يشير عرض المسوخ (بالإنكليزية: Freak Show) إلى معرض للنوادر البيولوجية، والتي يُشار إليها في الثقافة العامة بـ«مسوخ الطبيعة»، فيتضمن بشراً ذوي أجساد غير طبيعية، كالضخمة منها أو الصغيرة أكثر مما ينبغي، أو التي تمتلك صفات جنسية ثانوية ذكرية وأنثوية معاً، وأشخاصاً مصابين بأمراض وحالات غريبة، بالإضافة إلى استعراضات من المتوقّع أن تكون صادمة للمشاهدين، كما شوهد أفراد تفيض أجسادهم بالوشوم أو الثقوب في عرض المسوخ، علاوةً على مؤدّي الممارسات الجسدية الجاذبة للانتباه، كأكل النيران وابتلاع السيوف.
أصبحت عروض المسوخ في أواسط القرن السادس عشر وسائل تسلية شائعة في إنكلترا،[1] إذ بدأ التعامل مع التشوهات على أنها مصدر لللاهتمام والترفيه، وتزاحمت الجموع لتراها معروضة، ومن الأمثلة الحديثة المبكرة على تلك العروض، ذاك الذي أُقيم في بلاط تشارلز الأول ليعرض لازاروس وجوانيس بابتيستا كولوريدو، وهما أخوان ملتصقا الجسدين وُلدا في جنوة في إيطاليا، فبدا لازوروس طبيعيا عدا عن تدلي جسد أخيه ناقص النمو من صدره، وفي خارج أوقات العرض، كان لازاروس يغطي جسد أخيه ليتلافى الاهتمام غير الضروري.[2]
إلى جانب المعارض، شاعت عروض المسوخ في الحانات والساحات، بالترافق مع عروض لمواهبهم، فعلى سبيل المثال في القرن الثامن عشر، متّع ماثياس باكينغار، المولود دون أطراف علوية أو سفلية، الحشود بعروض سحرية وموسيقية مذهلة في كل من إنكلترا، وإيرلندا لاحقاً.[3]
نضجت عروض المسوخ في القرن التاسع عشر في كل من إنكلترا والولايات المتحدة الأمريكية كمشاريع ناجحة تُدار تجارياً،[1] وخلال أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بلغت عروض المسوخ أوج شهرتها، فشهدت تلك الفترة عروضاً منظمة وربحية لأشخاص يمتلكون نوادر جسدية، أو ذهنية أو سلوكية، ورغم أن بعضها لم يكن حقيقياً وإنما ادعاءً، كان يُعتبر الاستغلال بداعي الربح جزءاً مقبولاً من الثقافة الأمريكية.[4]
وقد أدّت جاذبية عروض المسوخ لانتشار تلك المُشاهدة منها في المنتزهات، والسيركات، ومتاحف الدايم والفودفيل، وعرض المروّجون وأًصحاب الاستعراضات جميع أنواع المسوخ، وغالباً ما قُدّم الأشخاص الذين بدت بشرتهم غير بيضاء أو امتلكوا إعاقة ما على أنهم من أعراق وثقافات مجهولة، أو بشر غير مُكتشفين من قبل، وذلك لجذب المشاهدين،[5] فعلى سبيل المثال، وُصف أولئك المصابون بصغر رأس، وهي حالة تتعلق بتخلف عقلي وتتميز برأس صغير جداً ومدبب، وبنية صغيرة بشكل عام، بكونهم «حلقات مفقودة» أو عينات رجعية لعرق منقرض.
