زينون الرواقي

زينون الرواقي
(بالإغريقية: Ζήνων ὁ Κιτιεύς)‏  تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
معلومات شخصية
الميلاد سنة 334 ق م   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
قبرص
الوفاة سنة 263 ق م   تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
أثينا
الجنسية يوناني
الحياة العملية
التلامذة المشهورون إراتوستينس،  وكليانثس،  وثيودوروس الملحد،  وأنتيغونوس الثاني غوناتاس  تعديل قيمة خاصية (P802) في ويكي بيانات
المهنة فيلسوف،  وكاتب[1]  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات الإغريقية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
مجال العمل علم المنطق،  وأخلاقيات  تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات
التيار رواقية  تعديل قيمة خاصية (P135) في ويكي بيانات

زينون (334 ق.[2][3][4] م. – 262 ق.م) فيلسوف هلنستي[5] من مواليد مستوطنة كيتيوم الفينيقية في قبرص. هاجر إلى أثينا في شبابه ومع أنه رفض أن يصبح من رعاياها إلا أنه بقي مقيمًا فيها حتى وفاته، وبعد دراسته على يد كريتيس الساخر وستيلبو الميجاري وفي الأكاديمية القديمة، أخذ يعلم في الرواق المعمد «من هنا كانت تسمية مذهبه الفلسفي بالرواقية»، وقد أنشأها سنة 300 ق.م وقال فيها بأن الرجل الحكيم يجب أن يتحرر من الانفعال، ولا يتأثر بالفرح أو الترح، وأن يخضع من غير تذمر لحكم الضرورة القاهرة.

تشتمل سيرته التي كتبها ديوجانس اللايرتي على خلاصة تعاليمه التي كانت دوغماتية «أي مؤكدة من غير بيان ودليل» وتنبؤية ومتناقضة ظاهريًا، بدلًا من أن تكون فلسفية على غرار الفلاسفة الإغريق الذين سبقوه، وقد قسم الفلسفة إلى منطق وفيزياء وأخلاق، واتخذ مقياسًا للحقيقة الانطباع الثابت الذي لا سبيل للشك فيه، فجعل الأخلاق رئيسية، وقال بأن السعادة تكمن في ملائمة الإرادة مع العقل الإلهي الذي يحكم الكون، غير أنه لم يبقى من رسائله في المنطق، والفيزياء، والأخلاق، والبلاغة (الموضوعة بلغة يونانية جافة ولكن فعالة) إلا استشهادات متناثرة.

تدليلًا على مكانة زينون الرواقي ومعلم الأخلاق الفينيقي السامية في مجال الفكر، دعاه الملك المقدوني أنتيغون في رسالة وجهها إليه للإقامة عنده ليكون تلميذًا له، فيصبح كل شعبه من تلاميذه نظرًا لتفوقه العقلي والعلمي، فكان جواب زينون له وكان قد بلغ آنذاك الرابعة والثمانين من عمره: «إني سعيد بكونك تريد تعلم ما هو حقيقي ومفيد، وليس فقط فن قيادة الشعب والعبث بالأخلاق الطيبة، وأن أي إنسان تجذبه الفلسفة ويحتقر الرغبات الدنيوية، لا يكون وحسب ذا نبل طبيعي، بل ذا نبل خُلُقي عظيم، ولو لم أكن كهلًا ويعيقني هِرَم جسدي لجئت إليك، ولكنني سأرسل إليك بعض تلامذتي الذين يماثلونني بروحهم وهم أكثر فائدة مني».

وعندما شاهد انتيباتروس الصيدوني قبر زينون رثاه بقوله: «هنا يرقد زينون الكيتومي الحكيم الذي اتجه إلى السماء، إنه لم يضع جبلًا فوق جبل، كما لم ينجز أعمال هرقل ليصل إلى النجوم، فإن طريق الفضيلة كانت تكفيه».

من ابلغ ما نقل عنه أن الانسان يملك اذنين وفم واحد ليسمع اكثر مما يتكلم

سيرته

[عدل]

من المحتمل أن زينون الرواقي هو من أصل فينيقي من قبرص[6][7]، وهو مؤسس المدرسة الرواقية في الفلسفة، التي درّسها في أثينا منذ 300 ق.م مرتكزة على الأفكار الأخلاقية للفضيلة، قامت الرواقية على تأكيد الخير والسلام الفكري الناتج عن حياة الفضيلة بانسجام مع الطبيعة حيث أثبتت نجاحها وازدهرت كفلسفة مسيطرة في العصر الهيليني عبر الحقبة الرومانية.

