| ||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
المواضيع |
|
|||||||||||||
إحصائيات السُّورة | ||||||||||||||
| ||||||||||||||
تَرتيب السُّورة في المُصحَف | ||||||||||||||
|
||||||||||||||
نُزول السُّورة | ||||||||||||||
النزول | مكية | |||||||||||||
ترتيب نزولها | 42 | |||||||||||||
|
||||||||||||||
نص السورة | ||||||||||||||
|
||||||||||||||
بوابة القرآن | ||||||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
سورة الفرقان سورة مكية، ماعدا الآيات 68: 70 فمدنية، من المثاني، ولا يوجد لها أسماء ثانية[1]، آياتها 77، وترتيبها في المصحف 25، في الجزء التاسع عشر، نزلت بعد سورة يس، السورة بها سجدة تلاوة في الآية 60، والفرقان هو اسم من أسماء القرآن.[2]
بدأت بقول الله تعالى﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ١﴾، وهناك سورتان بدأت بـ تبارك هي «الفرقان» و«الملك».[3]
أسباب نزول الآية (27): ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ٢٧﴾ [الفرقان:27]، عن ابن عباس: «أن عقبة بن أبي معيط وابن أبي خلف كانا خدنين خليلين، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما ودعا إليه أشراف قومه، وكان عقبة يكثر مجالسة النبي ﷺ، فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما ودعا إليه أشراف قريش ودعا رسول الله إلى طعامه، فأبى رسول الله ﷺ أن يحضر طعامه إلا إذا أسلم، وكره عقبة أن يتأخر عن طعامه أحد من أشراف قريش فنطق بالشهادتين فأتاه رسول الله وأكل من طعامه، وكان أبي بن خلف غائبا، فلما حضر وأخبر بقصة عقبة قال له: صبأت يا عقبة ؟ فقال والله ما صبأت ولكن رأيت عظيما ألا يحضر طعامي رجل من أشراف قريش، وقد أبى أن يحضر حتى أشهد له فشهدت له وطعم، فقال له أبي: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا، وما أنا بالذي أرضى عنك أبدا، إلا أن تأتيه وتبزق في وجهه وتطأ عنقه وتشتمه وتقول له كذا وكذا، ففعل عدو الله كل ما أمره به خليله، فأنزل الله الآية فالظالم في الآية عقبة بن أبي معيط، والخليل أبي بن خلف، وقتل عقبة يوم بدر، وأبي يوم أحد». أخرجه أبو نعيم وابن مردويه.
أسباب نزول الآية 68: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ٦٨﴾ [الفرقان:68] عن ابن مسعود قال: «سألت النبي ﷺ، أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قلت ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك. فأنزل الله تصديق ذلك ﴿والذين لا يدعون﴾ [الفرقان:68] … الآيات». رواه الشيخان.
وعن ابن عباس: «أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، ثم زنوا فأكثروا، ثم أتو محمدا ﷺ فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة. فنزلت الآيات إلى ﴿رحيمًا﴾ ونزل ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا﴾ [الزمر:53] …». أخرجه الشيخان.[4]
أسمى فضائلها أنَّها سُميت باسمٍ من أسماء القرآن الكريم، لتدلّ على تفريق القرآن الكريم بين الحق والباطل، وليس هناك في الأحاديث الصحيحة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث عن فضل سورة الفرقان إلا ما جاء في بعض المواقف منها الخلاف بين الصحابة حول قراءة آيات السورة الكريمة، وما جاء عن الرسول أنَّ القرآن نزل على سبعة أحرف، أي سبع قراءات: «سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ في حَيَاةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هو يَقْرَأُ علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حتَّى سَلَّمَ، فَلَبَّبْتُهُ برِدَائِهِ، فَقُلتُ: مَن أقْرَأَكَ هذِه السُّورَةَ الَّتي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قالَ: أقْرَأَنِيهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: كَذَبْتَ، فإنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أقْرَأَنِيهَا علَى غيرِ ما قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ به أقُودُهُ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ بسُورَةِ الفُرْقَانِ علَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرْسِلْهُ، اقْرَأْ يا هِشَامُ فَقَرَأَ عليه القِرَاءَةَ الَّتي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كَذلكَ أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قالَ: اقْرَأْ يا عُمَرُ فَقَرَأْتُ القِرَاءَةَ الَّتي أقْرَأَنِي، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كَذلكَ أُنْزِلَتْ إنَّ هذا القُرْآنَ أُنْزِلَ علَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ منه».
