دار السلام (تنزانيا)

دار السلام (تنزانيا)
 
 
خريطة الموقع
تاريخ التأسيس 1862  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
تقسيم إداري
البلد تنزانيا  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات[1][2]
عاصمة لـ
التقسيم الأعلى إقليم دار السلام  تعديل قيمة خاصية (P131) في ويكي بيانات
خصائص جغرافية
إحداثيات 6°48′58″S 39°16′49″E / 6.8161111111111°S 39.280277777778°E / -6.8161111111111; 39.280277777778   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات[3]
المساحة 1393 كيلومتر مربع  تعديل قيمة خاصية (P2046) في ويكي بيانات
الارتفاع 12 متر  تعديل قيمة خاصية (P2044) في ويكي بيانات
السكان
التعداد السكاني 4715000 (2016)[4]  تعديل قيمة خاصية (P1082) في ويكي بيانات
الكثافة السكانية 3384. نسمة/كم2
معلومات أخرى
المدينة التوأم
هامبورغ (1 يوليو 2010–)  تعديل قيمة خاصية (P190) في ويكي بيانات
التوقيت ت ع م+03:00  تعديل قيمة خاصية (P421) في ويكي بيانات
الرمز البريدي
10000–19999[5]  تعديل قيمة خاصية (P281) في ويكي بيانات
الرمز الجغرافي 160263  تعديل قيمة خاصية (P1566) في ويكي بيانات
خريطة

دار السلام هي العاصمة السابقة لتنزانيا، وتقع على الساحل الشرقي للبلد على المحيط الهندي. كانت تدعى سابقاً مزيزيما، وهي تعتبر أكبر مدينة في تنزانيا من حيث عدد السكان، إذ يعيش فيها بحسب إحصاء عام 2012 الرسمي 4,364,541 نسمة، كما إنَّها تعتبر أهم مركز اقتصاديّ بالبلاد. تشتهر دار السلام بنسبة نمو سكاني مرتفعة جداً، إذ إن عدد سكانها يزداد سنوياً بحوالي 5.6 بالمائة، وذلك يجعلها ثالث أسرع مدن أفريقيا نمواً سكانياً بعد لاغوس وباماكو. جعلت دار السلام إطلالتها على المحيط الهندي أهم مرافئ البلاد، حيث أنها نقطة عبور هامة للبضائع والمواد الأولية التي تصدرها البلاد من قطن وبن على وجه الخصوص. الصناعة في دار السلام غذائية بالأساس، إلا أن المدينة لا تخلو من بعض صناعات النسيج والإسمنت ومواد البناء وبعض صناعات الأدوية. معظم سكان مدينة دار السلام من المسلمين.

التاريخ

[عدل]

التاريخ القديم

[عدل]

كانت دار السلام تاريخياً جزءاً من إقليم أزانيا القديم، الذي عرف عند العرب بأرض الزنج، وهو إقليم في شرق أفريقيا شهد علاقاتٍ تجارة نشطة مع شبه الجزيرة العربية والهند والصين منذ العصور القديمة، وتسمَّى سكانه بالزنج منذ السنوات الأولى للميلاد، وقد بنوا مدناً ساحلية مزدهرة وحضارة متطورة. تاجرت دار السلام والمدن الساحلية الأخرى بمنتجاتٍ عديدة، مثل التوابل - كالقرنفل - والعاج وقرون الكركدن وأصداف السلاحف، وكانت تستورد بالمقابل الثياب والأقمشة القطنية ومنتجاتٍ هندية وعربية أخرى. وتمتَّعت دار السلام والمدن الأخرى باستقلالية عالية، حتى كانت تُدَار بشكلٍ شبه ذاتي.[6] وقد استقرَّ العديد من تجار العرب في هذه المدن، فخالطوا الزنج، وتعلَّموا لغتهم البانتو فيما علَّموهم اللغة العربية، ومع الوقت اندمجت اللغتان لتنبثق عنهما اللغة السواحيلية.[7][8] وقد هاجر العرب المسلمون إلى دار السلام وباقي مدن الساحل الشرق إفريقي منذ العصر الأموي، واستوطنوها وتردَّدوا عليها للتجارة بالبضائع بين شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا، وخالطوا سكانها الأصليين وتعلَّموا لغتهم، وقد أدى هذا إلى انتشار الدين الإسلامي بين أهل المدينة منذ قرون عديدة.[7]

من سلاطين عمان حتى الاستقلال

[عدل]