حياته

[عدل]

ولد زينون في 334 قبل الميلاد في قبرص. تأتي معظم التفاصيل المعروفة عن حياته من السيرة الذاتية والحكايات التي حفظها ديوجانس اللايرتي في كتابه (حياة وآراء الفلاسفة البارزين) وبعض تفاصيل حياة زينون مؤكدة في السودا (موسوعة بيزنطية من القرن العاشر).[8] زينون هو ابن تاجر فينيقي أتى إلى أثينا ليعلم الفلسفة في سن 22. القصة تعود إلى أحد رحلاته إلى أثينا حيث جذبته كتابات سقراط فسأل صاحب المكتبة عن شخص مماثل، فأخبره صاحب المكتبة عن أحد الفلاسفة في اليونان. وصف زينون بأنه شخص جامح وصبور، ويعيش حياة زاهدة ووافرة، هذه الأمور أثرت في تعاليمه وفي فلسفته الرواقية. رفض زينون المواطنة الأثينية عندما عرضت عليه، حيث تخوف من أن يظهر كشخص غير مخلص لأرضه الأم فينيقيا. وكذلك فضل زينون صداقة البعض على الكثير، أنه كان مولعًا في دفن نفسه في الاكتشافات، أنه لم يحب يسهب أو يفصل في خطاباته. توفي زينون في 262 قبل الميلاد، ذكر لارتيوس عن وفاته: عندما كان مغادراً للمدرسة تعثر ووقع فكسر أصبع قدمه، ضاربًا للأرض بقبضته، اقتبس سطرًا من نيوبيه: «أتيت، أتيت، لماذا تنادينني؟» ومات فورًا بعد أن توقفت أنفاسه.

فلسفته

[عدل]

قسم زينون الفلسفة إلى ثلاثة أجزاء:

  • المنطق: وهو موضوع واسع يضم البلاغة، القواعد، والنظريات المتعلقة بالإدراك والفكر، وقد قسم زينون المفاهيم الصحيحة إلى ما يمكن فهمه وما لا يمكن. مؤكدا على الإرادة الحرة لقوة الإثبات في التفرقة بين الانطباعات الحسية، وقال أن هناك أربعة مراحل في عملية الوصول للمعرفة هي: الملاحظة، الإثبات، الإدراك، ثم المعرفة.
  • الفيزياء: وهي لا تضم فقط العلوم بل الطبيعة المقدسة للكون. يرى زينون أن الكون هو الإله، كيان عاقل مقدس، وتنتمي كل الأجزاء إلى الكل. في رؤيته هذه الموحدة للوجود يرى أن الطبيعة رؤية فنية تقدم قواعد ثابتة للخلق.
  • الأخلاق: حيث يرى زينون أن الهدف النهائي هو الوصول للسعادة فإنه لا يكون إلا عبر الطريقة الصحيحة في العيش وفقا للطبيعة.

أعماله

[عدل]

الجمهورية

[عدل]

في هذا العمل يقدم زينون صورة مجتمع مثالي يكون فيه الإنسان الحكيم هو المواطن بغض النظر عن وطنه، هذا المجتمع تحكمه قوانين مشتركة تتماشى مع قانون الطبيعة. مجتمع شرطه هو التوافق مع الطبيعة، يمتثل فيه المواطنون لرغباتهم الطبيعية. وما جمع من عمل زينون هو قليل وغير مكتمل، ولكن ما عرف عن هذا العمل هو ما يلي، فانتقد زينون نظام التعليم في عصره ووصفه بالعقم لأنه قام على ثلاث فقط الكتابة، الموسيقى، والرياضة، ثم ينتقل إلى مفهوم الصداقة ويرى أن الأصدقاء فقط هم من يملكون الحكمة أما غيرهم فهم في حالة عداء وصراع سواء بين الأخوة أو بين الأهل والأبناء، ولا يمكنهم التحول إلى أصدقاء إلا في حال أصبحوا حكماء. ويرى أن جمهوريته لابد أن تقوم على الصداقة، والحكمة في وجهة نظره ليس لها شروط بل يمكن لكل إنسان أن يحظى بها. ويرفض زينون فكرة العبودية ويرى أن العبودية هي ما بين السيد والعبد، ويرفض حتى تلك العبودية القائمة على عقود العمل، وتلك العبودية التي تعني تملك إنسان لآخر. ينتقل زينون لاحقا إلى موضوع النساء، ويؤكد على ضرورة زواج الحكيم والإنجاب ولا يضع شروطا للزواج حيث أن جميع مواطني الجمهورية هم الحكماء والممتازين، ويرى إن الزواج والإنجاب ضرورة لحفظ الجنس البشري. كما رفض زينون في جمهوريته بناء المعابد ما يعتبر إساءة للديانة اليونانية الرسمية، ورأى أن العبادة هي حاجة العابد وليست حاجة الآلهة، حيث يحتاج العابد إلى تذكير نفسه بوجود الآلهة، ويرى أن العبادات لا تؤثر بالآلهة ولكنها تلفت نظر العابد إلى وجود العنصر الإلهي داخله. ورفض زينون أيضا تعبد الأوثان، فالآلهة ليست على صورة بشرية، وأن من يفعل هذا هو جهل بالحقيقة الإلهية، لذا فإنه يدعو إلى إزالة الأوثان من الجمهورية، كما دعا إلى إلغاء دور القضاء، حيث قال إن المواطنين نفسهم من يحققون العدالة دون الحاجة للقوانين، وهذه العدالة تعني تطبيق القانون الطبيعي على أساس الفهم الصحيح له، حيث لا يوجد مذنب يستحق العقاب، كما لا حاجة للعملات المالية فجميع الأشياء ملك للجميع ويكون التبادل للأشياء مباشرة بين المواطنين، فهو يرى أن المال سبب كل الشرور، ويرى زينون أيضاً أن النساء لا يختلفن بشيء عن الرجال، وقال بتوحيد الزي بين الرجال والنساء، لأن الزي كان تعبيرًا عن التمايز بين الغني والفقير، أما في جمهوريته لا بد أن يكون الجميع سواء يعيشون وفقًا للطبيعة.

