حادثة قناة كورفو

حادثة قناة كورفو
جزء من الحرب الباردة  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
 
التاريخ 1946  تعديل قيمة خاصية (P585) في ويكي بيانات
البلد ألبانيا  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع 39°46′N 19°58′E / 39.77°N 19.97°E / 39.77; 19.97   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
خريطة
البحرية البريطانية كشفت اللغم في قناة كورفو

حادث قناة كورفو تشير إلى ثلاثة أحداث منفصلة اشتركت فيها سفن البحرية الملكية البريطانية في قناة كورفو عام 1946، وإحدى أولى حلقات الحرب الباردة.[1][2][3] خلال الحادث الأول تعرضت سفن البحرية الملكية البريطانية لإطلاق نار من الحصون الألبانية. أما الحادث الثاني فكان ضرب سفن البحرية الملكية البريطانية للألغام البحرية والحادث الثالث وقع عندما قامت البحرية الملكية بعمليات إزالة للألغام من قناة كورفو ولكن في المياه الإقليمية الألبانية، وتوجهت ألبانيا حينها بشكوى لدى الأمم المتحدة. هذه السلسلة من الحوادث أدت إلى قضية قناة كورفو، حيث اقامت المملكة المتحدة دعوى ضد الجمهورية الشعبية لألبانيا لدى محكمة العدل الدولية. أصدرت المحكمة قرارا بموجبه تدفع ألبانيا 844,000 جنيه استرليني لبريطانيا العظمى، أي ما يعادل 20 مليون جنيه استرليني في عام 2006. وبسبب هذه الأحداث قطعت بريطانيا المحادثات الرامية إلى إنشاء علاقات دبلوماسية مع ألبانيا إلى أن أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1991.

تاريخ

[عدل]

بدأت الحوادث في 15 مايو 1946، عندما عبرت السفينتان إتش إم إس أوريون وإتش إم إس سوبيرب من البحرية الملكية البريطانية قناة كورفو بعد إجراء تفتيش للمضيق وتأمين مسبق، وأثناء عبورهم تعرضوا لإطلاق نار من التحصينات الموجودة على الساحل الألباني.[1][4]

رغم أن هذه السفن لم تتعرض لأي أضرار مادية ولم تكن هناك أي خسائر بشرية، أصدرت بريطانيا طلبًا رسميًا بتقديم «اعتذار فوري وعلني من الحكومة الألبانية»، لكن هذا الاعتذار لم يحدث، وادعت الحكومة الألبانية أن السفن البريطانية قد تعدت على المياه الإقليمية الألبانية.[5]

كان الحادث الثاني أكثر خطورة، ففي 22 أوكتوبر 1946 أُمر أسطول صغير من البحرية الملكية مكون من طرادات إتش إم إس موريتيوس وإتش إم إس ليندر والمدمرات إتش إم إس سوماريز وإتش إم إس فولاج بالاتجاه شمالًا عن طريق قناة كورفو مع أوامر صريحة لاختبار رد فعل الألبان على حقهم في المرور، وصدرت تعليمات للطواقم بالرد في حال تعرضوا للهجوم.[4][6]

مر الأسطول قرب من الساحل الألباني في ما اعتبروه منطقةً خاليةً من الألغام البحرية بقيادة السفينة موريتيوس وتتبعها مباشرةً سفينة سوماريز. كانت ليندر على بعد نحو ثلث ميل بحري إلى ثلثين (أو ثلاثة كيلومترات) بصحبة السفينة فولاج. ارتطمت المدمرة سوماريز بلغم بحري وأصيبت بأضرار بالغة بالقرب من خليج سارنادا قبيل الساعة الثالثة مساءً، وأُمرت المدمرة فولاج بسحبها إلى ميناء كورفو.[7]

نحو الساعة 16:4 مساءً، وأثناء عملية السحب، ارتطمت المدمرة فولاج أيضًا بلغم آخر، ولحقت بها أضرار جسيمة. تفجرت أقواس السفينتين بالكامل، وجعلت الظروف الجوية السيئة في المضيق عملية السحب صعبةً للغاية حيث أبحرت كلا السفينتين بشكل معكوس. ولكن بعد اثنتي عشر ساعة من المكافحة تمكنت كلا السفينتين من الوصول إلى ميناء كورفو.[8] توفي أربعة وأربعون رجلًا وأصيب اثنان وأربعون في الحادث.

