البلد | |
---|---|
التقسيم الأعلى |
الارتفاع |
---|
عدد السكان |
---|
رمز جيونيمز |
170592[1] |
---|
دُوْما (دُوْمَة) هي مدينة من مدن محافظة ريف دمشق في سورية ومركزها الإداري، يَبلغ تعداد سكانها حوالي 110,903 نسمة وهي أكبر مدن غوطة دمشق. تبعد عن دمشق حوالي 9 كيلو مترات وتتبع لها الكثير من المناطق إداريًا، وفي التاريخ تذكر المصادر أنها تعود للحقبة الآرامية، وبها العديد من الآثار والمواقع الأثرية.
ترتبط دوما بالتاريخ العريق لمدينة دمشق، كما تنتشر فيها دور العبادة والمساجد، ويَصل عدد المساجد فيها إلى أكثر من 80 مسجدًا وجامعًا، منها مساجد تاريخية معروفة، إضافة إلى العديد من المباني والمدارس والخانات الأثرية. وأهم مساجدها 'المسجد الكبير'
يُطلق أهل دوما على أبناء دوما اسم: «الدوامنة»، والمفرد: «الدوماني» (إلا أنّ الصحيح لغةً هو أن يُقال [الدومِيُّ]، نسبةً إلى دوما في اللغة العربية).
كان لدوما دور كبير على مر التاريخ في الدفاع عن دمشق ضد الغزاة وفي نصرة الأقاليم المجاورة حيث كانت مركزاً للمقاومة الشعبية أيام الحصار الصليبي لدمشق كما أنها كانت دربا لتسيير السلاح إلى فلسطين أيام الثورة الكبرى في الثلاثينيات ومعقلا لمقاومي الاستعمار الفرنسي كذلك. كما تميزت دوما منذ القدم بتاريخها النضالي ضد الطغيان والظلم وتجلى ذلك واضحا في نضالها ضد المستعمر الفرنسي فقد كانت دوما نقطة ساخنه لسنوات متعددة قبل جلاء المستعمر الفرنسي حيث لم تكن دوما فقط تقاوم العدو الفرنسي في دوما وفي الغوطة بل تعدى دورها إلى إمداد ثوار حارات الشام بالسلاح والعتاد وفي كثير من الأوقات إمدادهم بالثوار لمساندتهم في دمشق. وكثيرا ما كان يستعمل المستعمر الفرنسي سلاح الطيران لضرب الثوار في بساتين ومزارع الغوطة وضربهم حتى في المدن. تأجج الكفاح المسلح في الغوطة بشكل عام وفي دوما بشكل خاص بعد حادثة تعرض مدينة سقبا لإعتداءات المحتل الفرنسي حيث قام بعض الجنود بأسر فتاتين من مدينة سقبا فآثروا الموت على تدنيس شرفهم فقاموا بالإنتحار فعلم الناس بذلك مما أدى إلى ثورة غضب عارمة مسلحة في كل الغوطة وتنادى الناس لحمل السلاح والكفاح ضد المستعمر الفرنسي.
بدأ الثوار بمدينة دوما بمجموعة مكونة من 450 مسلح حيث كانوا يقومون بعمليات كر وفر وهجمات على معسكرات العدو الفرنسي ثم ازدادت الأعداد بقدوم الثوار من كل قرى ومدن الغوطة للقيام بعمليات مسلحة ضد المحتل الفرنسي. في 14 تشرين الأول 1925 هاجم الثوار بقيادة رمضان شلاش القوات الفرنسية المتمركزة في دوما، وأحرقو دار الحكومة القديمة وأثاثها وسجلاتها، كما أحرقوا قسم الشرطة في البلدة وفي 21 تشرين الأول 1925 أسر الثوار الدوامنة رئيس قسم الشرطة في دوما كما أسروا جميع من كان معه من عناصر الشرطة، الأمر الذي دفع الفرنسيين للدخول إلى دوما بقوة كبيرة ولتتمركز في دار الجوبراني في منطقة النقطة، الواقعة شرقي دوما. وفي 28 من نفس الشهر شن الثوار هجوماً على هذه القوة الفرنسية واشتبكوا معها في قتال عنيف، استمر من الصباح الباكر حتى الظهر، سقط على أثره عدد من الفرنسيين. ولما شعرت القيادة الفرنسية بالضعف استجدت بالطائرات لتقصف مواقع الثوار والمناطق الحساسة في دوما. وبالفعل قامت المدفعية والطائرات بهذه المهمة فجرح أو سقط من جراء ذلك عدد من الثوار وهو الأمر الذي اضطرهم أخيراً للانسحاب إلى الغوطة .