الأعمال الأخرى لزينون

[عدل]
  • الأخلاق
  • الحياة وفقا للطبيعة
  • عن الحافز أو عن طبيعة البشر
  • عن العواطف
  • عن الواجب
  • عن القانون
  • عن التعليم اليوناني
  • فن الحب
  • عن الكون
  • عن الكائن
  • عن العلامات
  • عن البصيرة
  • عن الشعارات

زينون واللاسلطوية

[عدل]

يعتبر زينون الرواقي أول لا سلطوي في العالم وممهداً هاماً لأفكارها، فقد رأى زينون أن البشر حكماء لا حاجة للسيطرة عليهم، وبالتالي لا حاجة لهم لا للدولة ولا النقود ولا المحاكم والمؤسسات المنظمة، في رؤيته نرى المساواة الكاملة بين الرجال والنساء إضافة إلى الطبيعة الاشتراكية.

من أقواله

[عدل]
  • قوي مشاعرك، كي تؤلمك الحياة أقل ما يمكن.
  • اتبع المنطق حيثما يقودك.
  • من الأفضل أن تزل بقدميك على أن تزل بلسانك.
  • لنا أذنان وفم واحد، لكي نستمع أكثر مما نتكلم.
  • وعندما توفي أبنه ولم يبدي كثير الحزن سؤل عن سبب عدم شجونه فأجاب مؤكدًا فلسفته الطبيعية: لم ألد ابنًا كي لا يموت.

روابط خارجية

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ Charles Dudley Warner, ed. (1897), Library of the World's Best Literature (بالإنجليزية), QID:Q19098835
  2. ^ "معلومات عن زينون الرواقي على موقع viaf.org". viaf.org. مؤرشف من الأصل في 2016-09-04.
  3. ^ "معلومات عن زينون الرواقي على موقع ark.frantiq.fr". ark.frantiq.fr. مؤرشف من الأصل في 2019-12-31.
  4. ^ "معلومات عن زينون الرواقي على موقع inphoproject.org". inphoproject.org. مؤرشف من الأصل في 2019-12-31. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  5. ^ Edward (29 Nov 2005). The Shorter Routledge Encyclopedia of Philosophy (بالإنجليزية). Routledge. ISBN:978-1-134-34409-3. Archived from the original on 2021-09-10.
  6. ^ "Diogenes Laertius, Lives of Eminent Philosophers, BOOK VII, Chapter 1. ZENO (333-261 B.C.)". www.perseus.tufts.edu. مؤرشف من الأصل في 2022-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-30.
  7. ^ "Max Pohlenz, Die Stoa: Geschichte einer geistigen Bewegung. As reviewed by Phillip de Lacy (October 1, 1951). Reviewed Work: Die Stoa: Geschichte einer geistigen Bewegung by Max Pohlenz. Vol. 46. The University of Chicago Press. pp. 260–262". Wikipedia (بالإنجليزية). JSTOR. 27 Aug 2022. Archived from the original on 2021-07-25.
  8. ^ "SOL Search". www.cs.uky.edu. مؤرشف من الأصل في 2021-07-30. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-30.
  • موسوعة المعرفة 2000
  • ويكيبيديا الإنكليزية
  • جمهورية الفيلسوف زينون الرواقي تأليف د.هدى الخولي
  • صانعو التاريخ - سمير شيخاني.
سبقه
الأول
زعيم المدرسة الرواقية

300 - 262 ق م

تبعه
كليانثس