ضمور

الفأر (الايمن) لديه ضمور عضلي نخاعي المنشأ

الضمور[1][2] أو الضمور التغذوي[3] (بالإنجليزية: atrophy)‏ هو انكماش أو تقلص في حجم جزء من الجسم، أوخلية، أوعضو، أو نسيج. قد يحدث الضمور نتيجة لنقص عدد الخلايا أو لتقلص حجمها لفقدان مواد من داخلها، أو نتيجة لكليهما.[4] إذا أصاب الضمور أكثر من خلية فإنه يمكن القول بأن العضو في حالة ضمور، ويجب الملاحظة بأن ضمور الخلايا لا يعني موتها. مسببات الضمور تتضمن الطفرات (التي من الممكن أن تدمر الجين المسؤول عن بناء العضو)، سوء التغذية، الانخفاض في إمداد الدم، فقدان التحفيز الهرموني، فقدان الإمداد العصبي للعضو المحدد، استماتة كميات كبيرة من الخلايا، قلة التمارين أو مرض متأصل في الأنسجة نفسها.

المدخلات الهرمونية والعصبية التي تحافظ على العضو أو جزء من الجسم يشار لها في المهنة الطبية بالتغذية. التغذية تصف الحالة الغذائية للأنسجة، وتضاءل التغذية العضلية يرمز لها بالضمور.

الضمور هو عملية فسيولوجية شاملة إعادة الامتصاص وتعطيل الأنسجة، تشمل الاستماتة. عندما تحدث نتيجة لمرض أو فقدان الدعم الغذائي بسبب مرض آخر، تسمى بالضمور المرضي، على الرغم من أنه من الممكن أن تكون جزء من تطور الجسم الطبيعي والاستتباب (التوازن) أيضاً.

أسباب الإصابة بالضمور

[عدل]
  • النقص في العمل، أو الحركة (مثل عدم تحريك أحد الأطراف نتيجة الكسر).
  • خسارة التعصيب (تزويد بأعصاب).
  • الانخفاض في امداد الدم.
  • فقدان التحفيز الهرموني.
  • الهرم أو الكبر في السن،الشيخوخة.
  • الانخفاض في تصنيع البروتين.
  • الزيادة في تحطم البروتين.

عدم توافر بعض المكونات الأساسية للبروتين والفيتامينات يؤدي إلى اضطراب عمليات الأيض مما يؤدي إلى ضمور الخلايا والأنسجة.

التطور الطبيعي

[عدل]

تضمر بعض الخلايا والأعضاء بشكل طبيعي في أعمار معينة وتحت ظروف فسيولوجية معينة. ومن أمثلة علي الضمور (كجزء من التطور الطبيعي): تقلص الغدد الكظرية بعد فترة وجيزة من الولادة، والغدة الزعترية في الطفولة المبكرة[5]، واللوزتان في سن المراهقة، والغدة الصنوبرية وقت البلوغ. يضمر الجسم الأصفر خلال فترة الطمث إذا لم يحدث حمل.[6] وعضلات الرحم(التي تكبر خلال الحمل)، سرعان ما تنكمش بعد الولادة، وتنكمش الحويصلات التي تفرز اللبن في الصدر بعد إتمام الرضاعة. وفي سن انقطاع الطمث، تخضع المبايض والرحم والثديين بشكل طبيعي إلى درجة من الضمور. تحدث بعد التغيرات في كبار السن مثل فقدان الأسنان، الشعر، ترقق الجلد الذي يكون تجاعيد، ضعف العضلات، نقص الوزن في الأعضاء وخمول في النشاط العقلي على سبيل المثال لا الحصر.[7]

ضمور الشيخوخة

[عدل]

