سرطان الرئة | |
---|---|
معلومات عامة | |
الاختصاص | علم الأورام، وطب الرئة |
من أنواع | مرض رئوي ومرض | ،
الأسباب | |
الأسباب | ![]() |
عوامل الخطر | تدخين[2] |
المظهر السريري | |
الأعراض | ![]() |
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung cancer) هو ورم خبيث ينشأ في الرئة بسبب تلف جيني في الحمض النووي لخلايا مجرى الهواء. غالبًا ما يرتبط سرطان الرئة بتدخين التبغ أو استنشاق المواد الكيمائية الضارة. تكتسب خلايا مجرى الهواء القدرة على أن تنقسم انقسامًا غيرَ مقيِّدٍ مسببةً نمو الورم، وإذا لم يُعالج الورم ينتشر في كل الرئة مما يضر بوظيفتها، وينتشر الورم في النهاية إلى جميع أجزاء الجسم عبر عملية الانبثاث.
غالبًا لا تظهر أعراض سرطان الرئة في مراحله الأولى فلا يُكتشف إلا من خلال التصوير التشخيصي، وعندما يتطور المرض يعاني معظم الناس من مشاكل تنفسية لانوعيَّة كالسعال وضيق النفس وألم الصدر. تعتمد الأعراض الأخرى على موقع الورم وحجمه. يخضع المشتبه في إصابتهم بسرطان الرئة عادةً لسلسلة من الفحوصات التصويرية لتحديد موقع الورم ودرجة انتشاره، ولتأكيد تشخيص الإصابة بسرطان الرئة لا بد من فحص خزعة من الورم المشتبه فيه تحت المجهر حيث يمكن لأخصائي علم الأمراض تصنيف الورم حسب نوع الخلايا التي نشأ منها فضلًا عن التعرف عليه. قرابة 15% من سرطانات الرئة من سرطانات الخلايا الصغيرة بينما 85% منها من سرطانات الرئة غير صغيرة الخلايا كالسرطانة الغدية والسرطانة حرشفية الخلايا وسرطانة الرئة كبيرة الخلايا [الإنجليزية]. يُجرى بعد تشخيص المرض فحوصات تصويرية وخزعات إضافية لتحديد مرحلة السرطان بناءً على مدى انتشاره.
يُعالج سرطان الرئة في مراحله الأولى بالجراحة لإزالة الورم ثم يُتبع أحيانًا بالعلاج الإشعاعي والكيميائي لقتل ما بقي من الخلايا السرطانية أما في المراحل المتقدمة فيُعالج بالعلاج الإشعاعي والكيميائي بجانب الأدوية التي تستهدف أنواعًا فرعيةً محددة من السرطان. لا يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص 20% حتى مع العلاج،[3] وتكون معدلات البقاء أعلى عند من يُشخَّصون مبكرًا والمرضى الأصغر سنًا كما أن معدل البقاء عند النساء أعلى من الرجال.
معظم حالات سرطان الرئة تأتي مع تدخين التبغ بينما تُصاب حالات أخرى مع التعرض لمواد خطرة كالأسبست وغاز الرادون أو بسبب الطفرات الجينية التي تنشأ عشوائيًا، ولذلك تركز الجهود للوقاية من سرطان الرئة على تشجيع الأفراد على تجنب المواد الكيميائية الخطرة والإقلاع عن التدخين، حيث يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بسرطان الرئة ويحسن نتائج علاج المصابين به.
سرطان الرئة هو السرطان الأكثر انتشارًا وإهلاكًا على مستوى العالم حيث سُجلت 2.2 مليون حالة في 2020 و1.8 مليون حالة وفاة.[4] سرطان الرئة نادر الوجود بين من يصغرون عن 40 عامًا حيث يبلغ متوسط عمر التشخيص 70 عامًا ومتوسط عمر الوفاة 72 عامًا.[5] تتفاوت معدلات الإصابة والنتائج تفاوتًا كبيرًا في شتى أنحاء العالم للتفاوت في أنماط استخدام التبغ. كان سرطان الرئة مرضًا نادرًا قبل انتشار التدخين في القرن العشرين، ومع تراكم الأدلة التي تربط بين سرطان الرئة وتعاطي التبغ في خمسينيات وستينيات القرن العشرين حذرت معظم الهيئات الصحية الوطنية الكبرى من تعاطي التبغ.
