«ثم منها إلى مدينة حماة، وهي مدينة قديمة على نهر يقال له الأرنط، وأهل هذه المدينة قوم من يمن، والأغلب عليهم بهراء وتنوخ. ثم من مدينة حماة إلى مدينة الرستن، ثم إلى مدينة حمص. ومدينة حمص من أوسع مدن الشأم، ولها نهر عظيم منه شرب أهلها. وأهل حمص جميعاً يمن من طيء، وكندة، وحمير، وكلب، وهمدان، وغيرهم من بطون اليمن. افتتحها أبو عبيدة بن الجراح سنة ست عشرة صلحاً، وانتقضت بعد الفتح فصالحها أهلها ثانية. وبحمص أقاليم منها التمة وأهلها كلب، والرستن، وحماة وهي مدينة على نهر عظيم وأهلها بهراء، وتنوخ، وصوران وبه قوم من أياد، وسلمية وهي مدينة في البرية، كان عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابتناها وأجرى إليها نهراً، واستنبط أرضها حتى زرع فيها الزعفران، وأهلها من ولد عبد الله ابن صالح الهاشمي ومواليهم، وأخلاط من الناس تجار وزراعين، وتدمر وهي مدينة قديمة عجيبة البناء، يقال لكثرة ما فيها من عجائب الآثار أن سليمان ابن داود النبي عم بناها وأهلها كلب، وتلمنس وهي مساكن أياد وكان ابن أبي دؤاد بناها منزلاً، ومعرة النعمان مدينة قديمة خراب وأهلها تنوخ، والبارة وأهلها بهراء، ومدينة فامية وهي مدينة رومية قديمة خراب على بحيرة عظيمة، وأهلها عذرة بهراء. ومدينة شيزر وأهلها قوم من كندة ومدينة كفرطاب. والأطميم وهي مدينة قديمة وأهلها قوم من يمن من سائر البطون وأكثرهم كندة وعلى ساحل البحر من جند حمص أربع مدن: مدينة اللاذقية وأهلها قوم من يمن من سليح وزبيد وهمدان ويحصب وغيرهم. ومدينة جبلة وأهلها همدان وبها قوم من قيس ومن أياد. ومدينة بلنياس وأهلها أخلاط. ومدينة أنظرظوس وأهلها قوم من كندة. وخراج حمص القانون القائم يبلغ سوى الضياع مائتي ألف وعشرين ألف دينار.»
^قال صاحب معجم البلدان 1/38; «وأما الجند فيجيء في قولهم: جند قنسرين، وجند فلسطين، وجند حمص، وجند دمشق، وجند الأردن. فهي خمسة أجناد، وكلها بالشام. ولم يبلغني أنهم استعملوا ذلك في غير أرض الشام