عائشة الحرة

عائشة الحرة
معلومات شخصية
الميلاد القرن 15  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
مكان الوفاة فاس  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
الإقامة غرناطة  تعديل قيمة خاصية (P551) في ويكي بيانات
مواطنة الأندلس تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الديانة الإسلام  تعديل قيمة خاصية (P140) في ويكي بيانات
الزوج أبو عبد الله محمد الحادي عشر
أبو الحسن علي بن سعد  تعديل قيمة خاصية (P26) في ويكي بيانات
الأولاد أبو عبد الله محمد الثاني عشر  تعديل قيمة خاصية (P40) في ويكي بيانات
الأب أبو عبد الله محمد العاشر  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
مناصب   تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة ملكة حاكمة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

عائشة الحرَّة والدة آخر ملوك غرناطة أبي عبد الله الصغير الذي اشتهر بكونه آخر ملك مسلم في بلاد الأندلس[1]. كانت واحدة من الشخصيات البارزة في التاريخ الأندلسي. سميت بـ "الحرة" تمييزًا لها عن الجارية الرومية التي كانت زوجة لزوجها السلطان أبو الحسن، أو تكريمًا لها على طهارتها وشجاعتها ومواقفها القوية.

كانت عائشة تنتمي إلى أسرة بني نصر الحاكمة في غرناطة، وزواجها من السلطان أبو الحسن كان لتحسين مكانته وتأكيد حقه في العرش. ومع اشتداد الصراع السياسي في غرناطة، تصاعدت مؤامرات ضرتها ثريا الرومية التي كانت تسعى للسيطرة على العرش من خلال أولادها. لكن عائشة الحرة، التي كانت ذات نفوذ قوي في البلاط، لم تستسلم وبدأت في تدبير وسائل المقاومة مع أنصارها، بما فيهم أسرة بني سراج، وأخذت تحرص على ضمان حق أولادها في العرش. أصبحت عائشة الحرة رمزًا للمقاومة، وظلت شخصيتها حية في ذاكرة التاريخ الإسباني والمغربي على حد سواء. وحتى اليوم، يحترم الإسبان هذه المرأة العظيمة، وقد أطلقوا على منزلها في حي البيازين في غرناطة اسم "دار الحرة"، حيث لا يزال يذكرها التاريخ بكل تقدير.[2]

النهاية

[عدل]

ذكر المؤرخون أن لقب "الحُرة" أُضيف إلى اسم عائشة، وهو لقب يُترجم إلى "امرأة ذات سيادة"، ليصبح جزءًا من اسمها. ويرى صاحب كتاب "نهاية الأندلس" أن هذا اللقب أُطلق تمييزًا لها عن الجارية الإسبانية التي تزوجها السلطان أبو الحسن، أو ربما كان تقديرًا لطهرها ورفعة صفاتها أو لمواقفها القوية[1] .[2]

لعبت هذه المرأة دورا مهما في إنقاذ عرش غرناطة من مؤامرات ضرتها ثريا الرومية وثبات الغرناطيين أمام النصارى وخاصة في بعث روح المقاومة لدى ابنها الملك أبي عبد الله الصغير. احتفظ الإسبان إلى يومنا هذا باحترام وتقدير لهذه المرأة وألفوا حولها القصص والأساطير وحافظوا على منزلها في حي البيازين الشهير بغرناطة المعروف اليوم بـقصر دار الحرة.

ظهر ابن عائشة أبو عبد الله الصغير في وادي أش وثار على أبيه وخلعه عن الحكم، وقامت حرب أهلية بين الابن والأب الذي التجأ إلى أخيه أبو عبد الله محمد الثالث عشر حاكم مالقة.