من ناحية أُخرى وُصف الأقزام المصابون بلاتصنّع الغضروف، الذين لا يتناسب الرأس والأضلاع لديهم عادة مع الجذع، على أنهم من الوضع الغريب، وكذلك صُنّف الذين غابت عنهم الأذرع، أو الأرجل أو الأطراف عموماً ضمن الوضع الغريب، وأُطلقت عليهم أسماء حيوانية بشرية، مثل الرجل الأفعى، والرجل الفقمة.[6]
كما صادق أطباء على عروض المسوخ تلك، واستخدموا مصطلحات طبية يعجز الكثير عن فهمها، ولكنها أضافت انطباعاً بالموثوقية على الإجراءات، وقد روّجت ثقافة عروض المسوخ لطريقة معينة من التفكير حول النوع الاجتماعي، والعرق، والشذوذ الجنسي، والعرقية والإعاقة.[7]
وشكّلت تلك العروض مساحة سمحت للعامّة بتفحّص أجسام تختلف عن خاصتم، من داكني البشرة، وضحايا الحروب والأمراض، للأجسام الملتبسة جنسياً، فشعر الناس بأن دفع النقود لمشاهدة أولئك «المسوخ» قد سنح لهم تفضيل أنفسهم عليهم.[8]
أما خلال العقد الأول من القرن العشرين فكانت شعبية عرض المسوخ قد بدأت بالتضاؤل،[9] وبحلول أربعينيات القرن العشرين أخذت بخسارة جمهورها، فأدار عدد كبير من الأشخاص ظهورهم لعروض كهذه،[10] وعلى عكس دعم العلم في القرن التاسع عشر لنمو عروض المسوخ وإجازتها، ساهم تناول الشذوذات البشرية بمنحى طبي في إنهاء غموض تلك العروض وجاذبيتها.[10]
يمتلك عرض الغرائب البشرية تاريخاً طويلاً:
جولة لازاروس كولوريدو وأخوه جوانيس بابتيستا الملتصق بقصّه في أوروبا.[11]
جمع بطرس الأعظم العظيم الغرائب البشرية في ما يعرف اليوم بسان بطرس بورغ في روسيا.[12]
معرض لمخلوق أُخذ من غينيا، وعُرض على أنه أنثى بطول 4 أقدام تقريباً، جميع أجزائها أنثوية ما عدا الرأس الذي يشبه القرد.[13]
أقامت آنا إيفانوفا ابنة أخ بطرس الأعظم موكباً من سيرك مسوخ جعلت فيه الأمير ميخائيل أليكسيفيتش غاليتزين يرافق عروسته أفدوتيا إيفانوفا بوزينينوفا لقصر ساخر مصنوع من الجليد.
عُرضت سارة بارتمان (المعروفة أيضاً بفينوس الهوتنوت) في إنكلترا وفرنسا.[14]
بدأ «التوأمان السياميان الأصليان» تشانغ وإينغ بانكر الاستعراض عام 1829، وقد كانا ملتصقين جسدياً، وتوقفا عن الاستعراض عام 1870 نظراً لتعرض تشانغ لسكتة.[15]
في عام 1842 قُدّم تشارلز شيروود ستراتون على منصة عرض للمسوخ بلقب «الجنرال عقلة الإصبع»، إذ كان مُصاباً بقزامة نتيجة قصور في النخامية، وتوقف عن الاستعراض عام 1883 نتيجة سكتة أدّت إلى وفاته.[15]
بدأ ماكسيمو وبارتولا بالاستعراض في عروض للمسوخ عام 1849، على أنهما «آخر شعب الأزتيك المكسيكي القديم»، وكان كلاهما مصاباً بصغر رأس، وتوقفا عن الاستعراض عام 1867 بعد تزوجهما من بعضهما.[15]
قُدّم هيرام وبارني ديفيس على أنهما «الرجلان البريّان من بورنيو»، وقد كان كلا الأخوين مُعاقين ذهنياً، وتوقفا عن الاستعراض عام 1905 بعد وفاة هيرام ديفيس.[16]
عرض توم نورمان جوزيف ميريك تحت مسمى «الرجل الفيل» في الطرف الشرقي من لندن.[17]
بدأت الأختان التوأمان الملتصقتان ديزي وفايوليت هيلتون بالاستعراض بعمر الرابعة في عام 1912، وتزايدت شهرتهما خلال عشرينيات وحتى ثلاثينينات القرن العشرين، فأدتا رقصات وعزفتا على آلات موسيقية، وتوقفتا عن الاستعراض عام 1935 جراء مشاكل مالية.