خلال الحرب الأهلية السورية، كانت دوما نقطة اشتعال رئيسية وشهدت العديد من المظاهرات ضد الحكومة السورية واشتباكات مسلحة ضد الجيش السوري وقوات الأمن خلال المراحل الأولى من الصراع.[2][3]
في 30 يناير 2012، سيطر الجيش السوري على المدينة بعد معركة دوما، وهي عملية كبيرة ضد جماعات المعارضة المسلحة في محافظة ريف دمشق.[4]
في 29 يونيو 2012، اتُهم الجيش السوري بارتكاب مجزرة في دوما، راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً.[5]
اعتبارًا من 18 أكتوبر 2012، كان الجيش السوري الحر يسيطر على معظم مناطق المدينة. واستمر القتال والقصف في البلدة.[6]
كانت دوما المدينة الرئيسية في حصار الغوطة الشرقية الذي بدأ في أبريل 2013، مما أدى إلى عزل 400 ألف شخص في مساحة 100 كيلومتر مربع. وتمكنت قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر من الوصول إلى دوما بالمواد الغذائية والإمدادات مرة واحدة في عام 2018.[7]
في مذبحة سوق دوما عام 2015، تعرضت المدينة لهجوم بصواريخ أرض-أرض تابعة للجيش السوري، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصًا وفقدان عدد آخر.[8]
في أوائل عام 2018، كان الفصيل المتمرد الرئيسي المتمركز في المدينة هو جيش الإسلام،[9][10][11] مع ما يقدر بنحو 10-15000 مقاتل في المنطقة.[12]
في 7 أبريل 2018، وقع هجوم كيميائي في مدينة دوما. قبل هذا الحادث، تعرضت دوما لحملات قصف على مدى أربعة أشهر في عام 2018، حيث كثفت القوات الجوية السورية قصفها الجوي قبل شن هجوم بري.[13] أما الحادث الأخير والأكثر دموية، وفقًا للمسعفين وعمال الإنقاذ، فقد وقع عندما أسقطت أسطوانة غاز صناعية صفراء على شرفة أحد المباني السكنية. وجاء استسلام المعارضة بعد يوم واحد.[14][15][16]
في سبتمبر 2018، أصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا تقريرا يشير إلى وقوع العديد من الهجمات الجوية في دوما طوال يوم 7 أبريل/نيسان، وضربت مناطق سكنية مختلفة. تشير مجموعة كبيرة من الأدلة التي جمعتها اللجنة إلى أنه في حوالي الساعة 7:30 مساءً، ضربت أسطوانة غاز تحتوي على الكلور، ألقتها طائرة هليكوبتر، مبنى سكنيا متعدد الطوابق يقع على بعد حوالي 100 متر جنوب غرب ساحة الشهداء.وتلقت اللجنة معلومات عن مقتل ما لا يقل عن 49 شخصا وإصابة ما يصل إلى 650 آخرين.ومع ذلك، امتنعت اللجنة عن استخلاص استنتاجات نهائية بشأن الأسباب الدقيقة للوفاة، وخاصة فيما يتعلق بالاستخدام المحتمل لعوامل إضافية إلى جانب الكلور الذي ربما تسبب أو ساهم في الوفيات والإصابات،[17][18] ونتيجة للهجوم، تم نفي المتمردين والمدنيين المحليين قسراً إلى شمال سوريا. ووقعت اتفاقيات تهجير قسري مماثلة في مناطق مختلفة من سوريا.[19]
مناخ دوما هو مناخ بارد شبه جاف (تصنيف كوبن للمناخ BSk).
البيانات المناخية لـدوما | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الشهر | يناير | فبراير | مارس | أبريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي |
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) | 12.1 (53.8) |
14.0 (57.2) |
18.1 (64.6) |
22.9 (73.2) |
28.5 (83.3) |
33.3 (91.9) |
35.5 (95.9) |
35.6 (96.1) |
32.1 (89.8) |
26.8 (80.2) |
19.8 (67.6) |
14.0 (57.2) |
24.4 (75.9) |
المتوسط اليومي °م (°ف) | 6.8 (44.2) |
8.1 (46.6) |
11.5 (52.7) |
15.4 (59.7) |
20.1 (68.2) |
24.2 (75.6) |
26.0 (78.8) |
26.0 (78.8) |
22.8 (73.0) |
18.5 (65.3) |
12.9 (55.2) |
8.5 (47.3) |
16.7 (62.1) |
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) | 1.5 (34.7) |
2.3 (36.1) |
4.9 (40.8) |
8.0 (46.4) |
11.7 (53.1) |
15.1 (59.2) |
16.6 (61.9) |
16.5 (61.7) |
13.5 (56.3) |
10.2 (50.4) |
6.1 (43.0) |
3.1 (37.6) |
9.1 (48.4) |
الهطول مم (إنش) | 33 (1.3) |
39 (1.5) |
20 (0.8) |
13 (0.5) |
7 (0.3) |
0 (0) |
0 (0) |
0 (0) |
0 (0) |
8 (0.3) |
25 (1.0) |
40 (1.6) |
185 (7.3) |
المصدر: Climate-Data.org [20] |
تضم دوما مجموعة من المعالم الأثرية من أبرزها الجامع الكبير وجامع الريس وجامع زين والحمام الصغير والحمام الكبير والنصب التذكاري الذي يحمل اسم قبة العصافير والذي شُيد لتبريك ذكرى تاريخية وهي هزيمة جيش المغول في ضواحي دوما إضافة إلى الخانات ومنها خان عياش والدور القديمة منها دار الحاج حسين الذي بني على الطراز الدمشقي القديم وفيها قاعات ذات نقوش وزخارف عربية أثري.
