنية التي يبلغ تعداد سكانها 600000 نسمة.[38][39]
في يوم 23 أبريل، صرح مسؤولو الولاية أن نسبة المصابين بمرض كوفيد 19 بين المقيمين هناك تصل إلى 21.6%، طبقًا لنتائج اختبارات الأجسام المضادة الأولية.[40]
في يوم 10 مايو، صرح دي بلازيو عن إصابة 38 طفلًا بمتلازمة التهابية يُعتقد أنها على صلة باستجابة مناعية لمرض كوفيد 19. تشبه هذه الحالة، المعروفة باسم المتلازمة الالتهابية متعددة الأجهزة للأطفال، داء كاواساكي. تتضمن الأعراض حمى شديدة قد تستمر لبضع أيام، وطفح جلدي، وتسارع في ضربات القلب، وتغيرات في لون الجلد، واحمرار في اللسان، وألم بطني شديد. توفي طفل واحد على الأقل في مدينة نيويورك، وأُعلن عن وفاة طفلين إضافيين على مستوى الولاية.[41] لم تُثبَت الصلة بين هذه المتلازمة ومرض كوفيد 19 بعد، ولكن يوجد 85 حالةً على الأقل قيد التحقيق على مستوى الولاية.[42] في يوم 19 مايو، أكد كومو إصابة 137 حالةً بهذه المتلازمة، مصرحًا أنه «ما خفي كان أعظم» مع ظهور نتائج إيجابية لاختبار الفيروس، أو الأجسام المضادة له، عند 90% من الحالات.[43]
في مارس، غرّد دي بلازيو أن الناس يجب أن يتجاهلوا الفيروس و«يتابعوا حياتهم ويخرجوا من منازلهم إلى البلدة رغم فيروس كورونا».[44]
في مؤتمر صحفي في 3 مارس، قالت مفوضة الصحة في مدينة نيويورك أوكسيريس باربوت: «نشجع سكان نيويورك على مواصلة حياتهم اليومية».[45] في 4 مارس، قالت: «لا يوجد مؤشر على أن الوجود في سيارة أو أن الوجود في قطار الأنفاق مع مريض محتمل يمثل عامل خطر». كتب عضوي مجلس مدينة نيويورك روبرت هولدن وأريك أولريش إلى العمدة دي بلازيو يطلبون منه إعفاء باربوت من منصبها.[46]
في 7 مارس، أعلن كومو حالة الطوارئ في ولاية نيويورك بعد تأكيد 69 حالة في الولاية، 70 منهم في إقليم ويستشيستر، و12 في مدينة نيويورك، و7 في أماكن أخرى.[47]
في 20 أبريل، أعلن دي بلازيو أن الفعاليات الرئيسية طوال يونيو قد أُلغيت بما في ذلك مسيرة فخر المثليين وموكب عيد بورتوريكو.[48]
في 14 مارس، قبل تطبيق أمر الإيقاف، أُغلِقت كل فروع مكتبة نيويورك العامة في برونكس، ومانهاتن، وجزيرة ستاتن، مؤقتًا. اُغلِقت أيضًا مكتبة كوينز العامة ومكتبة بروكلين العامة.[49][50][51] أُغلِقت المسارح والنوادي الليلية ومسارح الحفلات الموسيقية في مدينة نيويورك منذ 17 مارس، وقُيِّدت المطاعم بالوجبات الخارجية والتوصيل فقط. أُغلِقت المدراس حتى 20 أبريل على الأقل.[52] اُغلِقت النوادي الرياضية أيضًا.[53]
في 17 مارس، رغم رسالة دي بلازيو لسكان نيويورك بأن عليهم أن يكونوا «مستعدين فورًا» لاحتمال أوامر «الملجأ في المكان»، أعرب كومو عن شكوكه حول ما إذا كانت هذه السياسية فعالة. أصدر مكتب الحاكم بيانًا ينص على أن أمر الملجأ في المكان لا يمكن أن يُصدره إلا مكتب الحاكم، وقد وافق مكتب العمدة على ذلك.[54]
في 20 مارس، وبوجود 5,683 حالة مؤكدة في مدينة نيويورك، أصدر مكتب الحاكم أمرًا تنفيذيًا ينص على أن تقييدات الملجأ في المكان ستدخل حيز التنفيذ في 22 مارس الساعة 8 مساء. يشمل هذا الأمر التقييدات التالية:[55]
أي شخص لديه أمراض كامنة، أو جهاز مناعي مُضعَف، أو عمره أكثر من 70 سنة، يجب أن يرتدي قناعًا.