هو ضمور يحدث بشكل طبيعي نتيجة للتقدم في العمر.[8] يمكن ملاحظة الضمور الناتج عن الشيخوخة بشكل خاص في الجلد وتجاعيده، والذي يحدث نتيجة ضمور الألياف في البشرة والأدمة أو الغدد العرقية الموجودة في الطبقة الخارجية للجلد.[9] وفي القلب، تترسب صبغة الليبوفيوسين في الألياف العضلية للقلب في كبار السن مسببة نوعا من أنواع الضمور يعرف بالضمور البني للقلب. وقد يترسب البروتين النشواني بشكل غير طبيعي في عضلات القلب الضامرة نتيجة الشيخوخة. وفي الكبد، يصاحب ضمور الكبد في الشيخوخة ترسب صبغة الليبوكروم في الخلايا الضامرة.[10] وتبدأ كثافة العظام بالتناقص مع تقدم العمر فيما يعرف بهشاشة العظام.

ضمور العضلات

[عدل]

ضمور العضلات هو حالة يتم فيها فقد النيسج العضلي، وبالتالي نقص الكتلة العضلية، فالعضلات الضامرة تظهر أصغر من السليمة. قد يكون الضمور فزيولوجياً، أو مرضياً، أو عصبي المنشأ.

الأسباب

[عدل]

ضمور عدم استعمال العضلات والعظام

[عدل]

عدم استخدام العضلات بشكل كاف يؤدي إلى ضمورها مع نقص في الكتلة والقوة، من الممكن أن يحدث ذلك بعد عدم الحركة لمدة طويلة، مثل الراحة في الفراش لفترة طويلة، أو الوعكات الصحية التي تحد من الحركة، أو وجود جزء من الجسم في قالب (العيش في الظلام للعين، طريح الفراش للرجلين إلخ.). هذا النوع من الضمور يمكن عكسه بواسطة التمارين إلا إذا كان وخيماُ ويعد ضموراً فزيولوجياً. إن الوجود في أماكن مثل الفضاء حيث لا توجد جاذبية يؤثر على العضلات، لذا يجب على رواد الفضاء في الجاذبية الصغرى التمرن بانتظام لتقليل الضمور في العضلات الطرفية.

سوء التغذية والمجاعات[11]

[عدل]

ويمكن أن يسهم سوء التغذية الحاد ونقص العناصر الغذائية والبروتين في ضمور العضلات، لأن العناصر الغذائية والبروتينات ضرورية لتطوير العضلات بشكل طبيعي ومهمة لوظيفتها. وهذا الافتقار إلى التغذية الكافية يمكن أن يحدث نتيجة لعدة أمراض، واتباع الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى البروتين، وقد يرتبط أيضا بالأدوية القوية ، مثل بعض أدوية السرطان. قد تنتج سوء التغذية نتيجة لبعض الأمراض التي تؤثر على امتصاص الجسم للمواد الغذائية، مثل القولون العصبي أو الداء البطني. وهناك الكثير من الأمراض والحالات التي تسبب ضمور في الكتلة العضلية.على سبيل المثال، الأمراض مثل السرطان والإيدز، حيث يمكن أن يتسببا في متلازمة هزال الجسم تسمى «دَنَف»، والذي يعرف بالضمور الحاد للعضلات. كما توجد متلازمات وحالات أخرى تسبب ضمور العضلات الهيكلية، مثل فشل القلب الاحتقاني وأمراض الكبد.

العمر

[عدل]

مع تقدم العمر، يقوم جسم الإنسان بانتاج كميات أقل من البروتينات، مما يؤدي إلى ضمور العضلة وانكماشها. خلال التشيخ، هناك نقص تدريجي في القدرة على الحفاظ على وظيفة العضلة وكتلتها. هذه الحالة من ضمور العضلات تسمى بالساركوبينيا (الفقر من اللحم)، ويمكن تميزها عن الضمور بالفيزيولوجيا المرضية. في حين أن المسبب الرئيسي لضمور العضلات (الفقر من اللحم) غير معروف، فمن الممكن أن تحدث بواسطة مجموعة من الفشل التدريجي في «الخلايا الساتِلَة» التي تساعد في تجدد ألياف العضلات الهيكلية، وتقلل من حساسية أو توافر عوامل النمو المفرزة الحرجة والتي هي ضرورية للحفاظ على كتلة العضلة وبقاء الخلايا الساتِلَة.[12]

