داود الظاهري

إمام  تعديل قيمة خاصية (P511) في ويكي بيانات
داود الظاهري
 
معلومات شخصية
الميلاد سنة 815   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الكوفة  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة سنة 883 (67–68 سنة)  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
بغداد  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
مكان الدفن الشونيزية  تعديل قيمة خاصية (P119) في ويكي بيانات
مواطنة الدولة العباسية  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
اللقب إمام أصحاب الظاهر
الديانة الإسلام
المذهب الفقهي ظاهري
الطائفة أهل السنة والجماعة،
الأولاد
الحياة العملية
تعلم لدى محمد بن إدريس الشافعي،  وأحمد بن حنبل،  وإسحاق بن راهويه،  وأبو ثور البغدادي،  ويحيى بن معين  تعديل قيمة خاصية (P1066) في ويكي بيانات
التلامذة المشهورون نفطويه،  وأبو بكر محمد بن داود الظاهري،  ومحمد بن جرير الطبري،  ورويم بن أحمد،  وعبد الله بن قاسم القيسي،  وابن حزم الأندلسي  تعديل قيمة خاصية (P802) في ويكي بيانات
المهنة فقيه،  ومُحَدِّث  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
مجال العمل الفقه الإسلامي،  وأصول الفقه،  وعلم الحديث  تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات

أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ الأَصْبَهَانِيُّ البَغْدَادِيُّ الظَّاهِرِيُّ [1](201 هـ - 270 هـ / 816م - 884م[2] أحد الأئمة المجتهدين في الإسلام. تنسب إليه المذهب الظاهري، وسمي بذلك لأخذه بظاهر الكتاب والسنة وإعراضه عن التأويل والرأي والقياس. وكان داود أول من جهر بهذا القول.[3][4] وهو أصبهانيّ الأصل من أهل قاسان بلدة قريبة من أصبهان،[2][5] ومولده في الكوفة. سكن بغداد، وانتهت إليه رياسة العلم فيها. قال ابن حزم الأندلسي: «إنما عرف بالأصبهاني، لأن أمه أصبهانية، وكان أبوه حنفي المذهب».[6] وكان مع ظاهريته من المتعصبين للشافعي.[7] كان المغاربة يسمون داود بالقِيَاسيَّ؛ لأنه ينفي القياسَ.[8]

نسبه ومولده

[عدل]

هو داود بن علي بن خلف الأصبهاني الأصل، الكوفي المولد، البغدادي الدار، المكنى بأبي سليمان الشهير بداود الظاهري.[9][10][11]

اجمع كل من ترجم له أن نسبته إلى أصبهان وهي مدينة من أعلام المدن، ولد داود في حدود سنة 200 هـ[12] / 815م[13]، وقيل انه ولد سنة 202 هـ / 819م.[14]

ولقب بداود الظاهري بحكم انه أول من أظهر القول بظاهرية الشريعة واعتمد على ظواهر.[15]

نشأته وحياته العلمية

[عدل]

لم تدون المصادر التاريخية عن أسرة ونشأة داود الظاهري، وان وردت فإشارات فقط. وهذا راجع لعوامل وتمثل في:

  • نشأة داود الظاهري في عائلة مغمورة والتي لم يشتهر فيها من العلماء أحد.
  • قوله بالظاهر ومحاربته للتقليد ونفيه للقياس هذا ما أدى بوقف العلماء ضده ومواجهته بل وبمحاولة طمس أخباره.[16]
  • تبنيه الآراء خالف فيه جمهوري الفقهاء من ذلك: قوله: بخلق القرآن[17][18][19] هذا ما أدى بنفور العلماء.[20]
  • ضعف تلامذته الذين تزعموا بعده قيادة مذهبه، فلولا ابن حزم الذي أحياه من جديد والذي دافع عنه لاندثر هذا المذهب كبقية المذاهب الأخرى.[21][22]

وبالرغم من هذه العوامل فإن داود تعلم وارتحل في مختلف الأمصار لتلقي العلوم بما أن عصره تميز بنهضة علمية، وحرية فكرية، وقد تزعمت مدن العراق بغداد، البصرة والكوفة قيادة النشاط الأدبي والعلمي، وهي المدن التي رحل إليها داود، كما رحل إلى نيسابور لتلقي العلم واخذ على أشهر فقهائها ومحدثيها.[16][13]

مشايخه

[عدل]

إذن هؤلاء بعض من شيوخ داود الظاهري وما يمكن استخلاصه هو ان داود عاصر اغلب المحدثين وشاركوه في شيوخه كالبخاري، مسلم، والنسائي وابن ماجة القزويني.

