جزء من سلسلة مقالات حول |
نظم الحكومات |
---|
بوابة السياسة |
العصبية القبلية[1][2][3] أو العنصرية القبلية أو النزعة القَبلية[3] أو النزعة العشائرية [3] هي مصطلح يعنى الموالاة بشكل تام للقبيلة أو العشيرة أو العائلة ومناصرتها ظالمة أو مظلومة. وكتعريف وهي أحد أنواع العصبيات المندرجة تحت السلوك الإنساني. ويطلق هذا المصطلح أحيانا على العصبية المذهبية والعصبية الطائفية والعصبية المناطقية
وهذه العبارة مشتقة من الكلمتين التاليتين:
وقد اشتهر العرب قبل الإسلام بهذا الخلق حتى أن الحروب كانت تقوم وقد يقتل المرء فقط بسبب قبيلته أو انتماءه سبيل ذلك . ولله الحمد جاء الإسلام و قضى عليها.
كان المجتمع العربي في الجاهلية مجتمعاً قبليّاً في البوادي والحواضر تحكمه القوانين والأعراف التي تضمن للقبيلة بقاءها، ولذلك شاعت بينهم العصبية وكانت هذه العصبيَّة على طبقات تناسب الجماعة التي ينتسب إليها أحدهم، فهو في قبيلته يتعصب لأسرته على سائر الأسر، والبطن الذي هو منه على سائر البطون، ويتعصب للقبائل التي يجمعها مع قبيلته أب واحد قريب على القبائل التي يجمعها مع قبيلته أب بعيد، وإلى جانب رابطة الدَّم هذه كانت روابط أخرى كالولاء والجوار والتحالف والمصاهرة، وكلُّها داعيةٌ إلى ضروب من التَّعصب متفاوتة القوة، وتقتضي هذه العصبيَّة أموراً تدلُّ عليها أمثالهم وأشعارهم، ومنها أن يكون همُّ القبيلة والدفاع عنها مقدَّماً على ما سواه من الهموم الخاصَّة، ولاسيَّما إذا كان الرَّجل سيِّداً في قبيلته، وفي ذلك يقول عامر بن الطُّفيل العامري:[4]
وتقتضي أن تنصر القبيلةُ أيَّ فرد منها على من سواه، ظالماً كان أو مظلوماً، من دون أن يسـألوا عن الحق إلى أي جانبٍ هو، ولذلك أثنى قريط بن أنيف العنبري على بني مازن لاجتماعهم عند الحفيظة، فقال:
ويظهر تعصب الجاهلي لأقاربه الأدنين على أقاربه الأبعدين في مثل قول قيس بن زهير العبسي حين قتـل حمل بن بدر الفزاري الذبياني في حرب كانت بين الحيين، وكلاهما من غطفان:[5]
وكان على القبيلة أن تحمل مجتمعـةً عواقب أي جناية يجنيها أحد أفرادها أو تُجنى عليها، ولذلك قالوا في أمثالهم: «في الجريرة تشترك العشيرة». ومن مظاهر العصبيَّة القبليَّة أن الجاهليَّ كان عليه أن يسير في ركاب الجماعة، ولو كان يراهم على غير هدى، حفاظاً على وحدة كلمتهم، ويصوِّر ذلك دريد بن الصِّمَّة في قوله:
"الناس من جهة التمثيل أكفاء *** أبوهم آدم، والأم حواء
فإن يكن لهم من بعد ذا نسب *** يفاخرون به، فالطين والماء" |
||
"أبي الإسْلامُ لا أَبَ لِي سِوَاهُ *** إِذَا هَتَفُوا بِبَكْرٍ أَو تَميمِ
بدعوى الجاهلية لم أجبهم *** ولا يدعوا بها غير الأثيم" |
||
"أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ *** إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة *** أم حديد أم نحاس أم ذهب، بل تراهم خلقوا من طينة *** هَلْ سِوَى لَحْمٍ وعَظْمٍ وَعصَب " |
||
"الناس للناس من عرب ومن عجم *** بعض لبعض وان لم يشعروا خدم" | ||
"آل النبي همُ أتباعُ ملتهِ *** من الأعاجم والسودانِ والعربِ ؛
لو لم يكن آله إلاّ أقاربه *** صلى المصلي على الطاغي أبي لهبِ " |
||
— الهبل |
في عقد التسعينات من القرن العشرين، قامت حرب قبلية بين قبيلتان من رواندا، هما قبيلة الهوتو وكانوا مزارعين يكدحون في الأرض يستخرجون منها معاشا متواضعا، وقبيلة التوتسي وهم قبيلة أقل عددا من الرعاة تمكنوا من السيطرة على الأغلبية من الهوتو بفضل الأموال التي كانت تدرها عليهم تربية قطعان الأبقار. الزواج المختلط بين افراد القبيلتين وتعاقب الزمان شكلا ثقافة ودينا ولغة مشتركة بين القبيلتين طمست تلك الانقسامات الاثنية، لكن بدلا من أن تكون القبيلتان متمايزتين أصبح ينظر إلى قبيلة التوتسي على أنهم الحكام وقبيلة الهوتو على أنهم المحكومون