لا أعراض غالبًا تظهر لسرطان الرئة في بواكيراه، وعندما تظهر الأعراض فإنها غالبًا ما تكون مشاكل تنفسية لانوعيَّة تختلف من شخص لشخص كالسعال وضيق النفس وألم الصدر.[6] إذا كان المصاب بسرطان الرئة يعاني من السعال من قبل، فإنه يلاحظ نوعًا جديدًا من السعال أو زيادة في معدل السعال الموجود أو شدته.[6] يعاني ربع المصابين من نفث الدم والذي قد يتمثل في خطوط دموية صغيرة في القشع أو خروج كميات كبيرة من الدم.[7][6] يعاني نصف المصابين من ضيق النفس بينما ينتشر ألم الصدر الخفيف والمستمر في نفس الموضع ما بين ربع المصابين إلى نصفهم.[6] يظهر على بعض المرضى بجانب الأعراض التنفسية أعراضًا جهازية تشمل فقدان الشهية وفقدان الوزن والحمى وفرط التعرق الليلي وضعفًا عامًا.[6][8]
يحدث سرطان الرئة بسبب طفرة في الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين في خلايا الرئة. تكون هذه الطفرات عشوائية في بعض الأحيان، لكنها تحدث عادةً بسبب استنشاق مواد سامة مثل دخان السجائر.[9][10] تؤثّر التغيّرات الجينية المسببة للسرطان على الخلايا، ويشمل هذا التأثير تكاثر الخلايا وحدوث موت مبرمج للخلايا (الاستماتة، ووترميم الحمض النووي. [11] في نهاية الأمر، تكتسب الخلايا تغييرات جينية كافية لتنمو بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه، فتشكّل ورماً، وينتشرداخل الرئة وخارجها. يسبب نمو وتفشّي الورم أعراض سرطان الرئة. إذا لم يوقف انتشار الورم فإنه يؤدي في النهاية إلى وفاة الشخص المريض.
التدخين هو المساهم الرئيسي في الإصابة بسرطان الرئة، حيث يسبب 80% إلى 90% من الحالات.[12] تزداد مخاطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة كمية السجائر المستهلكة.[13] يرجع التأثير المسرطن لتدخين التبغ إلى المواد الكيميائية المختلفة الموجودة فيه والتي تسبب طفرات في الحمض النووي، ما يزيد من فرصة تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية.[14] تُحدّد الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن نحو 50 مادة كيميائية من مكونات دخان التبغ في مواد مسرطنة على الأقل، وأكثرها فعالية في هذا النطاق نيتروزامينات التبغ.[13] يؤدي التعرض لهذه المواد الكيميائية إلى عدة أنواع من تلف الحمض النووي: الارتباط الكيميائي بالحمض النووي، الإجهاد التأكسدي، وتكسّر روابط الحمض النووي.[15] إن التواجد في مكانٍ يعجّ بدخان التبغ – والذي يسمى التدخين السلبي – يمكن أن يسبب سرطان الرئة أيضًا. فالعيش مع شخص يدخن التبغ يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 24%. وتشير التقديرات إلى أن 17% من حالات سرطان الرئة لدى غير المدخنين ناجمة عن مستويات عالية من دخان التبغ البيئي.[16]
قد تكون السجائر الإلكترونية عامل خطر للإصابة بسرطان الرئة، لكن بنسبة أقل من عوامل الخطر الموجودة في السجائر العادية؛ ظهرت الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث منذ 2021، نظراً لطول الفترة التي يمكن أن يستغرقها سرطان الرئة ليتطور بعد التعرض للمواد المسرطِنة.[17]
لا يُعرف بعد إن كان تدخين المنتجات غير التبغية يرتبط بتطور سرطان الرئة. لا يبدو أن تدخين الماريجوانا يسبب سرطان الرئة بشكل مستقل - على الرغم من المستويات المرتفعة نسبيًا من القطران والمواد المسرطنة المعروفة في دخان الماريجوانا. لم يكن ثمة دراسات حول العلاقة بين تدخين الكوكايين والإصابة بسرطان الرئة حتى عام 2020.[18]