تلامذته

[عدل]

صفاته ووفاته

[عدل]

رغم نفور العلماء من إمام أهل الظاهر داود ابن علي إلا انه تميز بمجموعة من الصفات تعليه حيث كان فصيحا قوي الحجة سريع الاستدلال، من حفظه الحديث، كما كان جريئا في الحق، ومع جرأته، اشتهر بعبادته وزهده وورعه وإعراضه عن الدنيا وملذاتها، وعيشه على القليل.[23][24]

أما عن وفاة داود، فاتفقت أغلب المصادر التاريخية أنه توفي سنة 270 هـ بـ بغداد، ويقول ابن خلكان في هذا الشأن: «وتوفي داود الظاهري سنة سبعين ومائتين في ذي القعدة وقيل في شهر رمضان، ودفن في الشونيزية وقيل منزله».[25]

مذهبه الفقهي

[عدل]

نشأ داود شافعياً بكونه أخذ على تلاميذ محمد بن إدريس الشافعي كأبي ثور، كما انه التقى الكثير من أصحابه وخلف مصنفات تتحدث عن فضائل الشافعي، كما كان من المتعصبين للشافعي وهذا لان الشافعي يفسّر الشريعة بالنصوص.[26][27][28][29] وذكر أحمد بكير محمود في كتابه أن داود كان شافعيا أبوه كان حنفيا.[30]

وكان داود يطلب الحديث، ويسمع للكثير من محدثي عصره، كما روى عنهم أثناء رحلاته العلمية من مدن العراق إلى نيسابور، وأظهر تعصبه للشافعي.[31]

اجتهد داود وبعد تعلمه للفقه وغوصه في علم الحديث، انفرد بمذهبه الخاص حيث اتخذ لنفسه مذهبا، عمد نكاته القول بالظاهر وإنكار القياس ولم يقتصر داود على إنكار القياس والرأي بل أنكر التقليد كذلك.[13]

ولقد قيل له كيف تبطل القياس والشافعي أخذ به، فرد قائلاً: أخذت أدلة الشافعي إبطال الاستحسان فوجدتها تبطل القياس.[32]

وبذلك برز مذهب جديد اعتبره جل المؤرخين والمصادر التاريخية مذهب سني خامس يتمحور حول ظاهرية الشريعة ويأخذ الأحكام من ظواهر النصوص من غير تعليل لذلك تطلق على داود الظاهري.[33][27][23]

ثناء العلماء عليه

[عدل]

وقد أثنى عليه عدد من الأئمة الأعلام، ومن ذلك:

  • قال النووي: فضائل داود، وزهده، وورعه، ومتابعته للسنة مشهورة.
  • وقال الصّفَدي: كان زاهداً متقلِّلاً كثير الورع...وكان من أكثر الناس تعصُّباً للشافعي، وصنَّف في فضائله والثناء عليه كتابين، وكان صاحب مذهب مستقل وتبعه جمع كثير من الظاهرية... وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد. قيل إنه كان يحضر مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر، وكان من عقلاء الناس.
  • وقال شمس الدين محمد بن علي الدّاوودي: الإمام الحافظ المجتهد الكبير... كان إماماً فاضلاً صادقاً ورعاً.
  • وقال أبو إسحاق الشيرازى: كان زاهداً متقلّلاً.
  • وقال أبو العباس: كان داود عقلُه أكثر من علمه. وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد.
  • وقال القاضي المَحامِلي: رأيت داود بن علي يصلي، فما رأيت مسلماً يشبهه في حسن تواضعه.
  • وقال الذهبي في «السير»: الإمامُ، البحرُ، العلامة، عالمُ الوقت... رئيس أهل الظاهر... بصيرٌ بالفقه، عالمٌ بالقرآن، حافظٌ للأثر، رأسٌ في معرفة الخلاف، من أوعيةِ العلمِ، له ذكاءٌ خارقٌ، وفيه دِينٌ متينٌ.
  • وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن مُفرج الأشبيلي النباتي: وداود بن علي ثقة، فاضل إمام من الأئمة لم يذكره أحدٌ بكذب ولا تدليس في الحديث.
  • وقال السيوطي: صنّف التصانيف، وكان بصيراً بالحديث صحيحه وسقيمه، إماماً ورعاً ناسكاً زاهداً. كان في مجلسه أربعمائة صاحب طَيْلَسان أخضر.
  • وقال السبكي: وكان أحد أئمة المسلمين وهداتهم... وقد كان موصوفاً بالدين المتين.
  • وقال العماد الحنبلي: الإمام الفقيه... وكان ناسكاً زاهداً... وكان داود حافظاً مجتهداً إمام أهل الظاهر.
  • وقال الألباني: الفقيه، إمام أهل الظاهر، وهو صدوق ثقة، فاضل.

