سوء امتصاص الحمض الصفراوي

سوء امتصاص الحمض الصفراوي
معلومات عامة
من أنواع سوء الامتصاص،  واضطراب جيني[1]  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات

سوء امتصاص الحمض الصفراوي، والمعروف أيضًا بإسهال الحمض الصفراوي، هو سبب لعدة مشاكل معوية أهمها الإسهال المزمن. تُدعَى هذه الحالة أيضًا بالإسهال المُحرَّض بالحمض الصفراوي، أو الاعتلال المعوي الصفراوي وسوء امتصاص الملح الصفراوي. قد تنتج عن سوء امتصاص ثانوي لمرض هضمي، أو قد تكون اضطرابًا أوليًا مرتبطًا بالإنتاج المفرط للحمض الصفراوية. غالبًا ما يكون العلاج بمنحيات حامض الصفراء فعالًا.

الأعراض والعلامات

[عدل]

أشيع تظاهرات سوء امتصاص الحمض الصفراوي هي: إسهال مائي، وإسهال دهني، وأعراض هضمية أخرى مثل الانتفاخ، والألم البطني، والإعياء، و«التشويش العقلي»، والإلحاح البرازي، وسلس البراز. [2][3]

التصنيف

[عدل]

جرى تحديد سوء امتصاص الحمض الصفراوي لأول مرة لدى مرضى مصابين بمرض في اللفائفي.[4] عندما حُدِّدت الأسباب الأخرى، ووُصِف الشكل الأولي أو مجهول السبب،[5] اقترِح تصنيف مؤلف من ثلاثة أنماط:[6]

  • النمط 1: سوء امتصاص الحمض الصفراوي الثانوي لاستئصال اللفائفي أو التهابه (على سبيل المثال، داء كرون).
  • النمط 2: سوء امتصاص الحمض الصفراوي مجهول السبب، إسهال الحمض الصفراوي الأولي.
  • النمط 3: ثانوي لأمراض هضمية متنوعة تشمل: استئصال المرارة، وقطع المبهم، وفرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة، والاعتلال المعوي الإشعاعي، والمرض البطني (الداء الزلاقي)، والتهاب البنكرياس المزمن...إلخ

آليات المرض

[عدل]

الدوران المعوي الكبدي للأملاح الصفراوية

[عدل]

تُنتَج الأحماض الصفراوية (تُدعَى أيضًا بالأملاح الصفراوية) في الكبد، وتُفرَز إلى داخل الجهاز الصفراوي، ثم تخزن في المرارة وتحرر بعد الوجبات بتنبيه من الكوليسيستوكينين. الأحماض الصفراوية مهمة لهضم وامتصاص الدهون (الليبيدات) في الأمعاء الدقيقة.  يُمتَص عادة أكثر من 95% من الأحماض الصفراوية في اللفائفي النهائي، ويقبطها الكبد ثم يعيد إفرازها. يحدث هذا الدوران المعوي الكبدي للأحماض الصفراوية 4 – 6 مرات خلال 24 ساعة، وعادة ما يدخل الأمعاء الغليظة أقل من 0.5 غرام من الأحماض الصفراوية كل 24 ساعة. عندما يدخل الأمعاء الغليظة كميات أكبر من الأحماض الصفراوية فإنها تحرض إفراز الماء والحركة الحوية المعوية في القولون ما يسبب ظهور أعراض الإسهال المزمن.

الامتصاص المعوي للأحماض الصفراوية

[عدل]

إن اللفائفي فعال جدًا في امتصاص الأملاح الصفراوية المقرونة بالسكر أو التاورين. ناقل الملح الصفراوي القمي المعتمد على الصوديوم (الناقل القمي حمض صفراوي-صوديوم ASBT، وناقل الحمض الصفراوي في اللفائفي IBAT، والرمز المورثي SLC10A2) هو الخطوة الأولى في الامتصاص في الغشاء ذي حافة الفرشاة.  ينقل البروتين اللفائفي السيتوبلازمي الرابط للحمض الصفراوي والثنائيات المتغايرة القاعدية الجانبية OSTalpha وOST-beta الأملاح الصفراوية من وإلى الخلية حيث تدخل في النهاية الوريد البابي. يُعبَّر بشكل كبير عن نواقل الحمض الصفراوي هذه في اللفائفي لا في الكبد أو الصائم أو القولون. عندما يقل التعبير هذه النواقل المتخصصة، تقل كفاءة الأمعاء في امتصاص الحمض الصفراوي (سوء امتصاص الحمض الصفراوي نمط 1).[7] عندما تتأثر الحركة الحوية المعوية بالجراحة الهضمية أو عندما تُقرَن الأحماض الصفراوية من خلال فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة، يصبح الامتصاص أقل كفاءة (سوء امتصاص الحمض الصفراوي نمط 3).[8] قد يكون لدى نسبة قليلة من المرضى غير العرضيين (سوء امتصاص الحمض الصفراوي نمط 2) طفرات في الناقل القمي حمض صفراوي-صوديوم  ASBT، لكن هذه الطفرة ليست شائعة لدى المرضى ولا تؤثر على الوظيفة. [9]