إن التعرض لمجموعة متنوعة من المواد الكيميائية السامة الأخرى - والتي عادة ما نصادفها في بعض المهن - يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.[19] التعرض المهني للمواد المسرطنة يسبب 9-15% من سرطان الرئة.[19] ومن الأمثلة البارزة على ذلك الأسبست، الذي يسبب سرطان الرئة إما بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق التهاب الرئة.[19] يؤدي التعرض لجميع أشكال الأسبستوس المتاحة تجاريًا إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، ويزداد خطر الإصابة بالسرطان مع مرور الوقت.[19] يزيد الأسبستوس والتدخين من المخاطر بشكل تآزري - أي أن خطر وفاة شخص يدخن ويتعرض للأسبستوس بسبب سرطان الرئة أعلى بكثير مما يمكن توقعه من إضافة عاملي الخطر هذين معًا.[19] على نحوٍ مماثل، يرتبط التعرّض للرادون، منتج تحلل طبيعي للعناصر المشعة في الأرض.، بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة. تختلف مستويات الرادون باختلاف جغرافيا المنطقة.[20] يعتبر عمال المناجم تحت الأرض الأكثر تعرّضاً للرادون؛ ومع ذلك، حتى المستويات المنخفضة من الرادون التي تتسرب إلى المساحات السكنية يمكن أن تزيد من خطر إصابة شاغلي تلك المساحات بسرطان الرئة. ومثل الأسبستوس، فإن تدخين السجائر والتعرض للرادون يزيدان من المخاطر بشكل تآزري.[19] التعرض للرادون مسؤول عن 3%-14% من حالات سرطان الرئة.[20]
ترتبط أيضًا العديد من المواد الكيميائية الأخرى المتعلقة بالمهن بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة بما في ذلك الزرنيخ المستخدم في حفظ الخشب ومبيدات الآفات، وبعض خامات الصهر؛ يتعرض العمال للإشعاع المؤين أثناء عملية تعدين اليورانيوم؛ وكلوريد الفاينيل في صناعة الورق؛ البيريليوم في صناعة المجوهرات، وكذا العاملون في صناعة الخزف، وفنيو صناعة الصواريخ، وعمال المفاعلات النووية؛ والعمال الذين يتعاملون مع الكروم في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ، وعمال اللّحام، والدباغة، واستخدام النيكل في الطلاء الكهربائي، وصانعو الزجاج، وعمال المعادن، وعمال صناعة البطاريات، والسيراميك، والمجوهرات؛ وعمال المناجم الذين يتعرّضون لعادم الديزل.[19]
يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتعرّض للهواء الملوّث، خصوصاً الجسيمات المعلّقة في الغازات المنبعثة من عوادم السيارات واحتراق الوقود الأحفوري في محطات توليد الطاقة.[21][22] كما يرتبط تأثير جودة الهواء الداخلي في البيئات التي يُحرق فيها الوقود الخشبي أو الفحم النباتي أو بقايا المحاصيل للطهي والتدفئة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة..[23] صنّفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان الانبعاثات الناتجة عن حرق الفحم المنزلي على أنها "مسبّبة للسرطان" وصنّفت المواد الحيوية المستخدمة في صناعة الطاقة على أنها "من المحتمل أن تكون مسرطنة".[23]
هناك العديد من الأمراض الأخرى التي تسبب التهاب الرئة والتي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة. هذا الارتباط أقوى في حالة داء الانسداد الرئوي المزمن – حيث يكون الخطر أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من قدرٍ أكبر من الالتهاب، وينخفض لدى الأشخاص الذين يتلقون علاجاً للالتهاب باستخدام الكورتيكوستيرويدات.[24] ترتبط أمراض التهابات الرئة والجهاز المناعي الأخرى بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة مثل عوز ألفا 1 أنتيتريبسين، والمرض الرئوي الخلالي، وتصلب الجلد، وعدوى المتدثرة الرئوية، والسلّ، والإيدز.