يروي فيلم تود براونينغ، مسوخ، في العصر السابق لقانون إنتاج الأفلام قصة عرض مسوخ متجوّل، وقد حرّض استخدامه مسوخاً حقيقيين اهتياج العامّة، فعُتّم على الفيلم حتى إعادة إطلاقه عام 1962 في مهرجان كان السينمائي،[48] وكانت ديزي وفايوليت هيلتون المذكورتان نجمتيه.[18] [19]
عرض بوبي رينولدز الأخوين ألبيرت وألبيرتا كاراس،[50] واللذين كان كل منهما نصف رجل ونصف امرأة، في جولات عروض جانبية.
استعرض سيرك جيم روز في مهرجان لولابلوزا، مستهلّاً موجة جديدة من المؤدّين وعودة الاهتمام بهذا النمط من العروض.
أُطلقت النيران على غرادي ستايلز (الرجل السلطعون) في منزله الواقع في غيبسونتون في فلوريدا.[20]
قدم منسق الموسيقى الصادم (وهو مذيع راديو أو منسق موسيقى يسلّي المستمعين أو يجذب انتباههم بواسطة فكاهة و/أو مبالغة ميلودرامية يجدها البعض مهينة) مانكو مولر من شيكاغو عرض مانكو للمسوخ في المركز المتحد في أواسط عام 1996 لجمهور بلغ عدده 30,000 شخص، وتضمن العرض كاثي ستايلز وشقيقها غرادي الثالث، المعروفين بالتوأمين السلطعون.[21]
بدأ عرض الأخوين غريم الجانبي لكين هارك في موكب السيرك الكبير في ميلووكي الواقعة في ويسكونسن، وتضمن سيدة بدينة وميليندا ماكسي ذات اللحية، بالإضافة إلى أشخاص حوّلوا أنفسهم لمسوخ، مثل ذا إنيغما(الأحجية) وكاتزن، وفي السنوات التالية تضمن العرض نصف الصبيّ جيسي ستيتشر، وخيسوس تشوي أسيفيتش الفتى المكسيكي المستذئب، وذا ستوكينغ كات (القطة المطاردة)، وتجوّل الأخوان غريم مع مهرجان أوز فيست الموسيقي في الأعوام 2006، و2007 و2010.[22]
أُنشئ «عرض مسوخ العيون الـ999»، ورُوّج له على أنه آخر عرض مسوخ حقيقي متجول في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عرض المسوخ بطريقة إيجابية للغاية، مؤكداً على أن الغريب جميل، ومن بين المسوخ المعروضين بلاك سكوربيون (العقرب الأسود).[23]
جمع وين شونفيلد عدة مؤدّين لعروض جانبية في ما سُمّي مؤتمر سيرك لوس أنجيلوس للمسوخ وغريبي الأطوار، وذلك لتصويرهم من أجل سيرك الشمس (بالفرنسية: Cirque Du Soleil)، ومن بين الحاضرين كان بيل كوين؛ نصف الرجل، وبيرسيلا؛ السيدة البدينة، ومايك مورغا الجبّار؛ القزم الجبّار، ودييغيتو إل نيغريتو؛ الرجل البرّي، وكريستوفر لاندري، وآكلي نيران، ومبتلعي سيوف، وغيرهم المزيد.[24][25]
Matthew Buchinger was born in Germany, without hands or feet, on the 3rd of June, 1674. He came over to England, from Hanover, in the retinue of George the first, with whom he expected to have ingratiated himself, by presenting to his Majesty a musical instrument of his own invention, resembling, we believe, a flute, and on which he played with considerable skill. ...