حثل عضلي، التهاب العضل، حالات عصبون حركي

[عدل]

الضمور المرضي للعضلات من الممكن أن يظهر مع الأمراض للأعصاب الحركية، أو مع الأمراض لأنسجة العضلة نفسها. من الأمثلة على أمراض ضمور الأعصاب تتضمن مرض شاركو-ماري-توث، شلل الأطفال، التصلب الجانبي الضموري (مرض لو جيهريج)، و متلازمة غيلان باريه. ومن الأمثلة على أمراض ضمور العضلات تتضمن الحتل العضلي، ضمور العضلات، التأتر العضلي الخلقي، والضمور العضلي.

إن التغير في التعبير عن أشكال قنوات الصوديوم المتشابهة والنشاط الذاتي في العضلات تسمى الرجفان من الممكن أن تسبب ضمور العضلات أيضاً.

ضمور الغدة

[عدل]

يحدث ضمور الغدة الكظرية خلال الاستخدام الطويل للستيروئيدات خارجية المنشأ مثل بريدنيزون. يمكن أن يحدث ضمور في الثديين مع انخفاض هرمون الاستروجين لفترات طويلة، كما هو الحال مع مرض فقدان الشهية العصبي أو انقطاع الطمث. ضمور الخصية مع الاستخدام المطو لستيرويد الجنس الخارجي المنشأ (سواء الاندروجين أو هرمون الاستروجين) للحد من إفراز موجهة الغدد التناسلية.

ضمور النسيج الدهني

[عدل]

قد يكون ضمور النسيج الدهني ضمورا معمما كما في حالات نقص التغذية لفترات طويلة، وقد يكون موضعيا والذي يسمى بالحثل الشحمي.

ضمور المهبل

[عدل]

بعد سن اليأس للأنثى، تصبح جدران المهبل رقيقة (الْتِهابُ المَهْبِل الضُّمورِيّ). إن آلية الحالة المرتبطة بالعمر ليست واضحة لحد الآن. رغم أن هناك نظريات أن التأثير يحدث بسبب نقص في مستويات الإستروجين.[13] هذا الضمور، وذاك الذي للثديين، متناسقان مع دور التوازن (التطور الطبيعي) للضمور بشكل عام، حيث أن الجسم بعد انقطاع الطمث لا يحتاج للمزيد من المتطلبات البيولوجية الوظيفية للحفاظ على الجهاز التناسلي الذي توقف بشكل دائم.

ضمور ناتج عن المواد الكيميائية

[عدل]

في حالات التسمم المزمن بالزرنيخ ، تحدث تغيرات تنكسية في الأعصاب الطرفية، مما يؤدي إلى ضعف وضمور في الأنسجة (عادة الأرجل أو الذراعين) التي توزع عليها الأعصاب. وقد يحدث ذلك أيضا مع الاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن التسمم المزمن بالرصاص. ولكن الضمور الناتج عن المواد الكيميائية ليس بالشائع.[4]

أمثلة

[عدل]

الأبحاث

[عدل]

دواء واحد تحت الاختبار يبدو أنه يمنع نوع من فقدان العضلات في المرضى غير المتحركين، طريحي الفراش.[14] ظهر على الفئران المختبرة أنها تمنع نشاط البروتين الموجود في العضلة المسبب لضمور العضلات.[15] ومع ذلك، تأثير المدى الطويل للدواء على القلب يمنع الاستخدام الروتيني له للإنسان، ويجري البحث عن أدوية أخرى غيرها.[14]