[24] يرتبط فيروس إبشتاين-بار بتطور سرطان الرئة النادر سرطان الظهارة اللمفية الشبيه بالسرطان لدى الآسيويين، ولكن هذا الترابط لا يظهر لدى الأشخاص من العالم الغربي.[25] ثمة دراسات عن دور عوامل معدية أخرى بتطور سرطان الرئة ولكنها لا تزال غير حاسم حتى عام 2020، وتشمل هذه العوامل فيروسات الورم الحليمي البشري، فيروس البي كيه، فيروس جي سي، فيروس هربس بيتا البشري 5، والفيروس قردي 40، وفيروس الحصبة، و Torque Tenovirus – .[25]
ثمة تركيبات جينية معينة قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة. فأفراد الأسرة المقربين من المصابين بسرطان الرئة معرضون لخطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تبلغ ضعفي خطر الإصابة به لدى الشخص العادي، حتى بعد التحكم في التعرض المهني وعادات التدخين.[26] حددّت دراسة الترابط الجينومي الكامل العديد من المتغيرات الجينية المرتبطة بخطر الإصابة بسرطان الرئة، إذ يُسهم كلٌ منها في زيادة طفيفة في المخاطر.[27] تشارك العديد من هذه الجينات في المسارات المعروفة بتورطها في التسرطن، وهي ترميم الدنا، والالتهاب، ودورة الخلية، والاستجابة الخلوية للضغط، وتغيير بنية الكروماتين.[27] بعض الاضطرابات الوراثية النادرة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطانات المختلفة تزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وهي ورم أرومة الشبكية ومتلازمة لي-فراوميني.[28]
يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة عن طريق الإقلاع عن التدخين، حيث يكون انخفاض الخطر أكبر كلما طالت فترة عدم التدخين.[29] يبدو أن تأثير برامج المساعدة الذاتية على نجاح الإقلاع عن التدخين ضئيل، في حين تحسّن الاستشارات المشتركة والعلاج الدوائي من معدلات الإقلاع عن التدخين.[29] وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام علاجات مضادات الاكتئاب وبدائل النيكوتين فارينيكلين للمساعدة في الإقلاع عن التدخين كعلاجات الخط الأول. ويوصى باستخدام الكلونيدين والنورتريبتيلين كعلاجات الخط الثاني.[29] يحاول أغلب المصابين بسرطان الرئة الإقلاع عن التدخين؛ وينجح حوالي النصف في ذلك.[30] حتى بعد تشخيص سرطان الرئة، يؤدي الإقلاع عن التدخين إلى تحسين نتائج العلاج، وتقليل سمية علاج السرطان ومعدلات الفشل، وإطالة وقت البقاء على قيد الحياة.[31]
على المستوى المجتمعي، يمكن تعزيز الإقلاع عن التدخين من خلال سياسات مكافحة التبغ التي تجعل الحصول على منتجات التبغ أو استخدامها أكثر صعوبة. فرضت العديد من هذه السياسات أو أوصت بها اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والتي صادقت عليها 182 دولة، تمثل أكثر من 90% من سكان العالم.[32] وتصنف منظمة الصحة العالمية هذه السياسات إلى ست فئات للتدخل، وقد ثبت أن كل منها فعالة في الحد من تكلفة العبء المرضي الناجم عن التبغ على السكان:
ترتبط السياسات التي تنفذ هذه التدخّلات بانخفاض انتشار التدخين. وكلما زاد عدد السياسات المنفّذة، زاد الانخفاض.[34] كما أن الحدّ من إمكانية وصول المراهقين للسجائر يعتبر إجراءً فعالاً بشكلٍ خاص في تقليل الإقبال على التدخين، كما أن إقبال المراهقين على منتجات التبع أمر حساسمن ناحية الزيادة في التكلفة على وجهٍ خاص.[35]
{{استشهاد ويب}}
: |url=
بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة) والوسيط |مسار=
غير موجود أو فارع (مساعدة)
الكتب
الدوريات المحكمة