سونيت 16 | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
|
السونيت 16 هي إحدى السوناتات البالغ عددها 154 التي كتبها الكاتب المسرحي والشاعر الإنجليزي وليم شكسبير.[2] وتعد من بين السوناتات المعروفة بسونيتات الإنجاب، والتي تقع ضمن سلسلة الشاب الوسيم.
رغم أن السوناتة السابقة، سونيت 15، لا تناقش موضوع الإنجاب بشكل صريح، إلا أن السوناتة 16 تفتتح بعبارة «لكن...» لتجعل هذا التشجيع واضحاً. تشكل هاتان القصيدتان ثنائية. في السوناتة 16، يسأل المتحدث الشاب عن سبب عدم مقاومته للزمن والشيخوخة بنشاط من خلال إنجاب طفل.
السوناتة 16 هي من نوع السوناتة الإنجليزية الشكسبيرية. يتكون هذا النوع من السوناتات من ثلاث رباعيات تليها مقطوعة ختامية. وتتبع النموذج المعتاد لـقافية السوناتة الإنجليزية: ABAB CDCD EFEF GG. كُتبت السوناتة في البحر الخماسي الإيامبي ، وهو نوع من الأوزان يتضمن في كل سطر خمس مجموعات من المقاطع الصوتية الضعيفة/القوية. يعرض السطر الخامس نمطاً إيامبياً منتظماً:
× / × / × / × / × / Now stand you on the top of happy hours, (16.5)
بالإضافة، يمكن تحليل كلمتي «hours» (وقافيتها «flowers») كمفردتين من مقطعين، مما يعطي السطرين الخامس والسابع مقاطع إضافية نهائية تُعرف بـ«النهايات المؤنثة».
تسأل السونيت 16 عن سبب عدم سعي الشاب بقوة أكبر («بطريقة أقوى») لشن الحرب ضد «الزمن الطاغي الدموي». يتابع الشاعر، لماذا؟ لماذا لا يتخذ الشاب الاحتياطات مع تقدمه بالعمر؟ («عزّز نفسك في تدهورك») بوسائل أكثر خصوبة («مباركة»)!
يصور الشاعر الشاب واقفاً «على قمة الساعات السعيدة»، وهي اللحظة التي كانت فيها النجوم أو دولاب الحظ يبارك الشخص. في هذه اللحظة، وبما أن «الساعة السعيدة» كانت تستخدم في الزواج والولادة، يتحكم الشاب باللحظة التي قد ينجب فيها أطفالاً، وكذلك بمصيره. وبهذا الصدد، يمثل «حديقة البكر» رحماً لم يُخصَّب بعد. كان تعبير «زرع حديقة» يعني غرسها (انظر سونيت 15 حيث استخدم التعبير بمعنى الطعوم) لتتمكن من ولادة «الزهور الحية» الخاصة بالشاب، النسخ الذاتية الجديدة.[3]
التفسير الرئيسي لهذه القصيدة يعتمد على المقطع الثالث (الأبيات 9-12)، الذي يعتبر غامضًا. اقترح الباحث ادمون مالون أن «خطوط الحياة» تشير إلى الأبناء، مع إشارة إلى سلالة أو نسب، وقد أيد آخرون، مثل إدوارد دودين، هذا الرأي.[4] يمكن أن تعني كلمة «الإصلاح» هنا «إعادة الخلق» أو حتى «الإنجاب مجددًا»، وهذا يتماشى مع موضوع الأبناء، بالإضافة إلى ذلك، قد تعني «خطوط الحياة» أيضًا طول العمر أو حتى الخطوط التي يقرأها العرافون للتنبؤ بالمصير، ويوجد أيضًا معنى فني هنا، حيث يمكن أن تشير «الخطوط» إلى الإبداع الفني.[3]
البيت العاشر أثار جدلاً بين الباحثين. إحدى التفسيرات تقول إن مقارنةً بإنجاب الأطفال الحقيقيين («هذا»)، تكون محاولات تصوير الشباب بالفن (سواء كان «قلم الزمن» أو «قلم الشاعر التلميذ») أقل تأثيرًا. يعتقد باحثون مثل George Steevens أن هذا البيت دليل على أن شكسبير كتب سونيتاته في شبابه. بينما يرى آخرون، مثل تي دبليو بالدوين، أن هذه العبارة تربط بين هذه السونيتة وقصيدة اغتصاب لوكريس.[5] بشكل عام، يظهر «الزمن» هنا كفنان أكثر منه مدمر، رغم أن المعنى الدقيق يبقى غير واضح. في زمن شكسبير، كان «القلم» يمكن أن يشير إلى فرشاة صغيرة أو أداة حفر، رغم أن أقلام الرصاص المبكرة كانت موجودة أيضًا.[3]
ويقول كل من وليام إمبسون وستيفن بوث أن كل هذه التفسيرات، خاصة تلك المتعلقة بالمقطع الثالث، قد تكون صحيحة. على الرغم من أن الأبيات لا تقدم معنى واحدًا واضحًا، فإن الموضوع العام هو المقارنة بين تأثير الإنجاب الدائم وبين الطبيعة الأقل دوامًا للتعبير الفني.[6][7]
تختتم السونيت باستسلام لفكرة أن محاولات الزمن والشاعر لتصوير جمال الشاب لا يمكنها إحياء هذا الجمال («تجعلك تحيا») في أعين الناس.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
الطبعة الأولى؛
طبعات مختلفة؛
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)الطبعات النقدية الحديثة؛