حي القدم الشريف من الأحياء الدمشقية العريقة في مدينة دمشق في سورية، حيث يقع جنوب العاصمة، ويحده عدة أحياء أخرى مثل (كفرسوسة والمزة وسبينة الميدان والحجر الأسود وداريا)، ويمثل الحي المدخل الجنوبي لمدينة دمشق.[1]
سمي حي القدم الشريف بهذا الاسم نسبة لوجود صخرة في مسجد القدم الكبير عليها أثر يقال أنه لقدم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، في السنوات الأخيرة قامت جمعية القدم الخيرية بتعمير مسجد أوسع، مكان المسجد القديم وتم نقل الصخرة إلى المسجد الجديد ويمكن لأي زائر مشاهدتها هناك. والمسجد يعود إلى العهد الأموي، وهو أقدم مسجد باق في دمشـق حيث أنه أقدم من الجامع الأموي المعروف.
ولعل اسم (القدم) بفتح القاف لم يطلق عليها إلا في فترة متأخرة لأن الاعتقاد بتأثير قدم النبي في الصخر لم ينتشر إلا بعد زمن، حيث شاعت البدع والخرافات. فالثابت أن النبي لم يتعدَ بصرى الشام، وتأثير قدمه في الصخر لم يرد إلا في الأحاديث الضعيفة وأكثرها موضوع. ثم إنه لم يعرف له أثر قدم في مكة والمدينة حيث قضى عمره، والأثر الموجود في مسجد (القدم) وفي مسجد العسالي واضح التزوير فالأول صغير الحجم والثاني كبير، والأول ظاهر التبلور الصخري فيه، وقد يتشكل مثله في أي مكان من الأرض، والثاني واضح النحت, (حي القدم الشريف) الشريف تعود لكلمة الحي ( الحي الشريف )
ويرجح أن اسم القدم هو (قدم) بالضم، وهو اسم بلدة باليمن، وعندما نزح أهلها مع الفتح الإسلامي واستوطنوا هذه البلدة القريبة من دمشق، سموها باسم بلدتهم اليمنية.
وهو حي مظلوم من ناحية الخدمات والإدارة، لذلك لم يأخذ هذا الحي شهرة واسعة كما باقي الاحياء الدمشقية مع انه حي قديم وعريق.
في نيسان عام 2019، أعلنت الحكومة السورية عن تغيير اسم حي القدم والعسالي، ليكون اسمهما "باسيليا سيتي"، وقد كان باسيليا سيتي اسماً لمشروع عقاري في تلك المنطقة، ثم أصبح اسماً رسميا لحي القدم وحي العسالي القديمين.[2]
حارب أهالي حي القدم إلى جانب أشقائهم في بقية أحياء دمشق والمدن السورية الاحتلال الفرنسي بضراوة ودافعوا عن بلادهم ببسالة وشجاعة، حتى أن الفرنسيين قصفوا هذا الحي مرارا ولعل أكثرها شراسة ما حدث في العشرينات من القرن الماضي وأثناء الثورة السورية الكبرى، والثورة السورية عام 2011 حيث تم تدمير الحي بشكل شبه كامل بعد أن نزح منه أهله وأصبح ميدان قتال بين الجيش الحر والجيش السوري.[3]
ويحتوي جامع القدم الكبير على أثر قدم يقال أنها أثر قدم الرسول ﷺ حين قدم إلى أبواب دمشق ولم يدخلها، ويرجح تسمية الحي والمسجد تبعا لوجود هذا الأثر لقدم الرسول في هذا المسجد. إضافة إلى وجود ضريح المؤرخ السوري الإسلامي الشهير الحافظ ابن عساكر في الحديقة الخلفية لجامع القدم الكبير
الأحياء المشكلة للمنطقة والبساتين
ِ