الأول: سورة الحشر؛ وهو اسم توقيفي، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر...).[3]
ووجه تسميتها: لوقوع لفظ الحشر فيها، ولأن فيها حشر بني النضير من ديارهم، أي: من قريتهم المسماة الزهرة قريبًا من المدينة، فخرجوا إلى بلاد الشام إلى أريحا وأذرعات، وبعض بيوتهم خرجوا إلى خيبر، وبعض بيوتهم خرجوا إلى الحيرة.
الثاني: سورة بني النضير؛ وهو اسم اجتهادي، وقد جاء عن ابن عباس وغيره.
نزلت هذه السورة في حادث بني النضير وهم اليهود الذي نقضوا العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، في السنة الرابعة من الهجرة، فأجلاهم عن المدينة النبوية، وبينت بعض آثار قدرة الله عز وجل، ومظاهر عزته بإجلاء اليهود من ديارهم وأوطانهم، مع ما كانوا فيه من الحصون والقلاع، وقد كانوا يعتقدون أنهم في عزة ومنعة، لا يستطيع أحد عليهم، فجاءهم بأس الله وعذابه من حيث لم يكن في حسابهم، وتناولت أحكام الفيء والغنيمة، وذكرت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثناء العاطر، فنوهت بفضائل المهاجرين، ومآثر الأنصار، وقد ذكرت المنافقين الأشرار الذين تحالفوا مع اليهود ضد الإسلام، وضربت لهم أسوأ الأمثال، ووعظت أهل الإيمان بيوم القيامة، وبينت الفارق الشاسع بين منازل السعداء، ودركات الأشقياء في دار العدل الجزاء، وختمت بذكر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا.[5]
ذكر الله في نهاية سورة المجادلة حال اليهود وسوء سريرتهم، وعظيم جرأتهم، وأن بغضهم من الإيمان، وحبهم نفاق، أشارت سورة الحشر إلى ما عجل الله من هوانهم وإخراجهم من ديارهم وأموالهم، وتمكين المسلمين منهم.[7]