وبعد وفاة أبي الحسن اشتدت الحرب بين أبي عبد الله الصغير وعمه أبو عبد الله محمد الثالث عشر وقسموا المملكة المسلمة إلى شطرين. وقد استغل العدو النصراني الفرصة وانقض أولا على ما بيد الزغل من أراضي فاستسلم هذا الأخير ودخل تحت لواء فرناندو الثاني ملك أراغون وزوجته إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة. وبقي ما بيد أبي عبد الله الصغير وقد اعتقد النصارى أنه سيسلم لهم مفاتيح البلاد دون مقاومة. لكن هنا ظهر الدور الكبير لعائشة الحرة التي حرّضت ابنها على المقاومة وساعدها على إذكاء روح المقاومة رجل قلّما ذكره التاريخ وهو موسى بن أبي الغسان الذي أسكت كل الأصوات الداعية إلى الاستسلام. وفعلا استجاب أبو عبد الله الصغير للتحريض وظهرت منه بطولات محترمة في جهاد الإسبان لكن هذا لم يمنع من الاستسلام أخيرا للقوة الإسبانية. بعد هذا الاستسلام وخروج أبي عبد الله متحسرا باكيا من غرناطة وحمرائها.

حسب الأسطورة والرواية الشعبية فالمكان الذي ألقى منه نظرته الأخيرة على غرناطة ما زال معروفاً باسم (زفرة العربي الأخيرة) (بالإسبانية: el último suspiro del Moro)‏ وبكى فقالت له أمه «عائشة الحرة»

«ابكِ مثل النساء مُلكاَ مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال»

هناك مقولة قل من يذكرها ذكرها التاريخ بزفرة العربي الأخيرة وفي الحقيقة هو ألتفت للخلف وصعد على صخرة وألتفت نحو القصور والمدينة وتنهد تنهيدة حارة للقصور والملك الذي ضاع منه وتسمى ( تنهيدة المحزون ) وعندها نظرت اليه أمه وقالت أضعت ملك أباءك إلى آخر القصة . وهكذا سميت تنهيدة المحزون.[3]

وفاتها

[عدل]

تذكر المصادر التاريخية أن عائشة الحرة، التي عاصرت النهاية المؤلمة لسقوط غرناطة، انتقلت مع أسرتها إلى المغرب في عام 1493. ويُعتقد أنها توفيت في مدينة فاس قبل وفاة ابنها بفترة طويلة، لكن لا يُعرف على وجه التحديد تاريخ وفاتها أو مكان دفنها[1].

رثاء الأندلس

[عدل]

قال الشاعر (سينية شوقي):

من (لحمراء) جللت بغبار الدهر
كالجرح بين برء ونكس
كسنا البرق لو محا الضوء لحظاً
لمحتها العيون من طول قبس
حصن (غرناطة) ودار بني الأحمر
من غافل ويقظان ندس
جلل الثلج دونها رأس (شيرى)
فبدا منه في عـصائب برس
سرمد شيبه، ولم أر شيئاً
قبله يرجى البقاء وينسي
مشت الحادثات في غرف الحمراء
مشي النعي في دار عرس
هتكت عزة الحجاب وفضت
سدة الباب من سمير وأنسي
عرصات تخلت الخيل عنها
واستراحت من احتراس وعس
ومغان على الليالي وضاء
لم تجد للعشي تكرار مس
لا ترى غير وافدين على
التاريخ ساعين في خشوع ونكس
نقلوا الطرف في نضارة
آس من نقوش، وفي عصارة ورس
وقباب من لازورد وتبر
كالربى الشم بين ظل وشمس
وخطوط تكفلت للمعاني
ولألفاظها بأزين لبس
وترى مجلس السباع خـلاء
مقفر القاع من ظباء وخنس
لا (الثريا) ولا جواري الثريا
يتنزلن فيه أقمار إنس
مرمر قامت الأسود عليه
كلة الظفر لينات المجس
تنثر الماء في الحياض جماناً
يتنزى على ترائب ملس

قال البحتري:

عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهراً فَصارَت
لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتـَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ
موقَفاتٍ عَلى الصـَبابَةِ حُبسِ

[2]

انظر أيضًا

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب ج "عائشة الحرة والدة آخر ملوك غرناطة". الجزيرة نت. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-26.
  2. ^ ا ب ج "عائشة الحرة والدة آخر ملوك غرناطة". 20 يناير 2022. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-26.
  3. ^ كتاب مذكرة الدكتور جلال عطاري الجامعية في الأدب الأندلسي من البداية إلى النهاية (2006)، ج. 1، ص. 54.