الإنتاج المفرط للأحماض الصفراوية

[عدل]

قد ينتج إسهال الحمض الصفراوي الأولي (سوء امتصاص الحمض الصفراوي نمط 2) عن فرط إنتاج الأحماض الصفراوية. فشلت عدة مجموعات من العاملين في إظهار أي عيب في امتصاص الحمض الصفراوي في اللفائفي لدى هؤلاء المرضى، ويكون لديهم تجمع كبير من الحمض الصفراوي بدلًا من نقص كميته المتوقع وجودها مع سوء الامتصاص.[10] يُنظَّم اصطناع الأحماض الصفراوية في الكبد سلبيًا بواسطة هرمون عامل نمو الأرومة الليفية 19 (FGF19)، وتؤدي القيم المنخفضة من هذا الهرمون إلى حدوث فرط في إنتاج الأحماض الصفراوية فتكون أكبر من قدرة اللفائفي على الامتصاص. [11]

التشخيص

[عدل]

طُوِّرت طرق عديدة لكشف هذا الاضطراب، لكن هناك صعوبات في كل منها. يوضع تشخيص سوء امتصاص الحمض الصفراوي بسهولة وموثوقية باختبار SeHCAT.[12] يتضمن هذا الفحص الطبي النووي مسحين بفاصل أسبوع، ويقيس دورات متعددة من إفراز الحمض الصفراوي وإعادة امتصاصه. هناك تعرض إشعاعي محدود (0.3 ميلي سيفرتس). يكون احتباس SeHCAT خلال 7 أيام طبيعيًا فوق 15%، القيم الأقل من 15%، و10%، و5% تنبئ باحتباس غير طبيعي خفيف ومتوسط وشديد على الترتيب، وزيادة في احتمالية الاستجابة لمنحيات الحمض الصفراوي.[13] هذا الفحص غير مُرخَّص في الولايات المتحدة، وحتى في الأماكن التي يكون متاحًا فيها فإنه يكون قليل الاستخدام.[14][15] لم تعد الطرق الأقدم مثل فحص النفس بالسكر الكحولي-C14 جزءًا من الاستخدام السريري الروتيني.

يظهر قياس 7 ألفا-هيدروكسي-4-كولستين-3-ون، وهو طليعة الحمض الصفراوي في المصل زيادةَ تصنيع الحمض الصفراوي الموجود في سوء امتصاص الحمض الصفراوي. يُعتبَر هذا الاختبار طريقة تشخيصية بديلة وذلك عندما يكون متاحًا.[16] قد تكون لقيم عامل نمو الأرومة الليفية 19 (FGF19) الصيامية الدموية أهميةٌ في كشف المرض والتنبؤ بالاستجابة.[17]

تعطي الواسمات الحيوية المتنوعة عائدات تشخيصية متماثلة تبلغ نحو 25% لدى المرضى المصابين باضطرابات الأمعاء الوظيفية المترافقة مع الإسهال. في دول مثل الولايات المتحدة، حيث لا يكون فحص SeHCAT متاحًا، تتوفر الأحماض الصفراوية و C4 البرازية لوضع التشخيص.[18]

العلاج

[عدل]

إن منحيات الحمض الصفراوية هي الأدوية الرئيسية المُستخدَمة في علاج سوء امتصاص الحمض الصفراوي.[19] استخدِم الكولسترامين والكوليستيبول، وكلاهما يكون بشكل مسحوق، لسنوات عديدة. لسوء الحظ، يجد العديد من المرضى صعوبة في تحملهما، رغم أن الإسهال قد يتحسن، إلا أن الأعراض الأخرى مثل الألم البطني والانتفاخ قد تسوء. يكون الكويسيفيلام بصورة أقراص، ويتحمله بعض المرضى بسهولة أكبر.[20][21][22] أظهرت دراسة لتأكيد الدليل على شاد مستقبل الحمض الصفراوي حمض الأسيتوم أوبيتيكوليك امتلاكه لفوائد سريرية وكيميائية حيوية.[23] ابتداءً من 15 مارس 2016، ستجري شركة نوفارتيس الصيدلانية تجارب سريرية نمط 2 تتضمن شادًا لمستقبل الحمض الصفراوي يدعى LJN452.[24]