يجب أن تقتصر النشاطات خارج المنزلية للأشخاص الأصحاء على الحصول على البقالة والأدوية.
يُسمَح بممارسة الرياضة والمشي خارج المنزل طالما أن التباعد الاجتماعي مُطبَّق، ويحافظ المشاركون على مسافة 6 أقدام على الأقل فيما بينهم.
منع التجمعات غير الضرورية بأي حجم كانت.
لا ينبغي استخدام النقل الجماعي ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية. تبقى الطرق مفتوحة.
يجب على العمال غير الضروريين البقاء في المنزل.
قال المحافظ إن الأحكام ستُنفَّذ. الأعمال التجارية التي تنتهك الأمر سيُفرَض عليها غرامات، وتتعرض للإغلاق. قال الحاكم: «هذا ليست الحياة المعتادة، تقبلوا الأمر، وأدركوه، وتعاملوا معه».[56]
تشمل الأعمال التجارية التي تُوصَف بأنها «أعمال أساسية» بموجب أمر الملجأ في المكان:
في 6 أبريل، مُدِّد أمر الإيقاف في كل أرجاء الولاية حتى 29 أبريل. انخفض معدل الزيادة من 10,000 حالة جديدة يوميًا إلى 8,700. انخفضت أيضًا معدلات التنبيب والقبول في وحدات العناية المركزة. رُفِعت غرامات انتهاك برتوكولات التباعد الاجتماعي من 500 دولار إلى 1000 دولار.[35]
في 16 أبريل، مُدِّد أمر الإيقاف في كل أرجاء الولاية حتى 15 مايو، بالاتفاق مع «مجلس متعدد الولايات».[57]
في 14 مايو، أصدر الحاكم كومو أمرًا تنفيذيًا بتمديد أمر الإيقاف حتى 28 مايو في مدينة نيويورك والمناطق الأخرى التي لم تحقق متطلبات الولاية لبدء المرحلة 1 من إعادة الفتح.[58][59]
استجابة لزيادة عدد حالات فيروس كورونا في نهاية مارس 2020، بُنيت أو اقترِح بناء عدة مشافٍ ميدانية مؤقتة بما في ذلك مركز جافيتز في مانهاتن،[24] ومركز الملك بيلي جين الوطني للتنس في كوينز التابع لهيئة التنس الوطنية الأمريكية (350 سرير)،[60] وفي سنترال بارك في مانهاتن (68 سرير وحدة عناية تنفسية لكوفيد-19).[61][62] اقترح أيضًا بناء مشافٍ ميدانية في مركز معارض نيويورك في برونكس، ومضمار سباق كوينز، ومحطة بروكلين كروز، وجامعة جزيرة ستاتن.[63]
بطلب من العمدة، أرسلت العيادات البيطرية أجهزة التنفس الاصطناعي التي لديها إلى المشافي البشرية.[64]
في 5 أبريل، أكد مسؤول في مديرية صحة الولاية أن المرضى المصابين بشدة يعالجون بهيدروكسي كلوروكين. تراقب كلية الصحة العامة في جامعة ألباني التأثيرات.[65] في 23 أبريل، قال كومو إنه بناء على الدراسات فإن هذا الدواء «لم يكن له تأثير مهم على معدلات الشفاء». ورغم أن الدراسات ما زالت جارية، فقد أوقفت المشافي استخدام هذا الدواء كعلاج.[66]
بطلب من مشافي الجائحة في مدينة نيويورك، أُمِر موظفو الخدمات الطبية الطارئة بعدم نقل الكبار المصابين بتوقف قلبي إلى المشفى، إذا لم يكن موظفو الخدمات الطبية الطارئة قادرين على إعادة قلب المريض إلى العمل في مكان الحادث.[67] في 21 أبريل، عُدِّل هذا الأمر إلى «لا تنعش» ما يعني أن موظفي الخدمات الطبية الطارئة يجب ألا يستمروا بمحاولة إعادة إحياء الأشخاص في مكان الحادث.[68]
وفقًا لتوقعات جديدة، ومع أخذ تأثيرات أمر الإيقاف بعين الاعتبار، من المتوقع أن تحتاج مدينة نيويورك إلى حوالي 20,000 سرير بدلًا من 111,000.[35]