في عام 1950 م حضر إلى دومة سائحون يحملون أدلة مكتوبة ومخطوطات وزاروا الجامع الكبير، وسألوا عن مقام النبي إلياس. وقد دلت أبحاثهم على أنه كان يوجد نفق كبير تحت الجامع وله مدخل من الحارة الشمالية الشرقية من الجامع الذي كان بالأصل هذا المعبد.
النبي إلياس (إيليا) 853 ق م من أنبياء إسرائيل، حارب العبادات الوثنية، فنفي إلى صيدا في لبنان، ثم نزح إلى سورية وسكن جوبر، وكانت قرية جوبر مركزاً لليهودية، وكان كنيسها مقراً للنبي إلياس وتلميذه النبي اليشاع –اليسع-. ثم أخذ النبي إلياس يتردد إلى دومة للتوجيه الديني، حيث كان له معبد في دومة في منطقة الجامع الكبير، دخل بعض الدوميون في الديانة اليهودية، وبقي بعضهم يعبد الشمس، وعندما توفي أقيم له مقام في المعبد شمالي المنبر، المعزبة الثالثة إلى جهة الشرق في قبو الجامع.
في عام 64م اكتسح الرومان بلاد الشام، وأصبحت سورية إقليماً رومانياً. ومما ساعد على انتشار المسيحية في بلاد الشام أن الرومان كانو يضطهدون اليهود كثيراً. وكان بنو تغلب الذين يسكنون دومة آنئذ مسيحين وهم أرثوذكس. كان الجامع الكبير في عهد الآراميين معبداً لعبادة الشمس، وعندما جاء الرومان أصبحت الديانة اليهودية تمارس سراً إلى جانب هذا المعبد، ثم جاء بنو تغلب المسيحيون فبنوا في مكان هذا المعبد كنيسة مسيحية، وديراً وفندقاً للغرباء.
تشتهر مدينة دوما بكونها منطقة سياحية ومحافظة لريف دمشق، ولاحظتِ المدينة في السنوات الأخيرة تضخّمًا سكانيًا؛ نظرًا لازدهار التجارة فيها. تتميز مدينة دوما بتاريخها العريق، فهي تُعتبر من أقدم المدن في المنطقة، بالإضافة إلى الآثار التاريخية التي تحتويها. تُعتبر مدينة دوما مرتعًا للاجئين، كالفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين؛ وذلك لموقعها المُتميِّز الذي يتمحور بالقرب من العاصمة دمشق، ويضمُّ أكبر محافظة سورية.
دوما مدينة صناعية زراعية وبها العديد من المصانع والمعامل في مختلف الصناعات الحديثة، إضافة إلى الصناعات التقليدية، ويشتهر ريفها بزراعة أشجار الفواكه المختلفة، مثل العنب المعروف بـ«العنب الدوماني» وغيرها من الثمار، وتنتشر في المدينة كافة المرافق العامة، مثل المراكز الاجتماعية والصحية والمستشفيات ومراكز الخدمات بكل أنواعها، وإضافة إلى عراقة مدينة دوما فهي اليوم مدينة حديثة تمتد في جنباتها المناطق السكنية الحديثة. وفي دوما كافة الاحتياجات الأساسية والكمالية للناس، ولا يضطر المقيم في دوما أن يذهب إلى أي مكان آخر لاقتناء حاجياته.
أصبحت مدينة دوما مزدحمة جدًا في الفترة الأخيرة نتيجة للتزايد السكاني بشكل غير مسبوق، بحيث يتضح للزائر كثرة الإنجاب، وتحوي مدينة دوما بعض الجاليات بها من فلسطين والعراق وبعض أهالي دمشق الهاربين من غلاء أسعار العقارات في العاصمة، لكن الغرباء يبقون أقلية في مقابل أهل المدينة الأصليين، ويرجعه المختصون أيضًا إلى طبيعة أهالي المدينة وتمسكهم ببعض العادات كغطاء الوجه للنساء مثلًا.
{{استشهاد ويب}}
: |مؤلف=
باسم عام (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير المعروف |بواسطة=
تم تجاهله يقترح استخدام |عبر=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير المعروف |بواسطة=
تم تجاهله يقترح استخدام |عبر=
(مساعدة)
في كومنز صور وملفات عن: دوما |