المراجع

[عدل]
  1. ^ Monarch Disease Ontology release 2018-06-29 (ط. 2018-06-29)، 29 يونيو 2018، QID:Q55345445
  2. ^ Zhang, Lizhi; Chandan, Vishal S.; Wu, Tsung-Teh (2019). Surgical Pathology of Non-neoplastic Gastrointestinal Diseases (بالإنجليزية). Springer. p. 226. ISBN:978-3-030-15573-5. Archived from the original on 2020-04-20.
  3. ^ Priya Vijayvargiya and Michael Camilleri (2018). "Update on Bile Acid Malabsorption: Finally Ready for Prime Time?". Current Gastroenterology Reports. ج. 26 ع. 3: 10. DOI:10.1007/s11894-018-0615-z. PMID:29582208.
  4. ^ Hofmann، AF (1967). "The syndrome of ileal disease and the broken enterohepatic circulation: cholerheic enteropathy". Gastroenterology. ج. 52 ع. 4: 752–7. DOI:10.1016/S0016-5085(67)80140-9. PMID:5337211.
  5. ^ Thaysen، EH؛ Pedersen, L (1976). "Idiopathic bile acid catharsis". Gut. ج. 17 ع. 12: 965–70. DOI:10.1136/gut.17.12.965. PMC:1411224. PMID:1017717.
  6. ^ Fromm، H؛ Malavolti, M (1986). "Bile acid-induced diarrhoea". Clinics in Gastroenterology. ج. 15 ع. 3: 567–82. PMID:3742841.
  7. ^ Dawson، PA؛ Lan, T؛ Rao, A (2009). "Bile acid transporters". Journal of Lipid Research. ج. 50 ع. 12: 2340–57. DOI:10.1194/jlr.R900012-JLR200. PMC:2781307. PMID:19498215.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  8. ^ Oelkers، P؛ Kirby, LC؛ Heubi, JE؛ Dawson, PA (1997). "Primary bile acid malabsorption caused by mutations in the ileal sodium-dependent bile acid transporter gene (SLC10A2)". The Journal of Clinical Investigation. ج. 99 ع. 8: 1880–7. DOI:10.1172/JCI119355. PMC:508012. PMID:9109432.
  9. ^ Montagnani، M؛ Love, MW؛ Rössel, P؛ Dawson, PA؛ Qvist, P (2001). "Absence of dysfunctional ileal sodium-bile acid cotransporter gene mutations in patients with adult-onset idiopathic bile acid malabsorption". Scandinavian Journal of Gastroenterology. ج. 36 ع. 10: 1077–80. DOI:10.1080/003655201750422693. PMID:11589382.
  10. ^ van Tilburg، AJ؛ de Rooij, FW؛ van den Berg, JW؛ van Blankenstein, M (1992). "Primary bile acid malabsorption: a pathophysiologic and clinical entity?". Scandinavian Journal of Gastroenterology. Supplement. ج. 194: 66–70. DOI:10.3109/00365529209096030. PMID:1298051.
  11. ^ Walters، JR؛ Tasleem, AM؛ Omer, O S؛ Brydon, WG؛ Dew, T؛ le Roux, CW (2009). "A new mechanism for bile acid diarrhea: defective feedback inhibition of bile acid biosynthesis". Clinical Gastroenterology and Hepatology. ج. 7 ع. 11: 1189–94. DOI:10.1016/j.cgh.2009.04.024. PMID:19426836. مؤرشف من الأصل في 2020-04-20.
  12. ^ Vijayvargiya P، Camilleri M، Shin A، Saenger A (2013). "Methods for diagnosis of bile acid malabsorption in clinical practice". Clin. Gastroenterol. Hepatol. ج. 11 ع. 10: 1232–9. DOI:10.1016/j.cgh.2013.04.029. PMC:3783593. PMID:23644387.
  13. ^ Wedlake L، A'Hern R، Russell D، Thomas K، Walters JR، Andreyev HJ (2009). "Systematic review: the prevalence of idiopathic bile acid malabsorption as diagnosed by SeHCAT scanning in patients with diarrhoea-predominant irritable bowel syndrome". Aliment. Pharmacol. Ther. ج. 30 ع. 7: 707–17. DOI:10.1111/j.1365-2036.2009.04081.x. PMID:19570102.