خضعت المدينة لسيطرة أئمة عمان عقب القرون الوسطى إلى جانب سائر ساحل شرق أفريقيا، ثم وقعت المنطقة لفترةٍ تحت سلطة الإمبراطورية البرتغالية،[9] قبل أن تعود إلى أيدي العمانيّين من جديد في عام 1740م. وبعد عودة سلاطين عمان للسيطرة على شرق أفريقيا نقلوا عاصمة دولتهم إلى دار السلام، وكان ذلك في عهد سعيد بن سلطان، وقويت في هذه الفترة الدعوة الإسلامية والتأثير العربي بالمنطقة. إلا إنَّ المنطقة بدأت بالخروج مرة أخرى من سيطرة العمانيين في أعقاب ثورة زنجبار عام 1964، وألحقت دار السلام بدولة جمهورية تنزانيا الاتحادية الجديدة التي انبثقت عن الاتحاد بين زنجبار وتنجانيقا،[10] حيث اختيرت دار السلام لتظلَّ عاصمة هذه الدولة كما كانت أيام العمانيين. رغم ذلك، فقد برزت في عام 1973 مساعٍ لنقل العاصمة إلى دودوما بدلاً من دار السلام، وحصل ذلك بالفعل في التسعينات، إلا إنَّ المدينة لا زالت تحتفظ بأهميتها الاقتصادية والاجتماعية لتنزانيا.

كان الاسم القديم لمدينة دار السلام مزيزيما، لكن وفي سنة 1866 أطلق سعيد بن سلطان سلطان مسقط وزنجبار الاسم الحالي على المدينة دار السلام. وقد عرفت المدينة تطوراً وازدهاراً صناعياً بالخصوص بعد لعبها دور إدارة الشؤون التجارية للمستعمرات الألمانية الواقعة شرق أفريقيا، باعتبار أن تنجانيقا (الاسم القديم لتنزانيا قبل الاتحاد مع زنجبار) واحدة منها، وقد كان ذلك في بداية القرن العشرين. خلال الحرب العالمية الأولى استولى البريطانيون على تنجانيقا واتخذوا من مدينة دار السلام مركزاً إدارياً للشؤون الاقتصادية والتجارية بالبلاد. ديدة.

شهدت دار السلام عملية إرهابية في شهر أغسطس عام 1998، حيث تم تفجير سفارة الولايات المتحدة بالمدينة، وخلف الهجوم العديد من القتلى والجرحى.

الدين

[عدل]

وصل الدين الإسلامي إلى دار السلام مع سائر منطقة شرق أفريقيا في عهد السلاطين العثمانيين، ولا زال دين أغلبية السكان فيها إلى الآن، حيث بلغت نسبة المسلمين من سكان المدينة في الثمانينيات 90%.[11] وقد افتتح فيها بنهاية سبعينيات القرن العشرين (عام 1397 هـ) مركز الحرمين الإسلامي في دار السلام بدعمٍ من المملكة العربية السعودية والمجلس الإسلامي الأعلى في تنزانيا، وله مقرٌّ يضم مدرسة متوسطة إسلامية من عدة فصول.[12]

المراجع

[عدل]
  1. ^   تعديل قيمة خاصية (P1566) في ويكي بيانات"صفحة دار السلام (تنزانيا) في GeoNames ID". GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-22.
  2. ^   تعديل قيمة خاصية (P982) في ويكي بيانات "صفحة دار السلام (تنزانيا) في ميوزك برينز". MusicBrainz area ID. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-22.
  3. ^   تعديل قيمة خاصية (P402) في ويكي بيانات "صفحة دار السلام (تنزانيا) في خريطة الشارع المفتوحة". OpenStreetMap. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-22.
  4. ^ http://www.demographia.com/db-worldua.pdf. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  5. ^ https://www.tcra.go.tz/postcodes/Dar%20Es%20Salaam%2011000. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  6. ^ جوان جوزيف (1984): "الإسلام في ممالك وإمبراطوريات أفريقية السوداء". ترجمة مختار السويفي، الفصل الحادي عشر، ص131-132. دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري في القاهرة، دار الكتاب اللبناني في بيروت.
  7. ^ ا ب جميل عبد الله المصري (1989): "حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة". الطبعة الثانية، الجزء الثاني، الباب السابع، ص650. دار أم القرى، المدينة المنورة.
  8. ^ جوان جوزيف (1984)، مرجع سابق، ص131.
  9. ^ سيد عبد المجيد بكر (1985): "الأقليات المسلمة في أفريقيا"، مجلة دعوة الحق، العدد 42، يونيو 1985، الجزء الثاني. فصل المسلمون في تنزانيا، ص107. إدارة الصحافة برابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة.
  10. ^ سيد عبد المجيد بكر (1985)، مرجع سابق، ص108.
  11. ^ سيد عبد المجيد بكر (1985)، مرجع سابق، ص109.
  12. ^ سيد عبد المجيد بكر (1985)، مرجع سابق، ص112.