ما زال نظام الرعاية الصحية في مدينة نيويورك يعاني من نقص كبير في قدرته على إجراء فحوصات كوفيد-19. أُرسِل تنبيه في 11 أبريل من قبل مديرية الصحة والصحة العقلية في المدينة ينص على أن مشافي المدينة على وشك نفاذ المسحات (النكاشات) القطنية المستخدمة في فحوصات كوفيد-19. ذكّر نفس التنبيه مقدمي الرعاية الصحية بوجوب إخضاع المرضى المقبولين في المشفى فقط لفحوصات كوفيد-19.[69]
في 1 مايو، أصدرت مديرية صحة ولاية نيويورك إرشادات جديدة حول كوفيد-19 لمقدمي الرعاية الطبية الذين يخدمون الأسر منخفضة الدخل، ودور التمريض (بما في ذلك، منشآت رعاية الكبار)، والأشخاص المعاقين جسديًا.[70] وُجِّهت هذه الإرشادات إلى مقدمي الخدمات المنزلية والمجتمعية - خدمات الرعاية النهارية الاجتماعية التي تشمل أيضًا منظمات برامج رعاية المسنين الشاملة لكل الخدمات ومقدمي برامج المساعدة الشخصية الموجهة للعملاء.[71][72] على أي حال، قبل شهر واحد فقط، وقّعت ولاية نيويورك على ميزانية مالية لعام 2021 لدعم التسجيل في الرعاية الطبية طويلة الأجل بنسبة 3% ضمن خطط الرعاية طويل الأجل التي تديرها الولاية.[73] على المدى الطويل، سيخفض هذا الدعم بنحو 3% تدريجيًا عدد الأفراد الذين تخدمهم خطط الرعاية الطبية الحالية، وسيخفض أيضًا عدد المؤسسات المقدمة للخدمة التي يمكن التعاقد معها من أجل خطط الرعاية طويلة الأجل التي تديرها الولاية. لكن المتلقين للرعاية الصحية طويلة الأجل يمثلون عددًا كبيرًا من السكان المعرضين لخطر الإصابة بكوفيد-19، وهناك تكاليف ضرورية للتأكد من أن منشآت الرعاية طويلة الأجل مزودة بما يكفي من الموظفين، وأن بروتوكولات مكافحة العدوى يُلتَزم بها بشكل دقيق.[74] بشكل عام، سيؤدي ذلك إلى زيادة النفقات، الأمر الذي سيضع الميزانيات الفيدرالية وميزانيات الولايات تحت ضغط مالي متزايد في السنوات القادمة.
أصدرت مدينة نيويورك إرشادات جديدة خلال التفشي الحالي، تطلب فيها من المرضى الابتعاد عن وسائل النقل العامة، وتشجع المواطنين على تجنب الحافلات والمترو والقطارات المكتظة بالركاب.[75] ابتداءً من 25 مارس، خُفِّضت الخدمة في الحافلات ومترو الأنفاق وقطارات الضواحي بسبب انخفاض معدل الركوب فيها.[76][77] انخفض معدل الركوب بنسبة 92% في 8 أبريل، عندما توفي 41 عاملًا من هيئة النقل في المدينة.[78] بحلول 22 أبريل، كان كوفيد-19 قد قتل 81 موظفًا في الوكالة، وأعلنت الوكالة أن أسرهم ستكون مؤهلة للحصول على إعانات وفاة قدرها 500 ألف دولار.[79][80] وبحلول 1 مايو، كان قد توفي 98 عامل نقل.[81]
في 20 أبريل، طلب أربعة من أعضاء مجلس المدينة تعليق خدمة مترو الأنفاق مؤقتًا بسبب انتشار كوفيد-19 في نظام مترو الأنفاق. كان 68 عاملًا من هيئة النقل قد توفي بسبب المرض في ذلك الوقت. اشتكى أيضًا أعضاء المجلس من أن انخفاض الخدمة أدى إلى حدوث ازدحام في مترو الأنفاق، واستولى المشردون على مقطورات بأكملها. رفض مكتب المحافظ طلب إغلاق مترو الأنفاق.[82] قالت الرئيسة المؤقتة لهيئة النقل في مدينة نيويورك، سارة فاينبرج، «لن يكون الأمر مطروحًا للنقاش ... يبدو الحديث عن (إغلاق) في الوقت الحالي مضللًا بالنسبة لي».[83] قالت فاينبرج إن هيئة النقل قد حثت المدينة على «اتخاذ خطوات أكثر عدوانية» للتعامل مع المشردين الذين ينامون في مترو الأنفاق بأعداد متزايدة معرضين بذلك أنفسهم والعاملين الأساسيين الذين يعتمدون على وسائل النقل العامة للخطر.[84]
