الحوار في اللغة: من حاور يحاور محاورة، وقد ورد في تاج العروس أن الحوار يعني تراجع الكلام، كما ورد في لسان العرب لابن منظور تحت الجذر (حور) وهم يتحاورون أي: يتراجعون الكلام.[1][2][3]
والمحاورة: مراجعة المنطق، والكلام في المخاطبة. وقد حاوره.والمَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المشاورة كالمَحْوَرَةِ، وأنشد:
إذا الحوار في اللغة، هو الرجوع عن الشئ، والارتداد عنه، وحار عن الأمر وإليه (رجع عنه، أو إليه).
أما الحوار في الاصطلاح : (مراجعة الكلام، وتداوله، بين طرفين، لمعالجة قضية من قضايا الفكر، والعلم، والمعرفة.. بأسلوب متكافئ، يغلب عليه طابع الهدوء، والبعد عن الخصومة). والتفاهم
للحوار آداب جمة، ينبغي للأطراف جميعهم التحلي والالتزام بها، حتى لا يتحول كلامهم إلى مراء، أو جدال.. ومن أهم آداب الحوار :
ضوابط الحوار | تقبل الآخر | الاعتراف به واحترام حقه في الاختلاف والتعبير |
---|---|---|
العلم وصحة الدليل | اعتماد البرهان في الدفاع والتفنيد | |
حسن القول | حسن الكلام بتجنب الألفاظ الجارحة وعبارات السخرية | |
الإنصاف والموضوعية | الاعتراف بصحة رأي المحاور، والإذعان للحق، عند تبين صدق حججه |
الحوار في القرآن:" وردت مادة حوار ومشتقاتها ومترادفاتها (جادل، وحاج)، وما هو بحكمها مرات عديدة، في القرآن، ويقوم منهج القرآن الكريم على الحوار، لأنه جاء يخاطب الفطرة، والعقل، فمنهج الإسلام، يحترم العقل، ويجله، ويجعله مناط الإيمان والتكليف، ويذكر لنا القرآن صورا من الحوار ..مثل :
تقدم لنا السنة المطهرة، صورا رائعة من منهج رسول الله ﷺ في الحوار، نذكر منها حواره ﷺ مع جبريل عليه السلام، أبي طالب، قريش، وفد من أهل الحبشة، نصارى نجران، أهل الطائف، شاب يطلب رخصة بالزنا، حواره مع إبليس، حواره مع عبدالله بن سلام اليهودي.
وعليه .. فثقافة الحوار، تستند على ثقافة المتحاورين، وهذا يعني، تمكن المحاور، وغناه الفكري، ومعرفته الواسعة بآداب الحوار، وأساليب وطرائق إقناع الآخرين، وهي مجموعة معارف مكتسبة، تسمح بتنمية الحوار، والنقد، والقدرة في الحكم على الناس، في الأمور والأشياء.
وهي القدر اللفظي، الذي يتم من خلاله تداول الأفكار، وتقارب وجهات النظر، والتعبير عن الرأي، وتبادل الخبرات، وتنمية التفكير، وتفعيل طرائق الإتصال.
الأسلوب | تعريفه | مثاله | |
---|---|---|---|
القرآن | الأسلوب الوصفي التصويري | يعرض قصصا ومشاهد حوارية واقعية. يهدف إلى تبسيط الفكرة وتقريب المستمع من الحوار الجاري، وحمله على تبني موقف صحيح | حوار موسى عليه السلام لفرعون : {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قــَالَ رَبُّ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} سورة الشعراء الآيات 23-28 |
الأسلوب الحجاجي البرهاني | يعتمد الحجة والبرهان لدحض ادعاءات المنكرين للتوحيد والبعث بأسئلة تتوخى زعزعة تقاليدهم ومعتقداتهم الباطلة.و تهدف إلى توجيههم للنظر والتفكير في آيات الله من أجل بناء قناعات ومواقف صحيحة | قوله تعالى: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} سورة الأنبياء66-67 | |
السنة | الأسلوب الوصفي التصويري | أسلوب استعمله رسول ﷺ لتقريب المفاهيم عن طريق الأمثلة أو القصة. | مثال حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول ذلك يُبقي من درنه؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئا.قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو بها الله الخطايا" رواه البخاري |
الأسلوب الاستدلالي الاستقرائي | يعتمد استجواب المحاور والتدرج معه، من المسلمات إلى الحقائق الكلية، التي ترفع اللبس، وليصل المحاور لاستنتاج الحل بنفسه | جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: ان امرأتي ولدت غلاما أسودا، واني أنكرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هل لك من إبل؟" قال: نعم. قال:" فما ألوانها؟" قال: حمر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" هل فيهن من أورق؟" أي مائل إلى السمرة قال الرجل: ان فيها لورقا. قال النبي صلى الله عليه وسلم:" فأنى ترى ذلك جاءه؟" قال الرجل: يا رسول الله عرق نزعها. فقال النبي:" ولعل هذا عرق نزعه" | |
الأسلوب التشخيصي الاستنتاجي | يعتمد عرض المشكلة لإثارة الانتباه وتحفيز الفكر | روى البخاري في الصحيح أن رسول الله ﷺ :قال لصحابه يوما"إن من الشجر شجرة لايسقط ورقها، وإنها مثل المؤمن، أخبروني ماهي) قال ابن عمر فوقع الناس في شجر البوادي، فوقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، فقالوا يارسول الله حدثنا ماهي:قال:هي النخلة، فذكرت ذلك لعمر، فقال:لو قلت :النخلة لكان أحب إلى من كذا، وكذا" |