أخرى

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ المعجم الموحد لمصطلحات علم الأحياء، سلسلة المعاجم الموحدة (8) (بالعربية والإنجليزية والفرنسية)، تونس: مكتب تنسيق التعريب، 1993، ص. 41، OCLC:929544775، QID:Q114972534
  2. ^ محمد الصاوي محمد مبارك (2003)، معجم المصطلحات العلمية في الأحياء الدقيقة والعلوم المرتبطة بها (بالعربية والإنجليزية)، القاهرة: مكتبة أوزوريس، ص. 58، OCLC:4769982658، QID:Q126042864
  3. ^ نزار مصطفى الملاح، معجم الملاح في مصطلحات علم الحشرات (بالعربية والإنجليزية)، الموصل: جامعة الموصل، ص. 90، QID:Q118929029
  4. ^ ا ب "atrophy | Definition, Types, & Effects". Encyclopedia Britannica (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-10-29. Retrieved 2021-02-15.
  5. ^ Cepeda, Sergio; Griffith, Ann V. (1 May 2018). "Thymic stromal cells: Roles in atrophy and age-associated dysfunction of the thymus". Experimental Gerontology. Aging and Immunity 2017 (بالإنجليزية). 105: 113–117. DOI:10.1016/j.exger.2017.12.022. ISSN:0531-5565. PMC:5869099. PMID:29278750. Archived from the original on 2021-02-16.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق PMC (link)
  6. ^ Rebecca؛ Pillarisetty، Leela Sharath (2020). StatPearls. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing. PMID:30969526. مؤرشف من الأصل في 2019-10-21.
  7. ^ W. T. Councilman (1913). "Chapter Two". Disease and Its Causes. New York Henry Holt and Company London ويليام ونورغيت  [لغات أخرى]‏ The University Press, Cambridge, U.S.A. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  8. ^ "Definition of SENILE". www.merriam-webster.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-01-04. Retrieved 2021-02-15.
  9. ^ "Aging changes in skin: MedlinePlus Medical Encyclopedia". medlineplus.gov (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-01-27. Retrieved 2021-02-15.
  10. ^ Britannica Educational (1 Apr 2010). Bone and Muscle: Structure, Force, and Motion (بالإنجليزية). Britannica Educational Publishing. ISBN:978-1-61530-249-9. Archived from the original on 2021-02-16.
  11. ^ Pourhassan, Maryam; Rommersbach, Nikola; Lueg, Gero; Klimek, Christiane; Schnatmann, Mirja; Liermann, Dieter; Janssen, Gregor; Wirth, Rainer (12 May 2020). "The Impact of Malnutrition on Acute Muscle Wasting in Frail Older Hospitalized Patients". Nutrients (بالإنجليزية). 12 (5): 1387. DOI:10.3390/nu12051387. ISSN:2072-6643. PMC:7285195. PMID:32408708. Archived from the original on 2020-11-26.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق PMC (link) صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  12. ^ Campellone، Joseph V. (22 مايو 2007). "Muscle atrophy". مدلاين بلس. مؤرشف من الأصل في 2007-10-13. اطلع عليه بتاريخ 2007-10-02.
  13. ^ "Types of Atrophy". مؤرشف من الأصل في 2007-09-28. اطلع عليه بتاريخ 2007-10-02.
  14. ^ ا ب "Drug could stop muscle wasting'". NetDoctor.co.uk. 25 مايو 2006. مؤرشف من الأصل في 2009-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2006-05-27.[وصلة مكسورة]
  15. ^ Wang X, Hockerman GH, Green Iii HW, Babbs CF, Mohammad SI, Gerrard D, Latour MA, London B, Hannon KM, Pond AL (24 مايو 2006). "Merg1a K+ channel induces skeletal muscle atrophy by activating the ubiquitin proteasome pathway". FASEB J. ج. 20 ع. 9: 1531–3. DOI:10.1096/fj.05-5350fje. PMID:16723379.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)