اعتبارًا من مايو 2020، أُغلِقت المحطات طوال الليل للتنظيف؛ سيكون الإغلاق بين عشية وضحاها إجراء مؤقتًا يجري تعليقه بمجرد انتهاء الجائحة.[85] من بين نحو 800 مشرد في نظام مترو الأنفاق، نصفهم على استعداد لقبول عروض المساعدة من حكومة المدينة.[86]
قال جيفري هاريس، وهو عضو في هيئة تدريس الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن تخفيضات الخدمة «من المرجح أنها قد سرعت انتشار فيروس كورونا». وذلك في دراسته التي نُشِرت في 15 أبريل، يجادل بأن وسائل النقل العامة كانت «ناشرًا رئيسيًا»[87] لفيروسات كورونا الجديدة في مدينة نيويورك. وقالت هيئة النقل إن هذه الدراسة «مغلوطة».[88]
في 8 مارس، أُلغِيت جميع الرحلات المدرسية في مدينة نيويورك.[89] في 13 مارس، صرح دي بلازيو أنه سيبقي المدراس مفتوحة مشيرًا إلى الحاجة إلى استمرار برامج الواجبات المدرسية ورعاية الأطفال.[90] في 15 مارس، أُغلِقت جميع المدارس في نظام إدارة تعليم مدينة نيويورك حتى منتصف أبريل على الأقل.[91]
في 11 أبريل، أمر دي بلازيو باستمرار إغلاق جميع المدارس حتى نهاية العام الدراسي، بينما أصر كومو على أن السلطة بإغلاق المدراس وإعادة فتحها في كل أرجاء الولاية بيديه بصفته الحاكم وليس دي بلازيو أو أي عمدة آخر.[92][93]
في 1 مايو، أعلن الحاكم كومو أن كل المدارس ستُغلَق حتى نهاية العام الدراسي، وستواصل تقديم التعليم عن بعد.[94]
في 1 أبريل، أمر كومو بإغلاق جميع مناطق اللعب في المدينة من أجل تعزيز التباعد الاجتماعي. ستبقى المنتزهات مفتوحة.[95] كانت الاستثناءات فورت توتن في كوينز التي أُغلِقت لتأمين منطقة انطلاق للمستجيبين الأوائل، وهاي لاين التي أُغلِقت لأنها حديقة خطية من الصعب الانتشار فيها. أُغلِقت أيضًا الملاعب والمنشآت الرياضية، وكذلك متاحف المنازل التاريخية التابعة لمديرية المنتزهات والترفيه في مدينة نيويورك.[96]
في 7 مايو، قال دي بلازيو إن الدخول إلى المنتزهات العامة قد يكون محدودًا وذلك لمنع الازدحام ولتعزيز التباعد الاجتماعي.[97] أُعلِن لاحقًا أن الوصول قد يكون محدودًا أيضًا إلى أجزاء من المنتزهات مثل شيب ميدو في سنترال بارك.[98]
في 6 أبريل، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن معدل الوفيات الكلي في المدينة تضاعف ثلاث مرات، وأن المشارح كانت ممتلئة. بعد أن غرد عضو مجلس المدينة مارك د. ليفين بأن الحجز المؤقت «من المحتمل أن يُجرَى باستخدام منتزه مدينة نيويورك للدفن». قال مسؤولو مدينة نيويورك إنهم لا يفكرون بالدفن المؤقت في منتزهات المدينة.[99][100]
قال سكرتير العمدة الصحفي إن الحل التالي قد يكون تخزين أو دفن الجثث في جزيرة هارت على ساحل برونكس في لونغ آيلند ساوند.[101] بعد تقارير تحدثت عن أن الدفن الجماعي قد بدأ هناك،[102][103] وضح العمدة أن جزيرة هارت كانت تُستخدَم فقط من أجل الجثث التي لم يُطالِب أحد بها أو من أجل أولئك الذين اختاروها كمكان دفن لهم.[104] تُحفَظ الجثث عادة في مشارح المدينة مدة زمنية تتراوح بين 30 و60 يومًا، لكن لفسح المجال أمام تدفق الأشخاص المتوفين خلال الجائحة، أعلن مكتب الفاحصين الطبيين في المدينة عن سياسة جديدة بحفظ الجثث التي لم يُطالِب أحد بها 15 يومًا فقط قبل أن تُنقَل إلى الجزيرة.[105]