تشير التقديرات إلى أن اثنين وثلاثين إلى ثلاثة وأربعون من القتلى كانوا من طاقم المدمرة سوماريز.[9] تضررت سوماريز بشكل لا يمكن إصلاحه، بينما كان الضرر الذي لحق بفولاج قابلًا للإصلاح.[10]

لم تطلق المدفعيات الساحلية الألبانية النار في هذه الحادثة، واقتربت سفينة تابعة للقوى البحرية الألبانية من مكان الحادث وهي ترفع العلم الألباني وراية بيضاء.

ونظرًا لأن ألبانيا لم يكن لديها سفن مناسبة في ذلك الوقت، فُيحتمل أن الألغام البحرية وُضعت من قِبل سفينتي زرع الألغام اليوغسلافيتين ملجت وملجن بناءً على طلب ألباني بتاريخ 20 أوكتوبر1946  تقريبًا.[11][12] منح وزير المعاشات البريطاني في وقت الحادث معاشات عسكرية كاملة للمصابين بالعجز وأرامل الموتى.[13]

وقع الحادث الثالث والأخير في 12-13 نوفمبر 1946 عندما نفذت البحرية الملكية البريطانية عمليةً إضافيةً لتمشيط قناة كورفو من الألغام، وأطلق على هذه العملية الاسم الرمزي عملية القطع، بإشراف القائد العام للحلفاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وجرت هذه العملية داخل المياه الإقليمية الألبانية، ولكن دون إذن الحكومة الألبانية، وكان لها غرض إضافي شمل استخدام الألغام البحرية كدليل على الجريمة لإثبات أن التصرف البريطاني كان دفاعًا عن النفس عن طريق محاولة إزالة المخاطر التي تواجه الملاحة.[14]

مراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب Cook، Bernard A.، المحرر (2001). "Corfu Channel Incident". Europe Since 1945: An Encyclopedia. Taylor & Francis. ج. 1. ص. 224. ISBN:978-0-8153-1336-6. مؤرشف من الأصل في 2015-04-15. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-23.
  2. ^ Times Online Obituary: Lieutenant-Commander Hugh Knollys Navigator who won a DSC on الإنزال في نورماندي and survived when his destroyer hit a mine in the postwar Corfu Channel incident. نسخة محفوظة 12 مايو 2011 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Roselli، Alessandro (2006). Italy and Albania: financial relations in the Fascist period. I.B. Tauris. ص. 136–137. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-30.
  4. ^ ا ب ABC CLIO Schools Corfu Channel Incident (1946) نسخة محفوظة 10 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Digest of International Cases on the Law of the Sea By Division for Ocean Affairs and the Law of the Sea, United Nations Division for Ocean Affairs and the Law of the Sea, مكتب الأمم المتحدة للشؤون القانونية Published by الأمم المتحدة, 2007 (ردمك 978-92-1-133759-4). 272 pages نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  6. ^ Institute for International Law and Justice نسخة محفوظة 29 December 2009 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  7. ^ People's war on BBC Picture of the moment of impact and estimate of men lost نسخة محفوظة 28 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  8. ^ HMS Cardigan Bay Association نسخة محفوظة 16 February 2012 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Battleships UK Photo of HMS Saumarez after hitting a mine during the Corfu Channel Incident and estimate of men lost. Retrieved 31 July 2008 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-10.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  10. ^ The Threat of Force in International Law: the open framework The menu choice : a guide to interpretation Precedents of the International Court of Justice Deciphering post-Charter practice: means and limits Open threats to extract concessions Demonstrations of force Countervailing threats or ...By Nikolas Stürchler Published by Cambridge University Press, 2007, (ردمك 978-0-521-87388-8). 358 pages نسخة محفوظة 10 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Owen Pearson.Albania as dictatorship and democracy: from isolation to the Kosovo War, p. 154. نسخة محفوظة 10 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ باللغة البولندية Joseph Caruana, Pole minowe! Incydent w Kanale Korfu, in: Okręty Wojenne nr. 2(30)/1999
  13. ^ "Corfu Channel Incident (Compensation) (Hansard, 1 June 1981)". hansard.millbanksystems.com. مؤرشف من الأصل في 2016-03-03.
  14. ^ The Law and Organisation of International Commodity Agreements By Kabir-ur-Rahman Khan Published by BRILL, 1982 (ردمك 978-90-247-2554-0). 416 pages نسخة محفوظة 10 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

[عدل]