  14. ^ Khalid، U؛ Lalji, A؛ Stafferton, R؛ Andreyev, J (2010). "Bile acid malabsorption: a forgotten diagnosis?". Clinical Medicine. ج. 10 ع. 2: 124–6. DOI:10.7861/clinmedicine.10-2-124. PMC:4952080. PMID:20437979.
  15. ^ Walters، JR (2010). "Defining primary bile acid diarrhea: making the diagnosis and recognizing the disorder". Expert Review of Gastroenterology & Hepatology. ج. 4 ع. 5: 561–7. DOI:10.1586/egh.10.54. PMID:20932141.
  16. ^ Brydon، WG؛ Nyhlin, H؛ Eastwood, MA؛ Merrick, MV (1996). "Serum 7 alpha-hydroxy-4-cholesten-3-one and selenohomocholyltaurine (SeHCAT) whole body retention in the assessment of bile acid induced diarrhoea". European Journal of Gastroenterology & Hepatology. ج. 8 ع. 2: 117–23. DOI:10.1097/00042737-199602000-00005. PMID:8723414.
  17. ^ Pattni SS، Brydon WG، Dew T، Johnston IM، Nolan JD، Srinivas M، Basumani P، Bardhan KD، Walters JR (2013). "Fibroblast growth factor 19 in patients with bile acid diarrhoea: a prospective comparison of FGF19 serum assay and SeHCAT retention". Aliment. Pharmacol. Ther. ج. 38 ع. 8: 967–76. DOI:10.1111/apt.12466. PMID:23981126.
  18. ^ Valentin، N؛ Camilleri، M؛ Altayar، O؛ Vijayvargiya، P؛ Acosta، A؛ Nelson، AD؛ Murad، MH (ديسمبر 2016). "Biomarkers for bile acid diarrhoea in functional bowel disorder with diarrhoea: a systematic review and meta-analysis". Gut. ج. 65 ع. 12: 1951–1959. DOI:10.1136/gutjnl-2015-309889. PMID:26347530.
  19. ^ Wilcox C، Turner J، Green J (مايو 2014). "Systematic review: the management of chronic diarrhoea due to bile acid malabsorption". Aliment. Pharmacol. Ther. ج. 39 ع. 9: 923–39. DOI:10.1111/apt.12684. PMID:24602022.
  20. ^ Beigel F، Teich N، Howaldt S، Lammert F، Maul J، Breiteneicher S، Rust C، Göke B، Brand S، Ochsenkühn T (نوفمبر 2014). "Colesevelam for the treatment of bile acid malabsorption-associated diarrhea in patients with Crohn's disease: A randomized, double-blind, placebo-controlled study". J Crohns Colitis. ج. 8 ع. 11: 1471–9. DOI:10.1016/j.crohns.2014.05.009. PMID:24953836.
  21. ^ NICE. "Bile acid malabsorption: colesevelam". مؤرشف من الأصل في 2018-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2014-08-17.
  22. ^ Wedlake، L؛ Thomas, K؛ Lalji, A؛ Anagnostopoulos, C؛ Andreyev, HJ (2009). "Effectiveness and tolerability of colesevelam hydrochloride for bile-acid malabsorption in patients with cancer: a retrospective chart review and patient questionnaire". Clinical Therapeutics. ج. 31 ع. 11: 2549–58. DOI:10.1016/j.clinthera.2009.11.027. PMID:20109999.
  23. ^ Walters JR، Johnston IM، Nolan JD، Vassie C، Pruzanski ME، Shapiro DA (يناير 2015). "The response of patients with bile acid diarrhoea to the farnesoid X receptor agonist obeticholic acid". Aliment. Pharmacol. Ther. ج. 41 ع. 1: 54–64. DOI:10.1111/apt.12999. hdl:10044/1/21617. PMID:25329562.
  24. ^ "To Assess Safety, Tolerability and Efficacy of LJN452 in Patients With Primary Bile Acid Diarrhea. - Full Text View - ClinicalTrials.gov". clinicaltrials.gov. مؤرشف من الأصل في 2020-04-20. اطلع عليه بتاريخ 2018-04-09.