في 29 أبريل، اكتشفت السلطات عشرات الجثث المتحللة في شاحنتين مركونتين خارج دار دفن في بروكلين.[106]
بحلول العشرين من أبريل، ذكرت صحيفة ذا نيويورك تايمز أن مئات الآلاف من سكان مدينة نيويورك أصبحوا عاطلين عن العمل، مع خسائر في الواردات من الضرائب لهذا العام تُقدر بنحو 7.4 مليار دولار على أقل تقدير. كانت المطاعم والفنادق ومسارح برودواي وشبكة المترو من أكثر مجالات العمل المتضررة؛ توقفت أعمال البناء وتطوير العقارات، كما وصل ملايين المستأجرين إلى حالة من الشك في قدرتهم على دفع الإيجار. توقعت المؤسسات القانونية وشركات الخدمات المالية وعدد من مجالات العمل المكتبية الأخرى تراجعًا في الأرباح، وفي بعض الأحيان توقعت خسائر بسبب الجائحة. توقع الخبراء خسارة ما بين 475,000 إلى 1.2 مليون وظيفة في مجالات البيع والنقل والمطاعم معظمها ذات دخل منخفض بحلول نهاية أبريل.[107]
قبل الجائحة، وجدت دراسة ديمغرافية لمؤسسة بروكينغز أن المناطق المدنية الكبرى في الولايات المتحدة مثل مدينة نيويورك تشهد تراجعًا سكانيًا خلال الأعوام الأخيرة. ساهمت تكاليف الإيجار والمعيشة المرتفعة في انخفاض النمو وسط العقد الثاني من القرن العشرين إذ لم تعد الوظائف منخفضة الدخل في المدينة تنافسية بعد المقارنة مع تكاليف المعيشة. تساءل بعض السكان حول إمكانية تبرير تكاليف الإيجار المرتفعة في حين بقيت الأماكن العامة والمسارح والمنشآت المخصصة للفعاليات الفنية والترفيهية مغلقة.[108] لم يتمكن الموظفون الذين قدمت لهم شركات مثل مايسيز إجازات غير مدفوعة من تجديد عقود الإيجار الخاصة بهم. ذكر سماسرة العقارات زيادة في الطلب على استئجار البيوت وشرائها في الضواحي من قبل سكان مانهاتن ومراكز أخرى عالية الكثافة السكانية.[109]
قد يكلف انخفاض الدخل وضرائب المبيعات والعائدات السياحية ومن بينها عائدات الفنادق مدينة نيويورك حتى 10 مليارات دولار تبعًا لمكتب العمدة. قال دي بلازيو «لن نتمكن من تأمين الخدمات الأساسية والحفاظ على مجتمع طبيعي دون الحصول على مساعدة من الحكومة الاتحادية».[108]
أعلن مطعم غوثام بار آند غريل الحاصل على نجمة بتقدير ميشلان إغلاقه في الثالث عشر من مارس نتيجة جائحة كوفيد-19.[110][111] أعلن متجر جيم سبا الواقع على الزاوية بين شارع سانت مارك والشارع الثاني والمشهور بتقديم مشروب ’كريما البيض’ المشهور توقفه عن العمل بشكل دائم.[112] أعلنت سلسلة غيمي كوفي الإغلاق النهائي لمخزنيها الموجودين في مدينة نيويورك.[113]
التغير في الاستهلاك الكهربائي لمدينة نيويورك، من فبراير إلى أبريل 2020
في الثامن والعشرين من مارس، اعتُقل فاسيل باندو ذو الستة والخمسين عامًا الذي يملك حانة في بروكلين بسبب خرق الحظر الذي فرضه كومو على الحانات والمطاعم حتى الخامس عشر من أبريل. وُجهت إلى باندو تهم «البيع غير الشرعي للكحول والترويج للمقامرة وعصيان أوامر العمدة».