وأمَّا ما يتناقله الناس من فضائل سورة الفرقان بأنَّ في قراءة بعض آياتها رقية شرعيَّة لعلاج أمراض تصيب الجلد فهو بدعة لا أصل لها، وليست من اتباع السنة النبويَّة في شيء.[5]
صفات الإله الحق وعجز الآلهة المزيفة
بدأت سورة الفرقان بالحديث عن القرآن الذي جعله الله فرقانًا يحمل النذير للعاملين لكي يُسارعوا بالإيمان بالله وحده الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وقد تضمنت الآيات تأكيدًا على أن الله تعالى واحد أحد لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك، وأنه الخالق لكل شيء، ورغم ذلك فإن المشركين قد اتخذوا آلهة من المخلوقات لا يخلقون شيئًا ولا يملكون نفعًا ولا ضرًا. وذلك من قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1}) إلى قوله تعالى: (.. وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا {3}).
شبهات المشركين حول القرآن وردها
تستعرض الآيات بعد ذلك الشبهات التي يختلقها المشركون حول القرآن الكريم حيث قالوا عنه أنه إفك افتراه النبي صلى الله عليه وسلم بمعاونة آخرين، ويرد الله تلك الشبهات المنكرة. وذلك من قوله تعالى: (وقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ… {4}) إلى قوله تعالى: (…إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {6}).
شبهات المشركين حول الرسول وردها
تضمنت الآيات بعض الشبهات التي يُثيرها المشركون حول الرسول صلى الله عليه حيث قالوا عنه أنه ليس مُرسلًا من الله، وذلك لاعتقادهم بأنه إذا كان مرسلًا حقًا لجاء معه ملك ليُنذر الناس أو يلقي إليه كنز أو يكون من أصحاب الجنات، ورد الله سبحانه وتعالى على ذلك بأنه قادر على أن يجعل للنبي قصورًا وجنات تجري من تحتها الأنهار. وذلك من قوله تعالى: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ..{7}) إلى قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا {10}).
الدوافع الخفية وراء التكذيب
تُوضح الآيات الدوافع الخفية التي تدفع المشركين للتكذيب بالرسالة النبوية مع توضيح العذاب الذي أعده الله لهم نظير ذلك التكذيب والإنكار، فقد أعد الله لهم سعيرًا. وذلك من قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا {11}) إلى قوله تعالى: (وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا {19}).
سنة الله في اختيار المرسلين وعادة المكذبين
تتحدث الآيات بعد ذلك عن سنة الله في اختياره للمرسلين وكونهم من البشر الذين يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، وعادة المكذبين في الاستكبار واقتراح نزول الملائكة للإنذار. وذلك من قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ… {20}) إلى قوله تعالى: (…. وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا {29}).
شكوى الرسول من قومه وتسليته
تتناول الآيات بعد ذلك شكوى الرسول من قومه المكذبين له والذين هجروا القرآن الكريم، ومن ثم تضمنت الآيات تسلية لقلب النبي ووعده بالنصر مثلما حدث مع الأنبياء السابقين مثل موسى ونوح وهود وصالح. وذلك من قوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {30}) إلى قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً {40}).
الاستهزاء والسخرية سلاح العاجز
ذكرت الآيات طرفاً من استهزاء المشركين وسخريتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يقتصروا على تكذيبه فحسب، بل زادوا عليه بالاستهزاء والاحتقار، وتُوضح تلك الآيات عجز المشركين لأنهم لا يستطيعون الرد على ما جاءت به الرسالة؛ فاستعانوا بالسخرية لمواجهتها. وذلك من قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً {41}) إلى قوله تعالى: (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا {44}).
الحقائق الكونية في القرآن من دلائل النبوة
اعتنت سورة الفرقان بالتأكيد على صحة النبوة وصدق الرسالة وذلك من خلال عرض بعض الحقائق الكونية التي تدل على قدرة الله تعالى ووحدانيته وآثار خلقه في الكون البديع. وذلك من قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ…{45}) إلى قوله تعالى: (…وكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا {55}).
مهمة الرسول ونهجه في دعوة المعاندين
تؤكد الآيات بعد ذلك على أن مهمة الرسول تتمثل في التبليغ والتبشير والإنذار، وعليه أن يتبع منهج التوكل على الله في دعوته للمعاندين. وذلك من قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {56}) إلى قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا {62}).
ثمرات الرسالة الربانية
خُتمت موضوعات سورة الفرقان ببيان ثمرات الرسالة الربانية وذلك من خلال عرض صفات عباد الرحمن وما أكرمهم الله به من خصال حميدة استحقوا عليها عظيم الأجر في جنات النعيم خالدين فيها، وذلك من قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا{63}) إلى قوله تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً {77}).[6]