مصادر

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ عادل نويهض (1988)، مُعجم المُفسِّرين: من صدر الإسلام وحتَّى العصر الحاضر (ط. 3)، بيروت: مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، ج. الأول، ص. 197، OCLC:235971276، QID:Q122197128
  2. ^ ا ب الأعلام للزركلي: ٢/ ٣٣٣
  3. ^ النجوم الزاهرة: ٣/ ٤٧
  4. ^ الخطيب البغدادي. تاريخ بغداد. دار الكتب العلمية. ج. ٨. ص. ٣٦٩.
  5. ^ أخبار أصبهان: ١/ ٣٦٧
  6. ^ المحلّى لابن حزم: ١/ ١٣٢
  7. ^ ميزان الاعتدال: ٢/ ١٤
  8. ^ المغربية في شرح العقيدة القيروانية: ٣٠.
  9. ^ تاريخ بغداد: ١/ ٣٦٩ - ٣٧٠
  10. ^ لسان الميزان: ٣/ ٤٠٧
  11. ^ طبقات الشافعية الكبرى: ٢/ ٢٨٤ - ٢٨٧
  12. ^ تاريخ بغداد: ٨/ ٣٧٤
  13. ^ ا ب ج كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ٥/ ٣١٦ تر: عبد الحليم النجار، ط. دار المعارف، مصر، ١٩٨٤م
  14. ^ محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، ص ٥٠٣، ط. دار الفكر العربي، القاهرة.
  15. ^ احمد بكير محمود، المدرسة الظاهرية بالمشرق والمغرب، ص ١٦، ط. دار قتيبة، بيروت، ١٩٩٠م.
  16. ^ ا ب عارف خليل محمد أبو عبيد، الإمام داود الظاهري وأثره في الفقه الإسلامي، ص ٥٠، ط. دار الأرقم، الكويت ١٩٨٤م.
  17. ^ تاريخ بغداد: ٨/ ٣٧٢
  18. ^ محمد الخضري بك: محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية، الدولة العباسية، مراجعة: نجوى عباس، ص ١٩٤، ط. مؤسسة المختار، القاهرة ٢٠٠٣م.
  19. ^ محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، ص ٥٠٥.
  20. ^ محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، ص ٥٠٨.
  21. ^ عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة، ص ٤٦٧، ط. دار الفكر، بيروت ٢٠٠٤م.
  22. ^ عارف خليل، الإمام داود الظاهري وأثره في الفقه الإسلامي، ص ٤٥
  23. ^ ا ب محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، ص ٥٠٧.
  24. ^ توفيق بن أحمد الغلبزوري الإدريسي، المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس، ص ٦٩ - ٧١، ط. دار ابن حزم، الرياض.
  25. ^ أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: ٢/ ٢٥٥
  26. ^ أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، الملل والنحل: ١١
  27. ^ ا ب عبد الرحمن بن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر: ٢٢٧
  28. ^ عبد الباقي السيد عبد الهادي، الظاهرية والمالكية وأثرهما في المغرب والأندلس في عهد الموحدين: ٤٥
  29. ^ عمر سليمان الأشقر، المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهیة: ٢٧
  30. ^ أحمد بكير محمود، المدرسة الظاهرية بالمشرق والمغرب: ١٦
  31. ^ تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب عل عبد الكافي السبكي، طبقات الشافعية الكبرى: ٢/ ٢٨٧ - ٢٩٣
  32. ^ مصطفى جعفر بيشة فرد، الاجتهاد عند المذاهب الإسلامية: ١٦٩
  33. ^ كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ٥/ ٣١٦ - ٣١٧