في الثلاثين من مارس، أعلن العمدة إغلاق غالبية المباني الدينية في سياق إجراءات الحجر الصحي. لكنه حذر من أن بعض الكنائس والكُنُس لم تكن متعاونة وسوف تجبرها السلطات على الإغلاق في حال بقيت مفتوحة.[114]
في الثالث من أبريل، اقتحمت شرطة مدينة نيويورك حفلة في منطقة ذا برونكس حيث اجتمع عشرات الأشخاص منتهكين قواعد التباعد الاجتماعي. اعتُقل رجلان ووُجهت إليهما تهم متعددة، في حين وُجهت استدعاءات لعشرات آخرين عقوبة على كسر قواعد التباعد الاجتماعي.[115]
في السابع من أبريل، ذكرت شبكة إن بي سي الإخبارية انتهاكات لقرار إيقاف النشاطات على امتداد الولاية في مدينة نيويورك. وضع العمال في حي بيلهام باي في منطقة ذا برونكس شباكًا حول أماكن النوادي الخارجية لمنع المجموعات من التجمع. ذكر دي بلازيو أن المواطنين يمكن أن يبلغوا عن انتهاكات هذه الأوامر للرقم 311.[116]
ذكر أحد خبراء الأوبئة في جامعة كولومبيا أن «التباعد الاجتماعي هو امتياز لا يملك الجميع فرصة متساوية في تحقيقه». من بين مناطق نيويورك الرئيسية الخمس، أعلنت مانهاتن عن أقل عدد من الحالات المؤكدة. لاحظ خبراء الأوبئة أن تأثير الوباء كان أشد وطأة على المجتمعات ذات الدخل المنخفض. عمل العديد من سكان هذه الأحياء في وظائف أساسية، الأمر الذي أعاقهم من الانتقال للعمل من المنزل.[117]
بعد أن تحول عدد من الاعتقالات لانتهاك قواعد التباعد الاجتماعي إلى العنف، خففت سلطات المدينة من صرامة هذه الإجراءات. بعد أن بدأ الطقس بالتحول للدفء، بدأت مجموعات كبيرة بالتجمع في المنتزهات والشواطئ. استمرت بعض الحانات والمطاعم غير المتعاونة -والتي لم يكن مسموحًا لها سوى الطلبات الخارجية خلال الجائحة- بالسماح للزبائن بتناول الوجبات داخل المطاعم أو التجمع خارج الحانات لتناول المشروبات. قال دي بلازيو إن المؤسسات غير المتعاونة مهددة بالإغلاق.[118][119][120][121]
في بداية شهر مارس وقبل تأكيد الإصابة الأولى بكوفيد-19 وبداية جائحة فيروس كورونا في مدينة نيويورك، ذُكر ارتفاع بمعدل 20% في الجريمة خلال الشهرين الأول والثاني من عام 2020.[122] بعد تقييد الحركة في المدينة، ذكر مفوض شرطة مدينة نيويورك ديموت شي أن الجائحة قد حدت من انتشار الجريمة.[123] بحلول نهاية شهر مارس، ذكر شي أن الجرائم تراجعت بشكل كبير خلال فترة الوباء (عدا عن سرقة السيارات التي ارتفعت بشكل ملحوظ)، على الرغم من وجود مخاوف من ازدياد حالات العنف المنزلي التي لا يبلَّغ عنها.[124][125]
بحلول نهاية الشهر، سُجل عدد قياسي من المكالمات لرقم الطوارئ 911، وأُكدت إصابة 1,048 ضابط شرطة و145 موظفًا مدنيًا بكوفيد-19. تغيب 5,657 ضابط شرطة -أي أكثر من 15% من العدد الكلي لقوى الشرطة- عن عملهم بسبب المرض في الحادي والثلاثين من مارس.[126] ارتفعت نسبة ضباط الشرطة المرضى إلى نحو 20% بحلول السادس من أبريل. اعتبارًا من الثامن من أبريل، أُكدت إصابة 2,103 ضباط شرطة رسميين و373 موظفًا مدنيًا بالفيروس في حين توفي 13 منهم. اعتبارًا من الثلاثين من أبريل، أُكدت إصابة 4,959 فردًا في شرطة مدينة نيويورك بالفيروس ووفاة 37 منهم.[127]
ازدادت معدلات كراهية الأجانب والعنصرية تجاه الآسيويين في المدينة بسبب الجائحة. حققت الشرطة في 11 جريمة كراهية ضد الآسيويين بين الأول من يناير والتاسع والعشرين من مارس 2020، وذلك مقارنة مع ثلاث جرائم في الفترة ذاتها من العام السابق.[128]
توفي عدد من أصحاب المطاعم والطباخين البارزين نتيجة كوفيد-19 من بينهم الطباخ الهندي فلويد كاردوز[129] وأندرياس كوتسوداكيس (الذي افتتح مطعم جي ويز في حي ترايبيكا عام 1989).[130] توفيت ماريا ميركادر مراسلة شبكة سي بي إس الإخبارية في التاسع والعشرين من مارس.[131][132][133] توفي الكاتب والمغني ألان ميريل في التاسع والعشرين من مارس في مشفى ماونت سيناي في نيويورك.[134]
اعتبارًا من السابع عشر من أبريل، تضمنت حصيلة الضحايا 63 موظفًا في إدارة تعليم مدينة نيويورك، من بينهم 25 معلمًا.[135]
شهدت دور الرعاية التمريضية معدلات وفيات مرتفعة، إذ سجلت 2,056 وفاة على الأقل في المدينة اعتبارًا من العشرين من أبريل. ذكر مفوض ولاية نيويورك الصحي هاورد زوكر أن السياسة المتبعة كانت إعادة نزلاء دور الرعاية التمريضية الذين تصل نتائج اختباراتهم إيجابية إلى هذه الدور.[136]
بين الحادي عشر من مارس والثاني من مايو سُجلت 32,107 وفيات في المدينة؛ اعتمادًا على البيانات السابقة، كان هذا الرقم أكثر من التوقعات التي قدرت العدد بـ 24,172. وفقًا للأرقام الرسمية، يرتبط كوفيد-19 بـ 17,879 من الوفيات الإضافية (من بينها الحالات المتوقعة غير المؤكدة بالاختبار المشخص).[137]
يوجد في مدينة نيويورك عادة نحو 20,000 سرير مشفى و5,000 جهاز تنفس اصطناعي، معظمها قيد العمل بشكل روتيني للحفاظ على حياة مرضى العناية المشددة. طُبقت إجراءات التباعد الاجتماعي لإبطاء انتشار الفيروس ومنع أنظمة المشافي من الانهيار. في الأيام الأولى للأزمة بتاريخ الرابع عشر من مارس، أعلنت المؤسسة العامة للصحة والمشافي بالإضافة إلى مستشفى نيويورك بريسبيتيريان إلغاء العمليات الجراحية غير الإسعافية. أرسلت شبكة نورثويل الصحية نداء للممرضين المتقاعدين مطالبة إياهم بالعودة إلى عملهم. حول مشفى تيش التابع لجامعة نيويورك لانغون قسم طوارئ الأطفال إلى قسم للأمراض التنفسية. قُنن استخدام معدات الوقاية الشخصية نظرًا للنقص في هذه الأدوات.[138] بحلول الخامس والعشرين من مارس، وصل الوضع في مشفى إلمورست -الذي كان أحد أكثر المشافي تأثرًا بالجائحة- إلى درجة من السوء وصفها العاملون بالكارثية.[139] أعلن الدكتور ديفيد إل. ريتش رئيس ومدير عمليات مشفى ماونت سيناي في مانهاتن في شهر مارس أن المستشفى كانت تحول شعبها إلى غرف مرضى إضافية من أجل «تلبية الحاجة لاستيعاب العدد المتنامي من المرضى» الذين يعانون من فيروس كورونا.[140][141]
ردًا على ازدياد عدد حالات كوفيد-19 في نهاية شهر مارس 2020، بُني عدد من المشافي الميدانية المؤقتة أو اقتُرح بناؤها، من ضمنها مركز جافيتس في مانهاتن ومركز بيلي جين كينغ الوطني للتنس التابع لرابطة التنس في الولايات المتحدة في منطقة كوينز (350 سريرًا)[142] وفي منتزه سنترال بارك في مانهاتن (وحدة رعاية صدرية لمرضى كوفيد مكونة من 68 سريرًا).[62][143] اقتُرح أيضًا بناء مشاف ميدانية في مركز نيويورك إكسبو للمؤتمرات في منطقة ذا برونكس وحلبة سباق الخيول في كوينز ومحطة بروكلين للسفن السياحية وكلية جزيرة ستاتن.[144] تحت طلب عمدة المدينة، أرسلت العيادات البيطرية أجهزة التنفس الاصطناعي الخاصة بها إلى المشافي لعلاج البشر المصابين.[145]
وفقًا للتوقعات الموضوعة في أبريل 2020، مع أخذ تأثيرات أوامر إيقاف النشاطات بعين الاعتبار، سوف تحتاج المدينة فقط إلى 20,000 سرير مشفى بدلًا من 111,000. على الرغم من أن عدد المرضى الجدد المقبولين في المشافي بدأ بالتباطؤ في أوائل أبريل، ذكر كومو أن فرض إجراءات التباعد الاجتماعي سوف يستمر لمنع ارتفاع هذه الأرقام الذي يمكن أن يتجاوز قدرة النظام الصحي المنهك سلفًا.[146] كان من المخطط أن تأخذ سفينة يو إس إن إس كومفورت المرضى غير المصابين بكوفيد لتخفيف الضغط عن بقية المشافي، لكن معظم أهالي نيويورك بقوا معزولين منازلهم وتراجع عدد المرضى المقبولين في المشافي غير المصابين بكوفيد بشكل دراماتيكي؛ كانت عملية قبول المرضى المراجعين لأقسام الإسعاف معقدة وبطيئة. في الحادي والعشرين من أبريل، عندما أخبر كومو ترامب بعدم بقاء حاجة لسفينة كومفورت، كانت السفينة قد عالجت 197 مريضًا.[147] أُغلق مشفى ميداني مبني في بروكلين بتكلفة 21 مليون دولار أمريكي خلال أبريل في الشهر التالي دون معاينة أي مريض في ذلك المشفى.[148][149]
كان النظام الصحي في مدينة نيويورك ما يزال يعاني من حالات نقص حادة في قدرته على إجراء اختبارات كوفيد. ذكر إنذار صادر في الحادي عشر من أبريل عن إدارة الصحة والصحة النفسية أن مشافي المدينة مشرفة على استهلاك مخزونها من المسحات القطنية المستخدمة في اختبارات كوفيد-19 التشخيصية. ذكر الإنذار ذاته مزودي هذه المواد أن المرضى المقبولين للاستشفاء في المشافي فقط يجب أن يحصلوا على اختبارات كوفيد-19.[150]
حاول بعض الأطباء البدء بحملات لجمع حواسيب لوحية ليتمكن المصابون من توديع أحبائهم. كثيرًا ما يكون التواصل الأخير للمرضى مع عائلاتهم هو عندما ينقل أفراد العائلة مريضهم إلى المشفى أو عندما تأخذه سيارة الإسعاف.[151]
نظرًا للطلب الذي حملته الجائحة لمشافي مدينة نيويورك، طُلب من موظفي الخدمات الطبية الطارئة عدم نقل مرضى توقف القلب إلى المشفى إذا لم يتمكنوا من استعادة نبض المريض في المكان ذاته.[67] في الحادي والعشرين من أبريل، عُدل هذا القانون إلى قانون «لا تنعش»، أي أن العاملين في الخدمات الطبية الطارئة لم يعد مطلوبًا منهم إنعاش مرضى توقف القلب لدى الوصول إليهم.[152]
في الخامس من أبريل، أكد مسؤول في مديرية صحة الولاية أن المرضى ذوي الحالات الشديدة يعالجون بدواء هيدروكسي كلوروكوين. خضعت تأثيرات الدواء لمراقبة كلية الصحة العامة التابعة لجامعة ألباني.[153] في الثالث والعشرين من أبريل، قال كومو إن الدواء بناء على الدراسة «لم يبد تأثيرًا كبيرًا على معدلات الشفاء». على الرغم من أن الدراسات ما تزال قائمة، توقفت المشافي عن استعمال هذا الدواء كعلاج.[154]
في الأول من مايو 2020، أصدرت مديرية صحة ولاية نيويورك توصيات جديدة لعلاج كوفيد-19 لاستخدامها من قبل مقدمي الرعاية الصحية الذين يعملون على مساعدة العائلات محدودة الدخل ودور الرعاية التمريضية (ومن بينها دور رعاية المسنين) وذوي الإعاقات الجسدية.[155] وُجهت هذه التوصيات إلى مقدمي الخدمات الاجتماعية المنزلية والمجتمعية التي تتضمن منظمات رعاية المسنين ومقدمي خدمات برنامج المساعدة الشخصية المباشرة للمستهلكين. لكن وقبل شهر واحد فقط، وقعت ولاية نيويورك على موازنة مالية تضع حدًا أعلى للتسجيل على الرعاية طويلة الأجل التابعة لنظام ميديكيد أقل بنسبة 3% من خطط الرعاية طويلة الأجل المدبرة.[156][157] على المدى البعيد، يمكن لتحديد نسبة 3% أن يقلص تدريجيًا من عدد الأشخاص المستفيدين من برامج الرعاية طويلة الأجل لميديكيد، إضافة إلى تقليص عدد المنظمات المزودة القادرة على التواصل مع خطط الرعاية الصحية طويلة الأجل المدبرة.[158] لكن متلقي الرعاية الصحية طويلة الأجل هم فئة سكانية كبيرة معرضة لكوفيد-19، وهناك تكاليف مادية لازمة للتأكد من أن منشآت الرعاية الصحية طويلة الأمد تحوي عددًا كافيًا من الطواقم العاملة وأن بروتوكولات ضبط العدوى تُطبق بشكل دقيق.[159]
في الخامس من أبريل، أُعلن أن 51% من حالات كوفيد-19 المؤكدة مخبريًا في مدينة نيويورك كانت لأشخاص بعمر الخمسين على الأقل. في الأسابيع السابقة، كانت الفئة السكانية ذات غالبية الحالات المشخصة هي الرجال بين عمر 18 و49 عامًا.[160][161]
بحلول أوائل مايو، كان نحو 5,200 لاتينيًا في المدينة قد ماتوا نتيجة كوفيد-19، ما يجعلهم المجموعة العرقية ذات عدد الوفيات الأكبر بالمرض.[162]
منقولة من موقع إن واي سي دوت غوف. يرجى ملاحظة أن الحالات مسجلة منذ تاريخ التشخيص، والوفيات مسجلة منذ تاريخ الوفاة. نظرًا للتأخير في الإعلان عن الحالات، قد تتغير الإحصائيات التاريخية وتكون البيانات الحالية غير كافية.